في زمن التواصل الفوري والانتفاخ المعلوماتي، لم يعد الجاهل ذاك الذي لا يقرأ ولا يكتب، بل صار هو الذي يقرأ كل شيء ولا يفهم شيئاً، يكتب كثيراً ولا يقول شيئاً، يناقش مطولاً ولا يقترب من جوهر الفكرة.
يُخيفك الجاهل الذي لا يدرك أنه جاهل، أما الجاهل الذي يعتقد أنه مثقف، فهو كارثة تمشي على قدمين، ستجده يخوض في كل علم، ويُفتي في كل تخصص، ويتنقل بين النقاشات كما تتنقل الحشرات بين المصابيح.
الأمية المقنعة لها طبقات، بعضها يرتدي بدلة رسمية، وبعضها يحمل لقباً أكاديمياً ، وبعضها يدير مؤسسات، أو يُعلّق على الشاشات، أو يملأ المنصات الاجتماعية بتفاهات مغلّفة بالبلاغة، وتزداد الخطورة حين تتحول هذه الأقنعة إلى مرجعية، فتُمنح الثقة لمن لا يستحق، ويُتّبع من لا يعرف الطريق.
في عالم يختلط فيه الصوت العالي بالحجة، والكثرة بالحقيقة، والانتشار بالقيمة، يصبح الصمت معرفة. أن تصمت في حضرة الجهلاء المتفذلكين أصبح شكلاً من أشكال المقاومة النبيلة لأن الكلام وسط الجعجعة لا يُسمع، والحقائق تُدفن تحت طبقات من الزيف البليغ ، لم تعد المشكلة في من لا يعرف، بل في من يجهل أنه يجهل، ويعتقد أن معرفته نصف الطريق، بينما هي في الواقع حائط صدّ يمنعه من الوصول أصلًا.
اللغة، أداة العقل، أُصيبت في هذا الزمن بالتضخم الكاذب.
صار كل من يعرف ترتيب الكلمات يظن أنه مفكر، وكل من يُجيد تركيب الجمل يظن أنه فيلسوف. أما العمق، والتأمل، وتفكيك المعاني، فقد أُحيلت إلى التقاعد.للأسف، فإن هذه الأمية المقنّعة تُنتج رأياً عاماً مريضاً ، ونخبة زائفة، وتيارات فكرية مصنوعة في غرف مغلقة، لا تملك جذوراً ولا رؤى، الأمية المقنّعة تُحب التصفيق، تعشق المجاملات، وتخاف من الأسئلة. لذلك تحيط نفسها بأشباهها، وتطرد المختلفين، وتستبدل الحوار بالادّعاء. إنها لا تنمو إلا في بيئة تخاف النقد، وتُقدّس الرداءة. ولذلك تراها تتكاثر في المؤسسات، وتتسلل إلى الإعلام، وتنتشر في التعليم، وتعلو في السياسة، حتى تتحوّل المجتمعات إلى قطعان من المتناقضات: تعرف كل شيء، ولا تفهم شيئاً..!
في قلب هذه الأزمة، يولد سؤال مرّ: كيف يمكن لأمّة أن تتقدم بينما تفكّر بعقل غيرها، وتتبنّى أفكاراً لا تفهمها، وتقلّد سلوكاً لا يناسبها؟ كيف ننتج نهضة إذا كنا لا نجرؤ على الاعتراف بأن جزءاً كبيراً مما نُسمّيه معرفة، هو في الواقع استعراض أجوف؟ نحتاج إلى ثورة داخلية، لا تبدأ من الكتب بل من الشجاعة: شجاعة الاعتراف بأننا نحتاج إلى إعادة تربية عقولنا، وتنظيف معرفتنا من الزيف، وإعادة تعريف معنى أن تكون مثقفاً في زمن اختلط فيه البريق بالحريق.
إن أخطر أنواع الجهل، هو الجهل الذي يرتدي ثوب المعرفة، ويخدع الناس باسم التنوير. حين يختلط الباطل ببعض الحق، يُصبح كشفه أصعب، وهنا تكمن مأساة الأمية المقنعة.
إن الخطر الحقيقي ليس في الجهل، بل في غياب الوعي بالخطر. أن تمضي حياتك متوهّماً أنك تعرف، وأنت لا تعرف حتى حدود ما تجهل، فتلك مأساة لا تُنقذها كل الكتب ولا كل الألقاب. الأمية المقنعة سرطان ناعم، لا يُميت بسرعة، بل يُنهك الفكر، ويُشوه المعنى، ويقتل المستقبل تحت شعار مستعار.
فلنتوقف عن تزيين الجهل. لنمزّق الأقنعة. فالمعرفة لا تُقاس بعدد الكلمات، بل بعمق السؤال.
mohalarab75@gmail.com
46 درجة مئوية..
ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ليس بالحدث المستغرب بل هو في منطقتنا جزء طبيعي من حالة الطقس وبات معلوماً لدى الكثيرين مواعيد بلوغ درجات الحرارة أقصى ارتفاع لها ومتى يفترض أن تبدأ بالعودة للمعدلات الطبيعية، ومع كل ذلك يتعامل البعض مع الأمر وكأنه جاء دون سابق انذار.
درايتنا بمواعيد دخول الفصول وطبيعة درجات الحرارة في مناطقنا يفترض أن تنعكس على أمور كثيرة. ليس فقط ارتباطها بأوقات الإجازة الصيفية وتخطيط الرحلات السياحية ، بل الاستعداد لما قد يترتب عليها من تحديات.
ارتفاع نسبة نشوب الحرائق من التحديات التي يفترض أخذها في عين الاعتبار من مختلف شرائح المجتمع من أفراد وعوائل ومؤسسات.. وهناك مبادرات وحملات توعوية من الدفاع المدني يقدم عبرها العديد من النصائح والإرشادات للوقاية من الحرائق، سواء في المنازل أو أماكن العمل أو المنشآت العامة، وذلك بهدف الحفاظ على الأرواح والممتلكات، متعلقة بسلامة المباني وخطة الاخلاء وكذلك السلوك الشخصي وأهمية توفير أدوات السلامة، ويمكن دوما الرجوع إليها لزيادة المعرفة بهذه المسألة الغاية في الأهمية خاصة من رب الأسرة والمسؤول في أي منشأة.
على الصعيد الصحي هناك عدة مسائل يفترض الوقوف عندها خاصة أن الصيف يرفع مخاطر التسمم الغذائي، فالحرارة المرتفعة تُشكّل بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا في الأطعمة المكشوفة أو غير المحفوظة بشكل سليم، ما يرفع احتمالية الإصابة بأمراض حادة، ناهيك أنه في فصل الصيف يزيد معدل الإقبال على الوجبات الجاهزة.
ختاما، أن تصل درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية.. وأكثر أمر طبيعي، فليكن الوعي المجتمعي بالتحديات المصاحبة لذلك وكيفية الوقاية منها ضمن طبيعة حياتنا اليومية.
rm_aldossary@hotmail.com
كلمات ليست كالكلمات
لا يخفى على أحد أثر اللغة في التواصل بين البشر، فمن خلالها يعبرون عن مشاعرهم، من فرح أو حزن أو ألم، فقد تعمل الكلمات كمهندس يبني جسور التواصل والمحبة بين الناس، وقد تكون معول هدم يهدم البيوت وينهي العلاقات، وقد تكون واسطة الإنسان للوصول وقد تكون مفتاحا للقلوب، لكن تلك الكلمات على أنها مجرد حروف، إلا إنها قد تكون بثقل الجبال أو بخفة النسيم قد تكون قطرات ماء تروي قلب عطش و قد تكون إعصار تغرق في هوجائه الأنفس وهذا يعتمد على اللسان الذي تجري عليه.
«لا» كلمة صغيرة و مجانية لكنها عميقة الأثر و قد تكون باهظة الثمن، وقد تكون بلا هدف، فكم من «لا» دفع صاحبها عمره مقابلا لها، بل قد يكون الثمن أغلى من أن يطيقه وحده، فقد يدفعه معه أسرة كاملة من نساء ترمل وأطفال تيتم، وقد يكون الثمن مستقبل يضيع و أحلام تهدم وكأنها بيوت من بنيت من رمال، ف «لا» قد تكون موقف شجاع ورأي فعال.
وفي نفس الوقت قد تفضح سخافة وضحالة عقل قائلها، فقد تكون كدفتر الحضور والغياب في المدرسة تلفظ لمجرد إثبات الوجود، و الشعور بالأهمية، فتغدو بلا قيمة كورقة سقطت في يوم عاصف دون أن يشعر بها أحد.
ومن أثقل الكلمات على النفس البشرية «آسف»، وقد يخسر الإنسان نفسه وأقرب الناس إليه لرفضه النطق بها فهي من أغلى الكلمات ثمنا، فقد تعادل كرامة الإنسان، لذلك العاقل هو من يجنب نفسه قدر الإمكان الاحتياج لها، وذلك بتقدير الآخرين واحترامهم وعدم التقليل من شأنهم، فكرامة الإنسان تعادل روحه والله زرع الاعتداد بها في جميع الناس دون تفريق، ولكن من منا لم يخطئ يوما، وهنا يصبح الاعتذار من شيم الكرام وطيب أخلاقهم، غير أنه يرفع من شأن مقدمه لأنه يدل على أن الخطأ طارئ عليه وليس صفة متجذرة فيه.
أما أروع الكلمات و أعظمها أثر في النفس هي الكلمات التي تعبر عن مشاعر رقيقة كلمة حب و تقدير للزوجة تروي روحها وتعف نفسها وتحيي المودة وتغذي روافد نهر السعادة الذي تحيا على ضفافه عائلة سعيدة وأطفال مستقرين نفسياً، فأعظم هدية يقدمها الأب لأبنائه حبه لأمهم وكذلك الزوج يحتاج كلمة هينة لينة تزيل عن كاهله تعب يوم طويل وعناء الحياة خارج عشه الهانيء، أو كلمة بر يمسح بها الأبناء عرق جبين أب وعناء سهر ليالي أم كلاهما قدم كل ما يملك لتوفير حياة كريمة لأبنائهم، أو كلمة عطف على محتاج ترحم ذله و تجبر خاطره، أو كلمة تنصف بها مظلوم وأخرى تحي بها الأمل في نفس أغرقتها صعوبة الحياة في يأسها.
ومن هنا نعرف أن الكلمة ما هي إلا أداة حادة قد تكون مبضع جراح يشفي الألم ويعيد الأمل، وقد تكون سكين مدببة في يد لا تعرف الرحمة تجرح، وقد تقتل دون أن تبالي فرفقا بالقلوب، فنصل الكلمات جرحه عميق و أثر يحيا في الإنسان ما بقي.
nahednratrout@gmail.com
شهامة سعودية عابرة للأجيال
مع عرض العديد من القنوات هذا الأسبوع أفلام وثائقية عن حرب الخليج الثانية، التي بدأت شرارتها الأولى في الثاني من أغسطس 1990 بالغزو العراقي الغادر للكويت، تعيد شهادات القادة والمسؤولين حينها، التذكير بشهامة مواقف السعودية وقادتها مع كل جيرانها العرب، كحالة استثنائية في المنطقة التي تتسارع فيها الأحداث السياسية وتتبدل معها مصالح الدول وتبقى مواقف السعودية ثابتة في إغاثة الملهوف وتقديم العون للمحتاج بسخاء وبلا منة.
كانت السعودية سباقة في محاولة احتواء أزمة صدام المفتعلة عن حجم انتاج البترول من الكويت وأثره في سعر البرميل عالمياً، بالاعتماد على نفوذها في أوبك، وكان آخر المحاولات في أواخر يوليو 1990، قبل الغزو العراقي للكويت بأيام.
أهم ما توثقه تلك الحقبة، قرار السعودية التاريخي بالوقوف إلى جانب الكويت واعتبار مصير الدولتين واحد، وقيادة تحالف دولي ضخم وقيادة معركة انطلقت من الأراضي السعودية، إضافة إلى استضافة الحكومة الكويتية بمدينة الطائف و300 ألف مواطن كويتي في مختلف مدن البلاد.
وفي كل المنعطفات السياسية المفصلية، فإن المتابع للمشهد السياسي في المنطقة اليوم، هو تفرد السعودية بمواقفها النبيلة الثابتة تجاه الدول العربية، وتقديم العون دون انتظار ثمن، حتى مع تلك الدول أيدت صدام ضد السعودية وضد الكويت.
هي مواقف خالدة في التاريخ، بدأت بموقف الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود «طيب الله ثراه»، الرافض لعرض الرئيس الأميركي روزفلت بتهجير اليهود إلى فلسطين في العام 1945، وهو موقف ثابت في نصرة القضية الفلسطينية استمر في كل التحديات التي مرت بها في الحروب من اسرائيل، إذ رهنت السعودية أهم مواردها دعما للقضية في حرب 1973، كما تبنت مبادرتي سلام في عام 1981 وعام 2002 ووحدت صفوف الفرقاء كما في محطة اتفاق مكة المكرمة بين فتح وحماس في 2007.
وامتدت هذه المواقف لتشمل العراق في حرب الخليج الأولى ومصر في العدوان الثلاثي في 1956 ومع لبنان في كل وقت ولا أدل من اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية الأهلية، وقصص ومواقف تاريخية أخرى كبيرة ومشرفة بحجم نبل السعودية.
إن حلول الذكرى الــ 35 على حرب الخليج لا يوثق «الأحداث السياسية والاقتصادية والخسائر البشرية في حرب الخليج، باعتبارها تاريخ أول صراع عسكري كبير بين الدول العربية في منطقة الخليج» فحسب، بل يوثق أخلاق السعوديين الأصيلة وصورتهم المشرقة عبر الأجيال.
waleedalahmmed@yahoo.co.uk
حين يداهمنا الوداع وتبقى الحسرة
إنا لله وإنا إليه راجعون.. عبارة نقولها حين يخطف الموت من نحب، فترتجف الأرواح وتضيق الصدور، وكأنها اعتراف عاجز بأننا لا نملك شيئًا… لا نملك من نحب، ولا نملك حتى فرصة الوداع الأخيرة.
نرددها حين تُعلن الأرواح رحيلها، وتغلق الحياة بابًا لم نكن مستعدين لإغلاقه.
نقولها بألم، بدموع، بصمتٍ لا يُترجم ، لكنها في الحقيقة ليست فقط تسليمًا بالقضاء، بل جرس تنبيه أخير لما لم يُقال، ولما لم يُفعل، ولما كان يجب أن يكون.
الفقد موجع، لا لأن الموت نهاية، بل لأنه يُجبرنا على العيش مع «لو»
لو كنت قلت لهم كم أحبهم لو كنت اعتذرت… لو كنت بقربهم في لحظات كثيرة.
لو أنني لم أؤجل تلك الكلمة، وتلك الزيارة، وتلك المصافحة الأخيرة.
نمشي في دروب الحياة معتقدين أن الوقت ملكنا، وأن الأحبة باقون إلى أن نشاء.. نؤجل اللقاء، نختصر المكالمة، نغفل عن التعبير، نركض خلف همومنا ونعطي ظهورنا لمن أعطونا قلوبهم.
ثم تأتي لحظة… بل جزء من اللحظة الواحدة، تُغيّر كل شيء، حين يتوقف قلب من نحب عن النبض، ونكتشف أن “وداعًا” لم تكن في الحسبان
كم مؤلم أن نُجْبَر على الفقد، لكن ما هو أشد وجعًا أن نفقدهم وبيننا كلمات لم تُقال، وعناق لم يُمنح، ووقت كنا نظنه مؤجلًا.
نمضي في الحياة مطمئنين أن الجميع باقٍ، وأننا متى شئنا سنلتقي، ونتحدث، ونعتذر، ونحب. لكن الحقيقة أن الموت لا ينتظر، ولا يستأذن، يأتي فجأة، ويتركنا في صمتٍ يعجّ بالندم.
كم من أبٍ رحل دون أن يسمع من ابنه كلمة “أحبك”، وكم من أمٍ توفيت وقلوب أبنائها مثقلة بتقصيرٍ لا يُعادله اعتذار. كم من صديق أو قريبٍ غادر ولم نُخبره كم كان وجوده جميلاً في أيامنا.
لماذا ننتظر أن يخطفهم الموت لنبكي، ونتألم، ونتمنى؟
لماذا لا نقول الآن ما نشعر به؟ نُحبهم في الحياة، لا على أطراف القبور؟ نتحدث إليهم، لا عنهم بعد الرحيل؟
الأيام قصيرة، والفرص محدودة، والقلوب تحتاج إلى دفء الكلمات لا إلى برودة الصمت. لا تؤجلوا اللقاء، ولا تختصروا المكالمة، ولا تستهينوا بقوة الكلمة الصادقة، فهي قد تُنقذ روحًا من وجع، أو تُشعل فرحًا في صدرٍ خافت ، لاتستهينوا بعناق دافئ يُعيد بناء الثقة بالنفس فهو كإنتشال رجل الإنقاذ لشخص مُحاصر بألسنة اللهب لايرى منها نجاة
امنحوهم الحب الآن، فالوداع لا يمنح وقتًا للكلام.
ارسموا في قلوبهم ذكرى تبقى، حتى إن غبتم أو غابوا.
فالحب الحقيقي لا ينتظر النهاية… بل يصنع الحياة.
رحم الله من رحلوا، وألهمنا أن نحب من لانزال معهم؛ بصدقٍ لا يعرف التأجيل، وبقلبٍ لا يبخل على من يستحق.
success.1997@hotmail.com
الحياة لا تصفّق للراحة
«لولا سموم القيظ ما جاد النخيل» .. حين تصنع القسوة جمالًا !
في عمق هذه العبارة البسيطة، تنشأ واحدة من أعظم حكم الحياة الفلسفية:
إيضاحًا بأن الألم ليس دائمًا عدوًا، بل قد يكون في لحظات معينة أعظم معلّم.
كما أن النخيل لا يثمر إلا بعد أن يعبر صيفًا لاهبًا بسمومه، كذلك الإنسان لا يُثمر إلا بعد عبوره مواسم الصبر، والخسارات، والخذلان.
نعم يا صديقي، فالحياة لا تُصفّق للراحة، بل تُكافئ من عبر النار مرارًا وخرج منها أكثر نضجًا.
وهذا ما أدركه القدامى.. أجدادنا الذين لم تدرّسهم جامعات الحياة الحديثة، لكنهم قرأوا فصولها من لون الشمس، وصمت الليل، وصوت التعب في ظهورهم.
القيظ هنا ليس مجرد حرّ الصيف، بل رمز لكل ظرف قاسٍ قد يكون عائقًا جبارًا في لحظة ضعف، ثم يبدو سببًا تافهًا حين نعود للماضي بعد أن نتجاوزه.
وفي مقابل القيظ، يأتي «الجود».. تلك النتيجة الناضجة، الحلوة، المليئة بالقيمة.
فكما لا يُقطف التمر الطيّب إلا بعد معاناة الشجرة، لا تُقطف الحكمة إلا من قلب التجربة.
ربما نحن الجيل الذي يخاف من القيظ، ويهرب من الألم، لكن إن كنا نبحث عن نضج يشبه النخيل، علينا أن نتعلم كيف نواجه القيظ لا أن نشتكي منه.
وبالمناسبة، «الجود» لم يكن فقط من ثمار النخيل، بل تأصّل في نفوسهم؛ فجادت علينا أجيالهم بعلم بسيط، وحكمة عظيمة.
ebtehal11119@gmail.com
السعودية.. قلب العروبة النابض
حين نتحدث عن المملكة العربية السعودية، فإننا لا نصف مجرد دولة ذات حدود وسيادة، بل نصف وطناً جعل من ذاته قلباً نابضاً للعروبة، ومن أرضه منبعاً للسلام، ومن قيادته رمزاً للعطاء. منذ أن بزغ فجرها على يد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «يحفظهما الله»، والمملكة تسطر أروع الأمثلة في تحمل مسؤولياتها تجاه أشقائها العرب والمسلمين، بل والعالم أجمع.
على المستوى العالمي، برزت المملكة كقوة اعتدال وميزان للحكمة، تبني الجسور بين الحضارات، وتقود الحوار بين الأديان والثقافات، في زمن يتعالى فيه صوت الصدام. ومع كل أزمة إنسانية، كانت المملكة أول من يطرق أبواب المحتاجين، ترسل الغذاء، الدواء، وتعيد إعمار ما دمرته الحروب والكوارث.
فقد احتلت المملكة العربية السعودية، المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية والتنموية بالنسبة إلى دخلها القومي، عبر مبادرات ضخمة يقودها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي وصلت مشاريعه إلى أكثر من 90 دولة حول العالم، دون تمييز أو شروط، انطلاقاً من قيم إنسانية راسخة.
في فلسطين، ظلت القضية الأولى للمملكة، حيث دعمت حقوق الشعب الفلسطيني سياسياً ومالياً وإنسانياً، ورفضت أي حلول تنتقص من حقوقه المشروعة.
في اليمن، وقفت السعودية سيفاً ضد محاولات اختطافه من قبل الميليشيات، وقدمت مليارات الدولارات لإعادة إعمار بنيته التحتية، ودعم اقتصاده، وإنقاذ شعبه من المجاعة والأوبئة.
في لبنان، كانت ولا تزال حاضرة بالمساعدات والدعم للمستشفيات والجامعات والبنية التحتية، رغم كل التحديات السياسية.
في السودان وليبيا، عملت المملكة على جمع الفرقاء، وإرساء السلام، وتمويل مشروعات إنسانية تعيد الأمل لملايين الأسر المنكوبة.
وحتى في سوريا والعراق، امتدت يد الخير السعودية لتخفيف معاناة اللاجئين، ورعاية النازحين في الداخل والخارج.
اليوم، ومع رؤية المملكة 2030، أخذت المملكة على عاتقها ليس فقط دعم الأشقاء في أوقات المحن، بل الاستثمار في مستقبل الأمة العربية عبر:
دعم التعليم وإنشاء الجامعات والمراكز البحثية وتطويرها.
الاستثمار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا لخدمة التنمية المستدامة.
تمكين الشباب العربي من خلال المبادرات التدريبية والوظيفية، ليصبحوا قادة لمجتمعاتهم.
إنها ليست مجرد مساعدات مؤقتة، بل استراتيجية شاملة لبناء إنسان عربي قادر على مواجهة تحديات العصر.
السعودية اليوم ليست مجرد دولة غنية بثرواتها الطبيعية، بل أغنى بإنسانيتها، بقيمها الإسلامية السمحة، وبقيادة جعلت من العطاء رسالة ومن الوحدة العربية هدفاً.
وأختم بالقول بأن العظماء لا يُعرّفون بما يملكون، بل بما يمنحون.. وهكذا السعودية.
malhajry1@gmail.com
الأمن السيبراني.. حماية الأخبار ومصادرها
في عصر التكنولوجيا الرقمية الحديثة وانتشار الإنترنت، أصبح تدفق المعلومات والأخبار سريعاً بشكل غير مسبوق، هذا التقدم التقني أصبح واقعاً يلقي بظلال تأثير على مجمل تفاصيل حياتنا اليومية وما نتعامل معه من خدمات وكذلك ما نستقيه من معلومات بات الحصول عليها متاحاً على مدار الساعة، وبصورة عاجلة وفورية، وبالحديث عن المعلومات والأخبار علينا أن ندرك بأن هذا التقدم أمر يعكس ضرورة وجود آليات تضمن أمان الأخبار ومصادرها من التحديات والهجمات التي قد تتعرض لها في عالم تتسارع فيه وتيرة الأخبار، ومع تفشي مخاطر الإنترنت، تبرز الحاجة الملحة لتقنيات تحمي المعلومات من التهديدات والهجمات الإلكترونية. إذا لم نتخذ التدابير المناسبة لحماية الأخبار، فإن احتمالية تعرضها للسرقة أو التلاعب ستظل مرتفعة، مما يؤثر سلباً على مصداقيتها.
قارئ الأخبار يحتاج اليوم إلى معلومات موثوقة ليتمكن من الاستفادة منها، وهذا يعزز ولاءه للمؤسسات الإعلامية ويزيد من مستوى الثقة بين الجمهور والمصادر الإعلامية، خاصةً عندما تُنشر المعلومات بدقة ودون تحريف. من هنا، يبرز دور الأمن السيبراني في حماية الأخبار ومصادرها.
يُعتبر الأمن السيبراني من الأساليب الأساسية لحماية الأنظمة والشبكات والبرامج في المؤسسات، بهدف التصدي للهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى سرقة البيانات أو تعديلها أو إتلافها؛ لذا يُعد الأمن السيبراني عنصراً حيوياً يجب أن تحظى به المؤسسات والأعمال بأهمية كبيرة، وقد ظهر الأمن السيبراني مع انتهاء الحرب الباردة، حيث بدأ مصطلح «الحرب السيبرانية» بالظهور، والذي أصبح محورياً مع اعتماد الدول على الكمبيوترات في مؤسساتها.
تزايدت الاختراقات السيبرانية على المؤسسات الصحفية ووكالات الأنباء بشكل ملحوظ، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة الهجمات بنسبة 43%، بمتوسط 2314 هجوماً لكل مؤسسة أسبوعياً، هذا الوضع يعرض الأخبار الناتجة عنها للتضليل، خاصة تلك التي تتعلق بالأوضاع الدولية، من الضروري أن يتمكن الصحفيون من حماية مصادرهم من التهديدات المتزايدة، مما يستلزم ضرورة إنشاء بيئة سيبرانية فعّالة للتصدي لتلك الهجمات.
يمكن للصحفيين استخدام تقنيات مثل التشفير والشبكات الخاصة الافتراضية لحماية هوية مصادرهم، كما تعد الأخبار الزائفة من التحديات الرئيسية في عصر التحول الرقمي، حيث يعتمد الأمن السيبراني على تقنيات مثل تحليل البيانات للكشف عن صحة الأخبار، يتطلب الأمر تحديث البرمجيات والمواقع المستخدمة بشكل دوري لتفادي الثغرات، والاستعانة بخبراء الأمن السيبراني لتعزيز الأمان ومراقبة الأنظمة.
بلا شك، أدى التطور التكنولوجي إلى زيادة التحديات المتعلقة بالقرصنة المعلوماتية، يجب أن تكون المؤسسات على دراية بأهمية الأمن السيبراني، وأن تكون مستعدة للاستثمار في التكنولوجيا والتدريب وتوظيف الخبراء لضمان حماية الأخبار والمصادر، مما يسهم في الحفاظ على دقة المعلومات ونزاهة الإعلام بشكل عام.
يمكن للصحفيين استخدام تقنيات مثل التشفير والشبكات الخاصة الافتراضية لحماية هوية مصادرهم، كما تعد الأخبار الزائفة من التحديات الرئيسية
kkholoudamohammed@gmail.com
«ولاء للتأمين» تتكبد خسائر بـ49.4 مليون ريال في الربع الثاني
تكبدت شركة ولاء للتأمين التعاوني خسائر بـ49.4 مليون ريال في الربع الثاني من 2025، مقابل أرباح بـ24.4 مليون ريال في الربع ذاته من العام الماضي.
ووفقا لبيان الشركة على تداول السعودية، تعود الأسباب الرئيسية لصافي الخسارة بعد الزكاة وضريبة الدخل (باستثناء حقوق الأقلية) خلال الربع الحالي إلى ما يلي:
• تحقيق خسارة من خدمات التأمين خلال الربع الحالي بمبلغ 52,126 مليون ريال، مقارنةً بربح من خدمات التأمين بمبلغ 5,785 مليون ريال خلال الربع المماثل. وقد نتجت هذه الخسارة بشكل رئيسي من قطاعي التأمين الطبي والمركبات.
• بلغ صافي دخل الاستثمارات خلال الربع الحالي 18,688 مليون ريال، مقارنةً بصافي دخل استثمارات بقيمة 36,985 مليون ريال خلال الربع المماثل من العام السابق، ويُعزى هذا الانخفاض في دخل الاستثمارات إلى الخسائر المحققة وغير المحققة في الأسهم خلال الربع الحالي، مقارنةً بأرباح محققة وغير محققة في الأسهم خلال نفس الربع من العام السابق.
وقد تم التقليل جزئيًا من الأثر السلبي على صافي الخسارة بعد الزكاة وضريبة الدخل (باستثناء حقوق الأقلية) خلال الربع الحالي نتيجة لانخفاض المصاريف التشغيلية الأخرى، وبلغت 11,911 مليون ريال للربع الحالي مقارنةً بـ 13,148 مليون ريال خلال الربع المماثل من العام السابق، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 9.41%.
بلغت صافي الخسارة قبل الزكاة وضريبة الدخل للربع الحالي 44,177 مليون ريال، مقارنةً بصافي خسارة قبل الزكاة وضريبة الدخل قدرها 62,950 مليون ريال خلال الربع السابق، مما يُمثل انخفاضًا في الخسارة بنسبة 29.82%.
كما بلغت صافي الخسارة بعد الزكاة وضريبة الدخل (باستثناء حقوق الأقلية) للربع الحالي 49,354 مليون ريال، مقارنةً بصافي خسارة بعد الزكاة وضريبة الدخل (لا توجد حقوق أقلية) بقيمة 67,950 مليون ريال خلال الربع السابق، وهو ما يُمثل انخفاضًا بنسبة 27.37%.
وتعود الأسباب الرئيسية لانخفاض صافي الخسارة بعد الزكاة وضريبة الدخل (باستثناء حقوق الأقلية) خلال الربع الحالي مقارنةً بالربع السابق إلى ما يلي:
• بلغت خسارة خدمات التأمين خلال الربع الحالي 52,126 مليون ريال، مقارنةً بخسارة قدرها 48,381 مليون ريال خلال الربع السابق، أي بزيادة قدرها 7.74% ويعود هذا التغير السلبي بشكل رئيسي إلى أداء قطاعي التأمين الطبي والطاقة.
• بلغ صافي دخل الاستثمارات خلال الربع الحالي 18,688 مليون ريال، مقارنةً بخسارة استثمارية صافية بلغت 2,598 مليون ريال خلال الربع السابق. ويعود التحسّن بشكل رئيسي الى انخفاض الخسائر المحققة وغير المحققة في الأسهم مقارنةً بالربع السابق.
• وقد تم الحد جزئيًا من الأثر الإيجابي على صافي الخسارة بعد الزكاة وضريبة الدخل (باستثناء حقوق الأقلية) نتيجة ارتفاع المصاريف التشغيلية الأخرى، حيث بلغت خلال الربع الحالي 11,911 مليون ريال مقارنةً بـ 9,091 مليون ريال خلال الربع السابق، مما يُمثل زيادة بنسبة 31.02%.
بلغت صافي الخسارة قبل الزكاة وضريبة الدخل في النصف الأول، مبلغ 107,127 مليون ريال، مقارنةً بصافي ربح قبل الزكاة وضريبة الدخل بقيمة 69,551 مليون ريال خلال الفترة المماثلة من العام السابق.
كما بلغت صافي الخسارة بعد الزكاة وضريبة الدخل (باستثناء حقوق الأقلية) للفترة الحالية مبلغ 117,304 مليون ريال، مقارنةً بصافي ربح بعد الزكاة وضريبة الدخل (لا توجد حقوق أقلية) بلغ 64,301 مليون ريال خلال الفترة المماثلة من العام السابق.
وترجع الأسباب الرئيسية لصافي الخسارة بعد الزكاة وضريبة الدخل (باستثناء حقوق الأقلية) خلال الفترة الحالية مقارنةً بالفترة المماثلة من العام السابق إلى ما يلي:
• بلغت نتيجة خدمات التأمين (خسارة) خلال الفترة الحالية قيمة 100,507 مليون ريال، مقارنةً بخسارة قدرها 8,564 مليون ريال خلال الفترة المماثلة من العام السابق، ما يمثل زيادة بنسبة 1,073.60. ويعود هذا التغير السلبي بشكل رئيسي إلى قطاعات المركبات والممتلكات والهندسة.
• بلغ صافي دخل الاستثمارات خلال الفترة الحالية 16,090 مليون ريال، مقارنةً بصافي دخل استثماري بقيمة 81,347 مليون ريال خلال الفترة المماثلة من العام السابق، ما يمثل انخفاضًا بنسبة %80.22 . ويعود هذا الانخفاض في الدخل الاستثماري بشكل أساسي إلى الخسائر المحققة وغير المحققة في الأسهم للفترة الحالية، مقارنةً بأرباح محققة وغير محققة في نفس الفترة من العام السابق.
• بلغت الإيرادات الأخرى خلال الفترة الحالية 1,444 مليون ريال، مقارنةً بالإيرادات الأخرى البالغة 21,773مليون ريال في الفترة المماثلة من العام السابق، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 93.37%. ويعود ارتفاع الإيرادات الأخرى في العام السابق بشكل رئيسي إلى استبعاد الأرضي والتي حققت مكاسب قدرها 20,308 مليون ريال.
• بلغت المصاريف التشغيلية الأخرى خلال الفترة الحالية 21,002 مليون ريال، مقارنةً بـ 19,154 مليون ريال خلال الفترة المماثلة من العام السابق، ما يمثل زيادة بنسبة 9.65%.
«فيو» توقع عقد تطوير برج سكني في الرياض بـ122 مليون ريال
وقعت شركة فيو المتحدة للتطوير العقاري، اليوم، عقد تطوير برج سكني بمدينة الرياض، وفق نموذج البيع على الخارطة.
وقالت الشركة في بيان على “تداول السعودية”: إن قيمة العقد 122 مليون ريال، فيما تبلغ مدة العقد 30 شهرا من تاريخ إصدار ترخيص البيع على الخارطة.
وأضافت أنها وقعت العقد مع د. يوسف الحزيم.
وبحسب الشركة، يهدف توقيع العقد إلى إنشاء مشروع عقاري سكني، ويؤثر مالياً على بند المشاريع تحت التنفيذ أثناء فترة التطوير والتنفيذ والبيع، ويتوقع تأثيره إيجابًا على الإيرادات عند بدء عمليات البيع بعد الحصول على الموافقات والتراخيص اللازمة لذلك.