مسار لسوق العمل في الثانوية

يتبادر إلى ذهني تساؤل هل جميع طلبة المرحلة الثانوية يرغبون في إكمال دراستهم الجامعية؟ الجواب بالطبع لا ، إذن أين سيذهبون بعد إنهاء دراستهم الثانوية؟ البعض منهم سيتجه إلى سوق العمل وهم الأكثر والبعض منهم سيذهب لأعمال خاصة وآخرين لأعمال مختلفة.
دعونا نتحدث عن الذين سيذهبون لسوق العمل، وهم من نحتاجهم حالياً لإحلالهم محل العمالة الموجودة لدينا التي تعمل في مجالات غير تخصصية مثل البائعين والكاشير والسكرتارية ومدراء المكاتب ومشرفي الفروع وغيرها من مهن أخرى، جميع هذه المهن لا تحتاج دراسة معمقة مثل الهندسة والطب والمحاسبة وما سواها، يكفي للإلمام بها معلومات ودراسة بسيطة مع خبره ميدانية – إن وجدت – لا تتجاوز أسابيع، وهو ما تحققه المرحلة الثانوية.
إذا كنا نعتقد – وهو الواقع – انه يوجد طلبة وطالبات يرغبون سوق العمل بعد الثانوية، لماذا لا نؤهلهم حتى يصبحوا جاهزين بعد إنهاء هذه المرحلة، ولكن كيف؟ نستطيع تأهيلهم من خلال وضع مسار ثالث خلاف المسارين الموجودين حالياً وهو مسار يمكن أن نطلق عليه «مسار سوق العمل» يلتحق فيه الطلبة والطالبات الذين يرغبون التوجه للعمل مباشرة بعد هذه المرحلة بحيث يصبحون جاهزين بالمهارات والأدوات التي تحقق لهم وظيفة مناسبة.
في هذا المسار يمكن وضع خطط ومناهج تتوافق مع احتياجات سوق العمل وتتغير كذلك مع تغير متطلبات هذا السوق ليصبح أبنائنا وبناتنا أعضاء مؤهلين وفاعلين في القطاع الخاص الذي يحتاج للشخص المؤهل الجاد، من مزايا هذا المسار إنه يمكن تجهيز الطلبة نفسياً للعمل بحيث ينتهي من هذه المرحلة وهو مهيأ للانخراط في الدوام بكل جدية واقتدار عكس الطالب في وضعه الحالي الذي لم يتعود على العمل ولا يمتلك المهارة أو الخبرة الكافية مما يعرضه للفشل.
التركيز على ان جميع خريجي الثانوية يجب أن يلتحقوا بالجامعة ظاهرة غير صحية، بعض دول العالم المتقدم لا يلتحق بالجامعة إلا نسبة لا تتجاوز 60٪ والباقي يتجهون لمسارات أخرى تخدم التنمية والتطور الذي يحتاجه البلد.
amarshad55@gmail.com

يجب أن تخسر الطائفية مواجهتها

من غير المفهوم؛ وفي خضم التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم على مستوى ارتفاع نسبة الوعي المجتمعي نتيجة التقدم العلمي والحضاري، وتأثيرات العولمة الإيجابية في إحداث التغيير والتقارب الثقافي والاجتماعي بين شعوب العالم، فإنه من غير المفهوم أن تُشكل الطائفية والأيدلوجية وصورها الأخرى دوراً وتأثيراً في حياة الشعوب العربية وتؤثر في قرارتهم ومستقبلهم؛ وحتى وإن نجحت الطائفية في بعض الأحيان في تحقيق أهدافها السياسية والاجتماعية على حساب التقارب الاجتماعي والسلمي إلا أنها في حقيقتها هي هزيمة تلبس ثوب النصر، إذ لا يمكن للطائفية أن تكون عامل بناء وتقدم.
مايحدث اليوم من نزاعات وصراعات تشهدها بعض دول المنطقة بين الأقليات العرقية والدينية وبين الأكثرية الشعبية نتيجة الاختلافات الدينية والطائفية والعنصرية يظل تخلفاً فكرياً واجتماعياً ينبغي أن ينتهي إلى الأبد، ولتمنح الشعوب نفسها فرصة في التركيز على مستقبلها ومستقبل أبنائها بعيداً عن هذه الآفة البشرية، والتي تُعد من أسوأ الإختراعات التي تبناه الإنسان فكرياً وأيدولوجياً، وتبقى وصمة عار في جبين الشعوب التي لاتزال متمسكها بها وتقاتل من أجلها، فهي لم تتخلص من معتقدات وقناعات فكرية خاطئة لم تثبت جدارتها او قدرتها على تحقيق أهداف الشعوب وتقدمها وتنميتها، بل بالعكس هي تقدم نفسها على المسرح الدولي والمشهد العام باعتبارها دول غير قادرة على مواكبة التطور العلمي والحضاري والخروج من مستنقع التخلف الفكري، والبقاء في دائرة الصراع.
إذا كانت مجتماعاتنا العربية والإسلامية فعلاً جادة في المساهمة في بناء مجتمع معرفي حيوي يرتكز على أسس مؤسساتي ومواطنة حقيقية متكاملة، ودول قادرة على خلق نسيج مجتمعي مترابط ومنسجم بعيداً عن التفرقة العنصرية، والتركيز على تهيئة وإعداد جيل منافس يهتم بالمسؤلية الاجتماعية والمحافظة على الهوية الوطنية والتمسك بالقيم الأخلاقية، لا بد من التخلص من آفة الطائفية والمناطقية وغيرها من ادوات التعصب الديني والطائفي، والتحول إلى مجتمع متعايش تحت مظلة الدولة الحديثة والمواطنة الصالحة، واعتبار الوعي والسلم المجتمعي ضرورة وطنية تحل محل الطائفية وأدواتها، وهذا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية التي تضمن حقوق الإنسان والمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع.
khaledaldandani@gmail.com

خليك راجل بصدق

«خليك راجل» ما هي حكر على جنس دون آخر.هي صفة إنسانية نقولها للكل «للأنثى والذكر»، لكن كلٌ في مقامه.
أنتِ، الأنثى الجميلة، الرقيقة،
أحيانًا تحتاجي تكوني «راجل» بمعناها المجازي، يعني تكوني قوية، ثابتة، واثقة في نفسك، لكِ رأي وصوت، خصوصًا في وقت الكل يحاول يذكّرك إنك ضعيفة، أو مترددة، أو «بنت وما ينفع».
لا، ينفع.. وأكثر.
وأنت، الذكر القوي القاسي اللي شايف الرجولة مجرد سلطة، رجولتك ما تقاس بقسوتك، ولا بكلمة «أنا مسؤول عنك»، ولا بالفلوس ولا باستخدامك جزء من الآية:
«الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ»طيب كملها: «بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»
اسأل نفسك، هل فعلاً قوامتك قائمة على فضل حقيقي؟ على حنان، على عدل، على حفظ كرامة؟
ولا مجرد سيطرة؟
خليك راجل، وافتح جناحك، اللي جنبك ما تطلب أكثر من حضن صادق، وحنان، ونظرة لين.
ما تبغى كثير..
بس تشعر إنها إنسانة، لها صوت ورأي، ولها مكان، ولها حق تختار وتعيش وتفرح.
خليك راجل وارجع لسنة نبي الرحمة – صلى الله عليه وسلم-.
قال: «رفقًا بالقوارير»
وش كانت معاملته مع النساء؟
شورى، حنان، عدل، وتقدير.
وينك من هالسنة؟
ليش يتم تغييبها لصالح العادات والتقاليد؟
اليوم، نعيش تحول تاريخي حقيقي.
بفضل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «يحفظه الله، أصبحت المرأة شريكة، قوية، ومُمكّنة، تاخذ حقها بالنظام، مش بالمجاملات.
ولكن لا زال فيه فجوة.. فجوة فكر، فجوة تعامل.. وأقولها من ماسمعت في مجالس النساء، من حكايات موجعة ومكبوته:
في زمن شهادات عليا، مناصب رفيعة، لا زالت عقول بعض «الرجال» مريضة بالحقد،
متعطشة للسلطة، بخيلة في العاطفة.
نعم للأسف.. نسائهم يعيشون معهم في البيت، لكن غرباء في المشاعر.. محرومات من أبسط الحقوق، يُمنعن من الزواج، أو الميراث، أو العمل، أو حتى الكلام بحرية.
قالها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «طموحنا عنان السماء»
بس الطموح يبدأ من داخل البيت، من احترام المرأة، مش بس تمكينها في الأوراق.
خليك راجل، واختار «رفقاً بالقوارير»، لأن الزجاج إذا انخدش.. يفقد بريقه، وإذا انكسر.. ما يرجع مثل أول، حتى لو اعتذرت له ألف مرة.
h.talal.g@gmail.com

كذبة بيضاء

تبدأ القصة غالبًا بكذبة بيضاء، تمشي على أطراف الخجل، تتسلّل بخفّة بين طبقات الضمير كأنها لا تحمل من الذنب شيئًا، ولا من الألم أثرًا. تمرُّ على العقل كنسمة لا تُؤبه، وعلى القلب كعذرٍ يبدو بريئًا، فلا تُواجه ولا تُقاوَم. لكنها، وإن بدت وديعة في أول الأمر، لا تلبث أن تخلع برقع البراءة، وتستأنس الطريق إلى اللسان. تُقال مرة، ثم تتكرر، حتى تُصبح عادة، ويغدو الضمير زائرًا خجولًا لا صوت له، يتوارى خلف تبريرات متراكمة.
في أعماق الدماغ، داخل «اللوزة الدماغية» تلك المنطقة المسؤولة عن معالجة مشاعر الخوف والإنذار بالخطر تحدث التحولات. أول كذبة توقظ اللوزة، ترفع صوت الإنذار عاليًا، يُخيف الجسد ويقظّ الضمير. لكن مع التكرار، ينخفض ذلك الصوت، يبهت، حتى يصمت. إنها ليست مجرد بلادة أخلاقية، بل تكيّف عصبي دقيق: الدماغ يعتاد الكذب، ويكفّ عن التعامل معه كتهديد. تتخدر الأحاسيس، ويتراجع الرفض الداخلي، ويُعاد تشكيل الوعي ليتقبل ما كان في الأمس مرفوضًا.
في دراسة نُشرت عام 2016 بمجلة «Nature Neuroscience»، توصّل الباحثون إلى أن اللوزة الدماغية تستجيب بشكل أضعف كلما تكررت الأكاذيب، مما يسهّل الكذب في المستقبل. ليست المسألة ضعف إرادة أو قلة ضمير، بل إعادة برمجة تدريجية تقودها العادة ويعززها التبرير. الكذبة، إذ تتكرر، تتحول من انحراف فردي إلى نمط عصبي مستقر.
وللذاكرة دور كبير في هذا الخداع، فهي ليست صندوقًا مغلقًا يحفظ الأحداث كما وقعت، بل هي مرنة وقابلة للتشكيل والتأثر. ففي تجربة نُشرت عام 2004، شاهد مجموعة من المشاركين مقطع فيديو يصوّر جريمة ارتُكبت، ثم طُلب منهم أن يصفوا الجاني، لكن بشرط: أن يقدّموا أوصافًا كاذبة عن عمد، أي أن يختلقوا تفاصيل غير موجودة أصلًا. وبعد مرور أسبوع فقط، عاد الباحثون وطلبوا من المشاركين استرجاع ما شاهدوه في الفيديو.
المفاجأة كانت أن الكثير منهم لم يتمكنوا من التمييز بين ما رأوه فعلاً وما كذبوا به سابقًا. بل إنهم تحدثوا عن التفاصيل المختلقة وكأنها جزء أصيل من المشهد الحقيقي. لقد اندمجت الكذبة في نسيج الذاكرة، واختلطت بالوقائع الأصلية، حتى بات من المستحيل تقريبًا فصلهما عن بعض.
بعبارة أخرى، ما كان في البداية كذبة متعمّدة لاختبارٍ نفسي، تحوّل بفعل التكرار والزمن إلى «ذكرى حقيقية» داخل الوعي. فالدماغ لا يكتفي باختراع الأكذوبة، بل يُعيد تسجيلها في الذاكرة، ويعاملها لاحقًا كما لو كانت حقيقة عاشها بالفعل. وهذا يكشف جانبًا خطيرًا من سلوكنا البشري: إننا لا نكذب فقط على الآخرين، بل قد نكذب على أنفسنا… ثم نصدّق الكذبة ونبني عليها تصورنا عن الواقع.
ذلك لأننا لا نحمل ذاكرة حيادية، بل نصوغها كحكاية. لا نُسجّل ما وقع كما هو، بل كما نحتاج أن نراه. وتحت ضغط الخوف، أو تأنيب الضمير، أو الرغبة في النجاة، يعيد الدماغ كتابة القصة: يحذف، يضيف، يبرر. قد يُحوّل الجاني إلى ضحية، والخطيئة إلى ظرف، والذنب إلى صدفة عابرة.
ومع الوقت، لا تبقى الكذبة البيضاء مجرد هفوة، بل تُصبح نواة تُبنى حولها منظومة كاملة من الأكاذيب الصغيرة والكبيرة. يكبر الزيف، وتتشكل حوله شبكة معقدة من الأعذار والإنكارات، ويتحول التلاعب بالحقيقة من سلوك مرفوض إلى آلية بقاء. لا يعود العقل مشغولًا بما حدث فعلًا، بل بما يستطيع تحمّله والتصالح معه.
إن الكذبة البيضاء، مهما بدت عابرة، ليست مجرد جملة نُسقطها لتجاوز موقف، بل قد تكون الشرارة الأولى لانهيار داخلي طويل الأمد.
الحقيقة ليست دائمًا ناصعة، والضمير ليس دائمًا مستيقظًا، والماضي ليس دائمًا ما حدث.. بل ما اخترنا أن نصدّقه. ومن رحم الكذبة البيضاء، يُمكن أن يولد واقع مشوّه، ومستقبل هش، وعدالة مُغتالة، وإنسانٌ يُعاد تشكيله لا على صورة الحق، بل على مقاس الهوى.
ahmadsinky@hotmail.com

هل تصالحت مع الآلة؟

هذه الأيام، يرافقني كتاب صانعو الأخبار: الذكاء الاصطناعي ومستقبل الصحافة، لمؤلفه فرانسيسكو ماركوني، وترجمة د. شاكر الذيابي، حيث يتحدث عن المشاكل التي واجهت الصحافة أثناء الفترة الانتقالية، ثم تحولها إلى مرحلة التمكين، من خلال بناء علاقة تشاركية بين الإنسان والآلة في السرد القصصي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار مع إخضاعها للرقابة، وأخيرًا، يقدم رؤيته لتحقيق توازن بين سير العمل الصحفي والذكاء الاصطناعي.
وعند النظر إلى ماضي صحافتنا العريقة، نجد أن بعض الصحف الورقية التي رفضت التأقلم مع المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي لم تصمد طويلًا، في الوقت الذي حافظت فيه صحف أخرى على استمراريتها، لأنها واكبت التطورات الرقمية ووظفتها بما يتماشى مع سياستها، بدلًا من محاربتها أو الوقوف في طريقها.
وهنا أطرح سؤالًا، موجهًا إلى الجميع، خاصةً زملاء المهنة: هل تصالحت مع ذكاء الآلة؟ أم ما زلت تدفعه في منأى بعيدًا عنك؟ إن كانت إجابتك «لا»، فدعني أخبرك أن الخاسر في هذه المعركة هو أنت، وأنني أراك في المستقبل القريب متقوقعًا على نفسك، وما إن يحدثك أحدهم عن أبرز ما توصلت إليه شركات الذكاء الاصطناعي، حتى تثور في وجهه قائلًا: «كفاكم تمجيدًا للآلة، فقد صنعتموها لتسلب منا أدوارنا كصحافيين بارعين، وإعلاميين ماهرين».
ولكن مهلًا يا هذا، إن كنت تدّعي أن الآلة أتت لتسلب بساط الصحافة من تحت أقدامك، فهذا محض هراء، لأنك أنت من تنازلت عن البساط حين أعلنت حربك على الآلة، بينما جعلنا – أنا ومئات الصحافيين أمثالي – الآلة حليفة لنا، تساندنا وتُسرّع وتيرة أعمالنا، فبعد أن كنا نبحث يومًا كاملًا عن الصور المناسبة لصناعة محتوى هادف، أصبحنا نشكّلها كما نريد بأدوات الذكاء الاصطناعي المتنوعة في غضون دقائق، وبعد أن كنا نقضي الأسابيع في الرصد الإعلامي وتحليل المنشورات على منصةٍ ما، أصبحنا نرصد خلال ساعة واحدة من العمل المكثف.
وأقول «كما قال غيري الكثير ممن وظفوا الآلة وحرصوا على مواكبة تطوراتها»، إن دورنا كإعلاميين، أياً كان مسمانا، لم يتغير قط، فما زلنا نسرد القصص، نلتقط الصور، نحرر المقالات، ونجري رصدًا إعلاميًا بين حين وآخر، وعلاوة على هذا كله، ما زلنا نملك قلمًا إصلاحيًا، وفكرًا تطويريًا، كما نُشيد بمنجزات وطننا على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونُلهم الشباب بصناعاتنا الإعلامية الهادفة.
ولذا؛ نحن لم نتغير، ولم تسلبنا الآلة بساطنا، بل ما زلنا نفعل أدوارنا وأكثر، إنما الذي تغير هو أدواتنا ومدى سرعتنا في إنجاز مهامنا. ويبقى سؤالي الأخير، وكلمتي الختامية: إن تأخر التصالح لن يوقف الآلة، بل سيوقفك أنت.
amera.af2@gmail.com

لاتكن الضحية التي ابتسمت وهي تسرق !!

في زمن أصبح فيه كل شيء متاحا بضغطة زر، وفي عالم تبدو فيه الخدمات المجانية وكأنها هدايا من السماء.
يخفي هذا الكرم الرقمي ثمناً باهظاً تدفعه أنت دون أن تشعر!!
إنه ثمن الخصوصية، ثمن هويتك الرقمية، ثمن وجودك الافتراضي..
ماذا تعرف الشركات عنك؟ مع كل موافقة سريعة على شروط الاستخدام، ومع كل كبسة على زر «أوافق» أو «سماح» تفتح بوابة لا نهائية لرحلة جمع البيانات لصورك وموقعك الجغرافي واهتماماتك حركاتك وسكناتك على الإنترنت حتى مواعيد نومك واستيقاظك.
كلها تتحول إلى نقاط بيانات يتم تحليلها وبيعها وربما استغلالها لتوجيه قراراتك.
المستخدم هو المنتج، منصات التواصل الاجتماعي ليست مكانا للتواصل فقط، بل هي مزارع عملاقة لحصد المعلومات.
تطبيقات الصحة والرياضة لا تهتم فقط بنبضك وعدد خطواتك بل تجمع أدق تفاصيلك الجسدية والنفسية.
محركات البحث تحفظ ما تبحث عنه اليوم لتتنبأ بما ستحتاجه غدا.
الخدمات المجانية لم تعد مجانية !! بل أصبحت صفقة غير معلنة
أنت تعطي بياناتك وتأخذ خدمة
ولكن في الحقيقة أنت أصبحت السلعة المعروضة للبيع !!
عندما تصبح البيانات اداة للسيطرة
الأكثر خطورة إن هذه البيانات لا تستخدم فقط للإعلانات، بل تتسلل إلى خياراتك الاجتماعية والإقتصادية والنفسية وتوجهاتك الفكرية وتؤثر على مزاجك.
تقرر لك ماذا تشتري ومتى وأين .. بل وربما من تحب وتكره.
لقد أصبحت عبداً للبيانات دون أن تعلم.
هل أنت حقا المتحكم؟ قد يظن البعض أن هذه مبالغة ولكن الواقع يقول إن بعض الشركات تعرف عنك أكثر مما يعرفه أقرب الناس إليك.
فهل ما زلت تعتقد إنك مجرد مستخدم؟
أم أنك مجرد رقم في قاعدة بيانات ضخمة، يتحرك بناء على خوارزميات لا يراها.
ختاما..
في عالم تحكمه الخوارزميات، وتديره مزارع البيانات يصبح الجهل خطرا والوعي سلاحاً.
افتح عينيك جيدا قبل أن تضغط على زر الموافقة، راجع ما تمنحه من معلومات
اساأل نفسك قبل كل تحميل
ما هو الثمن الحقيقي؟
لا تفرط بخصوصيتك مقابل خدمات مؤقتة.
ولا تكن ضحية في زمن يربح فيه من يعرف أكثر.
ضع حدودا رقمية، وتعلم كيف تحمي نفسك، ولا تنس أن أغلى ما تملكه ليس هاتفك، بل خصوصيتك وهويتك الرقمية.فلا تسلمها لمن لا تعرف.
moad_aziz@hotmail.com

رسالة من ظل الكعبة: لا تستعجلون

نبتلى أحياناً بأصحاب النظرة السوداوية، فكل الأمور إلى انهيار، وكل العالم على خطأ، ولذلك نعيش -كما يعيشون- في كآبة لا تبني مستقبلاً ولا تسر واقعاً، وبالمقابل هناك من يعيش في تفاؤل مفرط، لا يعمل ويريد النجاح، لا يدرس ويريد التفوق، لا يقدم ما يستحق ويريد ما لا يستحق.
بين هذا وذاك لابد من التوازن، ولكن يظل للتفاؤل تميزه، وللبشارات طعمها، ولذلك لا تبتعد عن المتفائلين مهما كان، ولا تقع في أحضان المتشائمين الذين يدمرون ولا يعمّرون.
في سيرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه تجد تفاؤلاً واستبشاراً في أحلك الظروف، ولا غرابة في ذلك فمن تعلق بربه وعمل واجتهد سينال ما يطمح إليه، فالقرآن كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما حدث لإخوانه الأنبياء قبله، وما عانوا منه وكيف كانت العاقبة لهم، وفي قصص الناجحين تغذية ودعماً.
بل صرح القرآن بأن المستقبل مشرق لأهل المنهج الحق الذين يريدون الخير للعالم ولا يريدون الفساد ولا الإفساد، فقال سبحانه: «ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المُرْسَلِينَ إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لَهُمُ الغالبون، فتولّ عنهم حتى حين، وأبصرهم فسوف يبصرون، أَفَبِعَذَابِنَا يستعجلون، فإذا نزل بساحتهم فساء صباح الْمُنذَرِينَ» وبشر جل جلاله: «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ» .
وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم آية في التفاؤل، فكان إذا وافى الموسم، وقام بين الناس في عُكاظ، ومَجَنَّة، وذى المَجَاز لتبليغ الرسالة، لم يكن يبشرهم بالجنة فحسب، بل يقول لهم بكل صراحة: «يأيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، فإذا متم كنتم ملوكًا في الجنة».
وذكر الصحابي الجليل خباب بن الأرتّ رضي الله عنه: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد برده وهو في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت: ألا تدعو الله، فقعد، وهو محمر وجهه، فقال: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ـ زاد بيان الراوى ـ والذئب على غنمه» وفي رواية: «ولكنكم تستعجلون».
لا تستعجل فتتشاءم فتفشل فتنهار.
aldabaan@hotmail.com

أنشودة الوطن

saud331@hotmail.com

في الغربة تحيط بك الأفكار ويلفك السكون والهدوء وتجد أنك تعيش ولأول مرة بعيداً عن الوطن، هذه الكلمة التي كنت تسمعها كثيراً ولكن لم تدرك معناها الحقيقي إلا في هذه اللحظة، في زمن الغربة تتوقف الكلمات في فمك، في الغربة تفقد الأمان والحب لأنك بعيد عن الوطن، وفي الغربة تشعر بقيمة الوطن وبحنانه، ويغتالك الانتظار، تشعر أنك فقدت هويتك، الشوارع والمتاجر كل شيء حولك من مظاهر صاخبة لم تنسيك حب هذا الوطن.

الوطن الذي تربيت فيه ومن خلاله وجدت نفسك إنساناً يشعر بعطاء هذا الوطن، الوطن الذي ركضت فيه طفلا، واحتضنك بالحب والحنان حتى أصبحت رجلاً، الوطن الذي سقاك براحتيه شراب الأمل والسعادة، بعيداً عن الوطن فقدت السعادة، لم أشعر بوجودي كإنسان، في الغربة ينقصك الكثير، ينقصك الحب، ينقصك الأهل، ينقصك أهم شيء ينقصك الوطن، نعم تستطيع أن تعيش بلا حب بلا سعادة بلا فرح ولكن بدون وطن لا أعتقد، تخرج من صمتك المخيف إلى الخارج تطلق العنان لقدميك تتوه في عالم الغربة تبحث تفتش عن شيء يذكرك بالوطن لا شيء، كل ما تراه مختلف جداً، الحياة في الغربة قاسية مؤلمة غير مشابهة لحياتك التي تعيشها في الوطن، ومع ذلك تسير بك قدماك إلى أين، لا تدري، المهم أنك لا تستطيع أن تعيش بعيداً عن الوطن، في الغربة أدركت كم هو غال هذا الوطن، كم هو جميل هذا الوطن، في الغربة تتمنى أن يكون الوطن معك، حفنة من تراب هذا الوطن بلا شك تساوي بلادا بأكملها، في زحمة الوجوه صادفته، تقدمت نحوه في ثوان معدودة تعرفت عليه، إنه عربي يعيش في الغربة منذ زمن.

سألني عن سبب هذا الحزن الذي بدا واضحاً على تقاسيم وجهي، أجبته بأني مشتاق للوطن، فحاول أن يواسيني قائلاً: كلنا غرباء مثلك، ولكن لا نشعر بالاشتياق الشديد جدا إلى الوطن مثلك، فقاطعته قائلا: هل تشعر بالسعادة هنا؟ قال: بعض الشيء. قلت هل تشعر بالأمان؟ فقال: لا. قلت: هل تشعر بالرخاء؟ فرد: لا. فقلت: ولكن في وطني أشعر بكل ذلك ويكفيني فخرا أنني أشعر بأنني إنسان له وجود ومكان ولكن ليس هنا بل هناك في وطني وقبل أن يودعني سألني قائلا: أمرك غريب يا أخي ولكن من أي بلد أنت فأجبته قائلاً:
لي ديرة عالي السحاب يسكن في شم جبالها
أطهر ثرى وأغلى تراب تفخر بفعل رجالها

انسى الماضي وتذكر الدرس

ABUAZZAM888@LIVE.COM

جمعينا شعرنا أحيانا بخيبة الامل والحزن في أمور حدثت في حياتنا وتكون ناتجة من قرارات خاطئة وفى هذه الحالة لا نستطيع تغير ماحدث ولكن نستطيع تحسين تصرفتنا وأسلوب حياتنا في المستقبل

والندم شعور نشعر به في حياتنا اليومية وأحيانا يكون مؤلم عندما نندم على فعل قمنا به في الماضى وشعور نعيشه بشكل متكرر في حياتنا واحيانا نندم على كلمة في لحظة غضب او فرصة لم تستغل . شعور طبيعى يعلمنا كيف نفرق بين ماهو صحيح وماهو خاطئ لذلك يعلمنا الندم ويخدم ضمائرنا وينفعنا بتصحيح المسار .

ونذكر الجميع ولا يوجد من يجيد التعامل مع كل شيء او جميع المواقف لذلك لا يجب ان نحمل أنفسنا فوق طاقتها ولا يجب علينا جلد الذات بتذكر أخطائنا .

ويقيناً يجب أن نذرك تمام الادراك أن الزمن لا يعود وان الماضى لا يعود وتغير ما حدث مستحيل لذلك لا داعى للتفكير فكما يقولون أن ماحدث حدث وأنتهى والتفكير في الماضي

ليس الا ضياع للوقت ولكن ننسى الماضي ونتعلم الدرس .

والندم شعور طبيعي يحدث مع تطور الشخصية الإنسانية والنمو العقلى والعمرى وهناك نوع من الندم يؤدى الى اصلاح الأخطاء في العلاقات وفى كل شي والرجوع الى الصواب وهنا يكون الندم بداية إيجابية لأصالح الأوضاع وهناك مواقف وأوضاع لا يفيد فيها الندم ولا نستطيع إصلاحها . وهناك ندم ينطبق عليه المثل القائل ( لا يصلح البكاء على اللبن المسكوب )

والانسان بطبيعته ضعيف يرتكب الا خطاء وذلك نتيجة الغفلة التي تستولى على قلبه وحجبت بصيرته ومهما بلغ الانسان من التقوى فأنه لا يسلم من الوقوع في الأخطاء ولا يعصم من الأخطاء الا نبينا محمد صلوات الله وسلم عليه .

وهناك أسباب معروفة للندم ومنها القرارات السيئة والفرص الضائعة والعلاقات المهمة .

والذين تروادهم شعور الندم وبصورة متكررة يكونون أصحاب ثقة عالية يجب علينا فهم حقيقة الندم وهل هو الندم الايجابى ام ندم سلبى يجعل الانسان بلوم نفسه ويحملها الكثير من التوتر والقلق الذى بنعكس على حياتنا ولنسمع قول الشاعر

زخارف الدنيا أساس الألم وطالب الدنيا نديم الندم

فكن خلى البال من امرها فكل مافيها شقاء وهم

نحاول أن نحول مشاعر الندم الى مشاعر أمتنان وتكون مشاعر الندم لم تكن موجودة ولا يجب ان تكون نتعلم الدروس من أخطائنا في الماضي ونعزم على الا تعود .

ألوان الثقة ترسم الأمل

BayianQs03@outlook.sa

أمام لوحة الأسرار وقفت الثقة بصحبة ألوانها، وفرشاة إبداعها لتكشف عن ملامح الأمل بعدستها المتميزة.

بدأت الألوان تتسابق إلى فرشاة الإبداع، وأمسكت الثقة بزمام الأمر ببساطة، ورسمت ملامح الأمل بأحجامٍ كبيرة، وجمالٍ أخاذ، وتعاونت جميع المشاعر داخل الألوان التي ترمز لما هو مبهج، فتسابقت الإيجابية، السعادة، النقاء، والصفاء، وغيرهم من المشاعر الجميلة، وبهذا ينظر البعض للأمل، وهنا تتجمع الأماني، والأحلام كما يستخرج النحل خلاصة العسل من الزهور، ويتخيل الكثيرون أحلامهم تتحقق بشكلٍ مثالي دون أية شوائب تعكر صفو النجاح، ولكن عند تحويل اللوحة للواقع فشلت في تحقيق النجاح.

استكملت الألوان عملها بتثاقل، ولملمت الثقة شتات نفسها، وتسلقت المشاعر التي لم تشارك داخل الألوان، فأتت الكآبة، الحزن، التشاؤم، الألم، الخوف من المجهول مع بعض المشاعر التي تبعث على القلق، وهذه نظرة التحطم التي تستطيع أن توقع أصحابها من قمة الإبداع إلى هاوية الفشل، فبدا الأمل بحجمٍ صغيرٍ لا يرى إلا بالمجهر، وخرج من اللوحة، بخطواتٍ ثقيلة، وفي مضمار التحدي حاول الأمل الركض، ولكن حجمه الصغير منح التنمر فرصةً للسخرية منه، ولأجل ذلك أرادت الثقة رفع معنويات الأمل.

اجتمعت الثقة مع ألوانها، واتفقن على إصلاح ما قمن به، ورسمت في صفحة خيالها ملامح الأمل الحقيقي، واستخرجت القواسم المشتركة ليكون الأمل رمزًا موحدًا للنقاء في وسط الشوائب المحيطة، فالحلم لا يملك سجادةً حمراء تمهد له الطريق نحو الحياة السعيدة، فالعديد من الأحلام يجب أن تواجه المصاعب مع أصحابها لتتعلم الكفاح الحقيقي، ويتبلور الإحساس للمسؤولية تجاه الحلم الذي سيتعايش معهم.

أبدعت الثقة في رسم الأمل بملامح جديدة تبعث على الفخر بأن يكون الحلم جديرًا بالنجاح، ويتحقق على أرض الواقع.