لقد أصبحت المنافسة المستدامة مفهوماً عالمياَ يشغل الأكاديميين والممارسين من رجال وسيدات الأعمال والسياسيين لما لها من أثر إيجابي كبير في ثراء الأمم وقوتها الإقتصادية. وتعتبر المنافسة على المستويين المحلي والعالمي المحفز الأقوى لتطوير المنتجات من سلع وخدمات، وذلك لتلبية احتياجات ورغبات الزبائن حول العالم الذين يعتبرون الأساس في الإبداع والابتكار ونجاح الشركات. ولا يعد بروز الفكرة والتصميم من إدارة البحث والتطوير إلى إدارة الإنتاج ومن ثم إلى السوق نهاية المطاف في خطة المنافسة لأن التوقف عند هذا الحد يعني إعطاء المنافسين الفرصة للحاق بالأوائل في توفير السلع أو الخدمة المنافسة في السوق لمن تستهدفهم من الزبائن الذين أؤكد على ضرورة كسب رضاهم وولائهم والمحافظة عليهم، وذلك بالتطوير المستمر للمنتج لتستديم قوته التنافسية، وليصعب على المنافسين مواكبته وتقليده.
متطلبات استدامة المنافسة
وتتطلب استدامة المنافسة التركيز على مصادر أساسية يجب أن تأخذها الشركات في الاعتبار للمحافظة على ديمومة منافسة منتجاتها لمنتجات المنافسين. وتعتبر الجودة والكفاءة الإنتاجية والإبداع والإبتكار وسرعة الإستجابة لتلبية حاجة الزبائن أهم مصادر المنافسة حسب نتائج العديد من الدراسات العلمية في مجالات عديدة منها التسويق والإدارة الإستراتيجية وتنمية الموارد البشرية. ومن الأهمية أن تكون منتجات شركاتنا السعودية على مستوى عال من الجودة، فهي تواجه منافسة غير مسبوقة محلياً وعالمياً في هذا الركن الأساسي للمنافسة، خاصة بعد انفتاح السوق السعودية والأسواق العالمية الأخرى على منتجات الشركات العالمية التي تتمتع دولها بعضوية منظمة التجارة العالمية التي تسعى لخفض مختلف العوائق التي تعرقل التجارة بين الدول الأعضاء، وذلك من غير تمييز أو معاملة تفضيلية لمنتجات دولة على حساب منتجات دولة أو دول أخرى. ويقوم تحسين الجودة على عدة عناصر منها المورد البشري المدرب والماهر في الأداء مقارنة بأداء الموارد البشرية العالمية. وتتعدد المهارات المطلوبة في المورد البشري بين إدارية وفنية ومعرفية. ويجب أن يشمل تطوير القدرات التنافسية للشركات السعودية الأبعاد المحلية والإقليمية والعالمية لأن اتفاقيات منظمة التجارة العالمية تركز على شفافية النفاذ إلى الأسواق العالمية للدول الأعضاء بلا تمييز.
دور المورد البشري في المنافسة المستدامة
إن تلبية حاجة الزبائن تعتمد على الموارد البشرية المؤهلة علمياً وعملياً من خلال التعليم والتدريب المستمر الذي يطور المهارات الأساسية والمتقدمة لديهم مما يكسب الشركة القدرة على تقديم منتجات عالية الجودة من حيث الميزات والفوائد والخصائص للمنتجات. ونشهد اليوم استخدام التكنولوجيا في إنتاج السلع والخدمات ما يجعلها ذات أهمية في الإنتاج الكمي والنوعي، حيث تساهم في زيادة الكفاءة الإنتاجية بخفض التكلفة الكلية للسلع والخدمات المنتجة عندما تنتج بالأحجام الإنتاجية الكبيرة، وكذلك تساهم في رفع مستوى الجودة وذلك بتقليص النفايات غير المستغلة بما يعود على الشركة بزيادة عالية في الإيرادات والأرباح. وتزيد الكفاءة الإنتاجية في نسبة الأرباح لأنها تساهم في زيادة رضا الزبون وولائه للمنتج عندما يتصف بالجودة العالية، ناهيك عن الاستغلال الأمثل للموارد المختلفة الداخلة في إنتاج المنتجات.
الاستدامة في البحث والتطوير
ويحتاج البحث والتطوير لبيئة تساهم في تنمية الأفكار الإبداعية داخل الشركات لتستطيع تقديم فرصاً عملية تنتهي بسلع أو خدمات مربحة. لذلك، يجب التشجيع على الإبداع الخلاق والمبادرة على المستوى الإداري الأعلى فيها. الإبداع والاختراع يطور الميزات التنافسية لمنتجات الشركات السعودية ويدفعها نحو الاستدامة عندما يلقى المفكرون والمبدعون داخلها الدعم والتشجيع المستمر المالي والمعنوي لتقديم منتجات أو خدمات جديدة تساعد هذه الشركات على النمو والتميز والبقاء بقوة في السوق بين المنافسين.
alyaum2018@gmail.com
قال وقلت
قال: بحكم كونك شاركت في معرض ضاوي الذي افتتحه مؤخرا أمين المنطقة الشرقية، ما رأيك فيما اشتمل عليه المعرض.
قلت: بداية المعرض بادرة متميزة ورائعة من مدير عام ضاوي جاليري، مضاوي الباز، والتي أشارت إلى أن الثقافة أرت والفن هوية للماضي والحاضر والمستقبل والمعرض اشتمل علي نخبة من رواد الفن التشكيلي بالمنطقة.. ولا شك أن المعرض اشتمل علي العديد من اللوحات المختلفة ومن خلال العديد من الأساليب حسب ما قدمه المشاركون في المعرض من لوحات تنوعت أساليبها، لكنها جسدت الإبداع التشكيلي في المنطقة بشكل خاص والمملكة بشكل عام حيث جسدت اللوحات أعمالاً استندت على التاريخ والتراث واستمدت أفكارها من الموروث والبيئة والعادات.
بشكل عام، عبر عن الجمال والإبداع السعودي المتنامي يوما بعد يوم، بل كان المعرض إضاءة علي تجارب جديدة لبعض المشاركين، مما جعل من المعرض في مجمله عبارة عن لوحة «فسيفسائية» متنوعة سحبت أنظار الزوار ليشربوا من «ينابيع الفن» التي تدفقت في رحاب المعرض.
قال: من هو الفيلسوف الذي تناول كأس السم من أحد أعدائه؟قلت: أنه سقراط والذي وضع حجر الأساس لصرح الفلسفة.
قال: كيف رأيت شعار يومنا الوطني؟قلت: لقد عبر العديد بإمتنان عن يومنا الوطني المجيد وقدروا اختيار الشعار كونه يجسد حقيقة الكثير عما يدور في أذهان المواطنين وكونه يصور علاقة القيادة بالمواطنين والوطن. وقبل وبعد هو عز وفخر للجميع وهذا بفضل الله.
قال: ما هي أسعد اللحظات لديك؟قلت: الاستئناس بمشاهدة الأحفاد الصغار وهم يلعبون معا، أو عندما يشاهدوني عندما أعود للبيت من المرسم ويتقافزون. حولي باسمين أبوي أبوي.
almaglouth@yahoo.com
مقولة – الجائع لا يضحك – أخذت بيدي
أن نسعى في الأرض مثابرة، وجهدا.. تحديا وأملا.. من أجل حياة أفضل، فهذا لا يعني بأننا ندرك ماذا ستكون عليه هذه الحياة الأفضل، رغم عمق أمانينا، وجلاء تصورنا حول ما نريد. الحياة رغبات، وكثيرها لا يتحقق. الرغبات مجال ندور في فلكه. اختيارنا يوجهنا وفق شروط وظروف تتضارب أحيانا مع شروطنا وظروفنا. ننتصر إذا كانت قرارتنا صائبة.
قرار الاختيار بيد الشخص نفسه. لكن القرارات تتوقف على عوامل كثيرة، ولها اتجاهات.. فيها نصيب ونخطئ. الحياة نتائج قرار. كل ما نعيشه نتاج قرار. حتى المستقبل هو نتاج قرار حاضرنا.
تعلمت من سنين العمر، أن الحياة قرار. الفرد ميدان قرارات في كل لحظات حياته. في كل سنواتها، وأيامها، وساعاتها، ودقائقها، وثوانيها.
في خط زمن حياتنا.. القرارات الصائبة قليلة ونادرة. لو أن هناك قرار واحد فقط من كل عشر قرارات تتخذها فأنت ناجح بكل المعايير.
هناك شركاء في القرارات. يؤثرون.. أحيانا يتخذون القرارات نيابة عنّا. نصبح مع هذه الحالتين في موقع تنفيذ القرار وننتظر النتائج. هكذا عشت مع القرارات بعد حصولي على الشهادة الثانوية.
شرحت في مقال الأسبوع الماضي. كيف توقف شغفي الشخصي تجاه أمور بسبب رأي البعض ممن قابلته صدفة. لكن كل تلك الأمور كانت تدفع بشخصي، دون علمي، نحو الاهتمام بالمياه الجوفية.
بداية واجهت رغبة الوالد – رحمه الله -، كانت كلية البترول بالظهران. لكنها لم تكن رغبتي. هل كان الوالد يسعى أن أظل في مجال مراقبته الشخصية؟ كنت مشروعه ورهانه الوحيد منذ الصغر. كان يرى أن نجاحي «ابنه البكر» سيمهد الطريق لنجاح بقية أخوتي.
احتراما لوالدي سجلت بكلية البترول بعد الثانوية. لكن لم أتقدم لامتحان القبول عنوة. كان هدفي أن استلم خطابا منهم بعدم قبولي. وهكذا حصل. قدمته للوالد كعذر بأني حاولت ولم يتم قبولي. كان تصرف شخصي، به دافعت عن خياراتي وقناعاتي المستقبلية. لم أكن أعلم أنها ستكون لصالح المياه الجوفية.
مع عراك الاختيار بعد الثانوية، ظلت عبارة: «الجائع لا يضحك»، عالقة في ذهني. رأيتها جملة أدبية أشبه بقصة قصيرة تختزل أحداث توحي وتقول. دغدغة مشاعري الشابة والمتحمسة. كان يسندها التوجه الأدبي في أعماقي خلال المرحلة المتوسطة والذي زرعه أستاذي «عثمان الشاعر». في نهاية المطاف رجحت هي كفة التحاقي بكلية الزراعة بجامة الرياض «الملك سعود». اخترت الزراعة بهدف محاربة الجوع. لكن لم أعرف في حينه بأن العطش أكثر ألما وخطورة. أيضا عرفت لاحقا أن محاربة الجوع لا تتحقق بدون ماء.
الجائع لا يضحك.. عنوان قصيدة غير مكتوبة أو مقولة حركت بداخلي فلسفة قيم ومبادئ اكتسبتها في المرحلة المتوسطة. أقنعت نفسي بفلسفتها وتشبعت بمعطياتها. أصبحت قوة تحفيز أيقظت خبرات اكتسبتها من معهد عمي فرحان البيئي، خلال سنين الثانوية الثلاث في منطقة الباحة.
لم أكن أعرف بأن خليط الأشياء التي واجهت يعمل لتعزيز قضية المياه الجوفية في مسيرة حياتي العملية. كان خط سير مليء بالأحداث والمواقف وعوامل التحدي والعقبات. لكن مقولة «الجائع لا يضحك» أخذت بيدي نحو كلية الزراعة.. كان قرارا غير صائبا، لكنه أصبح أساسا في مسيرة رسم معالم قضيتي: المياه الجوفية. ويستمر الحديث.
mgh7m@yahoo.com
المدرب النجم.. أين هو؟
كلنا ننشد المدرب المؤثر، صاحب الحضور الشخصي، والحديث القوي، والصوت الشجي، واللغة البليغة المسترسلة، والخبير في مجال بعينه، وهو المتمكن من تسخير أدواته المهارية وباحتراف، والغزير في معلوماته المعرفية! أين هو؟ إذا وجدناه! حقيقة تجدنا نقبل عليه، ونبحث عنه في كل وسيلة تواصل اجتماعية.
مستمعون له، متفقدين أخباره، وأصبحنا من جمهوره، والمتابعين له. إذا هو أصبح بمقاييس هذا العصر «النجم». وهم كثرا، أطلوا علينا من كل صوب وحدب، وفي كل تخصص، وعلم، ومكان. لكن ما هو سر إقبالنا لهؤلاء النجوم؟ لماذا يختلف هؤلاء النجوم «المدربون» البارزون عن غيرهم؟ هل لهم وسائل وإمكانيات ساهمت في تميزهم وتنجمهم؟
فلو نظرنا بتحليل استقصائي إلى جوهر التدريب الفاعل، ومقوماته، ووسائل نجاح حصصه، نجده هو المدرب، ولا غيره، فهو الشخص، الذي احترف مهمة تزويد المعرفة، أو نقل المهارة، أو تغيير سلوك، وتوجيه أفراد، بتقديمه حزم من برامج وأنشطة وورش تدريبية، روعي فيها التخطيط المسبق، وبعناوين، وأهداف يحقق منها غايات محددة، ومهارات مقننة. هذه القدرات نجدها لدى هذا «النجم» تتضح فيه مدى اهتمامه وإلمامه العميق، وتخطيطه للعملية التدريبية المنظمة المبنية على مقاييس علمية فعالة، فيها التحضير الجيد والفهم للمحتوى المقدم، واستعداده وباقتدار على ربط هذا المحتوى بالواقع الممارس العملي للمتدربين، واستعداده النفسي وشغفه على تقديم تلك المعلومات والمعارف بجلاء وحضور جاذب، مستخدما لغة الجسد المحسوبة والمرسومة، ولغة خطاب صوتي موزون، محفزا فيه مهارة الاستماع والإنصات. إذا هو القادر على تحقيق أغراض عملية التدريب، التي يجب أن تكون مقصودة، ومخططاً لها، لأنه في الواقع لا يوجد تدريب لأجل التدريب، وإنما يجب أن يصمم علّى حسب تحليل الاحتياج، ليحقق الأهداف الموضوعة له، والتطوير المنشود في حياة الأفراد العملية، رافعا ومساهما من ممارستهم.
فهو من المفترض يصبح ضرورة في مسيرة حياة الأفراد وليس ترفاً. إذا كلما كان بهدف، فهو قطعا سوف يحدث تحولا إيجابيا في المتدربين الأفراد من حيث مواقفهم، معارفهم، ومهاراتهم كذلك. مما يؤهلهم لأداء المهام المطلوبة منهم بشكل فاعل، محققا أغراضه المستهدفة.
خلاصة القول، إنه المدرب «النجم» لذي قدم له الحظوة والصيت، والشهرة. فهو الذي نصب نفسه ليصبح القلب النابض، والعقل المفكر لعملية التدريب بأكملها. قائدا ومؤثرا، ميسر ومنشط تارةً، ومحفز تارة أخرى، قوته في قدرته على تكييف أدواته وأساليبه المختلفة، لتقديم محتوى تدريبي مشوق، وبنمط تعليمي مبتكر.
akuwaiti@iau.edu.sa
لا تنساني
يا بُنَيّ، حينما يُبْلِينِي الزمن، ويَفْتَكُ بي المرض، ويأخذُ بعضًا من ذاكرتي. لا تنساني، كما أنا لم أنسَكَ صغيرًا. ارْحَمْنِي وأنتَ كبيرٌ، فمن غيرك يتحمَّلني ويَعطفُ عليَّ؟ وأجرُكَ عند الله مكتوبٌ.
يا بُنَيّ، أنا لم أخترْ هذا المرض، بل الله هو من اختاره لي، لعلمه أنك بوسعك البرُّ بي. تأكَّدْ أنَّ بقدر ما تُحسنُ إليَّ يُحسنُ الله إليك، ويُعوِّضك بأضعاف ما تتخيَّله.
يا بُنَيّ، برُّكَ بي اليوم هي قصةٌ سيرويها لك أبناؤك غدًا. الزهايمر ليس مرضًا فحسب، وإنما انكشافٌ للأبناء في قوة عطفهم ورحمتهم وبرِّهم بوالدهم. وأيضًا، من ناحية أخرى، ينكشف من هو صديقك الصدوق الذي لم يتركك في عزِّ أزمتك. وفي الفترة التي تفقد فيها إحدى حواسك بسبب علتك، يتبيَّن لك نعمةُ أصدقائك أو جحيمُ تزيُّفهم!
الزهايمر.. مرض يمحي الذاكرة تدريجياً وله وقع ليس فقط على من ابتلي به، بل لعل أثره على من يحيطون بالمصاب أبلغ وأعمق، علمياً يعرف مرض آلزهايمر «اختصارًا آلزهايمر» أو خرَف الشيخوخة بأنه مرضٌ تحلليٌ عصبيٌ مزمنٌ، عادةً ما يبدأ بطيئًا ويزداد سوءًا بالتدريج مع مرور الوقت. يُعتبر سببًا لحوالي 60 – 70% من حالاتِ الخَرَف.
يبدأ عادةً بحدوث صعوبةٍ في تذكر الأحداث الأخيرة، ومع تقدم المرض، تظهرُ أعراضٌ تتضمن مشاكلًا في اللغة، وفقدان الطريق بسهولة، وتقلباتٍ في المزاج، وضعفًا في الدافِع، عدم القُدرة على العناية بالنفس، ومشاكلًا سلوكية. مع ازدياد سوء حالة الشخص، فإنهُ غالبًا ما ينسحبُ من بيئة الأسرة والمجتمع. وتدريجيًا، يفقدُ الشخص وظائفه الجسمية، مما يؤدي في النهاية إلى الوفاة.
في الحقيقة، هذا المرض كغيره من الأمراض يستدعي التكاتف الاجتماعي لمواجهة تحدياته، ولا يسعني سوى أن أشكرَ وأقدِّرَ من بادر ووضع يومًا خاصًّا لمرضى الزهايمر، لأنهم منَّا وفينا. ومن الأصالة الإنسانية أن نقف معهم صفًّا واحدًا. الحادي والعشرين من سبتمبر نجعله يومًا للإنسانية والوفاء. فلا ننسى من كانوا معنا في صحتهم وعافيتهم، ولا نتركهم وهم في عزِّ مرضهم. والحياة سلفٌ ودَيْنٌ، وما نفعله في غيرنا نراه في أنفسنا، ويَنعكس على رزقنا.
مشاهد مع سماحة المفتي العام – رحمه الله –
رُزئت الأمة السعودية والإسلامية فجر الأول من ربيع الآخر بوفاة علم من أعلامها ونجم علم في الفقه الإسلامي. وبحر في الفتوى. سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية.
وهو العالم الجليل الوسطي، عرفته عن قرب في كثير من البرامج الإذاعية والتلفازية خطيب اعتلى منبر عرفات قرابة الأربعين عاماً، كنت ضمن الوفود الإعلامية المتحدثة والمعلقة على خطب سماحته على الهواء مباشرة.. والذي يراجع خطبه كان يعدها مبكراً ويعيد حفظها على طلابه ويلقيها ارتجالاً في وسط ملايين الحجاج يوم عرفه.
إنه العالم الذي يرأس هيئة كبار العلماء واللجنة المعتمدة في الإفتاء برئاسة البحوث العلمية والإفتاء.. لقد عرف عن سماحته اللطف والعبادة والانتظام في إمامة المسلمين في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض.
وهنا لي وقفة مع مشاهد من علاقتي بسماحته – رحمه الله – كما عرفته عن قرب.. فقد عرضت عليه برنامج الإفتاء بالتلفزيون مباشراً فرحب وحضر للأستديو حيث هيأ له الزملاء في الهندسة غرفة للبث المباشر من الجامع وأصبح مع الزميل عبدالكريم المقرن والزميل خالد الرميح.
وله من البرامج الإذاعية العديد. واستمر في مجموعة من البرامج حتى بعدما خف صوته. إلى أن تولت اذاعة القرآن الكريم. إنتاج فتاوى سماحة المفتي العام للمملكة لتعرض بعد الظهر بصورة يومية.
وبعدما عيّنت وكيلاً للوزارة استمرّت علاقتي بسماحته حتى زرته قبل أشهر لنعرض عليه في منزله حديثاً لوكالة الأنباء السعودية يوجّه فيه كلمات إلى رجال التربية والتعليم وأبنائه الطلاب والطالبات، وقد كان لا يقلل من قيمة أي رسالة فيها فائدة للمجتمع. بذل جهده ووقته للأمة كلها.
كان يسألني في كل مرة «سليمان وش عندنا نتكلم عنه اليوم»، كان لايترك دقيقة تفيد عبر الإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة إلا ويمنحها جزءً من وقته -رحمه الله-..
قبل وفاته بأسبوع. وافق على أن نشرع في وضع فتاوى لركاب الطائرة وتم تسجيلها بحمد الله. كتب الله ذلك في ميزان حسناته، وغفر الله لنا وله لقد كان متصفا بالسماحة والوسطية والاعتدال. زاهد عابداً.. رحمه الله رحمةً واسعة وأسكنه أعالي الجنان يارب العالمين.
Sulimanm899@gmail.com
ذاكرة مزيفة
في عالم يفترض أن تكون فيه العدالة حصنًا منيعًا، قد تتحول الحقيقة إلى سراب، وتصبح الذاكرة سيفًا يقتل الأبرياء. تبدأ القصة برجل في الحادية والثلاثين من عمره، ناجح في عمله، وخطيبته تنتظر الزواج القريب. قرر أن يقضي معها أمسية هادئة في مطعم أنيق، عشاء جميل وضحكات دافئة، ثم عادا في طريقهما إلى المنزل. كل شيء كان طبيعيًا حتى ظهرت سيارة شرطة أوقفت سيارته. لم يكن يعلم أن تلك اللحظة ستكون بداية النهاية.
الشرطة اشتبهت فيه لأنه يشبه مجرمًا هاربًا متهمًا باختطاف واعتداء. مجرد تشابه في الشكل ورقم السيارة كان كافيًا لاعتقاله. التقطوا له صورًا وعرضوها على الضحية وسألوها: «من الذي اعتدى عليك؟»، نظرت الفتاة إلى الصور وقالت بتردد: «ربما هذا». كلمة «ربما» لم تعنِ يقينًا، لكن مع مرور الوقت تحولت إلى تأكيد، وفي المحكمة أشارت إليه بثقة قائلة: «هو هذا الرجل». لم يكن يعرفها من قبل، لكنها كانت الشهادة التي أودعته السجن.
قضى عامًا كاملًا خلف القضبان، فقد خلاله عمله وخطيبته ومستقبله. وعندما نجح صحفي في كشف الحقيقة والوصول إلى الجاني الحقيقي الذي اعترف بجريمته، خرج الرجل بريئًا، لكنه خرج محطمًا. قرر مقاضاة كل من تسبب في ظلمه، لكن قلبه لم يحتمل الضغوط، فأصيب بأزمة قلبية قبل موعد المحاكمة بأيام قليلة، ليفارق الحياة في الخامسة والثلاثين. لم تقتله الجريمة، بل قتلته الذاكرة.. ذاكرة لم تكن ذاكرته.
هذه القصة ليست حالة استثنائية، بل هي جزء من مأساة أكبر. تشير الدراسات إلى أن نحو 75% من أحكام الإدانة الخاطئة في الولايات المتحدة كان سببها شهادات شهود العيان، التي اعتمدت على الذاكرة البشرية. لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الذاكرة ليست كاميرا تسجل الأحداث بدقة، بل أشبه بصفحة قابلة للتعديل، يمكن أن تتغير مع الوقت أو بتأثير العوامل الخارجية.
لتوضيح ذلك، أجرى علماء تجربة شهيرة عن تأثير صياغة السؤال على الذاكرة. عرض الباحثون على مجموعتين من الأشخاص مقطع فيديو لحادث تصادم بين سيارتين. بعد المشاهدة، طرحوا على المجموعة الأولى سؤالًا يقول: «ماذا كانت سرعة السيارتين عندما اصطدمتا ببعضهما؟» ثم طرحوا على المجموعة الثانية سؤالًا مختلفًا: «ماذا كانت سرعة السيارتين عندما تحطمتا ببعضهما؟» مجرد تغيير كلمة واحدة من «اصطدمتا» إلى «تحطمتا» أحدث فرقًا كبيرًا. الأشخاص الذين سمعوا كلمة «تحطمتا» قدّروا السرعة أعلى بكثير من الذين سمعوا «اصطدمتا»، بل وتخيل بعضهم أن الزجاج تحطم وانتشر في الطريق رغم أن الفيديو لم يظهر أي زجاج مكسور.
هذه التجربة تثبت أن الذاكرة يمكن أن تتأثر بكلمة واحدة، فما بالك بمرور الأيام والضغوط النفسية والأسئلة الموجهة من المحققين؟ الأخطر من ذلك أن هناك تجارب نجحت في زرع ذكريات لم تحدث أصلًا. في إحدى الدراسات، أقنع الباحثون بعض الأشخاص بأنهم تاهوا في مركز تجاري عندما كانوا أطفالًا. لم يكتف هؤلاء الأشخاص بتصديق القصة، بل أضافوا إليها تفاصيل من خيالهم وكأنها حقيقة عاشوها.
المفاجأة أن حتى الأشخاص الذين يتمتعون بذاكرة قوية للغاية، ممن يستطيعون تذكر تفاصيل حياتهم اليومية بدقة مذهلة، ليسوا محصنين ضد تكوين ذكريات خاطئة. المشكلة ليست في قوة الذاكرة، بل في طبيعتها. إنها مرنة وقابلة للتغيير أكثر مما نتصور.
السؤال الذي يفرض نفسه: كم من إنسان فقد حريته أو حياته بسبب شهادة شاهد كان صادقًا في شعوره، لكنه أسير لذكرى مزيفة؟ العدالة لا ينبغي أن تعتمد على ما نتذكره فهي قد تخون صاحبها قبل أن تخون غيره.
في النهاية، ما نحتاجه ليس فقط تطوير أنظمة العدالة، بل إعادة النظر في يقيننا الزائف بذاكرتنا. فكم من القرارات والمواقف في حياتنا نبنيها على أحداث نعتقد أننا نتذكرها بدقة، بينما هي في الحقيقة مجرد أوهام صاغتها عقولنا؟ ربما كلنا ضحايا لصفحة في أدمغتنا يعيد الزمن كتابتها كل يوم.
ahmadsinky@hotmail.com
سرد إنساني لعقد النفس وتشابك العلاقات
في عمق الدراما السعودية المعاصرة، يفتح مسلسل «أمي» نافذة واسعة إلى أعماق النفس البشرية، حيث تتشابك العقد النفسية مع الصراعات الداخلية والخارجية، لتتشكل عبرها هوية الإنسان وعلاقاته بذاته والآخرين. يكشف العمل كيف أن لكل إنسان عقدًا كامنة تبقى كظل لا يفارقه، وإذا لم تُعالج هذه الجروح بوعي وشفاء، تتحول إلى أعباء عضوية تحفر في النفس وتسبب الألم، فتؤذي الذات وتجرح من حولها. وهذه العقد، كما يوضح المسلسل، تنبع في أغلبها من العنف الاجتماعي والأسري، لتكبر مع الوقت وتصبح كمرض مزمن يصعب الهروب منه، محكمة قبضتها على حياة الإنسان.
في هذا السياق، يُقدّم المسلسل قراءة إنسانية وفنية عميقة، تسرد قصة طفلة تغوص في بحر من الألم والمعاناة، وحياة امرأة تحاول إنقاذها من براثن العنف، بينما تسعى في الوقت ذاته لشفاء جروحها النفسية الخاصة. شخصية «مريم»، التي أبدعتها الفنانة العنود سعود، تمثل مركز هذه الرحلة النفسية المتقلبة، حيث تتراوح بين حلم الاستقلال والتحرر، وواقع الأمومة البديلة التي تمنحها دفءً جديدًا ومعنى مختلفًا لوجودها. برقتها وحيويتها، نجحت العنود في تجسيد التحولات العميقة لشخصية تعيش صراعات داخلية متشابكة، تجعل المشاهدين يعيشون معها كل لحظة، ويتعاطفون مع آلامها وأحلامها على حد سواء.
على الجانب الآخر، برز وجه الشر في شخصية «عبيد» التي أبدع في تجسيدها تركي اليوسف، الرجل الذي يمارس استغلاله بلا رحمة، غير مبالٍ ببراءة الطفلة «بسمة» التي تعاني تحت وطأته. وفي مقابل هذا الشر، تجسدت شخصية «سهام» بأداء مميز من رنا جبران، الأم المثقلة بالألم والاكتئاب، التي تظهر بوضوح الصراع النفسي بين القسوة والألم، وتكشف كيف يترك المجتمع بظلاله الثقيلة أثرًا نفسيًا عميقًا على الفرد، ما يجعل شخصية «سهام» متشابكة المشاعر، تتأرجح بين التعاطف والكراهية في نفس الوقت.
المسلسل لا يكتفي بالتركيز على الشخصيات فقط، بل ينسج خلفية اجتماعية واقعية نابضة بالحياة، من خلال تصوير أحياء الرياض القديمة، حيث البيوت البسيطة والشوارع الضيقة تنطق بتاريخ وحكايات الناس، وتقدم صورة حقيقية للمرأة السعودية الحنونة والفتاة الواعية التي تناضل من أجل مستقبل أفضل. ويأخذنا أيضًا إلى الطبيعة الساحرة في جيزان، بجمال جبالها وأجوائها الدافئة، حيث تضيف الخلفية الطبيعية بعدًا حيويًا للعمل، وتكشف عن كنوز المملكة الطبيعية الخلابة التي تفتح أبوابها لكل من يرغب في استكشافها.
ولا يغيب عن العمل بُعد الدولة والمؤسسات الحكومية التي تحرص على حماية الأطفال وحقوقهم، فتسليط الضوء على الإجراءات القانونية والاجتماعية التي تتبعها السعودية للتعامل مع قضايا العنف الأسري، يبرز في سرد المسلسل بشكل واضح.
في الوقت نفسه، يقدم المسلسل شبكة متكاملة من الشخصيات التي تشكل جسر الخير، مثل «مقرن»، والخالة «فاطمة»، والغريبة «نورة» المحامية، والصحفي «عامر»، و»مازن» و»بدرية»، الذين يمثلون الأمل والتغيير، ويضيئون دروب الألم والظلام بنور الرحمة والتسامح، ليؤكدوا أن في قلب المعاناة ينبض الأمل والإنسانية.
يحمل العمل توقيع الكاتب السعودي فاروق الشعيبي الذي أعاد صياغة السيناريو والحوار ليوازن بين الأصالة والحداثة، ويضفي على النص عمقًا إنسانيًا راقيًا. ويقود المخرج التركي جودت مرجان الإخراج، مقدّمًا مزجًا فنيًا بين الحس الدرامي التركي والواقع السعودي، حيث استطاع بمهارته تقديم عمل متجانس يحمل بصمة إبداعية قوية. وعلى صعيد التمثيل، ضم العمل مجموعة كبيرة من النجوم السعوديين والخليجيين، يتقدمهم الطفلة ترف العبيدي التي جسدت دور «بسمة» بإبداع خاص وحضور فني مميز، بالإضافة إلى العنود سعود، رنا جبران، تركي اليوسف، زهرة عرفات، سناء بكر يونس، نايف الظفيري، فايز بن جريس، ريم العلي، همس البندر، أسمهان توفيق، ليلى السلمان، لطيفة مجرن، نذير غليون، وعدد من ضيوف الشرف من بينهم عزيز بحيص وبدر محسن وغادة الملا وجبران الجبران.
أما الموسيقى التصويرية، فقد كانت نبضًا حيويًا رافق كل مشهد، مضيفة عمقًا عاطفيًا يثري التجربة الدرامية، ويجعل المشاهدين يغوصون أكثر في أجواء العمل.
في المحصلة، لا يُعد مسلسل «أمي» مجرد سرد لقصة طفل مضطرب أو عائلة متصدعة، بل هو تأمل إنساني عميق في أعماق النفس البشرية.
ayaamq222@gmail.com
سنبقى نحتفل
قبل أيام تحديدا في الثالث والعشرين من سبتمر الماضي عمت الاحتفالات والأفراح مختلف أرجاء المملكة العربية السعودية وذلك بمناسبة اليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين الذي يصادف ذكرى غالية على قلوب الجميع وهي ذكرى توحيد هذه البلاد المباركة على يد الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- لتنعم الأرض ومواطنوها بمسيرة تنمية وازدهار وتطور وريادة استدامت عبر السنين حتى بلوغنا هذا العهد الزاهر الميمون.
نعم لا نزال نحتفل ونفخر معًا بمناسبة تنبض بالفرح وتعكس وحدة مشاعرنا وانتمائنا وترسيخ طِباعنا.. نعم لا نزال نحتفل ونفخر معًا بمناسبة ذكرى يوم الوطن الخامس والتسعين، التي أُعلن فيه قيام المملكة العربية السعودية في يوم وافق الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932 ميلادي، حيث تمت تسمية الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية. وفي ظل اعتزازنا وفخرنا بوطننا الغالي، وبأهمية هذه المناسبة العظيمة؛ نستشعر النعم التي تعم البلاد والإنجازات التي حققناها ولا زلنا نسعى من أجل النماء والانتماء.
حمل شعار هذا العام معاني عظيمة تلامس وجدان السعوديين، فهو يختزل الأصالة التي تتجلى في الكرم، والشهامة، والطموح، والاعتزاز بالهوية الوطنية. إن عبارة «عزّنا بطبعنا» ليست مجرد كلمات، بل تعبير صادق عن الروح السعودية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين الفخر بالماضي والاعتزاز بالحاضر، وبين التمسك بالقيم والقدرة على مواكبة العالم. هذا الشعار يعكس شخصية المواطن السعودي الذي يعتز بجذوره ويجسد قيم التضامن والإخلاص في حياته اليومية، مما يجعل الاحتفال باليوم الوطني مناسبة لتجديد الولاء والانتماء للوطن وقيادته.
حققت المملكة العربية السعودية إنجازات غير مسبوقة في مؤشرات التنمية العالمية. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة قفزت المملكة إلى المرتبة 35 عالميًا في مؤشر التنمية البشرية متقدمةً بشكل ملحوظ في مجالات التعليم والصحة والدخل.
كما احتلت المملكة المرتبة الأولى عالميًا في إصلاحات بيئة الأعمال وفقًا لتقرير البنك الدولي مما يعكس التزامها بتحقيق التنمية المستدامة، وفي مجال التكنولوجيا، أصبحت المملكة مركزًا إقليميًا للابتكار حيث احتلت المرتبة 38 عالميا في مؤشر الابتكار العالمي مما يعزز دورها كقائدة في الثورة الرقمية. للعلياء والمجد نصبو، نلهم الأجيال ويستمر العطاء.
S_alduhailan@hotmail.com
لا تحجبوا شواطئ الشرقية
نحن مع التطوير، وهو مطلبٌ في المقام الأول، لكن هل سألنا أنفسنا إن كان ما يحدث لشواطئ الخبر حاليًا تطوير أم تغيير؟ لقد امتازت الخبر، ولعقود طويلة، بشواطئها الرملية التي تمتد لعشرات الكيلومترات، وعلى امتداد تلك العقود كان لكل سعودي ومقيم على أرض وطننا القاريّ المساحة ذكرى مع كورنيش الخبر وذكريات مع الهاف-موون، والقاسم المشترك في هذه الذكرى وتلك اللحظات الباقية في الوجدان هو رؤية الشاطئ، والفرصة في الوقوف على شاطئ رملي وتأمل البحر من ضحل مائه وحتى عمقه البعيد والمغرق في الزُرقة.
وبالعودة إلى كورنيش الخبر تحديدا، نلاحظ أن هناك سواتر تمتد بطول طريق الكورنيش، وخلفها عمل قائم على إطلاق مشاريع استثمارية عديدة، وهذا مكمن قلق الناس! فالناس لا تعلم ما الذي ستنتهي إليه هذه الأعمال! ولا يعلمون متى ستنتهي هذه الأعمال وينتهي معها اختفاء مشهد البحر! وفي حديث مع صديق خلال هذا الأسبوع، أعرب -كحال المئات غيره- عن قلقٍ من فقدان مشهد الشاطئ والبحر في وديعة الخليج العربي.. الخُبر؛ وبفقدان مشهد الشواطئ ومتعة رمالها أيضاً، تكون الخبر قد فقدت ركيزة من مميزاتها الجوهرية.
لاحظنا في بعض مدن العالم الساحلية أن القائمين على تطويرها قد أعادوا الشاطئ الرملي ، وكان الشاطئ الرملي قد اختفى بعد أن شملته المدنية الطاغية، وباتت المنطقة هناك بلا شاطئ رملي لسنوات. وبإعادة الشاطئ الرملي لهذا الجزء عادت حياة بأكملها، بل وظهرات أفكار لمشاريع شاطئية تميّزها عن غيرها من المدن الشاطئية، والعبرة أن هذه المدينة استوعبت الدرس، وأزاحت الاسمنت والبلاط عن شواطئها، بل وأقامت جزرا رملية لتنشيط فرص الترفيه والسياحة؛ جاء هذا التصحيح لأن الشاطئ حياة المدن الساحلية، ناهيك عن أن تنشيط الاستثمار في الأماكن المفتوحة يقوم في أساسه على جذب المستثمر عبر مراعاة احتياجات الناس ودفعهم للزيارة.
الدمام ليست بعيدة عما يحدث في الخبر، وهناك مشاريع اعتراها التأخير على الواجهة البحرية ومن بينها شاطئ القوارب، والناس بقيت اليوم دون تحديث في جانب الأخبار وتركناهم مع الـ «هوردنق» أو حواجز الحجب، وهذا يؤثر على رضى سكان المنطقة ويتعارض مع حاجة الناس للشواطئ، خصوصا وأن الأجواء بدأت في الميل إلى الاعتدال، والساعة تدنو يومياً وبشكل متسارع من قرب احتفال أهالي المنطقة الشرقية بموسم الأجواء الشتوية المذهلة على شواطئهم التي يعشقون .
abdullahsayel@gmail.com