شكلت شبكة الدمام الصحية فرق صحية متكاملة من المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تكثيف جهود التوعية بالوقاية من سرطان الثدي والكشف المبكر عنه في المنطقة.
وأكد مدير تشغيل شبكة الدمام الصحية، الدكتور حسن الزهراني، أن هذه الفرق الكبيرة تأتي ضمن رؤية الشبكة لمواجهة هذا المرض الذي وصفه ب ”الهاجس الصحي“.
وشدد على أن التركيز ينصب على مبدأ ”الوقاية خير من العلاج“ لمنع انتشار هذا المرض الخطير، الذي يمكن تجنبه بنسبة كبيرة عبر اتباع الإرشادات الصحية والفحص الدوري.
برامج توعوية واسعة
وتعمل هذه الفرق على تنفيذ برامج توعوية واسعة تستهدف جميع النساء، من خلال نشر المعلومات حول أهمية الفحص الذاتي، وتشجيع إجراء الفحوصات الإشعاعية الدورية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول المرض.
وفي إطار هذه الجهود، نظمت الشبكة مؤخراً لقاءً إنسانياً جمع بين سيدات متعافيات من سرطان الثدي وأخريات يخضن رحلة العلاج، بهدف نقل التجارب الملهمة وتقديم الدعم النفسي، وهو ما يعكس أحد جوانب عمل هذه الفرق في تقديم الدعم الشامل.
وأشار الزهراني إلى أن اكتشاف الحالات في مراحلها المبكرة يجعل الإجراءات العلاجية أكثر بساطة وفعالية، ويساهم في رفع نسب الشفاء بشكل كبير، وهو الهدف الأسمى الذي تعمل من أجله هذه الفرق الصحية المتخصصة.
أكد الفنان الكويتي طارق العلي أهمية تفعيل الدور الاجتماعي للفنان ومشاركته في القضايا المجتمعية، مشيرًا إلى أن حضوره لدعم حملات التوعية بمرض سرطان الثدي يأتي من منطلق هذه المسؤولية.
وأشاد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية للحملة ودعمه الدائم لأبناء وبنات الوطن، موضحًا أن وجود شخصيات فنية وعامة محبوبة لدى الناس يسهم في إيصال الرسائل التوعوية بشكل أوسع، مشددًا على الدور الكبير للإعلام في نشر ثقافة الفحص المبكر لمختلف الأمراض.
وثمّن العلي النقلة النوعية التي يشهدها قطاع الترفيه في المملكة بقيادة هيئة الترفيه والمستشار تركي آل الشيخ، وجهود وزارة الثقافة في إثراء الساحة الفنية، وأثنى على رعاية الأمير سعود بن نايف للثقافة في المنطقة الشرقية التي تحمل مكانة خاصة لديه، واصفًا إياه بأنه راعٍ للثقافة وحافظ لتراثها، وإلى نص الحوار:
بدايةً، ما الذي يمثله لك الحضور والمشاركة في فعاليات اجتماعية وإنسانية كدعم حملة التوعية بسرطان الثدي؟
وجودي هنا ينبع من قناعة راسخة بأن للفنان دورًا يتجاوز حدود المسرح والشاشة، فالفنان يمتلك جانبًا اجتماعيًا مهمًا جدًا، ومن واجبه تفعيله لخدمة مجتمعه، فالشهرة التي يمنحنا إياها الجمهور هي أمانة ومسؤولية، وأفضل طريقة لرد هذا الجميل هي تسخيرها في دعم القضايا الإنسانية، لذلك، أعتبر حضوري ودعمي لهذه الحملة واجبًا إنسانيًا قبل أي شيء آخر، وهو جزء من رسالتي كفنان عربي وخليجي.
كيف يمكن لشخصية عامة أن تسهم بشكل فعال في زيادة الوعي بقضايا صحية دقيقة مثل الفحص المبكر؟
التأثير يأتي من المحبة والثقة، عندما يتحدث فنان أو شخصية عامة يحبها الناس عن قضية ما، فإن الرسالة تصل بشكل أسرع وأعمق، فالناس تستمع لمن تحب، ومشاركتنا تكسر حاجز الخوف أو التردد الذي قد يشعر به البعض تجاه هذه المواضيع.
ونحن نساهم في تحويل الحديث عن أمراض مثل السرطان من موضوع يُخشى الخوض فيه إلى نقاش عام وإيجابي يركز على الوقاية والنجاة، وإذا كان حضوري سيشجع سيدة واحدة فقط على إجراء الفحص المبكر، فأنا أعتبر ذلك نجاحًا كبيرًا وهدفًا ساميًا قد تحقق.
برأيك، ما هي المسؤولية التي تقع على عاتق الإعلام والفنانين في نشر الثقافة الصحية؟
المسؤولية ضخمة ومشتركة، فالإعلام اليوم هو الأداة الأقوى في تشكيل الوعي العام، والفنانون هم جزء من هذه المنظومة الإعلامية، وعلينا أن نعمل معًا لنشر ثقافة الحياة الصحية، والتي تشمل الفحص المبكر، ليس فقط لسرطان الثدي، بل لجميع الأمراض.
ويجب أن ننتج محتوىً إعلاميًا وفنيًا بسيطًا ومباشرًا يشرح أهمية الوقاية ويقدم المعلومة بطريقة جذابة، وهذه الحملات ليست مجرد إعلانات، بل هي مشاريع إنقاذ حياة، ودورنا هو أن نكون الجسر الذي يصل بين المعلومة الطبية والجمهور الواسع.
كيف ترى أثر دعم القيادة في المنطقة الشرقية للمبادرات المجتمعية والثقافية؟
دعم القيادة هو حجر الزاوية لنجاح أي مبادرة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، هو شخصية كريمة ورائعة، وأياديه البيضاء ممتدة دائمًا لدعم أبناء وبنات هذا الوطن، ورعايته الكريمة لهذه الحملة تمنحها ثقلاً وقوة وتؤكد على أن صحة المواطن هي أولوية قصوى.
وهذا الدعم ليس غريبًا على سموه، فهو ”راعي ثقافة“ وداعم لكل ما فيه خير للمنطقة وأهلها، وهذا الاهتمام الرسمي يلهم الجميع، من مؤسسات وأفراد، للمشاركة والعطاء.
للمنطقة الشرقية مكانة خاصة في مسيرتكم الفنية. هل لك أن تحدثنا عن ذكرياتك فيها؟
الشرقية لها في القلب مكانة طيبة جدًا، ما زلت أتذكر عروضنا المسرحية هنا والتفاعل الجميل والحضور الكبير من أهلها الذواقين للفن، كانت دائمًا محطة رئيسية لنا.
واليوم، أرى بوضوح أن المشهد الفني في الشرقية يشهد حراكًا كبيرًا، فهي منبع للكثير من الفنون والمسرحيات والمواهب، وفي ظل الدعم الكبير الذي تحظى به الثقافة والفنون في المملكة عمومًا، أعتقد أن الشرقية مرشحة لتكون منارة فنية أكثر إشراقًا في المستقبل القريب.
كيف تنظرون إلى النقلة النوعية التي أحدثتها هيئة الترفيه في المشهد الفني السعودي؟
ما يحدث في المملكة اليوم هو شيء تاريخي ومفخرة لنا جميعًا كخليجيين وعرب، هيئة الترفيه، بقيادة المستشار تركي آل الشيخ، قامت بجهود جبارة وعملت على تحقيق نقلة نوعية هائلة في صناعة الترفيه والسياحة، منها استقطاب أهم الفعاليات الفنية والرياضية العالمية، ودعم الإنتاج المحلي، وتوفير خيارات ترفيهية متنوعة لكل أفراد المجتمع، كل هذا خلق حراكًا اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا غير مسبوق، وهذا العمل الكبير فتح الأبواب لنا كفنانين للتواجد بشكل أكبر وتقديم أعمالنا لجمهورنا الحبيب في المملكة.
أعلنت عن مسرحية ”المايسترو“ قريبًا في الرياض، ما الذي يمكن للجمهور أن يتوقعه من هذا العمل؟
نعم، في نهاية هذا الشهر سنقدم مسرحية ”المايسترو“ في الرياض، وهي من فعاليات هيئة الترفيه، هي عمل كوميدي اجتماعي يحمل في طياته رسائل وقضايا نناقشها بأسلوبنا المعتاد القائم على الكوميديا والمواقف الطريفة، ونتمنى أن نقدم وجبة فنية دسمة وممتعة لجمهورنا في الرياض وكل من سيحضر من مختلف مناطق المملكة، ونحن متحمسون جدًا لهذا العرض ونشكر هيئة الترفيه على دعمها وثقتها.
مع اقتراب الموسم الرمضاني، ما رأيك في تغير خريطة الإنتاج الدرامي التي لم تعد تقتصر على رمضان؟
في الماضي، كان الجميع يعمل من أجل شهر واحد في السنة وهو رمضان، أما الآن، المعادلة تغيرت تمامًا، أصبحنا نصور أعمالًا على مدار العام، ”قبل رمضان وبعد رمضان وفي رمضان،“ وهذا شيء صحي جدًا للصناعة الفنية، لأنه يمنحنا وقتًا أطول للتحضير والتصوير ويخلق استمرارية في العمل.
وحاليًا، هناك عمل معروض عليّ للدراسة، لكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد، والأهم بالنسبة لي هو النص الجيد والفكرة المبتكرة التي سأقدم من خلالها شيئًا جديدًا للجمهور.
في ظل هذا الحراك الفني الكبير في المملكة، هل تفكرون في تعاون فني مشترك؟
بالتأكيد، هذا يشرفني جدًا، فالمملكة أصبحت بيئة جاذبة ومثالية للإنتاج الفني، بفضل الدعم اللامحدود وتوفر الكفاءات والمواهب السعودية الشابة والمبدعة في كل مجالات الصناعة الفنية، من تمثيل وإخراج وكتابة وفنيين.
والسوق السعودي سوق كبير وواعد، والعمل فيه ومع فنانيه وفناناته مكسب كبير، وأتطلع بشغف لفرصة تعاون حقيقية ومثمرة في المستقبل القريب.
كيف تصفون تفاعل الجمهور السعودي مع أعمالكم على مر السنين؟
الجمهور السعودي جمهور ذواق، محب للفن، وكريم في تشجيعه، وعلاقتي بهذا الجمهور الرائع ممتدة لسنوات طويلة، وفي كل مرة ألتقي بهم أشعر بنفس المحبة والتقدير، فتفاعلهم في المسرح لا يضاهى، ومتابعتهم لأعمالي التلفزيونية دائمًا ما تكون مصدر سعادة وفخر لي، وهذا الحب هو الوقود الذي يدفعني للاستمرار وتقديم الأفضل دائمًا.
ما هي أكثر التطورات التي لفتت انتباهكم في المملكة على الصعيدين الثقافي والاجتماعي؟
ما يلفت الانتباه هو سرعة التطور والإنجاز والطموح الكبير الذي لا حدود له، وهناك طاقة إيجابية هائلة في كل مكان، ورغبة حقيقية في بناء مستقبل مشرق، والانفتاح على الثقافات العالمية مع الحفاظ على الهوية السعودية الأصيلة هو معادلة رائعة، ورؤية الشباب السعودي وهو يقود هذا التغيير في كافة المجالات، خاصة في الفن والثقافة والترفيه، هو أمر يبعث على التفاؤل والفخر الشديد.
أخيرًا، كلمة توجهونها لجمهوركم في المملكة عبر هذا اللقاء.
أقول لجمهوري الحبيب في المملكة، أنتم الأهل والسند، ومحبتكم تاج على رأسي. أنا سعيد وفخور بكل ما تحققه المملكة من إنجازات عظيمة، وسعيد بكوني جزءًا ولو بسيطًا من هذا المشهد الفني المزدهر. أعدكم بأن أظل أسعى لتقديم أعمال تليق بذائقتكم الراقية وترسم البسمة على وجوهكم. أدعو الله أن يحفظ هذا البلد المعطاء، قيادةً وشعبًا، وأن يديم عليه نعمة الأمن والازدهار. وأدعوكم جميعًا لحضور مسرحيتنا القادمة في الرياض، فوُجودكم هو نجاحنا الحقيقي.
كشفت أمانة محافظة جدة، اليوم الثلاثاء، عن مداهمة موقع مخالف بحي ”أم السلم“ كان يُستخدم لتخزين وتجهيز المواد الغذائية بطرق غير نظامية، مؤكدة أن هذه العملية تمت بنجاح بفضل تعاون أحد السكان الذي ساهم في الإبلاغ عن الموقع.
وأوضحت الأمانة أن فرقها الرقابية ضبطت خلال الجولة 360 كيلوجراماً من اللحوم والأسماك الفاسدة ومجهولة المصدر، بالإضافة إلى 850 قطعة من المواد الغذائية منتهية الصلاحية، حيث جرى إتلاف جميع الكميات المضبوطة والمعدات المخالفة بشكل فوري.
وأكدت الأمانة أن هذه الحملة، التي نُفذت بالتنسيق مع الجهات المعنية، تأتي ضمن جهودها المستمرة لمكافحة الأنشطة العشوائية وحماية صحة المستهلكين، مشددة على أن الشراكة المجتمعية وتمكين السكان من الإبلاغ عن المخالفات يمثلان دعامة أساسية لتعزيز منظومة السلامة الغذائية.
وأضافت أن البلاغات الواردة من المواطنين والمقيمين تساهم في تحويل الرقابة إلى إنجازات ميدانية ملموسة، وتعد جزءاً من استراتيجية متكاملة للارتقاء بجودة الحياة وتحسين البيئة الحضرية والصحية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
احتفل مستشفى صفوى العام بالذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني السعودي، عبر إطلاق مبادرة لزراعة 50 شجرة في ساحاته، بمشاركة من طلاب وطالبات عدد من المدارس المحلية، تجسيدًا للروح الوطنية وانسجامًا مع المستهدفات البيئية للمملكة.
وأوضحت مسؤولة التوعية والمشاركة المجتمعية والتطوع في المستشفى، كفاية الفاران، أن احتفال هذا العام، الذي أقيم تحت شعار ”عزّنا بطبعنا“، تميز بربط هذه المناسبة الغالية بمبادرة السعودية الخضراء، انطلاقًا من رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى زيادة الغطاء النباتي وتحسين جودة الحياة.
استقطاب المدارس
ذكرت الفاران أن فكرة المبادرة تمحورت حول استقطاب المدارس للمساهمة في زيادة المساحة الخضراء داخل حرم المستشفى، حيث تم تحديد المساحات الفارغة وتحويلها إلى مناطق خضراء جميلة.
وأضافت أن أيادي الطلاب، من بنين وبنات، هي التي قادت عملية زراعة الشتلات، بهدف إضفاء منظر جمالي يبعث على الراحة والسكينة في نفوس المرضى والزوار.
وأشارت إلى أن الاحتفال شهد زيارات من عدة مدارس، حمل طلاب إحداها صورًا لخادم الحرمين الشريفين، تعبيرًا عن الولاء والانتماء.
رمز العطاء
أكدت أن اليوم الوطني مناسبة سعيدة على قلوب جميع المواطنين، وأن اللون الأخضر الذي يرمز للعطاء والنماء كان هو القاسم المشترك بين علم المملكة وهذه المبادرة البيئية.
ولفتت الفاران إلى أن نجاح الفعالية كان ثمرة تعاون مثمر بين إدارة المستشفى والممارسين الصحيين والطلاب المشاركين، الذين عملوا معًا بروح الفريق الواحد لغرس الأشجار، مما أضفى على المناسبة بُعدًا مجتمعيًا وتطوعيًا عميقًا.
كشف مدير عام الإدارة العامة للمراعي الطبيعية في المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، الدكتور مشعل الحربي لـ اليوم: “أن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر يعمل على تأهيل وتنمية الفياض، حيث غطت المبادرات أكثر من 1300 فيضة موزعة على عدد من مناطق المملكة، إلى جانب تنفيذ مشروعات نوعية عبر محطات لإنتاج البذور الرعوية”. جاء ذلك خلال استضافة المملكة الدورة السابعة والعشرين لهيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى، بتنسيق مشترك بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
وأشار الحربي إلى أن الجهود الميدانية مستمرة حاليًا، إذ يباشر الفرق المتخصصة أعمال نثر البذور لإعادة تأهيل نحو 30 ألف هكتار مستهدفة خلال عام 2025، بما يسهم في تعزيز استدامة المراعي الطبيعية والمحافظة على التنوع الأحيائي.
اهتمام الممكلة بالغطاء النباتي
وأكد الحربي، أن استضافة المملكة للدورة السابعة والعشرين للمراعي والغابات في الشرق الأدنى تجسّد اهتمامها الكبير بالمحافظة على الغطاء النباتي وتنميته، مشيرًا إلى أن هذه الدورة يشارك فيها ممثلو 27 دولة، ما يعكس أهميتها كمنصة للتعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال.
وأوضح الحربي أن المراعي الطبيعية تمثل ما يقارب 73% من مساحة المملكة، أي ما يعادل نحو 146 مليون هكتار، موزعة على مناطق شاسعة، لافتًا إلى أن المملكة شرعت في المرحلة الأولى من تنظيم الرعي على مساحة 8 ملايين هكتار، يتم فيها تطبيق أعلى المعايير العلمية من خلال الدراسات الحقلية لتقدير الحمولات الرعوية، إضافة إلى المراقبة والمتابعة المستمرة.
تسعى الفنانة الشابة سكينة الضامن إلى بث روح جديدة في فن ”القط العسيري“ التراثي، أحد أعرق الفنون الجدارية في المملكة، وذلك عبر دمجه بأساليب عصرية مبتكرة تهدف إلى حمايته من الاندثار وتعريف الأجيال الجديدة به، خاصة خارج منطقته الأصلية.
بدأت رحلة الضامن مع هذا الفن العريق من خلال دورة متخصصة قدمتها جمعية ”حرفة“، حيث اكتشفت أن ما كانت تظنه مجرد رسومات بسيطة هو في الواقع عالم فني دقيق له أصوله وقواعده الصارمة.
فن نشأ في عسير
وأوضحت أن هذا الفن، الذي نشأ في منطقة عسير، كان جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث كانت النساء تتولى تزيين جدران المنازل الداخلية بأشكال هندسية ونقوش مستوحاة من البيئة، مثل ”الأمشاط“ و”الختمات“ و”العرائس“، مستخدماتٍ ألواناً أساسية زاهية كالأحمر والأصفر والأزرق والأخضر، والتي كن يستخرجنها من الطبيعة.
وأكدت الضامن أن ما يميز ”القط العسيري“ عن غيره من الفنون الشعبية هو ارتباطه بضوابط وأساسيات محددة، حيث لكل شكل وموقع دلالة لا يمكن تغييرها، مما يمنحه هوية بصرية فريدة وعمقاً ثقافياً.
تجاوز الطرق التقليدية
وأشارت إلى أنه قد استهواها هذا التعقيد، وشعرت بالمسؤولية تجاه الحفاظ عليه ونقله، لا سيما مع ملاحظتها لقلة الوعي به في المنطقة الشرقية التي تقيم فيها.
ولمواجهة هذا التحدي، قررت الفنانة الشابة تجاوز الطرق التقليدية في عرض الفن، وتخطط لدمجه مع حرفتها الأساسية في صناعة ”الكروشيه“.
وتتمثل رؤيتها المستقبلية في تصميم دمية فريدة، يستغرق صنعها أكثر من 20 ساعة عمل، وتكون ملابسها مطرزة بالكامل بنقوش ”القط العسيري“، لتحولها إلى قطعة فنية تجمع بين الحداثة والأصالة، وتصبح سفيرة متنقلة لهذا التراث العريق.
وذكرت أن من أصعب التحديات التقنية التي واجهتها حتى الآن هو الرسم على الأجسام الكروية مثل الجِرار، لصعوبة الحفاظ على دقة المقاسات والزوايا الهندسية على سطح غير مستوٍ، على عكس الأسطح الخشبية أو اللوحات القماشية التي عملت عليها.
وأعربت الضامن عن أملها في أن تنتشر ثقافة هذا الفن الأصيل في مختلف مناطق المملكة، داعيةً إلى تخصيص مساحات دائمة لعرضه في المهرجانات والمطارات والمراكز الثقافية.
وأشارت إلى أن الحفاظ على مثل هذه الفنون لا يقتصر على تكرارها كما هي، بل يتطلب تطويرها وتقديمها بأساليب تتناسب مع روح العصر، لضمان استمراريتها وتفاعلها مع الأجيال القادمة، بما يعزز الهوية الوطنية والثقافية.
أعلن صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، عن اكتشاف أقدم مستوطنة معمارية في الجزيرة العربية، وذلك ضمن أعمال التنقيب الأثري التي تنفذها الهيئة بالشراكة مع جامعة “كانازاوا” اليابانية، وبالتعاون مع نيوم في موقع “مصيون” شمال غرب مدينة تبوك، إذ يعود تاريخ المستوطنة إلى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، وتحديداً إلى الفترة ما بين 11000 و 10300 سنة من وقتنا الحاضر. وأدرج موقع “مصيون” ضمن سجل الآثار الوطني منذ عام 1978م، إلا أن الدراسات الميدانية الحديثة التي انطلقت في ديسمبر 2022م، أعادت الكشف عن أهميته التاريخية بوصفه أقدم نموذج معروف للاستقرار البشري في الجزيرة العربية.
ونفذت هيئة التراث عبر فريقها العلمي المشترك مع الجامعة اليابانية، أربعة مواسم ميدانية مكثفة حتى مايو 2024م، شملت أعمال تنقيب منظمة باستخدام منهجية علمية دقيقة، تضمنت توثيق الطبقات الأثرية، وفرز وتصنيف المعثورات، وتحليل العينات العضوية لتحديد العمر الزمني بشكل مطلق.
نتائج أعمال التنقيب
وقد أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف وحدات معمارية شبه دائرية، مشيدة بأحجار جرانيتية محلية، تضم مبان سكنية، ومخازن، وممرات، ومواقد نار عکست تخطيطاً وظيفياً متقدماً يتناسب مع طبيعة العيش القائم على الصيد وزراعة الحبوب في تلك الفترة، كما عثر على مجموعة كبيرة من الأدوات الحجرية، تشمل رؤوس سهام، وسكاكيناً، ومطاحناً يرجح أنها استخدمت في درس الحبوب إلى جانب أدوات زينة مصنوعة من أحجار الأمازونيت، والكوارترز، والأصداف، ومواد خام تدل على نشاط إنتاجي داخل المستوطنة.
وشملت المعثورات أيضاً بقايا نادرة لهياكل بشرية وحيوانية، وقطع حجرية مزخرفة بخطوط هندسية ما يشير إلى دلالات رمزية، ويمنح الباحثين بعداً أعمق لفهم نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المنطقة خلال العصر الحجري الحديث المبكر
إنجاز يعكس الجهود المتواصلة للهيئة
وأكدت هيئة التراث أن هذا الاكتشاف يمثل منعطفاً علمياً مهماً في فهم بدايات الاستيطان البشري المستقر في شمال غرب المملكة، ويعزز فرضية أنها منطقة شكلت امتداداً طبيعياً لـ “الهلال الخصيب” (بلاد الرافدين، وبلاد الشام، وجنوب الأناضول)، وموطناً مبكراً لتحولات الإنسان من الترحال إلى الاستقرار.
ويأتي هذا الإنجاز في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها هيئة التراث لتوثيق المواقع الأثرية في المملكة. وتوسيع نطاق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الدولية المتخصصة في علم الآثار، تحقيقاً المستهدفات رؤية السعودية 2030، وتعزيزاً لمكانة المملكة بوصفها منبراً معرفياً في مجال التراث الإنساني العالمي.
عمق التاريخي للمملكة
ويعد هذا الاكتشاف محطة مهمة في مسيرة الأعمال الأثرية بالمملكة، إذ يعكس عمقها التاريخي والحضاري، ويؤكد ما تزخر به من مواقع ومعطيات تسهم في إثراء المعرفة الإنسانية وفهم المراحل المبكرة من التاريخ. كما يمثل المؤتمر فرصة لتسليط الضوء على الدور الرائد للمملكة في حفظ وصون تراثها الثقافي وتوثيقه كونه جزءًا من الهوية الوطنية وموردًا معرفيًا عالميًا.
شهدت مدينة الدمام أجواء احتفالية مبهرة بمناسبة اليوم الوطني السعودي 95، حيث احتضنت حديقة الميادين الفعاليات الرئيسية للمنطقة الشرقية، وسط حضور جماهيري غفير من المواطنين والمقيمين، الذين توافدوا منذ ساعات العصر الباكرة.
وتنوعت فقرات البرنامج التي لاقت تفاعل واسع من الجمهور بين العرضة السعودية والعروض الكرنفالية، إلى جانب المسابقات المخصصة للأطفال والمسيرة الوطنية.
اليوم الوطني
وفي لقاءات حصرية لـ”اليوم”، أكد عدد من الحضور عن مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن وقيادته، وعن الدعم الكبير الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد -حفظهما الله-، وعن الإنجازات الكبيرة للمواطن والمقيم في جميع الأصعدة في مختلف المجالات الإقليمية والدولية.
شهدت فعالية جولة قصر الحكم، والتي يتم تنظيمها، احتفاءً باليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين، إقبالا وتفاعلا غير مسبوق من المواطنين والمقيمين، وسط أجواء تعبّر عن الفخر بتاريخ الوطن ومسيرته المجيدة.
تُعرّف الفعالية الزوار بإرث قصر الحكم ودوره في مسيرة الدولة السعودية.
اليوم الوطني السعودي
وتتضمن المحطات الرئيسة معرض “سلمان والرياض” الذي يضم صور نادرة تُبرز الدور المحوري لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيّده الله – في إدارة شؤون العاصمة ومناطق المملكة، وإسهاماته التنموية التي أرست أسس النهضة العمرانية والثقافية والاقتصادية لمدينة الرياض.
وتتيح الجولة للزوّار الدخول إلى عددٍ من أروقة القصر، تشمل مكتب خادم الحرمين الشريفين، ومكتب أمير منطقة الرياض، والصالة الكبرى للاستقبال والمجالس الملحقة بها، والصالة الرئيسة للطعام، إلى جانب قاعات ومعالم تجمع بين أصالة العمارة التاريخية وحيوية الحاضر، مع توفير مواقع مخصّصة للتصوير لتوثيق التجربة.
وتهدف الفعالية إلى تعزيز الوعي بتاريخ العاصمة عبر إبراز مسيرة مدينة الرياض وجذورها العريقة، وترسيخ الهوية الوطنية بربط الزوار بماضيهم واعتزازهم بانتمائهم.