الذكاء الصناعي.. والتطبيقات العملية والحيوية

mngr9090@hotmail.com

يشهد الذكاء الاصطناعي سباق العمالقة وتطلعات السعودية حيث، الحال العالمي للذكاء الاصطناعي، وتصدر كبرى الشركات التقنية سباق الابتكار والتطبيق العملي، كل منها بميزة وتخصص. ومن الأمثلة الحيوية والمعاصرة على هذا
مجموعة علي بابا الصينية عززت حضورها عبر منصتها الإلكترونية، بوصفها من أكبر مزوّدي الحوسبة السحابية، مقدمة خدمات للمدن الذكية والزراعة المتقدمة. أما جوجل وألفابت فقد توسعتا في مجالات البحث على الإنترنت، وعلوم الحياة، والقيادة الذاتية، والأجهزة المنزلية الذكية، إضافة إلى الترجمة الآلية والتشخيص الطبي.
في المملكة المتحدة، تميّزت DeepMind بمحاكاة الشبكات العصبية للدماغ وتطوير تقنيات التعلم العميق. بينما برعت أمازون في التحليلات التنبؤية، وابتكرت آبل خوارزميات تعلم آلي تعمل مباشرة على الأجهزة، مع التركيز على الخصوصية وكفاءة الطاقة.
الشركة الصينية بايدو رسخت ريادتها في القيادة الذاتية بفضل البيانات الضخمة، في حين طورت فيسبوك تقنيات معالجة الصور واللغة، وسعت مايكروسوفت لتطبيقات متقدمة وذكاء صناعي عام وشامل ، ومن أبرز إنجازات الموجة العصرية وفي الجانب العملي التطبيقي لذكاء الاصطناعي عمليات جراحية روبوتية معقدة (نقل قلب )تمت في مستشفى الملك فيصل التخصصي بلا أخطاء.
وبينما يواصل العالم سباقه، يترقب السعوديون بفخر ولادة مشروعهم الوطني في الذكاء الاصطناعي، (علام) وهو تطبيق يقوم بمحادثة المستخدمين والرد على استفساراتهم باللغة العربية وصياغة الملخصات والاقتراحات في كثير من الموضوعات المختلفة بطريقة محدّثة تنسجم مع تسارع الأحداث، كما يمتلك المعلومة الموثوقة في كافة المجالات ويعتبر الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية.ومكون من نموذج ذكاء اصطناعي توليدي يعمل على البحث عن المصادر المرتبطة بالسؤال، كما يتكون من نموذج لغة عربية ضخم؛ لصياغة الإجابة باللغة العربية وقد تم تدريبه على مئات الملايين من المقالات العربية والإنجليزية.. هذا المشروع سيكون علامة فارقة في المنطقة والعالم.

( دفء إلكتروني )

mohsen283@hotmail.com

تراه لوحده وتراها لوحدها ، ولكل منهما جوه الخاص الذي يشعر فيه بالدفء ، بعيدًا بعواطفه ومشاعره – لا بجسده – عن الآخر ، دفء لا تغذيه الماديات أو الكلمات أو السلوك ، دفء لا يمت بصلة لعالم الإنسان بكل ما فيه من واقعية وبشرية ، هو دفء إلكتروني جعلناه بديلاً للدفء البشري ، وأصبحنا نبحث عنه ونذوب فيه بشكل مفرط؛ حتى غدا مسرحًا لحياتنا ورغباتنا وربما لسعادتنا .

في غرفة واحدة ومساحة ضيقة يمسك كل منهما بهاتفه النقال ولا يدري عن الآخر ، يعيش حالة الدفء الإلكتروني ، هو هنا وهي هناك يتنقلان في مواقع الحياة الرقمية دونما إحساس بوجود الآخر ، حياتهما حياة المقاطع والمشاهد السريعة والمتنوعة .

البداية كانت في جزئية من الوقت ، ثم تحولت إلى كل الوقت بحياة ليست هي الحياة ، حياة يظللها دفء مسخ لا قيمة له ولا وزن ، ويكون مستهل الصدمة ضعف في الحوار وغياب متدرج للتفاهم ، بعدها يأتي الشعور بغربة الفكر ، ثم التباعد القلبي وصولًا إلى الفُرقة المطلقة .

واقع صنعناه بأيدينا وطبخناه على نار هادئة ، حتى احترقت مشاعرنا وماتت ، منحنا جُلَّ وقتنا لذلك الجهاز الضئيل الذي نشاهد من خلال برامجه كل الحياة باستثناء حياتنا ، وجعلناه القيد الذي يكبل قلوبنا ويقتل ذكرياتنا القديمة ويمنع تكوين ذكريات جديدة وحياة مشتركة ناجحة .

تبدأ المفاجأة بالظهور ، وتتشكل التساؤلات المتعددة وتكثر وتتعقد ، وأكبر تساؤل عندنا : لِـمَ حدث ما حدث ؟! هذا التساؤل هو قمة الهرم ، ولو نزلنا درجة فيه لعرفنا جزءًا من الإجابة ، ولو نزلنا درجات أكثر لعرفنا أكثر ، وهكذا حتى نصل إلى القاعدة ثم الأساس ، عند ذلك ستكتمل الإجابة وستتضح أمامنا .

إنّ استبدال دفئنا البشري بدفء إلكتروني ، والتعويل عليه بأنه السعادة التي ننشدها بعيدًا عن عالم الواقع بكل ما فيه لهو استبدال خاطئ وهش ، هذا الاستبدال هو الذي غير كل شيء ، فلا مشاعر عميقة بقيت ولا علاقة متماسكة ظلت ، ولا اهتمامات مشتركة ، ولا تقارب فكري .

فخ نُصب لنا من قبل من ابتكر هذه البرامج وتلك المقاطع ، أرادوا لنا أن نغوص في تلك الحياة بعمق مفتوح لا نهاية له ولا قعر ، وكلما حصلوا على الأموال من خلال استخدامنا لبرامجهم طالبوا بالمزيد، ولن يتوقفوا عن ذلك مهما دمروا من علاقاتنا وحياتنا ، هم يعملون بتؤدة وصبر كبيرين ونَفَسُهُم طويلٌ جدًّا ، يتدرجون معنا شيئًا فشيئًا ؛ حتى نصل إلى أن يكون ذلك الجهاز بما فيه من برامج ومقاطع جزءًا من أجسادنا لا يمكن الاستغناء عنه .

إنّ تدارك الأمر وعدم الوقوع في الفخ المنصوب لنا متاح وبين أيدينا إن نحن أحسسنا بالمشكلة وأسبابها ، ثم اجتهدنا في حلها قبل فوات الأوان ورحيل الشريك ، ولن يكون حينها لمفردة الندم بكافة مراتبها أي فعالية أو فائدة إلا زيادة في أوجاعنا وهمومنا وآلامنا .

قال أحدهم : ” أحيانًا الإهمال يجبرك عن الابتعاد رغم حبك الشديد بمن تحب ” .

عزيزي القارئ :

وضعت لك تحت المجهر عينة واحدة لعلاقة لها ثقلها وأهميتها في ميزان العلاقات الإنسانية ، وسأترك لك المساحة كاملة كي تختار من العينات الأخرى ذات العلاقات الإنسانية المتنوعة ؛ كي تتأملها بعينٍ فاحصة متعمقة ، وتسبر غورها ، ثم تحاول انتشالها بيدين حانيتين إلى أن تصل بها إلى شاطئ الدفء الإنساني البشري ؛ حيث هو الملاذ الآمن لها والحصن المنيع والمأوى الحقيقي ، بعيدًا عن دفء مزيف كاذب لا يقدم شئيًا سوى النخر والهدم لحياتنا الواقعية .

اللامبالاة

success.1997@hotmail.com
البرود الذي يتسلل إلى الروح، ويُطفئ جذوة التفاعل مع ما يدور حولنا، سواء كان خيرًا يستحق الامتنان، أو شرًا يستدعي الرفض.

اللامبالاة ليست مجرد غياب اهتمام، بل حالة شعورية أعمق مما يبدو على السطح.

هي حين لا يفرح المرء لفرح، لا يحزن لحزن، وكأن قلبه اختار أن يُغلق نوافذه على العالم.

في بداياتها، قد تبدو اللامبالاة كوسيلةٍ لحماية النفس من الألم، كدرعٍ ضد الخيبات المتكررة أو خيانات الحياة المتتالية.

بعض الناس لا يولدون غير مبالين، بل يُدفعون إليها دفعًا. يتراكم التعب، ينهكهم الشعور المستمر، فيصبح الصمت خيارهم الأول للمواجهة، ويصبح البرود أهون من الانكسار.

المؤسف أن اللامبالاة لا تتوقف عند حدودها.

إنها حالة تسري ببطء، تغلق باب التعاطف، تعطل الحافز، وتخمد الشغف.

فمن لا يُبالي اليوم بسقوط ورقة، قد لا يُبالي غدًا بسقوط حلم، أو سقوط إنسان.

وقد تصبح اللامبالاة، إن استقرت في القلب طويلًا، مرضًا يصعب علاجه.

فلا صراخ يهزّ صاحبها، ولا دمعة تحركه. ينظر إلى كل شيء بنفس العين الجامدة، وكأن الحياة أصبحت عرضًا لا يعنيه، يُشاهد من مقعد بعيد، دون أن يفكر حتى بالتصفيق أو الانسحاب.

ورغم قسوتها، فإن في داخل كل لا مبالٍ نداء صامت

ربما نسيه هو نفسه. نداء للحياة، للشعور، للتفاعل، للأمل.

فربما لا يحتاج اللامبالي سوى يد صادقة، تمتد إليه دون ضغط، تُعيد إليه معنى الاهتمام، وتوقظ فيه ما خدرته التجارب.

اللامبالاة ليست ضعفًا دائمًا، لكنها أيضًا ليست قوة.

هي لحظة ضياع بين الشعور واللاشعور، بين أن تكون موجودًا، وبين أن تمرّ مرور العابرين.

وحده الوعي بها هو أول طريق العودة إلى الذات، إلى الحياة، وإلى الآخرين.

لكن الوعي وحده لا يكفي، ما لم يصاحبه قرار بالعودة.

عودة بطيئة، لكنها صادقة. خطوة صغيرة نحو الشعور، نحو التفاتة حقيقية للعالم من حولنا. فربما يبدأ الأمر بابتسامة تُمنَح بلا سبب، أو بسؤال يُطرح من باب الاهتمام، أو حتى بنظرة تُقال فيها أشياء لا تُقال بالكلمات.

اللامبالاة لا تُشفى بالضجيج، بل تُرمم بالصمت الذي يحمل نيةً صافية، وبالدفء الذي لا يفرض نفسه، بل يتسلل كما يفعل ضوء الصباح خلف ستائر الغرفة.

إن منحنا أنفسنا فرصة لنشعر مرة أخرى، دون خوف من الانكسار أو خيبة جديدة، نكون قد بدأنا أولى خطوات العودة إلى الحياة.

فالحياة ليست دائمًا عادلة، لكنها تمضي، وتمنحنا في كل يوم احتمالًا جديدًا للشعور، للتغيير، للبدء من جديد.

توزيع حالات الطلاق حسب الجنسية في السعودية

توزيع حالات الطلاق حسب الجنسية في السعودية

الطرفان سعوديان: 50,117 شخصًا.

أحد الطرفين غير سعودي: 4,184 شخصًا.

الطرفان غير سعوديين: 3,294 شخصًا.

المناطق الأعلى معدلًا:

الجوف: 5,07 لكل 1000 من السكان.

حائل: 4,47 لكل 1000 من السكان.

الحدود الشمالية: 4,42 لكل 1000 من السكان.

المصدر: الهيئة العامة للإحصاء

كل 9 دقائق.. تنتهي قصة زواج في المملكة

57,595 حالة: عدد حالات الطلاق

157 حالة: متوسط عدد حالات الطلاق اليومية

12,6%: نسبة الطلاق من إجمالي عقود الزواج

حالة كل 9 دقائق: معدل الطلاق

أكثر من 65%: نسبة الطلاق في السنة الأولى

أسباب الطلاق:

تشمل عدم الإنفاق، العنف الأسري، الهجر، الإدمان، الخيانة، وعدم التوافق.

أنواع الطلاق:

تشمل الطلاق الرجعي، البائن، المنجز، المعلق، الصريح، الكنائي، الصحيح، والباطل.

المصدر: الهيئة العامة للإحصاء

العزلة

لا أعرف لماذا تذكرت الرواية الأشهر مائة عام من العزلة لكاتبها الكولومبي غابرييل ماركيز الرواية قديمة والكاتب كبير ويقال أنه طبع منها ثلاثين مليون نسخة وهي بالإجمال تتحدث عن العزلة في حياة الأجيال. عموما مايذكرني بهذه الرواية هي دائرة العزلة الإلكترونية التي أصبحت من طبيعة حياتنا المعاصرة حيث الكل متصل بالشبكة العنكبوتية والكل ينتج مقطع، أو مقاطع، ويشاهد مقطع أو مقاطع.
الغريب أننا بمجرد أن نبدأ في مشاهدة أي مقطع يعترض نعرف أن صاحب المقطع إما يعترض، أو يتفق مع مقطع سابق، أو أنه يحتج كلام وفعل تابعه في مقطع سابق وهو هنا يسجل رأيه واعتراضه، أو حتى امتعاضك عن طريق مقطع ، والملاحظ أن الناس أصبحوا يستسهلون تصوير وتسجيل المقاطع بمعنى أن هناك مقاطع كثيرة سجلها أصحابها وهم بملابس يستحى المرء أن يقابل بها حتى نفسه.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا شاعت حياة المقاطع بين أغلب الناس وإلى متى ستستمر بينهم وكيف يمكن أن تتطور وإلى أي حد يمكن أن تصل، هذا كله في علم الغيب لكن هذه الحياة الجديدة تنتشر بين الناس ، أو بين الغالبية العظمى منهم، وفي الظن أنه فكرة وأسلوب سهل للحياة والمشاركة ، وإبداء الرأي لا تكلف المستخدم كثير من العناء الذي يتكبده في الطرق التقليدية في التواصل والحوار مع الآخرين.
ومن الملاحظات اللافته أن هناك كثيرون ممن يمارسون ثقافة المقاطع من الطبقات البسيطة في المجتمع وممن لديهم مشاكل أو أمراض أو مصاعب في الحياة، فيجدون هذه الوسيلة سهله ولا تحتاج كثير عناء، ويدهش البعض أحياناً أن بعض الأشخاص لا يعرف بعض الأسماء للأدوات المستخدمة مثل اللقطة والكابشن والبايو وهي كلمات متداولة بين مستخدمي المقاطع، والمقاطع المضادة.
أحد أصحاب التعليق على حياته وربما قلة توفيقه في هذه الحياة يقول في مقطع قصير أنه لم يحقق الثراء الذي يحلم به لمجرد تسجيل مقطع ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي، ويؤكد أنه يراجع نفسه في التوقف عن نشر المقاطع لانه لم يجن الفائدة المرجوة منها، وهي تحقيق الثروة أو توفير بعض مستلزما، ومصروفات الحياة.
salem.asker@gmail.com

الانضباط والمرونة.. خطوات وزارة التعليم لصناعة تجربة سعودية أصيلة

كل عام ومع عودة الطلاب إلى المدارس، تتجدد النقاشات في المجتمع حول الانضباط الدراسي وجودة المخرجات، وتتصاعد التساؤلات عن مدى فعالية القرارات التعليمية الجديدة. هذه المرة، جاءت العودة محمّلة بقرارات جريئة اتخذتها وزارة التعليم، تحت قيادة معالي الوزير الذي أثبت بعقليته الهندسية الصناعية أن التعليم ليس مجالًا جامدًا، بل منظومة قابلة للتطوير المستمر بما يخدم الوطن وأبناءه.
لقد كان ملف الانضباط الدراسي من أكثر الملفات إلحاحًا في السنوات الأخيرة. فالتسيّب لم يعد مقتصرًا على الطلاب الذين اعتادوا على الملخصات والطرق السهلة، بل طال بعض الكوادر التعليمية، ما أدى إلى ضعف في الالتزام والمهارات. وهذه ليست قضية بسيطة، بل مسألة تمسّ بناء رأس المال البشري الذي تراهن عليه الدولة في رؤيتها الطموحة. من هنا نفهم جيدًا حرص وزارة التعليم على إعادة الانضباط، لا باعتباره إجراءً إداريًا فقط، بل قيمة تربوية وثقافة مجتمعية لا غنى عنها.
اعتماد البصمة كوسيلة لضبط الحضور قد يكون حلًا تقنيًا سريعًا، لكنه ليس الهدف النهائي. فالمقصود هو أن يتشكل لدى الطالب والمعلم شعور بالمسؤولية والجدية. وإذا كان هذا الإجراء مكلفًا، فإنه يظل خطوة مهمة في البداية لترسيخ القيم، على أن تُستكمل بخطط متابعة الأداء وتكليف المهام وقياس الإنجاز. وهنا يظهر التوازن في رؤية الوزير: الجمع بين الانضباط الحضوري من جهة، وإيجاد آليات أكثر مرونة وكفاءة من جهة أخرى.
ولعل قرار العودة إلى نظام الفصلين مثال آخر على هذه المرونة. فالوزارة لم تتمسك بتجربة الفصول الثلاثة لمجرد أنها جديدة، بل كان لديها شجاعة المراجعة والتصحيح، وهذا ما يزيد ثقة المجتمع بقراراتها. نحن كأهالٍ ندرك أن التذبذب في القرارات يربك الأسر والطلاب والمعلمين، لكننا أيضًا نلمس أن وزارة التعليم اليوم أقرب إلى نبض الشارع، وأكثر وعيًا بخصوصية بيئتنا السعودية. إن العودة إلى الفصلين ليست تراجعًا، بل هي خطوة واقعية تتناسب مع ظروفنا المناخية والاجتماعية، وتنسجم مع طبيعة مجتمعنا الذي يستحق تجربة تعليمية أصيلة وليست مجرد استنساخ من تجارب الآخرين.
هنا تبرز قيمة الرؤية الوطنية التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «حفظه الله»، والتي أكدت أن التغيير الحقيقي يبدأ من الأعلى ليصل إلى كل التفاصيل في حياة المواطن.
وقطاع التعليم هو الأوضح مثالًا على ذلك: قرارات جريئة، مراجعة مستمرة، وحرص على أن يكون التغيير مبنيًا على بيانات علمية ورصد ميداني ومقارنات عالمية. هذا التوجه هو ما يجعل المجتمع أكثر ثقة بأن التطوير ليس عشوائيًا ولا ارتجاليًا، بل جزء من مشروع دولة طموح.
ومع كل ذلك، يبقى من المهم التأكيد على أن نجاح القرارات لا يُقاس فقط بما يضعه الوزير من أنظمة، بل بمدى قدرتنا جميعًا كمنظومة تعليمية ومجتمعية على تحويل هذه القرارات إلى ثقافة. وهنا تبرز حكمة معالي وزير التعليم الذي لم يكتفِ بالقرارات التنظيمية، بل حرص على أن يُدار التعليم بعقلية صناعية إنتاجية، ترى في الطالب استثمارًا وطنيًا، وفي المعلم شريكًا أساسيًا، وفي المجتمع حليفًا للتغيير.
لقد اعتدنا في عالم الإدارة أن نعزو الإنجازات أحيانًا إلى الأفراد، لكن الوزير نفسه يدرك أن الإنجاز لا يمكن أن يستمر دون مؤسسات قوية ونظام مستدام. وهذا ما يجعلنا مطمئنين بأن ما يحدث اليوم ليس مبادرات فردية عابرة، بل خطوات مدروسة ضمن مسار رؤية المملكة 2030 التي تُعلي من شأن التعليم كصانع لرأس المال البشري.
إننا كأهالٍ ومهتمين نثمّن هذه القرارات، وفي الوقت نفسه نعي أن الطريق طويل ويحتاج إلى صبر وتكاتف الجميع. لكن الثقة كبيرة، والقيادة ماضية، ووزير التعليم يمضي بخطوات ثابتة لتأسيس تجربة تعليمية سعودية أصيلة، تجمع بين الانضباط والمرونة، وبين الأصالة والمعاصرة، لتكون بحق رافدًا لرؤية وطن يتطلع إلى المستقبل بثقة.
dr0lamia@gmail.com

تكنولوجيا المال «فنتك»

في السابق كان التعامل مع البنوك بالذات في أسواقنا النامية، أمر في غاية الصعوبة، حين تريد خدمة بنكية، أو فتح حساب، تحويل مالي، أو حتى رسالة أو التأكد من أمر، كان عليك أن تقف في طابور قد يصل طوله إلى خارج المبنى، وحين تطورت العملية، وصارت بالأرقام صار لزام عليك أن تمضي فترة الساعات لتحظى بفرصة التواصل مع أحد العاملين، ليحل لك مشكلة ليس لك دخل فيها ربما، أو يجيبك عن سؤال لا يستلزم الثواني المعدودة.
بل وصلت بيروقراطية التعامل مع البنوك مرحلة مملة، كأن يتم إعادة الموافقة على بعض الخدمات في حال كان أحد التواقيع التي وقعتها على عشرات الأوراق لا يشبه توقيعك الرئيسي -بحسب العامل- فتعيد العملية التي تكلفك وقتك وأعصابك.
هناك تعاملات لدى البنوك تفتقر للمهنية بكل معانيها، فهي تصعب الأمور وتجبر البعض على حل مشاكلهم المالية بابتكار منافع تبعدهم عن التعامل مع البنوك، مثلاً المشاكل التي قد يتسبب فيها نظامهم الأمني، أو سياستهم التقليدية القديمة، أو حتى موظفهم غير المؤهل للتعامل مع عملاء البنك، ولأننا في سوق محدود، قد يترقى هذا الموظف «غير المؤهل» لمدير فرع أحياناً، وتندهش كيف لبنك رئيسي في البلاد يمكنه أن يعطي مثل هؤلاء الأشخاص سلطة وهم يفتقرون لأبسط مزايا الإدارة واخلاقيات العمل، لنشهد أعطاب ليس لها مثيل في قطاع يعتبر من أكبر القطاعات الاقتصادية بالبلاد؟.
ولكن، من كان ليصدق أن هذه المشاكل المكلفة التي عانت منها أجيال، في التعامل مع البنوك والعاملين فيها، هي في طريقها للانحسار والانتهاء، من كان يدرك مع وجود البنوك الرقمية أو ما يسمى اليوم بـ»فنتك» – fintech- شركات تكنولوجيا المالية، أنك يمكنك أن تدير أموالك وتحل مشاكلك المالية وتعمل على خطط مالية من خلال التطبيقات على هاتفك، وإذا كانت هناك مشكلة صعب عليك حلها يمكن معالجتها بالدردشة الآلية أو باتصال واحد فقط، وستكفيك عناء الاستئذان للوقوف في طابور الانتظار بالبنوك، وساعاتها الطويلة، ومقابلة موظف البنك بمزاجه السيء، أو حتى تكلفة أوراق تحتاجها لإتمام طلب بالدفع مقابل تلك الورقة المطبوعة.
من خلال تجربتي، أنا في غاية الامتنان لمثل هذه البنوك الرقمية التي دخلت مجتمعنا، وإن كان لا يزال ينقصها الكثير رغم نضجها ونموها، فهي لا تزال تعجز عن تقديم خدمات كحسابات التوفير عالية المخاطر والرهونات والقروض. فهي لا تقدم كافة الخدمات التمويلية لتكون بديل كامل عن البنوك التقليدية، لذا كل ما تحتاجه المزيد من ضخ رؤوس الأموال والاستثمار لتقديم خدمات أكبر كالقروض والتمويلات الكبيرة.
وفي استطلاع بعنوان «تأثير التكنولوجيا المالية» أجرته مؤسسة هاريس بول الأمريكية، أكد فيه المستهلكون أنهم يتمتعون بفوائد عديدة لاستخدام التكنولوجيا المالية، بما في ذلك توفير الوقت، والشعور بالسيطرة على أموالهم، وتوفير المال، وأفاد 90% منهم أن التكنولوجيا المالية ساعدتهم بطريقة ما. كما سجل هذا القطاع عالميا نسبة نمو سنوية بلغت 2% في الربع الثاني من هذا العام بحسب الشركة الامريكية للأبحاث «سي بي انسايتس»، ليجني منه أرباح وصلت نحو 10.5 مليار دولار أمريكي.
alyaum2018@gmail.com

الدراسة والوقت

يوم الأحد القادم لن يكون كسابقه خلال الشهرين الماضيين، فهو سيشهد عودة الدراسة لملايين الطلاب والطالبات في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، مشهد جميل وملهم في تكراره علامات الخير، أن تشاهد الكل يغادر منزله باكراً مستعداً مقبلاً على بداية جديدة وأحلام تتتجدد، الكل حريص على ان يتواجد في الموعد المحدد، فالوصول في الوقت المحدد، بل قبله بقليل، هو أول ركيزة تبني عليها بقية يومك من التنظيم والحصاد المثمر والنشاط المستمر وهو دليل الحرص والرغبة الجادة في التحصيل والمضي قدما في هذه المسيرة.
الجهات القائمة على المنظومة التعليمية السعودية عليهم مسؤولية مضاعفة في مثل هذا الوقت كل مرة ينطلق فصل جديد من العام الدراسي، ويتجدد الرهان عليهم، فهم من يملكون مفاتيح صناعة إشراقات تضيء دروب الطلاب والطالبات مع بداية كل فصل جديد وربما كل مرحلة جديدة ليس فقط عبر تعليم الدروس والمناهج، ولكن أيضاً من خلال استيعاب شخصياتهم بتنوعها وحيثيات التحديات التي تختلف من طالب إلى آخر، وكذلك الحرص على استدراك كل ما من شأنه أن يشكل عنصرا قد يؤثر سلبا بصورة أو بأخرى على أداء الطلبة.
وبالتأكيد على أهمية عنصر الوقت. فإن الأسرة هي الشريك الأهم في تنظيمه فهو يشكل أبرز مقومات النجاح في هذه العملية التعليمية التربوية، وما يقع على عاتق أولياء الأمور في مختلف المراحل التعليمية هو مسؤولية إعادة ضبط بوصلة الحياة اليومية في المنزل، وتنظيم الأوقات لتناسب دورة الحياة الدراسية للأبناء، وكذلك تهيئتهم نفسيا بما يضمن انطلاقة إيجابية تنعكس على أدائهم بقية العام.
فهذه الجهود التكاملية بن المنزل والصروح التعليمية أمر سينعكس في نهاية المطاف بصورة إيجابية على أداء الطلاب وتحصيلهم ونجاحهم -بإذن الله- تعالى.
rm_aldossary@hotmail.com