منجم مهد الذهب، هو أول منجم تعدين حديث في المملكة العربية السعودية، ويقع في محافظة مهد الذهب التابعة لمنطقة المدينة المنورة في الجزء الجنوبي الشرقي منها، وشهد تطويرًا حديثًا في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز.
ويُعد منجم مهد الذهب من أقدم المناجم التي تم استخراج الذهب منها في المملكة، ويمتد تاريخه لآلاف السنين.
وكما نعلم، فهو ليس مجرد موقع قديم يوثّق تاريخًا، بل استثمار للثروات، ودلالة على القدرة على التحول والنمو وفقًا لرؤية 2030، ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج ويتم استغلال المنجم بشكل أكثر كفاءة من ناحية الإنتاج والتكلفة. لذلك، سيستفيد منجم مهد الذهب من البنية التحتية المتطورة والتطورات التكنولوجية مما يزيد من تنافسيته.
هذا المنجم أصبح عنصرًا محوريًا لتحقيق أهداف المملكة في أن يصبح التعدين مصدرًا رئيسيًا للدخل غير النفطي، وكذلك خلق فرص العمل المحلية وجذب الاستثمارات، كما يمثل مهد الذهب فرصة للتحول إلى مركز لتدريب المهارات في قطاع التعدين، وأيضًا مركزًا للبحث العلمي في المعادن وتطوير المجتمع المحلي المحيط به.
ولا بد من الإشارة إلى أن هناك تحديات تواجه هذه المناجم، ومع ذلك، يُظهر منجم مهد الذهب قدرة المملكة على دمج تاريخها مع طموحاتها المستقبلية، فهذا المنجم الذي أُنشئ منذ آلاف السنين أصبح اليوم جزءًا أساسيًا من الجهود الوطنية التي تدعمها رؤية 2030.
إن الاستثمار في هذه الموارد الطبيعية لا يُعد مجرد استغلال اقتصادي للذهب والمعادن، بل يهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحسين المناطق وخلق فرص عمل للمواطنين، كما أن استمرار الجهود لتطوير قطاع التعدين وتحديث البنى التحتية وزيادة المساهمة المحلية يجعل من منجم مهد الذهب نموذجًا ناجحًا لتحقيق التوازن الاقتصادي والبيئي، مما يعزز مكانة المملكة كقوة بارزة في صناعة التعدين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
يجمع مهد الذهب بين عمق التاريخ وغنى الموارد، ولا يزال حتى اليوم يحتفظ بمكانته كموقع تاريخي واقتصادي مهم ورمزًا للتوازن بين استثمار الموارد والحفاظ على الهوية الوطنية.
reham.dsa@gmail.com
توقف عن الادخار.. وابدأ في الاستثمار
التوفير والادخار عادة جيدة لكنها ليست استراتيجية لبناء ثروة حقيقية حيث أن وضع الأموال في الحسابات البنكية يوفر الأمان فعلًا ولكنه لا يحمي من تآكل القيمة بسبب التضخم لأن المال الذي يبقى جامدًا يفقد قوته الشرائية مع الوقت ومع ذلك كثيرون يعتمدون على التوفير فقط ظناً منهم أنه «آمن»، بينما في الواقع هم يتركون المال يضيع دون فائدة.
لذلك، الاستثمار هو الحل والطريق للنمو المالي.. الاستثمار هو تحويل المال إلى أداة تعمل لصالحك سواء كان في الأسهم، العقارات، المشاريع الصغيرة أو حتى في التعليم والتطوير الشخصي، المال المستثمر يخلق فرص للنمو وليس مجرد إدخار والمستثمرون الأذكياء يعرفون أن الوقت في السوق أهم من الوقت خارج السوق.
قد يكون الخوف من فقدان المال هو السبب الذي يجعلك تحتفظ به في مكان آمن لكنه في الحقيقة راكد وغير منتج ! المخاطرة المحسوبة ضرورية لتحقيق عوائد أكبر، والتعلم عن السوق واختيار الاستثمارات بعناية وتوزيع المخاطر يقلل من احتمالية الخسارة بشكل كبير.
التوفير والادخار يركز على ما تفقده ولكن الاستثمار يركز على ما يمكن أن تكسبه. لذلك، يجب تغيير طريقة التفكير من مجرد الادخار إلى البحث عن الفرص المالية يجعل المال أداة حقيقية لتحقيق الحرية المالية وليس مجرد رقم في حسابك البنكي.
لا تنتظر أن يصبح لديك مبلغ كبير لكي تبدأ بالاستثمار حيث أن المبدأ الأساسي في الاستثمار هو الاستمرارية والبدء مبكرًا، فالمال الذي يبدأ بالعمل اليوم يكبر أسرع من المال الذي تنتظر لتوفيره وادخاره لاحقًا.
باختصار كفاك ادخارًا بلا جدوى، ودع مالك يبدأ بالعمل لك، فالمستقبل المالي لا يُصنع بالانتظار بل بالخطوة الأولى التي تتخذها اليوم.
ayoo-oosh1@hotmail.com
سفراء الحرف
في مقالي المائة ضمن صحيفة «اليوم»، آثرتُ أن يكونَ عنوانه في ثنايا القلم والورق، الحبر والحرف، لأن الحرف سفير القلوب، ولأن الكُتاب هم سفراء هذا الحرف الذي قد يأسرك أو يُرشدك أو يفرحك أو ربما يُغرقك، سفراء الأمل والألم في آنٍ واحدة، هم من ينسجون المقالات والقصائد والملاحم، هم من تفيضُ أقلامهم بكلماتٍ صادقة، هم من يُدركون بأن القلم سلاحهم الذي يحاربون بهِ الظُلم والخذلان، هم وحدهم من يعرفون بأنهُ لولا الكلمات لما نهضت الأمم وارتقت المجتمعات.
تبدو الكتابة في ظاهرها وكأنها عمل فني سهل وممتع، ولكن الكتابة في الواقع هي عمل شاق وصعب يُنهك الكاتب ويستنزف تفكيره ومشاعره، فالكاتب من خلالِ كتابته لا يعيشُ حياةً واحدة فحسب، ولكنهُ يعيشُ إبداعية أخرى إلى جانب حياته العادية التي يعيشها الآخرون، الأدب ُيملأ نهارهُ بالكامل، والكلمات تتراقص في عقله كُل مساء بعدَ استحضار عقله لموقفٍ ما، أو حديثٍ قد سمعه أو لربما حكايةٍ من كتابتهِ يرويها للآخرين، إذ أنهُ يجيدُ التعبير عن كُل ما يراه ويسمعه بطريقة موجزة، ولكنها في نفس الوقت تبدو كثيفة ومُعبرة، تصفُ الحال بوضوح وإيجاز وشاعرية.
سألني أحدهم ذاتَ مرة في إحدى اللقاءات التي استضافتني عما إن كانَ بالإمكان صناعة كاتب من خلال حضوره الورش الإبداعية، والدورات التعليمية، أجبتهُ بأنها لربما ستصنع كاتباً يكتب كُل ما يشهده ويسمعه، ولكنهُ لن يكُون كاتباً حقيقياً مُبدعاً، سيكتب نصوصاً عادية تفتقر للقيمة الفنية التي تُولد بالفطرة مع كُل كاتب، ثُم عادَ للتشكيك في إجابتي مرةً أخرى بقولهِ ولكنَ الذكاء الاصطناعي اليوم سهّل الطريق لكتابة العديد من المقالات المحترفة وفي دقائق معدودة، فأجبته بأنها ستكونُ نصوصاً خالية من الإبداع الإنساني الذي مصدرهُ عقل وقلب الكاتب اللذان هما من صُنع الخالق، وهو بالتأكيد ما سيعجز الذكاء الاصطناعي عن خلقه، فالكتابة التقنية اليوم تعد واحدة من أهم الأدوات التي تساهم في نقل المعرفة، وتبسيط المعلومات ومن ثم نقلها للقراء، ولكنها لن تحمل طابع الكتابة الإبداعية التي ماهي الا مزيج من عصارة التجارب التي طحنت عقل الكاتب فأورثتهُ ذاك الأسلوب المميز في تزيين الكلمة لِتُسفر عن جمال عقله وقلبه في آنٍ واحدة.
ومضة:
الجمال لا ينبع من كونه استثنائيًّا أو غامضًا، بل لأنه صورة حية قريبة من الحس والشعور.
arwaalmouzahem@gmail.com
عام التأثير الإعلامي
في زمنٍ أصبح فيه الحضور بالصورة أبلغ من الكلمة، اختارت المملكة أن تكون مشهداً يحتذى به، لا أن تكتفي بالمشاهدة، لتجسّد مفهوم التأثير بشكل واضح، وفي كل تفاصيل الحياة اليومية، تمد السعودية يدها للثقافات وقلبها للعالم، فلم تعد مناطق البلاد مقصداً للسائح فقط، بل أصبحت تجربة إنسانية عميقة يعيشها كل من زارها، فحيثما مررت تجد العائلة حاضرة، والتواصل حي، والكرم واضح قولًا وفعلًا، وكذلك الاعتزاز بالماضي، وليس لأنه ماضٍ فقط، بل لأنه مازال حيًا، فتراه في لهجتنا، وعاداتنا، وطباعنا الأصيلة.
ولعل هذا الشكل من التبادل الثقافي مع الزوار يعد أنجح أشكال التأثير الحقيقي للمجتمع بكيف يكون واثقًا، ومشرقًا، ومتصالحًا مع هويته، لتكون بمثابة جسر تواصل بينه وبين الضيف، حيث أن زيارة الضيف هي تجربة ملهمة يعيشها من اللقاء الأول، حيث حفاوة الترحيب حاضرة، وكرم الأخلاق مجسدًاً صورة بليغة تعكس طبيعة المجتمع.
واختارت المملكة أن تبدأ التأثير من الداخل، ونجحت في تقديم نموذج معاصر يجمع بين الأصالة والحداثة، ويظهر جلياً في المعارض والمؤتمرات الدولية، وكذلك في المشاريع الصغيرة ذات طابع المفردة المحلية، فتجد أسماء المقاهي تتحلى بمفردات عربية وسعودية، وتحمل طابعًا حنونًا ودافئًا، لتقدم أفضل تجربة لمن زارها، وتبرز حضور هويتها في شتى المناسبات الرسمية، بأفكارها التي أصبحت منتجات تُقدَّم بطابع ثقافي مميز، وهذه المبادرات تحمل رسالة قوية، تعكس الفخر والانتماء وتعزز من الهوية الوطنية، وحين تتجول رحلة الأوركسترا السعودية حول العالم، التي لم تنقل الموسيقى فحسب، بل قدمت سردية صوتية عن حضارة تتكامل فيها فخامة الأصالة مع الطموح، وتأنس بها الشعوب، وكذلك حين يفتح جناحٌ سعوديّ أبوابه في أي معرض دولي، ذلك ليس مجرد تواجد، بل جسرًا يصل العالم بنا، فالسعودية تفتح كتابها على صفحة عالمية جديدة، حيث أن الزائر لا يعود بتذكار فقط، ولكن بتجربة ثرية وغنية شعورياً، تتجاوز الجانب البصري وتجعله مطمئناً للعودة إليها مره أخرى.
وهذا التحول ليس وليد اللحظة، بل نتيجة لرؤية طموحة، خلفها قيادة ملهمة، تؤمن بأن الثقافة هي أساس التنمية، وأن الهوية هي قاعدة الانطلاق نحو المستقبل، فقيادتنا الرشيدة هي وقود الإلهام للشعب وخير مثال للناس وللعالم، وأكبر المؤثرين على طاقة المجتمع، لتدفعه إلى الاستفادة من خبرة ماضيه، لنهضة حاضره، وإشراقة مستقبله، فقادتنا هنا لا يصنعوا قرارات فقط، بل يتركون أثرًا في وعي الناس وفيما يطمح له كل شاب وشابة نحو الارتقاء إلى الأفضل، وهذا الإيمان انعكس في حجم الإنجازات، والاستثمار في الطاقات الشبابية، مما جعل المواطن شريكاً حقيقياً في بناء الصورة الجديدة للمملكة وعنصرًا مهمًا في نهضتها، فالهوية السعودية بكل ما تحمله من قيم وتقاليد ومفردات، أصبحت علامة مميزة يتعرف عليها الآخرون، ويتأثرون بها، ويقتربون منها، وهذا ما يجعلها في عام التأثير الإعلامي ليست فقط تُرى.. بل تُلهم.. وتُعلِّم.
fatimaibrahem.b@gmail.com
كسب القلوب أهم من كسب المواقف
تمر في حياتنا الكثير من المواقف والأزمات والصدمات والمشاكل وبين هذه المفردات يعيش الناس من هو راضٍ ومرتاح البال ومنهم من يجد صعوبة مما يؤثر على العلاقات مع الآخرين وبيينا بعضاً البعض، وقد تنتهى العلاقة بين البعض لأسباب تافهه وهفوات لها التأثير السلبى على علاقتنا والأمور الحياتية يحدث فيها النقص والتقصير والخلل والعجز والكسل لطبيعة الإنسان.
ومن المعروف ان كل إنسان له شخصية ولديه مبادئ ونظريات ومفهومه للحياة، فلكل شخص مكونات الشخصية الخاصة به واستعداداتها النفسية والجسدية. ولذلك، يقال إن للناس أمزجة مختلفة، منهم العادي، ومنهم العصبي، ومنهم الودود، ومنهم العنيد وغير ذلك. كم مختلف الطبائع والرغبات تقتضى سنة الحياة أن يتعامل الناس بعضهم لبعض ومن هنا وممكن أن ينشأ عن التعامل خلافات ومشاكل بين الناس، وهنا نقف لنبين أهم القواعد للتعامل مع الآخرين.
لذلك، يحكى أن طالب ترك الدرس غاضبا، فلما جاء الليل إلا وباب البيت يطرق، ففتح الطالب وإلا الإمام الشافعى أمامه. فقال الإمام للطالب تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة.
فقال له كسب القلوب أهم من كسب المواقف، لا تهدم الجسور التي بنيتها ربما تحتاجها يوما ما. وإذا جاءك المهموم أنصت وإذا جاءك المحتاج أنفع وإذا جاءك المعتذر أفصح.
إكره الخطأ لكن لا تكره المخطئ، أنتقد القول لكن أحترم القائل.
ومن أهم هذه القواعد والأخلاقيات التي يجب ان نتحلى بها حلق التغافل والتجاهل ونجد في هذا الخلق صفة وحلق كريم وجث عليه في القرأن الكريم والكثير من الآيات القرآنية قوله تعالى «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» ومن أسماء الله الحسنى «العفو» وهو كثير العفو والصفح إلى ما نهاية. فلولا عفو الله سبحانه وتعالى لهلك أهل الأرض جميعا لكثرة معاصيهم وذنوبهم ليلا ونهاراً.
ولذلك، يجب علينا التحلى بهذا الخلق لأن الحياة الحالية بما فيها من ضغوطات تحتاج إلى التغافل والتجاهل، نتجاهل أشخاص، نتجاهل مواقف، نتجاهل أحداث نتجاهل أفعال، نتجاهل أقوال. غالبا ما نضخم الأمور ونضعها في غير موضعها وأغلب المشاكل التي تحدث بين الناس أو بين الأصدقاء أو بين الأقارب بسبب عدم التغافل والتسامح.
وكما أمرنا الله والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن نتحلى بهذا الخلق العظيم وأن نبتعد عن تتبع الزلات وتصيد أخطاء الآخرين وعثراتهم. ولذلك، نجد التغافل هو غض البصر عن أخطاء الآخرين ورغبة منا بتجاوز الهفوات والزلات بهدف التسامح والعفو والصفح.
ولا يعتبر التغافل ضعفاً أو غباءً من المتغافل ولكنه تواضعاً منه وبعد نظر وحكمة فى التعامل مع مختلف المواقف والظروف والأشخاص، يكون المتغافل شخص مدركاً للمشكلة وعواقب الأمور ومدركاً للأخطاء وما ينتج عنها من اضرار للفرد أو الغير.
ذلك ليس بعيداً عن الواقع أن تدع مجالاً للمحبة والسمعة الطبية والذكريات الجميلة التى جمعتهم يوماً من الأيام حتى لو انتهت العلاقة بين البعض لأى سبب من الأسباب. من الجميل أن يستمر بيننا الود والذكرى الطيبة بين الناس لعل مناسبة أو موقف يجمعهما.
Abuazzam888@live.com
طلاق ولا أروع
لي صديق طلق زوجته بعد أن وصل بهم الحال إلى طريق مسدود، وأنجب منها أربعة أطفال وعلى غير المتوقع انتهى هذا الطلاق دون مشاكل أو محاكم أو خلافات.
لقد اتفق الزوجان على الطلاق بكل الحب والتقدير لهذا القرار واتفقا على أن يعيش الأطفال مع والدهم وللزوجة حق زيارتهم في أي وقت تشاء لم يحدد يوم معين مثل ما يحدث الآن. وبعد سنة من الطلاق تزوجت الأم المطلقة من زوج آخر واختارت أن تستقر في منزل قريب من المكان الذي يسكن فيه زوجها السابق ووالد أبنائها لكي تكون قريبة من أطفالها، وكان الزوج الجديد متفهما لحالتها ومقدرا لوضعها وحبها لأطفالها وكان محبا لها ويثق فيها كثيرا وكانت تمرهم يوميا وتوصلهم إلى مدارسهم وتأخذهم في الإجازة الأسبوعية إلى الملاهي وكان يتصل بها زوجها السابق ويطمئن على أبنائه ويسأل عنهم، فترد عليه بكل احترام فكانت حياة هؤلاء الأطفال سعيدة ولم يشعروا يوما ما أن هناك طلاق قد صار بين أبويهم كما يحدث دائما عند وقوع أي طلاق ويذهب الأطفال ضحية تناحر الزوجين وتصبح حياتهم جحيم لا يطاق ويتحملون العذاب النفسي والجسدي بأسباب هذا الطلاق.
حالة الطلاق هذه تعتبر رائعة خاصة إذا كان لا بد من ذلك رغم أن أبغض الحلال عند الله الطلاق ولكن إذا وصل الزوجين إلى هذا الحل وعدم الاستمرار مع بعضهم البعض وكان لا بد من الطلاق ولديهم أطفال فليراعوا الله في أطفالهم وعدم إقحامهم في مشاكلهم الخاصة، ونحن أمام حالة نموذجية لم تؤثر على حياة الزوج والزوجة والأطفال، وكان للحكمة والعقل وحب الأبناء دور في ذلك. وهذا الطلاق وإن كان لا بد منه فهو أجمل وأفضل من طلاق لا يخلف إلا المشاكل والأحقاد والكراهية والعذاب للأطفال وجعلهم يعيشون الحياة في حزن وألم نفسي لا يطاق.
يجب على أي زوج أراد أن يطلق زوجته أن يتقي الله ويبعد أطفاله عن هذا الخلاف وإبقائهم مع أمهم التي في الغالب هي من تصلح لرعايتهم وعدم محاربة الزوجة المطلقة بأبنائها وإبعادهم عنها وزرع الكراهية في قلوبهم تجاه أمهم وهذا ليس عدلا فمن يحب أطفاله وهو صادقا يجب أن يبعدهم عن أي مشاكل قد تحدث بعد الطلاق ويجعل لهم الاختيار في البقاء معه أو مع أمهم المطلقة.
وقفة:
لو تركتيني في ليلة بسمتك عند الرحيل
دمعة العين الكحيلة عذرها الواهي دليل
saud331@hotmail.com
سباعية الأزهار أمام الاختيار
البحث عن التجديد قاد الاختيار إلى مفترق طرق، وشاهد بابين متقاطعين عبر الجدار، وتستقبله الأزهار على الأعتاب ليجد نفسه أمام سباعيةٍ لا تتكرر.
باب الابتكار، يبعث ضوؤه الحياة على الأرض فتتبرعم أزهار تخفي بين بتلاتها أفكارًا تفتح آفاقًا تنطلق من أعتاب الأمل النابض بالتغيير، ويقف الاختبار منبهرًا أمام ظهور أوراقها الخضراء، وبهذا تظهر الأفكار الجريئة الخارجة عن المألوف، وبعدها تتناثر الأفكار مع هبوب رياح التجديد، وتعزز أشعة ضوء العقل المستنير نموها، وأصابع العطاء تضع هذا النتاج الرائع على صفحات المشاريع الناشئة.
باب التطوير، تستلهم الزهرة الناعسة من أشعته باسمة الملامح ما يجعلها تنمو، وتخرج ما في جعبتها من إبداعاتٍ تعزز وجودها، وشاهد الاختيار كيف تتجمع خطوط الصعوبات لدى الأشعة، وتحيك بها خيوط التفاؤل ما يجعل الأشعة أكثر تأثيرًا، وفي المؤسسات يبحث ذوو الخبرة عن المشاكل، الفرص، وكيفية الاستفادة من تعثراتهم، وتطلعاتهم نحو مستقبلٍ باهر، بدلًا من تجاهل التحديات التي يجب مواجهتها وجهًا لوجه لإثبات الذات التجارية التي تستطيع مواجهة كل ما يقف أمامها بشجاعة.
خلال مشاهدته لنمو الأزهار لاحظ الاختيار أن الشعاعين الضوئيين يلتقيان في نقطةٍ تشكل الرقم «7» الذي يتلقي طرفاه في نقطةٍ في الأسفل، وبسبب اعجابه بعمل كلا البابين قام برسم خطٍ جعل السباعية ترتكز عليه، ونثر بدور الازدهار التي خبأها في جيبه؛ حتى يختار لها موضعًا مناسبًا؛ لتكون شجرةً ثمارها التجديد، وبكلماته الجميلة المفعمة بالانتعاش الاقتصادي توسعت أشعة الضوئين، وأصبحت الأزهار الجميلة حديقةً غناء تجمعت حولها العصافير لتضع أعشاشها فوق الشجرة، وحالهم تشبه الباحثين عن الإبداع الذي يخرج من العدم لينطلق في مسار حياته الجديدة التي يضع فيها لمساته الاستثنائية.
قطف الاختيار ثمار التجديد التي حلم بانتظارها، وتذوق طعمها المميز الذي يبعث على السعادة الإنتاجية.
BayianQs03@outlook.sa
الصراع المصغر
ما الذي تبحث عنه عندما تبدأ حياتك العملية، مع استبعاد الدخل المادي كونه أساس بدئها؛ أو سأبدأ بسؤال أخر، والذي يعد السؤال ما قبل ذلك السؤال، وهو ما التجارب التي اطلعك عليها الآخرون من باب التوعية لتتسلح بها من بيئتك الجديدة؟ وهل خطوتك الأولى بعد التوظيف هي التخلي!
أحياناً «الفلسفة» تتصدر أراء وأحاديث المبتدئ لسببين، إما أنه يحتاج ألا يكون جديد على هذا الوضع، أو أنه كان يريد فرض وجوده، ولو كان بكلام دون معنى، ليبني أولى معاركه الخاصة.
كل بيئة عمل تضم خليطاً من الشخصيات، الطموحات، التوقعات، «التسليكات» والأطماع! وهذا الخليط يولد توتراً وقصصاً مختلفة كمسلسل يحكي كل حلقة منه قصة منفردة.
المثير للتأمل أن أغلب صراعات العمل ليست مع من هم حولك، بل هي مع الذات! فقد تجد الصراع بين الكرامة والحاجة للاستمرار، بين الإنجاز والشعور بعدم التقدير، بين الطموح والرغبة بالراحة؛ بين عدم الرضا والقفز لمكان الآخرين، بين الالتزام بما لك وعليك والتعدي على الباقيين؛ وهذا كله أشد أنواع الصراعات انهاكاً للجسد والفكر وبيئة العمل.
ومن أبرز أنواع الصراعات هي صراعات الأدوار، وهي أكثر الصراعات مثيرةً للإحباط؛ فبعضهم كان فقط يحتاج إلى هذه الفرصة لتتشقلب شخصيته إلى شخصية أخرى سيئة، وهناك من يبدأ بالاستحواذ بنهم لا يتوقف!
أحياناً عندما تشاهد الصراعات من بعيد، قد تتعجب من تصرفات بعضهم، ومحاولاتهم الغريبة لتحقيق شيء ما يسعون إليه! قد تكون شماعة حداثة العمل هي البارزة لبعضهم، ولكن لماذا تكون هذه التصرفات هي الطريق لبدء عمله؟
هل بالإمكان تجنب الصراعات؟ أعتقد بأنه سؤال يستلزم أن يُجاب عليه بمقولة: «إذا حجت البقر على قرونها» لأنه ببساطة الصراع المصغّر من ضمن مكونات الحياة الطبيعية، ولكن ما يمكن فعله هو إدارة هذه الصراعات بوعي، وتحويل المشكلة إلى فرصة لفهم وجهات النظر المختلفة، ليتحقق النضج؛ وإن تُركت بلا معالجة، سيتحول إلى سيل من استنزاف الطاقات الذي سيؤثر على الجميع.
لنتفق بأن وجود الصراعات ليس المشكلة! بل في كيفية التعامل معها، حتى إن كانت مؤلمة، لأنها تكشف ثغرات غائبة وتحتاج إلى التحسين.
ولا ننسَ أن الصراعات هي جزء من أنواع التعليم لنخرج منها بوعي أكبر، لنديرها بطريقة مهنية حتى لا تسرق من عمرنا عمراً دون جدوى.
al.shehri.k@hotmail.com
الفضيلة.. ميزان الحياة الذي لا يختل
قد يبدو غريبًا أن يكون الخير أحيانًا في «النصف»، لا في «الكمال» ولا في «الحد الأقصى». لكن الحقيقة أن أجمل ما في الفضيلة أنها لا تسكن أطراف المواقف، بل تستقر في قلبها، حيث يتقاطع العقل مع القلب.
الشجاعة مثلًا، ليست قفزة طائشة في المجهول، ولا انسحابًا يائسًا أمام الخطر؛ إنها الوقوف حين يكون الوقوف واجبًا، والتراجع حين يصبح التراجع حكمة.
والكرم، ليس سفرة مفتوحة بلا حساب حتى ينقلب العطاء إلى عبء، ولا يدًا مغلقة تعيش لصاحبها وحده؛ إنما هو أن تعطي بسخاء يحفظ لك كرامتك، ويصون للآخرين احتياجاتهم.
حتى التواضع، تلك الفضيلة التي يظنها كثيرون سهلة، قد تتحول إلى نقمة إن بالغنا فيها. فمن يتنازل عن قيمته حتى لا يُحرج أحدًا، يذيب نفسه بلا أثر. ومن يرفع نفسه فوق الجميع، يختنق بوحدته. التواضع الحقّ أن ترى نفسك كما هي: لا أكثر ولا أقل.
لكن أين يضيع هذا الميزان في حياتنا اليومية؟
الجواب نجده في تفاصيل العمل والبيت والمجتمع. فالموظف المتهور يغامر بقرارات كارثية، والمتردد يُفلت الفرص من بين يديه. بينما الموظف الفاضل هو من يجرؤ بحساب، ويحذر بوعي.
وفي التربية، الأبُّ الذي يترك أبناءه بلا ضابط يزرع الفوضى، والذي يقمعهم في كل صغيرة وكبيرة يخنق فيهم روح الابتكار. أما الأبُّ الحكيم، فيمنح الحرية ويضع الحدود، فيكبر أبناؤه أحرارًا مسؤولين.
بل إن المجتمع كله يدفع ثمن اختلال هذا التوازن حين يميل إلى التطرف في فكره أو انغلاقه. فالوسط ليس منطقة باهتة ولا موقفًا رماديًا، بل هو أعلى درجات الوضوح: أن تعرف أين يبدأ الخير وأين ينتهي.
الفضيلة ليست مجرد درس فلسفي قيل قبل آلاف السنين. إنها خريطة يمكن أن نرسم بها حياتنا اليومية. أن نعمل دون تهور، ونرتاح دون كسل، ونعطي دون إفراط، ونحيا بعزة دون غرور.
إنها ذلك الخيط الدقيق الذي يشدّ أطراف حياتنا فلا نتفتت، ويمنحنا القدرة على أن نكون شجعانًا بلا طيش، كرماء بلا تبذير، متواضعين بلا انكسار.
فالفضيلة، ببساطة، هي فن البقاء في المنتصف.. حيث يتجلى التوازن، ويستقيم الميزان، وتصبح الحياة ممكنة بقدر ما هي جميلة.
azmani21@hotmail.com
حين تطرق الفرص بابك
في سيرة المصطفى المختار صلوات الله وسلامه عليه أنه أتى إلى بني عامر بن صعصعة في موسم الحج: فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فقال رجل من كبارهم يقال له بيحرة بن فراس: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: الأمر إلى الله، يضعه حيث يشاء.
فقال بيحرة: أفتُهْدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه.
ولما رجعت بنو عامر إلى ديارها تحدثوا إلى شيخ لهم لم يوافه الموسم لكبر سنه، وقالوا له: جاءنا فتى من قريش من بني عبد المطلب يزعم أنه نبي، يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه، ونخرج به إلى بلادنا.
فوضع الشيخ يديه على رأسه ثم قال: يا بني عامر وهل لها تَلاَفٌ؟! هل لذنابها من مطلب؟ والذي نفس فلان بيده ما تقوّلها إسماعيلي قط، وإنها لحق، وأين رأيكم كان عنكم.
هذا الموقف التاريخ يبين لنا ما تؤدي إليه قلة التوفيق وقصر النظر والطمع المبالغ فيه، فكم من فرصة ضاعت بسبب قلة التوفيق المبنية على بعد عن المواطن التي يُستجلب بها التوفيق وعلى رأسها القرب من الله سبحانه.
وكم من فرصة أضاعها قصر النظر والبعد عن التفكير الاستراتيجي، فالتركيز على مكاسب اللحظة الحالية وعدم النظر لما ستتجه له الأمور، وكم من مكسب حالي قال لصاحبه دعني.
وكم من فرصة ضاعت بسبب طمع مبالغ فيه، ومن ذلك ما يفعله بعض الشباب من وضع الشروط والطلبات المبالغ فيها عند البحث عن الوظيفة فتمر الأعوام وهم لم يحصلوا على ما يريدون، ولو أنهم قبلوا الفرصة المتاحة وأثبتوا جدارتهم فيها لأمكنهم المفاوضة في قادم الأيام، وحتى تعويض ما فقدوه في بداياتهم.
إذن إذا أتتك الفرصة، فانظر وتأمل وادع الله، واستخر واستشر أصحاب الخبرة والرأي، ثم أقدم ولا تتردد، وكما قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه:
إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمهـــا فَعُقبــى كُــلُّ خافِقَــةٍ سُكــونُ
وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ
وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبهـــا فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ
إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر فَــإنَّ الــدَهـرَ عادَتَــهُ يَخــونُ
aldabaan@hotmail.com