شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في مجال الثقافة، بعد أن تحولت الثقافة إلى أحد أعمدة رؤية المملكة 2030، وركيزة أساسية في التنمية المجتمعية والاقتصادية.
ومنذ تأسيس وزارة الثقافة عام 2018، توالت المبادرات والمشروعات التي عززت مكانة المملكة على الخريطة الثقافية إقليمياً وعالمياً، ورسخت حضورها في مختلف المحافل الدولية.
صدر أمر ملكي في 17 رمضان 1439هـ الموافق 2 يونيو 2018م بإنشاء وزارة باسم وزارة الثقافة، لتنقل إليها المهمات والمسؤوليات المتعلقة بالنشاط الثقافي.
كما وافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على اقتراح سمو ولي العهد بإنشاء إدارة باسم “إدارة مشروع جدة التاريخية” ترتبط بالوزارة، مع تخصيص ميزانية مستقلة لها.
النشاط الثقافي السعودي
وقبل ذلك، كانت “الهيئة العامة للثقافة”، التي صدر أمر ملكي بإنشائها في مايو 2016م، هي المسؤولة عن النشاط الثقافي في المملكة.
وفي يوليو 2019م صدر قرار مجلس الوزراء بنقل مهام تنظيم فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (مهرجان الجنادرية) من وزارة الحرس الوطني إلى وزارة الثقافة.
وفي يوليو 2020م صدرت موافقة المقام السامي الكريم على مقترح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بشأن توجيه الجهات الحكومية باقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية الوطنية في مقراتها، والتأكيد على الاقتصار على الأعمال الفنية الوطنية وفق دليل تعده وزارة الثقافة.
مبادرات ومشروعات نوعية
وأطلقت مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية) العديد من المبادرات لتعزيز التعلم وتنمية مهارات الشباب، فيما شهد أبريل 2021 إطلاق المخطط التصميمي لمشروع “رحلة عبر الزمن” في العُلا، تلاه في سبتمبر 2021 إطلاق مشروع “إعادة إحياء جدة التاريخية”.
كما دشنت في ديسمبر 2022 الدورة الأولى من جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين، التي تهدف إلى تكريم المتميزين من الأكاديميين والباحثين والفنانين في البلدين.
وتضمنت 27 مبادرة بارزة مثل: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، برنامج الابتعاث الثقافي، بينالي الدرعية، الجوائز الثقافية، المتاحف المتخصصة، المهرجانات الثقافية، برنامج ثقافة الطفل، مهرجان الطهي الوطني، ومدينة الثقافة السعودية.
المملكة واليونسكو
بدأت رحلة المملكة لتسجيل تراثها في قائمة التراث العالمي عام 2006، وتم إدراج مدائن صالح في 2008 كأول موقع سعودي في القائمة.
وتوالت الإنجازات بتسجيل مواقع مثل حي الطريف في الدرعية، وواحة الأحساء، ومنطقة حمى الثقافية بنجران، إلى جانب إدراج عناصر تراثية مثل القط العسيري، وحياكة السدو، والخط العربي في قوائم التراث غير المادي، كما انتخبت المملكة لعضوية لجان دولية مهمة في اليونسكو، ما عزز مكانتها الثقافية عالمياً.
طفرة في السينما السعودية
مع رؤية المملكة 2030، شهد قطاع السينما طفرة كبيرة، حيث افتتحت أول دار عرض في الرياض عام 2018، وتوالى بعدها افتتاح عشرات الدور في مختلف المدن.
وبلغت إيرادات القطاع منذ أبريل 2018 حتى مارس 2025 نحو 4.7 مليار ريال بحسب بيانات هيئة الإعلام المرئي والمسموع وهيئة الأفلام، فيما وصل عدد دور العرض إلى 66 داراً تضم أكثر من 600 شاشة، موزعة على 22 مدينة.
وفي إبريل 2025، أطلقت وزارة الثقافة نوعين جديدين من الخطوط هما “الخط الأول” و”الخط السعودي”، للتعبير عن الهوية الثقافية للمملكة وتعزيز حضور الخط العربي في التطبيقات المعاصرة، ضمن مستهدفات الإستراتيجية الثقافية الوطنية ورؤية 2030.
