أسباب خفية وراء السمنة في الطفولة والمراهقة

النظام الغذائي: الإفراط في السكريات والدهون والأطعمة المصنعة

قلة النشاط البدني: سعرات زائدة مع حركة محدودة وجلوس طويل.

العوامل الاجتماعية والاقتصادية: ضعف الوعي أو محدودية الدخل

العوامل الطبية والوراثية: أمراض، أدوية أو جينات تزيد القابلية للسمنة.

قلة النوم والضغوط: تؤثر على الشهية والسلوك الغذائي.

البيئة المحيطة: ندرة الأطعمة الصحية وقلة أماكن الرياضة

المصدر:مركز الصحة الخليجي

مرونة ساعات العمل..

تضع الدولة اليوم كفاءة الإنفاق في مقدمة أولوياتها، في وقت تتسارع فيه الحاجة لضبط المصروفات، وفتح آفاق جديدة للتوظيف أمام الشباب والشابات. ومع هذه المعادلة، تتكرر مشاهد الاستقالات المبكرة للموظفين والموظفات الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة الالتزامات العائلية وسندان دوام كامل.
خيار بسيط يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا: السماح للموظف أو الموظفة بالتنازل عن جزء من راتبه أو مزاياه مقابل تقنين ساعات العمل. هذه ليست ميزة ترفيهية أو مطلبًا شخصيًا، بل سياسة إصلاحية قائمة على منطق اقتصادي واجتماعي سليم، وتُطبَّق في كثير من الدول المتقدمة ضمن إطار واضح يحفظ العدالة ويحقق الكفاءة.
كثير من الموظفين المقبلين على التقاعد لا يرغبون في الخروج المبكر من الخدمة، لكنهم لا يملكون الطاقة للاستمرار بذات السقف العالي من الالتزام. لماذا نضغطهم ليبقوا بكامل طاقتهم حتى آخر يوم، بينما يمكنهم أن يعملوا بساعات أقل مقابل راتب أقل، في مرحلة انتقالية تساعدهم على الاستعداد لما بعد التقاعد وتمنحهم وقتًا للاستمتاع بحياتهم دون أن يغادروا المنظومة كليًا؟
هذا الخيار يقدّم للدولة مكاسب مضاعفة. فهو أولًا يمنع نزيف الخبرات عبر الاستقالات والتقاعد المبكر، ويبقي الموظف ضمن المنظومة بمرونة محسوبة. وهو ثانيًا يتيح استخدام المبالغ المتنازل عنها في فتح فرص جزئية للشباب برواتب أقل.
المخاوف التي قد تثار حول التقاعد أو الالتزامات طويلة الأجل يمكن معالجتها بأبسط الطرق وأكثرها عدالة، عبر ما يُعرف بمبدأ “النسبة والتناسب” أو الـ Pro-rata -أي أن يحصل الموظف على راتب وبدلات واشتراكات تقاعدية متناسبة مع ساعات عمله الفعلية. فإذا عمل بنسبة 60% من الدوام الكامل، يتقاضى 60% من راتبه وبدلاته، ويساهم بـ 60% من الاشتراكات التقاعدية، ويُحتسب له التقاعد بذات النسبة. هذا النموذج مطبق في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية -OECD-، ونجح في تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات دون تحميل الخزينة أعباء إضافية غير ممولة.
على المستوى العالمي، لم تعد المرونة خيارًا هامشيًا، بل أصبحت حقًا مشروعًا. الاتحاد الأوروبي أقرّ حق طلب ترتيبات عمل مرنة للآباء والأمهات ومقدمي الرعاية، وهولندا وبريطانيا أقرتا حق العمل الجزئي بنسبة متفق عليها من ساعات الدوام. أما منظمة العمل الدولية فقد أوصت منذ سنوات بأن تكون المرونة وسيلة لتمكين المرأة وزيادة المشاركة الاقتصادية بدل أن يُدفع بها للخروج من سوق العمل.
من الناحية العملية، لا يخلو هذا التوجه من مخاطر إذا فُتح بلا ضوابط.. لكن الحلول واضحة ومجربة: ربط المرونة بمؤشرات أداء قابلة للقياس، تحديد سقف نسبي لعدد الموظفين في هذا الوضع داخل كل إدارة، مراجعة دورية كل ستة أشهر للتأكد من التزام الموظف بمهامه، ونص صريح على أن الميزة متاحة للرجال والنساء على حد سواء. الأهم من ذلك أن يبدأ البرنامج بشكل تجريبي في قطاعات محددة كالصحة أو التعليم، مع متابعة دقيقة للأثر المالي والتشغيلي قبل التوسع في التعميم.
الدوام المخفّض مقابل راتب أقل ليس رفاهية، بل استثمار ذكي. يحفظ رأس المال البشري من التسرب، يخلق فرصًا جديدة للشباب، يوازن بين العمل والحياة، ويمنح الموظف شعورًا بأنه شريك لا عبء. وفي النهاية، يبقى الإنسان السعودي هو الثروة الحقيقية التي تبنى عليها رؤية 2030، وكل سياسة تحافظ على صحته واستقراره ورضاه الوظيفي هي سياسة استثمار في المستقبل.
وكما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «حفظه الله»:
«طموحنا أن نبني وطنًا أكثر ازدهارًا، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه».
dr0lamia@gmail.com

حين يختار الإنسان أن يموت وهو حي

الجوهاتسو.. كلمة يابانية تُترجم إلى التبخر، لكنها لا تتحدث عن الماء حين يغادر سطحه، بل عن الإنسان وهو يذوب من حياة الآخرين..!
في اليابان، لا يغيب المتبخر بالصدفة ولا يُختطف بالعنف، بل يختار أن ينسحب من مشهد الوجود كما يُطفأ مصباح في غرفة مزدحمة، يقرر أن يترك كل شيء: اسمه، بيته، عائلته، عمله، ذكرياته، ويستيقظ في مدينة أخرى بلا ماضٍ ولا أثر، كأنّه يعلن موته من دون جنازة، وانبعاثه من دون ولادة.
العار في اليابان ليس شعوراً عابراً لمحطات الحياة، بل سيفاً مسلطاً على الرقاب..!
من يفشل في امتحان، من يخسر وظيفته، من يغرق في ديونه، من تنهار حياته الاجتماعية، يصبح جسداً شفافاً لا يحتمل نظرات الآخرين، العار هنا أثقل من الموت، والنجاة الوحيدة هي التبخر، الجوها تسو هو إعلان صامت بأنّ البقاء أحياناً أكثر قسوة من الغياب، وهو فن ياباني في الهروب، يتم بلا دماء، بلا صرخات، بلا أثر سوى كرسي فارغ وصورة على الحائط لم يعد صاحبها موجوداً.
هناك صناعة كاملة تدور حول هذا الاختفاء. وكالات غامضة تُدعى «وكالات الهروب الليلي» تأتي في منتصف الليل، تُحمِّل ما تبقى من متاعك أو لا تحمل شيئاً سوى جسدك المرهق، وتأخذك بعيداً. في الصباح، يستيقظ العالم لتجد أن فلاناً قد تلاشى، وأن الغرفة التي عاش فيها صارت فارغة، كأنها لم تُسكن قط. الشرطة لا تبحث، القانون لا يتدخل، المجتمع يغلق الدفاتر. وحدها العائلة تصرخ في فراغ لا يرد.
الجوهاتسو ليس فقط فعلاً اجتماعياً، بل هو فلسفة، هل يملك الإنسان حق أن يُميت نفسه اجتماعياً؟ أن يُعلن أنّه انتهى من دوره في مسرح الآخرين؟ اليابان، بثقافتها الصارمة التي تُقدِّس الانضباط، تحوّل الاختفاء إلى نوع من العصيان الصامت، تمرد بلا ضوضاء. التبخر هنا ليس هروباً فقط، بل ولادة مظلمة في عالم الظلال.
لكن هذه الولادة لا تحمل دائماً خلاصاً، كثير من المتبخرين ينتهون في الأحياء الفقيرة التي تزدحم بالأشباح البشرية: رجال كانوا موظفين محترمين أصبحوا عمالاً بلا مأوى، نساء هاربات من زيجات مدمرة وقعن في شراك الاستغلال. الجوهاتسو يشبه الانتحار البطيء: يحررك من ماضيك لكنه يسلّمك إلى حاضر أكثر قسوة. الحرية هنا ملغومة، والغياب أثمن من الحضور لكنه لا يمنحك معنى جديداً.
اليابان التي تبني قطارات تتحدى الزمن، وتُشيّد مدناً كأنها مختبرات مستقبلية، هي نفسها اليابان التي تفرز أرواحاً تتبخر لأنّها لم تعد قادرة على تحمّل الصرامة. الوجه المشرق للتنظيم يخفي جروحاً لا يراها أحد. الجوهاتسو هو المرآة التي تعكس أن أعظم الحضارات ليست سوى أقنعة، وأنّ الإنسان حين يختنق يختار الظلّ على الضوء.
الفلسفة العميقة للجوهاتسو تُلخّص مأزق الإنسان المعاصر كله: في زمن المراقبة الكاملة والعيون الرقمية التي تتابع كل حركة، يبدو الاختفاء هو الحلم المستحيل. المتبخرون اليابانيون كتبوا قصتهم بوضوح، أما نحن فنتبخر ببطء بطرق أخرى: عزلة رقمية، قطيعة وجدانية، انقطاع عن ذواتنا القديمة. الجوهاتسو هو اسم ياباني لظاهرة بشرية أشمل، للانسحاب كخيار حين يفشل البقاء في أن يكون حياة.
إنه موت من نوع آخر، موت لا يحتاج إلى قبور ولا تأبين، موت يُعلَن بصمت حين يقرر الإنسان أن يكفّ عن أداء دوره. ومن يختار أن يتبخر يعرف أن العالم لن يبحث عنه، لكنه مع ذلك يترك كل شيء وراءه.
mohalarab75@gmail.com

إعادة التوازن للسوق العقاري

بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- ، تم إقرار عدد من الأحكام النظامية التي تهدف إلى إعادة التوازن للسوق العقاري حيث تسعى هذه الأحكام إلى بناء علاقة تعاقدية واضحة ومستدامة، تحفظ حقوق جميع الأطراف، وتعزز من استقرار المواطنين والمقيمين، حيث تم إبقاء الإيجارات السنوية السكنية والتجارية بمدينة الرياض لمدة خمس سنوات ابتداء من سبتمبر 2025، ويعتبر هذا الإجراء لضبط السوق، ما يمثل تحولا هيكليا في المنظومة العقارية في المملكة، مما يعكس رؤية استراتيجية تعيد صياغة العلاقة بين المؤجر والمستأجر على أساس التوازن والاستدامة، ويحول الاستثمار العقاري من المضاربة إلى الاستدامة والاستمرار، حيث اتسمت المرحلة السابقة بارتفاعات متتالية في الإيجارات لتحقيق عوائد للمستثمرين سريعة، مما خلق ضغوط على السوق وأضر بالاستقرار.
حيث أن إيقاف الزيادة السنوية يوجه المستثمر نحو تحسين جودة البناء وإدارة العقارات وكذلك توسيع الأفق نحو مشاريع تطويرية طويلة المدى، بالإضافة إلى المنافسة الحقيقية على أساس الجودة والخدمات وليس على أساس رفع الأسعار مما يتحول من حالة مضاربة قصيرة الأجل إلى استثمار طويل ومؤسسي ومستدام يخدم الاقتصاد الوطني، ويجعل المواطن في قلب المنظومة، فالمواطن بالنسبة للقيادة استقرار مالي حيث يتيح للأسر تخطيط الميزانية دون قلق من زيادات مفاجئة، وكذلك استقرار اجتماعي في المدارس والأحياء والعلاقات الاجتماعية، خصوصا وأن الزيادة المستمرة في أسعار الإيجارات تجبر المواطن على الانتقال من منطقة لأخرى للبحث عن السكن الأرخص، وكذلك يحمل القرار في طياته عدالة في العلاقة بين المؤجر والمستأجر، من خلال البناء على شفافية العقود الموثقة عبر منصة «إيجار». حيث أن نظام «إيجار» يعطي الحقوق لجميع الأطراف وكما نعلم فان الأنظمة تؤسس بيئة سكنية وتجارية أكثر عدلا ووضوحا، قائمة على الثقة المتبادلة بين المؤجر والمستأجر، وقد أرسى القرار قواعد جديدة متمثلة في إيقاف الزيادة التلقائية، بحيث يحد من التضخم ويعزز الاستقرار والتوثيق الإلزامي للعقود لضمان الحقوق ومنع النزاعات وكذلك توازن المصالح بين الأطراف بما يحقق استدامة اقتصادية واجتماعية في مجتمعنا، وقد يقول قائل لماذا هذه الأحكام النظامية التي تهدف إلى إعادة التوازن للسوق العقاري سوف تطبق فقط الآن في مدينة الرياض، وماذا عن بقية مناطق المملكة، فأقول وكما قال وصرح به المتحدث الرسمي للهيئة العامة للعقار تيسير المفرج، حيث قال: «إذا ارتفعت الإيجارات لمستويات غير معقولة سيتم تنفيذ قرار ضبط الإيجارات على باقي مناطق السعودية».
k_barshaid@yahoo.com

الاقتصاد الأخضر في المملكة

تشهد المملكة اليوم مرحلة تحول غير مسبوقة نحو الاقتصاد الأخضر، في محاولة لتعزيز التنمية المستدامة اضافة لمبادرات مثل «الاقتصاد الأخضر السعودي وخطط «رؤية 2030» التي تمثل رهاناً استراتيجياً لتحويل الاقتصاد الوطني إلى نموذج صديق للبيئة، مع خلق فرص إقتصادية جديدة وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وفقاً لتقرير الهيئة السعودية للبيئة والطاقة المتجددة، فالمملكة تستهدف إنتاج 50% من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وهو ما يعادل توفير أكثر من 58 جيجاواط. هذا التحول يفتح أبواباً ضخمة أمام خلق فرص عمل في القطاعات الخضراء، حيث من المتوقع أن يخلق الاقتصاد الأخضر أكثر من 1.2 مليون وظيفة بحلول 2030.
كما أن تبني الطاقة النظيفة يعزز تنافسية الاقتصاد السعودي على الصعيد العالمي، ويجذب المستثمرين الراغبين في الاستفادة من الحوافز الحكومية والتحول السريع نحو الاستدامة.
مع كل هذه الفرص، هناك بعض التحديات التي تواجه مجالات الاستدامة والاقتصاد الأخضر، كالبنية التحتية التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، والتحول الكامل يتطلب استثمارات هائلة في التقنيات النظيفة والتدريب. أيضاً الثقافة الاقتصادية التقليدية والمقاومة للتغيير قد تعيق سرعة تطبيق هذه المبادرات، كما أن التقلبات العالمية في أسعار النفط تؤثر على ميزانيات المشاريع، ما يجعل من الاستدامة الاقتصادية تحدياً حقيقياً، ومن هنا تأتي أهمية تعزيز التغيير الثقافي ونشر الوعي المجتمعي بأهمية البيئة. فالأثر الاقتصادي لن يكون فقط في الناتج المحلي بل سيمتد إلى تحسين جودة الحياة والصحة العامة.
الاقتصاد الأخضر فرصة ذهبية ليس فقط لتنويع مصادر الدخل بل لتعزيز التواجد في خارطة الاقتصاد العالمي المستدام. كما ان الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة سيجعل المملكة رائدة في قطاع واعد، ويحفز الإبداع المحلي والشراكات الدولية.
الاقتصاد الأخضر لدينا هو تحدٍّ وفرصة في آنٍ معاً. قدرة المملكة على تحقيق التوازن بين الطموح والواقع، وبين الاستثمار والتقنين .
haa2ana@hotmail.com

أكثر من احتفال

كل عام ونحن نحتفل باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وهو ذكرى توحيد هذه البلاد الغالية على يد الملك الموحد عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- لستمر بعد ذلك عهود وعقود من الازدهار والتنمية والتطور والأمن والاستقرار ينعم بها المواطنين حتى هذا العهد الزاهر الميمون.
إن اليوم الوطني ليس مجرد عطلة أو فعاليات؛ إنه فرصة للتأمل فيما وصلنا إليه كأمة، والتفكير في دورنا كمواطنين في بناء المستقبل، وفي يوم الوطن الخامس والتسعين، قررت المشاركة في احتفالات اليوم الوطني التي نظمتها جامعتي، وكان قرارًا مليئًا بالحماس والتجربة الجديدة.
انضممت إلى إحدى المسابقات التي كانت جزءًا من الفعاليات، وكان الهدف منها تعزيز روح التعاون والانتماء بين الطلاب، خلال التحضير، عملت مع زملائي على تجهيز الأفكار والمواد، وكل شخص ساهم بما يستطيع، رأيت روح الفريق والتعاون بشكل مباشر، وكيف يمكن للعمل الجماعي أن يجعل التجربة ممتعة ومليئة بالتعلم.
ما لفت انتباهي حقًا هو الشعور بالفخر والانتماء، بين الألوان الوطنية، والأعلام ترفرف في كل مكان، والابتسامات التي تعكس حماس الجميع، حينها استشعرت أن الاحتفال باليوم الوطني ليس مجرد ذكرى، بل تذكير مستمر بأن كل فرد منا جزء من الوطن، وأن مشاركته، مهما كانت صغيرة، تصنع فرقًا.
وأدركت أن اليوم الوطني ليس مجرد احتفال نمارسه كل عام، بل هو عهدٌ نؤكد فيه التزامنا بالعمل والعطاء، فالوطن لا يكبر بالأغاني والألوان فقط، بل يكبر حين نقرر أن نكون جزءًا من بنائه، كلٌّ من موقعه وبقدر استطاعته.
عدت إلى المنزل ذلك اليوم وأنا أشعر بالفخر والامتنان، ليس فقط للمناسبة الوطنية، بل لكل من ساهم في تنظيم الفعاليات، ولزملائي الذين عملوا معي في المسابقة، واليوم الوطني أصبح بالنسبة لي أكثر من يوم على التقويم؛ أصبح ذكرى تجدد فينا الشعور بالمسؤولية والانتماء، وتذكرنا أن المشاركة والعمل الجماعي يصنع فرقًا حقيقيًا في المجتمع.
asoomgh01@gmail.com

رأس.. ورؤوس النفاق

في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- تبرز شخصية غريبة نوعا ما، ومكمن الغرابة أنها اتخذت لها طريقًا ثالثًا غير سبيل المؤمنين ولا طريق الكافرين، إنه: «عبد الله بن أُبيّ بن مالك الخزرجي، المعروف بان سلول» الذي عرف برأس المنافقين..
كاد أن يُتوّج ملكًا على يثرب قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقد كان سيدا معظما ولم يجتمع الأوس والخزرج على رجل واحد غيره، لكن قدوم الرسول أبطل حلمه، وعطل تتويجه فامتلأ قلبه غيظًا وحسدًا، وبدل أن يواجه الإسلام مواجهة صريحة، اختط لنفسه وأتباعه مسلكًا آخر؛ إلا وهو (النفاق)، والنفاق يعني؛ إظهار الإسلام وإبطان الكفر.
كان لعبد الله الخزرجي مواقف سيئة وشنيعة ضد الإسلام، ففي غزوة بدر تخلّف وهوّن من شأن النصر. وفي معركة أُحد انسحب بثلث الجيش. ولا ننسى حادثة الإفك التي كان من أبرز من أشاع الكذب على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وفي غزوة تبوك بثّ الوهن وثبّط الناس عن الجهاد، وغيرها من المواقف.
وحين مات الخزرجي، صلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- إكرامًا لابنه الذي كان مؤمناً صالحاً، ثم جاء النهي الإلهي:
«وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ» -التوبة-.
هل انتهى النفاق بموت الخزرجي؟ لم ينتهِ ولن ينتهي النفاق الأكبر، بل هو باقٍ في كل زمان ومكان؛ تتلون رؤوس النفاق بأسماء جديدة وأقنعة عصرية، فيهدفون إلى هدم الإسلام من الداخل عبر التشكيك في ثوابته، وينكرون السنة النبوية ويصفون الصالحين بالسفهاء، ويُسمّون الفساد إصلاحًا، وهم سبيل الأعداء إلى احتلال بلدانهم.
من قصة ابن سلول تعلمت:
المجد قد يكون قريبًا من المرء، لكن الكبر والحسد يحجبانه عن صاحبه.
أهل الباطل يتشبثون بباطلهم، ويفنون أعمارهم في محاربة الحق.
الأسوياء يوظفون كل سبيل للخير، والأشرار يستغلون كل سبيل للإفساد.
شياطين الإنس يسمون الأشياء بغير أسمائها ليبرّروا فسادهم.
قفلة:
قال أبو البندري غفر الله له:
المجد الحقيقي يبنى بالصدق لا بالأقنعة المزيفة.
alomary2008@gmail.com

الإيجابية مفتاح النجاح

الحياة مليئة بالتحديات، ولكن نظرتنا إليها هي التي تحدد مسارنا، قد تبدو المشاكل كبيرة، لكن بالمنظور الإيجابي يمكننا تحويلها إلى فرص للنمو، النجاح لا يأتي من غياب الصعوبات، بل من قدرتنا على التعامل معها بحكمة وأمل.
الأشخاص الذين يتبنون التفكير الإيجابي يرون الفرص في كل موقف، ويتعلمون من كل تجربة، لا يعني ذلك تجاهل المشاعر السلبية، بل تعلم كيفية عدم السماح لها بالتحكم في حياتنا، الإيجابية ليست مجرد رد فعل، بل أسلوب حياة يجعلنا أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع مختلف المواقف.
تشير الدراسات إلى أن التفكير الإيجابي يسهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية، ويقلل من مستويات التوتر والقلق، مما يزيد من فرص النجاح في الحياة المهنية والشخصية، كما أن الأشخاص الإيجابيين يتمتعون بقدرة أكبر على بناء علاقات اجتماعية قوية، ويكونون أكثر إنتاجية في بيئة العمل.
ولتبني الإيجابية في حياتنا، يمكن إتباع بعض الخطوات العملية مثل: ممارسة الامتنان اليومي وتقدير النعم الموجودة في حياتنا، الإحاطة بأشخاص إيجابيين يدعموننا ويشجعوننا، التركيز على الحلول بدلاً من المشكلات، والاهتمام بالصحة الجسدية من خلال ممارسة الرياضة والتغذية السليمة.
الإيجابية هي المفتاح الذي يفتح أبواب النجاح والسعادة، بتبني هذا النهج، نصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافنا في الحياة.
إن تبني الإيجابية لا يقتصر على تحسين حياتنا الفردية فحسب، بل يمتد أثره ليشمل محيطنا الاجتماعي والمهني، فحينما نكون أكثر تفاؤلًا، نلهم من حولنا وننشر طاقة قادرة على إحداث فرق حقيقي، ومع مرور الوقت، تصبح الإيجابية عادة راسخة تفتح أمامنا آفاقًا جديدة من الطمأنينة والرضا، وتجعلنا أكثر ثقة في قدرتنا على تحقيق ما نصبو إليه مهما كانت الظروف.
ولعل أجمل ما في الإيجابية أنها قرار شخصي يمكن اتخاذه في أي لحظة، قد لا نملك التحكم بكل ما يحدث لنا، لكننا نملك حرية اختيار الطريقة التي نستجيب بها، فبكلمة مشجعة، أو ابتسامة صادقة أو موقف متفائل، يمكننا أن نغير مسار يوم كامل لنا ولغيرنا، هكذا تتحول الإيجابية من فكرة إلى ممارسة يومية تبني حياة أعمق معنى وأكثر سعادة. وبذلك تصبح الإيجابية جسرا نعبر به نحو مستقبل أبهى.
majed.theeb@hotmail.com

المقاطع القصيرة.. بين الإدمان والتأثير الخفي

في مساء أحد الأيام تدخل باحثًا في مواقع التواصل الاجتماعي عن وصفةٍ بسيطة للغداء، وتفتح هاتفك على عجل، يمر أول مقطع قصير، ثم آخر، فتهمس لنفسك: «خمس دقائق فقط»، إلا أن الدقائق تمتد، وتضيع الوصفة بين مئات المقاطع التي تسرق انتباهك، حتى تنسى وتسأل نفسك ما سبب فتحي للهاتف منذ البداية.
في هذه الأيام لم تعد المقاطع القصيرة مجرد محتوى يُتابَع وقت الفراغ، بل تحولت إلى عادة يومية لأفراد هذا الجيل. دقائق من يومك تذهب بلا وعي، لتصبح ساعات من التمرير المستمر.
يتعرض الدماغ باستمرار لمقاطع ومحتويات ومعلومات متنوعة في مجالات مختلفة، ومن هنا يترسخ الإدمان أكثر ويظهر تأثيرها الخفي، حيث يبدأ الدماغ بالبحث عن جرعة سريعة من المتعة.
هي ليست مجرد تسلية عابرة، بل منظومة مصممة لتغيير عاداتكم، واختزال تركيزكم، ولوضعكم في دوامة لا نهاية لها، بين ضحكة خاطفة ومعلومات عابرة وصور صادمة.
أنها فقط مضيعة للوقت، ومرهقة للدماغ؛ حتى أصبح الناس، صغاراً وكباراً، يلجؤون إلى المقاطع القصيرة لإشباع رغباتهم في مختلف أوقاتهم، فبعضهم أثناء العمل يفتح هاتفه كل بضع دقائق ليشاهد مقطعاً سريعاً، ثم يحاول العودة إلى مهامه؛ لكن سرعان ما تجذبه المقاطع من جديد، حتى ينسى ما كان يقوم به، وآخر يفتح هاتفه قبل النوم ليتسلى قليلاً؛ فإذا بالدقائق تمتد إلى ساعات، ويتفاجأ مع طلوع الصباح أنه قضى ليلته أمام الشاشة.
ترتبط هذه الحالة بمصطلح «تعفّن الدماغ»، الذي اختير ليكون كلمة عام 2024 في «أكسفورد»، بعد 37ألف تصويت، ومناقشة عامة على مستوى العالم، وتحليل من الخبراء.
إنه ليس تعفّن الدماغ بالمعنى الحرفي، بل هو رمز للضرر الذي يلحق بنا بسبب العالم الإلكتروني، بمعنى آخر، إذا قضيت ساعات طويلة في تصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف، ستجد نفسك عرضة لتشوش الذهن وضعف التركيز، وفقدان القدرة على الإنتاجية إلى الشعور بعدم الرضا أو حتى الشعور بالذنب بشأن الوقت الضائع في تصفح الإنترنت.
ومع الوقت، قد تتأثر ذاكرتك، ويضعف تفاعلك الاجتماعي الحقيقي، ويزداد شعور بالانعزال والكسل، بل وربما تتسلل مشاعر القلق والاكتئاب؛ كل ذلك نتيجة الاستهلاك المفرط للمحتوى السطحي والسريع، الذي يرهق الدماغ ويستنزف طاقته، حتى يصل بك الحال إلى ما يشبه بتعفّن الدماغ.
وفي النهاية، يظل «تعفّن الدماغ» أكثر من مجرد تعبير مجازي؛ إنه مرآة لحقيقة خطيرة نعيشها دون أن نشعر، فالعقل الذي خلق ليبدع ويفكر ويكتشف، يبذل شيئاً فشيئاً حين نتركه رهينة لمقاطع عابرة وتصفح بلا وعي، إننا نخسر لحظات لا تعوض، وفرصاً لبناء ذواتنا، وتواصلاً صادقاً مع من حولنا، لذا، فإن النجاة لا تكون إلا بوعي متجدد، نختار فيه ما نغذّي به عقولنا، ونوازن بين العالم الرقمي والواقع الحقيقي، وحينها فقط نستطيع أن، نحافظ على عقولنا حيّة، متوهجة، قادرة على أن تقودنا نحو الحياة أعمق معنى وأكثر امتلاءً.
jory02657@gmail.com

التخابر

في أعقاب الضربات العسكرية المتبادلة بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي فيما عرف بصراع الإثني عشر يوما في يونيو ٢٠٢٥ برزت حالة ملموسة في الجانبين الإيراني والإسرائيلي تمثلت في الإعلانات المتبادلة بين الجانبين بأنه تم إلقاء القبض على أشخاص بتهمة التخابر مع طرف أجنبي، طبعاً يفهم من عبارة طرف أجنبي، أن من تم إلقاء القبض عليهم في إيران باحتمال كبير أنهم كانوا يتخابرون بمعنى ينقلون معلومات وأسرار إلى الجانب الإسرائيلي والعكس صحيح تماماً.
هذه العملية أصبحت لغة من لغات الصراع الإقليمي والغريب عودة هذه الجزئية من جزئيات الصراع في ظل تصاعد الاحتياطات الآمنية الإلكترونية الحديثة، ماذهب بالبعض إلى اعتبار هذه الإعلانات جزء من السجال الإعلامي للصراع.
بشكل عام تهمة التخابر مع جهات أجنبية تعني أن السلطات تتهم الشخص أو المجموعة من الأشخاص بالتواصل أو التعاون بشكل سرى مع دولة أجنبية أو جهة خارجية قد تكون تلك الجهة استخباراتية يعني تهدف لجمع المعلومات الأمنية، أو السياسية، أو العسكرية، والهدف من وراء كل ذلك الأضرار بمصالح بلد الشخص المتعاون، إو تسريب معلومات حساسة تمس الأمن القومي لبلاده.
اللافت في مطلع شهر سبتمبر ٢٠٢٥م أن دولة كبيرة مثل بريطانيا أعلنت وبشكل واضح عن إلقاء القبض على اشخاص بتهمة تخابرهم مع جهات أجنبية خارجية، ولم تذكر الأخبار الدول التي تخابر معهم من ألقي البقبض عليهم وإن كان يحتمل أن يكونوا بلد مثل روسيا التي تقف من الدول الغربية مواقف غير مريحة في هذه الفترة علي خلفية الصراع الأوكراني الروسي. وهذا يؤكد أن دول العالم المتقدمة والنامية عرضة لمثل هذا الأمر بدليل إعلان بريطانيا تعرضها لذات الموضوع.
من نافلة القول التأكيد بأن التخابر، وفي كل دول العالم تقريباً، يعد جريمة خطيرة. ويندرج غالباً تحت جرائم ما يسمى « بالخيانة العظمى» و « التجسس» الذي يعني العمل لصالح دولة أجنبية تكون في الغالب « معادية» وفي الدول المتقدمة، والديمقراطية يجرم التخابر مالم يكن بتصريح أو أن يلحق ضرراً واضحاً بالأمن القومي أو العسكري أو السياسي.
قد يسألا البعض عن العقوبة التي تطبق في حق من يقوم بعملية التخابر مع الدول الأجنبية، أو الجهات الخارجية، وفي الواقع أن العقوبات تختلف موضوعياً بناءً على خطورة عملية التخابر، وبناءً على الأضرار التي نتجت عنها.
التخابر مرض وموجود في البيئة الدولية طالما أن هناك صراعات.
salem.asker@gmail.com