نسخة طبق الأصل

هل تتذكر أول يوم دراسي لك؟
تلك اللحظة التي بدت فيها الحقيبة أثقل من جسدك والفصل أكبر من خيالك. لم تدخل مبنىً للتعليم فقط، بل عالمًا يشبه الحياة المصغّرة، حيث بدأنا نتعلم أول دروسنا غير المكتوبة: أن الزمن يُقاس بالجرس، وأن الهوية تُصاغ بين الأصدقاء والمقاعد، وأن الحرية أحيانًا لا تكون غيابًا للقيود، بل مساحة نخلقها بأنفسنا.
في المدرسة أدركنا أن الوقت ليس نهرًا بلا شكل، بل وحدات متقطعة: أربعون دقيقة للرياضيات، تليها أخرى للغة، ثم استراحة قصيرة. هذا الإيقاع البسيط كان درسًا في معنى الزمن، وأول إعلان أن حياتنا كلها ستسير على إيقاع مشابه: دوام العمل، سنوات الجامعة، وحتى مراحل العمر. المدرسة إذن لم تكن مكانًا لتلقين الدروس فقط، بل مختبرًا زمنيًا ندخل إليه لأول مرة.
وهناك أيضًا تشكّلت ملامحنا الأولى. الطفلة الهادئة، المشاغب، القائد، أو الحالم.. هذه الأدوار لم تختفِ حين غادرنا الصفوف، بل رافقتنا كظلّ خفي. كل بالغ يحمل داخله ذلك التلميذ الذي كانه يومًا، بكل خوفه وأحلامه الصغيرة. المدرسة بهذا المعنى هي مصنع للهويات، وليست مجرد قاعات دراسة.
ورغم صرامة الطابور والزي الموحّد والجرس الصارم، كانت المدرسة أول درس في الحرية. كنا نرسم في دفاترنا رسومات جانبية، نبتكر ألعابًا سرّية في الفناء، ونختلس الضحكات بين الحصص. الحرية لم تكن غيابًا للنظام، بل قدرتنا على أن نبتكر مساحة خاصة داخل القيود.
ومن ذاكرة أول يوم دراسي لا تُنسى: مقعدك الخشبي، أول كلمة كتبتها بيد مرتجفة، أول مرة وقفت أمام الصف، وحتى رائحة الطباشير وتدافع الطلاب وقت الفسحة… كل هذه التفاصيل تجعل المدرسة خالدة فينا.
لهذا، حين يبدأ العام الدراسي كل عام، يبدو كأنه بداية كونية. ليس مجرد موسم للكتب الجديدة والحقائب الملونة، بل تذكير بأننا لا نتوقف عن التعلم أبدًا. كل بداية دراسية هي إعلان أن الإنسان سيظل تلميذًا في مدرسة أكبر اسمها الحياة، وأن الدرس الأعمق ليس في المقررات، بل في قدرتنا الدائمة على أن نبدأ من جديد.
فالمدرسة، في جوهرها، ليست لتصنع تلميذًا مطيعًا يذوب في الصفوف، بل إنسانًا يملك شجاعة الاستقلال وروحًا أصيلة تقف في وجه التحديات. إن قيمتها الحقيقية لا تُقاس بعدد الدروس المحفوظة، بل بقدرتها على أن تترك فينا بذرة حرة، تجعلنا نواجه العالم كأفراد لا كنسخ متشابهة
عودًا مباركًا لجميع الطلاب والمعلمين.
raedaalsaba@gmail.com

أُجور مؤرخة بالنيات

عندما يقترب العام الدراسي من بدايته أحمد الله وأشكره على أن التعليم في بلادي متاحا للجميع توفر كُتبه وتعبد طُرقه ويسخر النقل ليصل بك إلى رحاب مدارسه وأتأمل عوالم كثيرة التعليم فيها يقترن مع كلمة حسرات أو حلم مؤجل إلى حين فأشكر الله القدير الجليل على أنه منَّ علينا بحكومتنا الرشيدة التي توالي التعليم إهتماما عظيما ليس لأنه سلاحا ضروريا لدحض الجهل والتقدم في شتى المجالات بل لأنه مطلبا دينيا تفهمه من خلال سياق آيات كثيرة في القرآن الكريم وعلى سبيل الأمثلة وليس الحصر لتقرأ الآية 9 من سورة الزمر والآية 11من سورة المجادلة والآية 54 من سورة الحج.
تُسَتقبل وفود طلبة العلم وينشط في مدار التعليم قطبان قطب يصدر العلم بعزم وإخلاص وقطب يستورده بجد واجتهاد؛ سيبدأ العام وستحتل العقول والغايات والأبدان كراسي الفصول وستنتهي حصة إثر حصة فالجداول قد رُتبت وضمن لكل طالب وطالبة كتاب وسيجمعهم مصلى رائحته عطرة فالكل اعتنى بهذا المكان ففيه سيقف رواد العلم بين يدي معلم الإنسان بخشوع وسينتهي اليوم وسيتفرق رواد المدارس عن منارة تنير الإدراك وتحقق الأمنيات.
ستتزين خلال هذه الأيام الكتب والدفاتر بخانات نُقشت بأسماء الطلاب والطالبات وسيجتهد الأغلب بتجميل سطورهم بالألوان وستمتلئ السبورات بالمعلومات والخرائط والمعادلات وستُكتب جمل ستُشكل حروفها وسيوضع تحتها خطا وستثبت في الفؤاد فقد تخيروها معلمو الخير من بين صويحباتها لأن لها أثرٌ بناء؛ أروقة المدارس بلوحاتها الجميلة سترتادها الأبصار وستزخر المراسم بالإبداعات وستتفاعل الإختراعات في المختبرات وعلى طاولات قادة العلم ستنتشر الأقلام الحمراء التي ستزين الإجابات بصح مذيلا بنجمة وحوافز تُضيئها عبارات.
غرف الإداريين والإداريات ستكون نواة تُسَيّر الأعمال ومتابعتها ليسير العام بنظام، فناء المدرسة سيزهر بالأحاديث والضحكات وسيصطف كل صباح رواد العلم بترتيب ونظام يردّون بتحية على تحية الصباح ويتبعونها بتلاوة خاشعة لفاتحة الكتاب لتتنزل عليهم سكينة الرحمن مشفوعة بالأجور مؤرخة بالنيات سيرددن بعدها النشيد الوطني بكل حب وإجلال ووفاء وسيخفق مواكبا نبضاتهم علم البلاد الراكز على أسوار المدارس بفخر وإباء.
ishe333@gmail.com

قبل أن تبرد قهوة العصر

على الطاولة الصغيرة في ركن الصالة، كانت أكواب القهوة الأربعة موضوعةكما اعتادوا في طفولتهم. المقاعد نفسها، الضوء نفسه، ورائحة البن الذيكانت تملأ البيت كل عصر. لكن شيئًا ما كان مختلفًا… مقعد فارغ، لا يملؤهأحد، وغياب أثقل من الصمت.

جلس الإخوة الثلاثة، ينظر كل منهم إلى فنجانه دون أن يجرؤ على رفع عينيه. في الأفق القريب، كان يتردّد في عقولهم المشهد الذي لن يُمحى: هاتف يرن،صوت متقطع يختنق بالبكاء، وجملة واحدة غيرت كل شيء:

رحل الأخ المحب الحنون… رحل صاحب المواقف الطيبة… رحل صاحبالضحكة الجميلة والقلب الحاني.

لقد جدد فقده، غياب صوت الأم الحنون الذي كان يضفي على البيت سكونًاوهدوءًا، ومكانة الأبُّ الذي كان يجمعهم تحت جناحيه، ومعهما تسرّبتالخلافات حتى مزّقت ما بينهم. كبرياء لا معنى له، سوء فهم تضخّم، وخصامطال حتى صار عادة.

الآن، لم يتبقَّ سوى ذكريات تطل من زوايا البيت:

تذكّرت أخته الكبرى كيف كان يصرّ على مشاركتها قطعة الحلوى حتى لو لميتبقَّ لديه إلا نصفها.

وتذكّر أخوه كيف كان يدافع عنه عندما يتعرض له أحد الأشخاص بالشتم أوالعراك، واقفًا أمامه كجدار لا ينكسر، أما أخته الصغرى، فتذكّرت كيف كانيسارع لشراء احتياجاتها إذا رفض أخاه الآخر ذلك، بابتسامة مطمئنة تقول: أنا موجود من أجلك.

كل تلك اللحظات كانت هناك، لكنها دُفنت تحت ركام الزعل والعناد، حتى جاءالموت ليكشف هشاشة كل تلك الجدران، في تلك الجِلسة، بقيت القهوة تبردشيئًا فشيئًا، حتى صار طعمها مرًّا في أفواههم، تمامًا كمرارة الندم الذيتسلل إلى قلوبهم. وكل منهم يردد في داخله: ليتنا لم نقاطعه… ليتنا لم نزعلمنه…. لكن الأماني لا تعيد من غاب.

إلى كل من خاصم أخًا أو ابتعد عن أخت، اعلم أنه لا تزل لديك الفرصة… قبل أن تعض يد الندم على فراق لا يعود وجرح لا يلتئم. لا تنتظر مكالمةالحزن لتذكّرك بما كان يجب أن تفعله منذ زمن. اتصل، أرسل رسالة، أو امشِالمسافة بينكما، حتى ولو كانت شاقة، وتعامل مع عثرات الأخوة والأخوات كماتعامل معها نبي الله يوسف عليه السلام (لا تثريب عليكم اليوم يغفر اللهُ ليولكم)

قبل أن تبرد قهوة العصر الذي كانت تجمعنا… صافح، سامح، وصِل

قال الشاعر:

وما المرء إلا بإخوانه

كما تقبض الكف بالمعصم

ولا خير في الكف مقطوعة

ولا خير في الساعد الأجذم

عندما يكون قلبك نقياً ورسالتك راقية

aldabaan@hotmail.com
عندما يكون قلبك نقياً ورسالتك راقية وتحب الخير للآخرين يحترمك الجميع حتى الجن، ولذلك يجب أن نحرص على نقاوة القلب ورقي الرسالة ونبل الهدف في قيادتنا حتى نؤثر، وفي بيوتنا حتى نربي، وفي مؤسساتنا التعليمية حتى نصل للقلوب فنحقق الأهداف.

عندما نقرأ سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وعلى آله وسلم نجد تأثراً حتى من الجن برسالته الخالدة فالتميز في كل جانب من جوانبه وجوانبها، ولذلك تستغرب حين تجد إنساناً يملك العقل والذكاء، ولا يتبع هذا الدين العظيم، فتأسف على حاله وتحمد الله على نعمة الإسلام، هذا الدين العظيم الذي يحتاج من أبنائه فقط، حرصاً على إيصاله له لمن لا يعرفه وقد يكون تأثير الخُلُق والالتزام بتعاليمه أقوى من تأثير الكلمات.

ورد في كتب السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما عاد من الطائف إلى مكة، بعد أن آذوه وأرهقوه، وجاءه ملك الجبال فقال له: ” بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئاً”، توقف في وادى نخلة – بسفح جبل المرخة في أعلى وادي العشر – وكان به ماء وخصب، وخلال توقفه بعث الله إليه نفراً من الجن واستمعوا له وهو يصلي الفجر بسورة الرحمن فتأثروا بما سمعوا ونقلوا الرسالة لقومهم، وقد ذكرهم الله في موضعين من القرآن، فقال سبحانه في سورة الأحقاف “وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قُضي ولّوا إلى قومهم منذرين، قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أُنزِلَ مِن بعد موسى مُصدّقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم وَيُجِرْكُم من عذابٍ أليم”، وفي سورة الجن: ” قُل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نُشرك بربنا أحداً” إلى بقية الآيات.

إذن اعتن بنفسك مع العناية بكلماتك وأبشر بوصول رسالتك، وانتبه فالجن موجودون في حياتنا، فلا تفتح قلبك وبيتك لكل من هب ودب.

حَر إيه.. اللي انت جاي تقول عليه ؟

saud331@hotmail.com

نمر هذه الأيام بأجواء قاسية شديدة في حرارتها. وكم وجدنا من يشتكي من حرارة الجو رغم وجود أجهزة التكييف في كل مكان. ومع ذلك نجد الكثير يتوجع ولا يستطيع ان يتحمل تقلبات الجو وهناك من يسافر هربا من ارتفاع درجات الحرارة وهناك من يلزم المنزل ولا يخرج الا نادرا، وعندما تسأله لماذا يقول لك: “الدنيا حر”.. كل ذلك يحدث في كل عام، عندما ترتفع درجات الحرارة وترتفع معها الشكوى والتذمر.
أخذت أسال نفسي: ماذا لو عاش هؤلاء المتذمرين قبل 100 عام حيث لا يوجد مكيفات ولا مراوح ولا ثلج؟ كيف سيكون حالهم الظاهر سيموتون وقتها.. أشفقت على كل من عاش تلك الأيام التي مضت وكانوا يعيشون في حر شديد وبرد قارس ومع ذلك لا يشتكون وكانوا يعيشون ويتحملون كل تقلبات الطقس بروح صابرة وعزم قوي حتى مصادر المياه لم تكن متوفرة مثل هذا الوقت، وكانوا يعانون المشقة في جلب الماء لبيوتهم المتواضعة وكان الناموس والحر ينهش في أجسادهم المنهكة. ولم نسمع إنهم كانوا يشتكون أو يتذمرون وهبهم الله الصبر والكفاح. فكانت أيامهم سعيدة رغم كل الظروف القاسية التي مروا بها من برد وحر وقلة الموارد، ونحن الآن ننعم بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة برغد العيش. فالكهرباء متوفرة والماء والمكيفات ومع ذلك تجد البعض لا زال يشتكي من واقعه رغم كل ما يتوفر له من إمكانات، فهو في العمل يتمتع بالمكيف البارد وفي المركبة هناك مكيف، وفي محلات التسوق مكيفات مركزية ومع ذلك يستمر التذمر. قليل من الصبر هو ما ينقصنا خاصة إن حرارة الصيف لا تكون إلا شهرين أو ثلاثة، فكيف بالله عليكم سوف نتحمل حرارة يوم القيامة؟ نسأل الله اللطف .
علينا أن نحمد الله ونشكره ونتذكر ما كان يعيشه أجدادنا من معاناة لا يتحملها أحد منا لو عاش في زمنهم. هناك فئة من الناس أترحم لحالهم وهم فعلا من يعانون من الحر، إنهم عمال المحطات الذين لا يوجد لديهم أي غرفة أو مكان يحميهم من الرطوبة أو ارتفاع درجات الحرارة في الوقت الذي تكون فيه المحطة خالية من المركبات. لذلك، أتمنى من أصحاب المحطات عمل غرفة صغيرة مكيفة داخل المحطة ليستريح فيها العامل متى ما وجد أن المحطة خالية من الزبائن ويستريح فيها لبعض الدقائق يلتقط فيها أنفاسه وتكون هذه الغرفة مفيدة له أيضا وقت البرد. هؤلاء هم من يجب أن نرفق بهم وياليت من يقرأ حروفي من أصحاب المحطات يبادر إلى سرعة إنشاء غرفة صغيرة مكيفة لهولاء العمال المساكين، فهم يستحقون ذلك. وكم كنت أتمنى من أمانات المناطق إلزام أي محطة بإنشاء مثل هذه الغرف كشرط أساسي لإنشاء أي محطة وإلزام جميع المحطات القديمة والحديثة بذلك. لأن وضعهم صعب جدا في الحر والرطوبة والبرد.

وفي مثل هذه الأيام الحارة يجب أن لا ننسى القطط والطيور التي تعيش معنا، فليبادر الجميع بوضع قليل من الماء وما زاد من الطعام بجانب مساكنهم لينقذوا هذه المخلوقات من الموت عطشا وجوعا. إنها حسنات بالمجان فلا تضيعوها وارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.
وقفة:

انته غربة وأنا بدروبك محطة

آه يا حظي ما وصل يمي وخطى

بالعمل نقتل أهم أعداء الإنسان

Abuazzam888@live.com

نتحدث في هذا المقال عن أعداء ليس الأعداء الذين خطروا ببالك هم أعداء ليس ظاهرين لنا بشكل مباشر وقد يكون هذا العدو قريب منك و كما جاء في مقولة الكاتب “فولتير” – العمل يقتل أكبر أعداء الانسان ، الملل والشر والفقر- .
إن الانسان في هذه الحياة في صراع دائم ومعركة مستمرة وفى معاناة وتعب إذا وجدت المعركة لا بد من وجود الأعداء.. يقول الله تعالى “يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ”.
وجدت الملل بتسرب إلينا كالنار في الهشيم لم يفلت منه فقراء أو متوسطي الدخل ووجدته ينتشر بنطاق واسع وجدت الملل يتسرب للناس لم أشاهده من قبل وقت مضى ففي كل مكان أذهب إليه في الأسواق والمولات حتى في المؤتمرات والندوات والجلسات واللقاءات الاجتماعية رأيت أناس يطل الملل من عيونهم المتكاسلة وتكشف حركاته المتناقلة في المكان والشكوى من صديق أو زميل وقد أصابه الملل لم يترك أحدا وأكاد أن أجزم إيضا إنه اختار النساء لغالبية ضحاياه.

الملل.. العدو الذى يجب أن نحذر منه ولا نتركه يتسلل ويتسرب ليصل إلى نفوسنا وإلى مأكلنا ومشربنا حتى لا يمتلك عقولنا وأجوافنا.
لذلك، وجد الحل الكاتب فولتير عندما قال: بالعمل نقضى على أعدائنا الخفية الملل والشر والفقر لأن الملل يخلق الفراغ ويجعل الإنسان أكثر عرضه والتأثير السلبى واليأس.

كما أود أن أشير أن للفقر أنواع ليس فقط ما تعارف عند الناس نقص في الموارد المالية لسد الاحتياجات الأساسية وهناك أنواع للفقر، مثل الفقر في الدين والفقر في العقل والفقر في الصبر والفقر في المروءة، ولكن الفقر الذى يكون عدو للناس ويجب محاربته والتخلص منه هو الفقر في قلت الموارد المالية والذى ينتج عنه الجرائم والفساد وقد وضع الإسلام الحل لمشكلة الفقر ابتداء من الفقير ذو الحاجة وان يصبر على مصيبته وبذل الجهد لرفع الفقر عن نفسه وأهله لقول الله سبحانه وتعالى “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا”، وهذا الاعتقاد بأن الانسان المسلم يصبر على ما يصبه من فقر وأن يلجأ الى الله تعالى وحده وطلب الرزق وان يرضى بقضاء الله، ويسعى لطلب الرزق.
وكما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه كان يستعيذ من الفقر لما له من آثار نفسية على الفرد والاسرة والمجتمع وقد جعل الله تعالى للفقراء نصيبا في الزكاة ويعطى الفقير حتى يغتنى ويزول فقره ولقول الرسول “ليس المسلم الذى يشبع ويجوع جاره”، وقد حث الإسلام على العمل للتخلص من مشكلة الفقر، حيث دعا المسلم الى العمل واعتبر العمل عباده ليتقرب من خلاله لله تعالى الفرد يجب عليه السعي من كسب قوته والاستعفاف عما في يدى الناس عليه السعي للرزق والعمل واذا لم يستطيع بلوغ الكفاية له والى أولاده هنا يأتي دور المجتمع. وكما قال الشاعر “الشيطان والدنيا ونفس والهوى ما حيلتى جميعهم أعدائى”.

في منزل الثقافة تروى الحكايات

BayianQs03@outlook.sa

في قريةٍ ساحلية عاد حرف الألف من رحلةٍ شارك فيها الإحساس، والتجاهل، واستضافته الثقافة ليحكي إليها ما جرى.

حكاية الإحساس، حكايةٌ كان الألف عمود بدايتها، ومنتصفها، وتحدث بثقة عن توافد الإحساس بين الناس لتجسيد المشاعر الإنسانية، فمعه يأتي الفرح، الحزن، وأكد الألف خوفه من دخول الأنانية على الخط، وتحدث عن أنها أجبرته على البقاء في مكانيه؛ ليغطي على أفعالها الخاطئة، فهي تعزز فكرة الانفرادية، وأكد الألف أن أصحاب هذه الصفة لا يعتبرون لأحدٍ شيئًا، وحتى أقرب المقربين إليهم.
حكاية التجاهل، حكاية كان الألف عمود صفحاتها حسب التشكيل الحرفي، وكانت له عينٌ ترصد ما حوله، ويضعه في حاويةٍ يحملها على ظهره، وحزن الألف لحاله؛ فهو من يحمل الحاوية كونه في المنتصف، وعندما امتلأت لم يستطع التجاهل حملها، وفجأةً أصبح شكله مثل الوحش، فرمى الألف مع الحاوية، وسيكونون في خطر، فتحدث بعض جرائم القتل من بعضهم، ولكن عددًا منهم يستطيعون النجاة.
انتشر التشويق في أعين المستمعين، والثقافة تنقل ما يحكيه الألف إلى عقولهم ليتعلموا عبرةً لهم، والألف تحدث عن توحش التجاهل؛ فعندما يتحد الإحساس مع التجاهل سيشعر بالنقص، ويريد التعبير عن غضبه مما حصل، ولكن الألف أتم مع النجاة، ووقف أمام وحش التجاهل الذي استنسخ نفسه، فوجه صفعةً لبعضهم، فعادوا لطبيعتهم، ومع بعض الكلمات عاد الآخرون، بينما عجز عن إيقاف البعض، فوقع البعض فريسةً للوحش الكاسر، وبعد الانتقام عادت الوحوش لطبيعتها، وتحسرت على ما قامت به.
عبرة حكاية الألف تلخصت بكلمات الثقافة بتحليل الكلام قبل أن يحكى؛ حتى لا يكون جرحًا يتضخم في قلب المقصود، ويكون السكين التي تتجه لقائلها، وأن التعاطف هو سبيل تفادي هذه المشكلة.

بطولات يومية

al.shehri.k@hotmail.com

بما أنك تعيش قصتك وأنت بطلها؛ لابد أن تعيش بطولات يومية حتى إن كانت صغيرة، وبحكم أنك البطل ستضخمها كما يضخم الإعلام المواضيع التي يريد أن يظهرها وهي في حقيقة الأمر غير مهمة أو ليس لها تأثير، إلا أنها تسعدك!

سأذكر لكم بطولاتي في الأيام الماضية الأخيرة، والتي ستكون بالأغلب هي بطولات الطريق، وأولها: خروج أحد كفرات “مركبتي” عن طورها، وطقت كبدها حتى وصل ضغطها إلى صفر! في ظهيرة يوم السبت من شهر أغسطس؛ وأرجو عدم التركيز على “يوم السبت” ولا “شهر أغسطس”، بل فقط ببطولتي في تجربتي الأولى مع تغيير الكفر! لحظة فليهدأ خيالكم قليلاً، فلم “اتربع” واغيره بنفسي، بل كان وجودي معنوياً لمن غيره لي فقط، والتجربة بحد ذاتها بطولة ودخلت الخزينة !
أما البطولة الأخرى هي في صباح توجهي للعمل، كانت أمامي مركبتان تتصارعان؛ أيهما لها الكلمة الأخيرة في أن تتنحى لتعبر الأخرى، أو أن تبقى الثانية ملتصقة خلف الأولى! وحقيقةً هو مشهد يضيع وقت الطريق، فمن سيغلب؟ ولكن البطولة الحقيقة في هذه اللقطة، كانت للمرور السري الذي خرج فجأة وأوقف تحديهما “وضاعت علموهما” ثم تنحّا معاً في المسار الأيمن! “ليه الهياط!”.
وفي ذات الشهر أيضاً -وذكره هنا فقط للتوقيت وليس للتذكير بأغسطس- طلبت قهوتي المعتادة من مكان لطيف اعتدت أن “احتسي” منه قهوتي الباردة، فإذا بذباب يغوص في بحيرة القهوة! “يعني لم تجد مسبحاً إلا في قهوتي!” ولرد الاعتبار تحولت يومها إلى شرب الشاي.
لاحظت بأن هناك من يعد بطولاته في “الحلطمة” ورؤية ما يعيشه كتجارب سيئة، لأنه يقارن نفسه بتجارب غيره التي يظهرها عبر فيديو قصير، أو فضفضة قصيرة نصية، لمشهد عبّر عن جماله وبروزه إعلامياً لتكون القاعدة في سير حياته! فهل حياته العملية مثلاً تخلو من التحديات والمشاكل وقفز الحواجز! أم أنه عنون عمله بكلمات أو لقطة جميلة ليعيش الجمال فقط ويرمي خلف ظهره السلبيات!
ابسط يديك أمامك فضلاً، أترى! هي من تثَّبت البطولات اليومية التي تعيشها وبفكرك أنت تفسرها! فإما أن تعبِّر عنها بطريقة تسعدك، أو تحفرها بطريقة مؤلمة، فكلا الحالتين هي قصتك وأنت من يقرر أي جانب تريد أن تعيش فيه؛ فحتى في أحلك اللحظات حزناً أو ألماً، ستجد الجمال في اهتمامٍ أو مساندة أو انتشالٍ في أشد اللحظات سواداً ووحدة.

نهائي السوبر

altayyarikhaled@gmail.com
تواصت فصول مسرحية الرئيس في الأهلي .. والأسئلة التي تبحث لها عن إجابات كثيرة : لماذا يحدث في الأهلي هذا ؟ ولماذا يتكرر المشهد السنوي للأنتخابات الأهلاوية بسيناريو واحد والإسامي هي هي لا تتغير ؟ وكأن أبيات قصيدة الأمير خالد الفيصل زمن العجايب تصف حال الأهلي وأنتخابات مؤسسته الغير ربحية في سنتها الثالثة على التوالي :-

يا زمان العجايب وش بعد ما ظهر … كل ما قلت هانت جد علم جديد

إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر … بين قلب عطيب وبين رأس عنيد

وسوف تعقد الجمعية العمومية الأهلاوية (عن بعد ) الأثنين القادم وسيكون القرار النهائي لها حسم مصير رئيس مجلس إدارة المؤسسة الغير ربحية لموسم 2025-2026 عبر التصويت لإعضاء الجمعية والتي يمتلك الدكتور العيسى الأكثرية بها وبقارق كبير عن أقرب مرشح له .

ونغلق صفحة مسرحية رئاسة الأهلي وفصولها الحزينة ونفتح عودة الموسم الرياضي السعودي بإنطلاق مسابقة كأس السوبر والتي تدور رحاها هذا العام في هونج كونج وسط أهتمام إعلامي وجماهيري كبير في شرق القارة الآسيوية وتوافد العديد من الجماهيري من خارجها لمتابعة النجوم العالمين الذين ينشطون مع النصر والأهلي والاتحاد والقادسية ويتقدمهم النجم الأسطوري البرتغالي كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ورياض محرز وغيرهم من الاعبين الذين يلعبون في هذه الفرق .

وضرب فريقي النصر والأهلي ( البطل الآسيوي ) موعدا في نهائي السوبر غدا السبت بعد أن وصلا لأول نهائي لها في الموسم الرياضي 2025-2026 بعد أن تفوقا على الاتحاد والقادسية .

فالنصر وبتغيراته وتعقداته التي أبرمها هذا الصيف بداية من أسناد مهمة الإدارة الفنية للمدرب البرتغالي جيسوس المدرب السابق للجار ( الهلال ) والتعاقد مع الفرنسي كينغسلي كومان والبرتغالي جواو فليكس بالإضافة الي المدافع الأسباني إينيغو مارتينيز المدافع السابق لبرشلونة ظهر مختلفا في أول مباراة له هذا الموسم وبرغم حالة الطرد سادو ماني المبكر إلا أنه نجح في الوصول الي النهائي بهدفين لهدف .

أمام الطرف الثاني في نهائي السوبر الأهلي فقط فرض سيطرته المطلقه على مباراته أمام القادسية بالطول والعرض وقدم مباراة جميلة وتكتيكة وعرض رائع ومثير وبنتيجة كبيرة وظهر القادم الجديد الفرنسي أنزو ميلوت بشكل ملفت للغاية قاد وسط فريقة برفقه ( الرئيس ) كيسيه وسجلوا ثلاثة أهداف من أهداف الأهلي الخمسة .

أذن نحن موعودون غدا مع نهائي كبير يجمع النصر الأهلي على ملعب هونج كونج الدولي .