رفقًا بنفسك

success.1997@hotmail.com
كيف نتصالح مع أنفسنا في زحمة الحياة؟

وسط صراعاتها الصغيرة والكبيرة قد ننسى أنفسنا فنركض خلف الأحلام و نطارد المثالية، ونجلد ذواتنا كلما أخطأنا أو قصّرنا، كأننا لا نسمح لأنفسنا أن نكون بشرًا.

ولكن، هل فكّرنا يومًا في أن نمنح أنفسنا السلام؟ أن نمدّ يد المصالحة لأنفسنا المرهقة، التي فعلت ما استطاعت، وما زالت تحاول؟

التصالح مع النفس ليس ضعفًا ولا تهاونًا، بل هو أسمى أنواع القوة.

أن تنظر إلى نفسك في المرآة دون أن تحاكمها، أن تتذكّر أخطاءك دون أن تكرهها، أن تعترف أنك تعبت، وتحتاج إلى لحظة دفء، وربما حضن – ولو كان من داخلك.

نتصالح مع أنفسنا حين نتوقّف عن لومها على كل ما فات حين ندرك أن القرارات التي اتّخذناها سابقًا لم تكن غبية، بل كانت ممكنة في وقتها.

لم نكن نعرف ما نعرفه الآن، ولم نكن نملك ما نملكه من نضج اليوم.

فلماذا نحاسب “نحنُ الأمس” بمنظار “نحنُ اليوم”؟

نتصالح مع أنفسنا حين نقبل الحزن، بدلًا من أن نخجل منه حين نمنح مشاعرنا حقّها الكامل في أن تُعاش، لا أن تُكبت وتُخبّأ تحت ابتسامات زائفة حين نعلم أن الضعف لا ينقصنا شيئًا، بل يُظهر كم نحن بشر.

وحين نتحدث عن التصالح، فلا نعني فقط أن نغفر لأنفسنا أخطاءها، بل أن نحبّها رغمها، أن نراها بكل ما فيها من عيوب، ونتقبّلها، أن نعلم أن الكمال لا يسكن أحدًا، وأن الجمال الحقيقي في الصدق، في العفوية، في المحاولة، لا في الوصول الدائم.

في العمل، في العلاقات أو في طموحاتنا، نحتاج أن نكون لأنفسنا حضنًا، لا قاضيًا ، أن نربّت على أكتافنا بدلًا من أن نثقلها بجلد الذات، أن نهمس في داخلنا: “أحسنتِ… حتى لو لم تنجحي، لقد حاولتِ بصدق، وهذا يكفي.”

التصالح مع النفس رحلة، لا وجهة، نتعثر أحيانًا، نغضب من أنفسنا، نعود لنلومها ولكن في كل مرة نعود لنتذكّر أن داخلنا طفل صغير لا يريد سوى الحب والقبول ،فلمَ لا نمنحه ما يستحق؟

فلنحب أنفسنا كما هي، لا كما يجب أن تكون، واثقين مما نقدمه ونفعله لنا أولاً وتاليًا للآخرين.

الحمقى

في زوايا الحياة، لا تخلو المجالس، ولا تمضي الأيام، دون أن تصادف أحدهم ذاك الذي لا يسمع إلا صوته، ولا يرى في المرآة إلا الحقيقة المطلقة من خلال تفكيره، يضحك حين لا يُضحك، ويُجادل حين لا فائدة من الجدال، ويصرّ على الغباء كأنه فضيلة، هؤلاء هم الحمقى لا لقلّة علمهم، بل لفرط غرورهم.

الحمق ليس جهلًا عابرًا، بل موقفٌ ثابت من الحياة، الجاهل قد يتعلم، لكن الأحمق يظن نفسه عالِمًا قبل أن يعرف معنى المعرفة، هو لا يسأل ليس لأنه لا يحتاج، بل لأنه لا يرى في الكون من هو أذكى منه ليسأله.

الحمقى يكرهون الاعتراف بالخطأ، لا لأنهم لا يُخطئون، بل لأن الاعتراف يتطلب تواضعًا والتواضع ليس في قاموسهم، يخوضون معارك من لا شيء، وكأنهم خُلقوا للضجيج، ويُطفئون النور حين يتوه الآخرون، فقط ليثبتوا تفوقهم الزائف. هم أول من يُصدر الأحكام، وآخر من يفهم السياق.

وللأسف، لا يعيش الأحمق وحده، بل يُلوث من حوله بسوء قراراته، ويجرّ الآخرين إلى دوائر عبثه، في العمل، في العلاقات، وفي المجتمع، تراه يصرّ على رأيٍ خاطئ، لا لأنه منطقي، بل لأنه رأيه وهذه وحدها حُجّته.

لكن الطامة الكبرى، حين يُمنح الأحمق منصبًا كأن يكون مسؤولاً أو مديراً أو أباً له مكبر صوت، وجمهورًا يحيط به، فترتفع التفاهة لتُزاحم الحكمة، ويُلبَس الباطلُ ثوب الحق، ولنكن صادقين، الحمقى ليسوا نادرين، هم بيننا، وربما فينا، إن لم نحذر.

لأن الحمق ليس حالة عقلية فقط، بل موقف أخلاقي من العالم: تجاهلٌ للحقيقة، استعلاء على الآخرين، وتمسكٌ أعمى بما لا يستحق، الذكاء ليس في سرعة البديهة فقط، بل في التواضع للتعلم، والقدرة على الإنصات، والنضج لا يقاس بكم ما تعرف، بل في معرفة متى تصمت، ومتى تُنصت، وبشجاعة الاعتراف حين تقع في الخطأ.

كثيرٌ من الحمقى يظنون أن في الاعتراف بالخطأ ضعفًا، وفي الاعتذار انكسارًا، وهم لا يدركون أن الشجاعة الحقيقية لا تظهر في الصراخ أو التشبث بالزيف، بل تتجلّى في لحظة صدقٍ يعترف فيها المرء بتقصيره، وفي كلمة” آسف“تنطق بها الشفاه، ولكنها تخرج من أعماق النفس بشموخٍ لا يعرفه إلا من رجحتْ حكمتُه، واستقامتْ مروءتُه. فالاعتذار لا يُنقص من الكرامة شيئًا، بل يزيدها رفعة، ولا يدل على هوان، بل على علوّ في الخلق، وقوةٍ لا يمتلكها إلا ذو عقلٍ راجحٍ، وضميرٍ حيّ.

الحمقى لن يختفوا، لكن بوسعنا أن نُميّزهم، ألا نمنحهم أكثر مما يستحقون من وقت، أو طاقة، أو ردّ، لأن مناقشة الأحمق، كالنفخ في رمادٍ مبلل لا يشعل نارًا، ولا يصنع دفئًا، بل يُتعب الرئتين عبثًا، كما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي: “لكل داء دواء يُستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها”.

معظم أوجاع الحياة ومشاكلها لها دواء يُشفى به، لكن الحماقة حالة مختلفة تمامًا، ليست مرضًا جسديًا يُعالج، بل غيابٌ للوعي والبصيرة، تُعمى عن رؤية الخطأ، وتُعجز عن إدراك الحاجة للتغيير.

قد لا نستطيع أن نُصلح الحمقى، ولكن بوسعنا أن نُصلح أنفسنا، ونختار بحكمة من نُهدي لهم وقتنا وأفكارنا، فلندع من لا حكمة له يسير في طريقه، ونمضي نحن في دروب النضج والوعي،

حاملين شعلة التعلم والتواضع، ففي ذلك يكمن سر القوة الحقيقية، وراحة الروح التي لا تُقدّر بثمن.

Hinenx777@gmail.com

الهند.. اعتقال سفير مزور خدع الضحايا بفرص السفر لسرقة أموالهم

اعتقلت الشرطة الهندية، يوم الثلاثاء، رجلًا انتحل صفة سفير، واتهمته بإدارة سفارة مزيفة من شقة سكنية في العاصمة نيودلهي، واستخدام هويات وأختام مزورة لخداع ضحاياه وسرقة أموالهم.

وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطاينة أن المشتبه به زعم أنه دبلوماسي وسفير لدول وهمية مثل “سيبورجا” أو “وستاركتكا”.

لوحات سيارات وصور مزورة

وتمكنت الشرطة من ضبط 4 سيارات تحمل لوحات دبلوماسية مزورة، ومصادرة عدة صور مفبركة تظهر الهندي البالغ من العمر 47 عامًا مع زعماء عالميين، إلى جانب أختام مزورة لوزارة الخارجية الهندية ودولة وشركات مختلفة.

وبحسب الشرطة، فإن المتهم “هارشفاردان جاين” يشتبه في تورطه في عمليات غسيل أموال عبر شركات وهمية في الخارج، ويواجه تهمًا بالتزوير وانتحال الهوية وحيازة وثائق مزورة.

كما ضبطت الشرطة داخل الشقة المستأجرة والمزينة بأعلام عدة دول، مبالغ مالية مهمة وعملات أجنبية.

بالأرقام.. كبار السن الفئة الأكثر أداءً للعمرة الواحدة خلال 12 شهرًا

كشفت وزارة الحج والعمرة أن الغالبية العظمى من المواطنين والمقيمين أصدرت تصريحًا واحدًا فقط لأداء العمرة خلال العام الهجري 1446 هـ.

وتصدر الذكور إصدار التصاريح للعمرة في العام الماضي حيث بلغ عدد الرجال الذين أصدروا تصريحًا واحدًا لأداء العمرة نحو 6,15 مليون شخص.

أداء العمرة

وبلغ عدد النساء اللاتي اكتفين بتصريح واحد 6,10 مليون، وهو ما يعكس أن أكثر من 12,2 مليون شخص في المجمل اكتفوا بأداء العمرة مرة واحدة في العام.

وأشارت الوزارة في تقرير حديث حصلت ”اليوم” على نسخة منه فيما يخص العمرة المتكررة، عن أن تكرار العمرة لمرتين كان أيضا متصدرًا من الذكور حيث تم إصدار تصريحين لـ 520,9 ألف رجل، و416,7 ألف امرأة.

أما الذين قاموا بأداء العمرة لـ 24 مرة خلال العام الواحد أب بمعدل عمرتين شهريًا، فبلغ عددهم 48 رجلًا فقط، و31 امرأة، وهي أعداد تعكس أن التكرار الكبير للعمرة يظل موجود ولكنه أقل مقارنة بالحالات الاعتيادية.

الأكثر إصدارًا لتصريح العمرة

وأوضحت بيانات الوزارة أن الأشخاص فوق سن الستين كانوا الأكثر إصدارًا لتصريح عمرة واحدة فقط، حيث بلغ عددهم نحو 2,4 مليون شخص، بينما كانت الفئة العمرية بين 30 و40 عامًا هي الأكثر تكرارًا لأداء العمرة خلال العام.

وتعكس هذه البيانات توجهًا عامًا لدى كافة المسلمين الراغبين لأداء العمرة مرة واحدة في العام، مع وجود فئة شبابية نشطة أكثر ارتباطًا بتكرار الزيارة إلى المسجد الحرام، سواء بدافع ديني، أو لسهولة الوصول، أو بفعل الأنماط الحياتية المختلفة.

كما تشير الإحصاءات إلى دور التيسيرات التقنية والرقمية المقدمة عبر تطبيق”نسك”وغيره من المنصات في تنظيم أداء العمرة وإصدار التصاريح، مما سهل للملايين الوصول إلى المشاعر المقدسة دون ازدحام أو تجاوزات.

أنماط العمرة

وتبرز الأرقام الدور الكبير الذي تلعبه الرقابة التقنية والبيانات التحليلية في فهم أنماط العمرة وتخطيط إدارة الحشود، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تحسين تجربة الزائر وتعزيز كفاءة الخدمات الدينية المقدمة.

وكانت قد أعلنت الوزارة فور الانتهاء من موسم الحج عن انطلاق موسم العمرة للعام الهجري 1447 هـ، مع فتح باب إصدار تأشيرات العمرة للراغبين من خارج المملكة.

وأكدت أن إصدار تصاريح العمرة للمعتمرين من خارج المملكة سيتم عبر تطبيق ”نسك”، الذي يُعد المنصة الرقمية الموحدة لتقديم الخدمات الحكومية لضيوف الرحمن، ويتيح التطبيق للمستخدمين إمكانية الحجز وإصدار التصاريح بيسر، إلى جانب باقة متنوعة من الخدمات الرقمية الداعمة لتجربة المعتمر.

الإسلام وتاريخه الأنثروبولوجي

أحد الأصدقاء في تعليقه على مقالة الأسبوع الماضي «أدوارد سعيد من موقع النقد الغربي»، فتح الباب على مقارنات تتعلق بمشاريع فكرية توازي مشروع أدوارد سعيد بل تراها من وجهة نظرها أعمق لأنها ركزت في رؤيتها النقدية على طبيعة العقلانية الأداتية للحداثة الغربية ويعطي مشروع وأئل حلاق مثالا على ذلك.
قد تبدو المقارنات مشروعة إذا ما وضعنا هذه المشاريع في سياق نقد ما بعد الحداثة وذلك في سعيها لتفكيك المركزية الغربية في تموضعها حول ذاتها الأوروبية معرفيا واجتماعيا وثقافيا وأخلاقيا، ففي هذا السياق برزت نظريات متعددة وفي حقول معرفية مختلفة بدءاً من مدرسة فرانكفورت النقدية ومرورا بفلاسفة الاختلاف وليس انتهاءً عند أدب ما بعد الاستعمار.
لكن بالعودة إلى ملاحظة الصديق أقول: وائل حلاق لم ينظر الاستشراق من زاوية نظر أدوارد سعيد، خصوصا في كتابه الأساس الشريعة وتاليا كتابه الدولة المستحيلة، بل نظر إليه ضمن ثنائية الحداثة الغربية والإسلام من موقع الباحث المستقل البعيد عن الخضوع والاستسلام للفكر الغربي، وهو بذلك يسعى إلى إعادة التفكير في مفاهيم الحداثة التي أصبحت كونية كالليبرالية ومفهوم العدالة والحرية والشريعة والقانون الوضعي انطلاقا من إمكانية العودة إلى النصوص التراثية في الإسلام ، فالنص التشريعي على سبيل المثال ينطوي على أمكانيات صياغة مفاهيمية للعقلانية التي ترتبط بعقلانية الدولة . وبحكم تخصصه في الشريعة وأصول الفقه فهو يضعنا مباشرة أمام إشكالية تلقي مفاهيم الحداثة من منظور الاجتهاد في نصوص الشريعة، وهو يذكرني بالفيلسوف المغربي عبد الرحمن طه الذي كانت إنطلاقته من المنطق وفقه اللغة للتأسيس لمفاهيم حداثية مشتقة من الفكر والتراث الإسلامي. لكن اشتغالات سعيد كان تأثيرها أوسع على الفكر الغربي لأنه بكل بساطة وضع الأدب الغربي في تحالف تام مع فكره الاستشراقي لإبراز الصورة التبخيسية للإنسان العربي المسلم. والأهم أن أدواته المنهجية جميعها مستمدة من الفكر الغربي نفسه.
من وجهة نظري اشتغالات وائل حلاق تحقق نوعا من الاستقلالية عن الفكر الغربي إلا أن المشكلة لا ترتبط بمفهوم الاستقلالية الذي انشغل به الكثير من الباحثين منذ خمسينات القرن الماضي مثل فلسفة عبدالكبير الخطيبي وغيره. لكن المشكلة أن مصطلح الإسلام نفسه لم يستنفذ تاريخه انثروبولوجيا، وكما قال هودجسون رائد دراسة التاريخ الإسلامي كتاريخ للعالم «ينفرد الإسلام عن بقية الديانات بتنوع أعراق وأجناس المنتمين إليه»، وهذا معناه صعوبة الوقوف على مفاهيم نهائية يمكن من خلالها أن نطرح قيم تمثل الحصيلة النهائية للإسلام التاريخي والإسلام العقائدي.
ودعوني أختم مقالي بهذه القصة التي يرويها الباحث الباكستاني شهاب أحمد في مستهل كتابه المهم ( ما الأسلام ) والتي لها مغزى عميق في أزمة فهم الإسلام رغم المشاريع الضخمة التي تناولت تراثه وتخصصت فيه من العمق. يقول «حضرت منذ عدة أعوام مأدبة عشاء في جامعة برينستون؛ حيث شهدت حوارا كاشفا بين فيلسوف أوروبي بارز ، وباحث مسلم يجلس إلى جواره . كان الزميل المسلم يشرب من كأس نبيذ ، ومن الواضح أن الفيلسوف اندهش مما رآه، ولم يسعه في نهاية المطاف، إلا أن يستأذن جاره الجالس جواره في أن يطرح عليه سؤالاً شخصيا جريئا ، وهكذا دار الحوار بينهما:
هل تعتبر نفسك مسلما ؟
أجل
لماذا تشرب النبيذ إذا ؟
ابتسم الزميل المسلم ابتسامة ودودة، ثم قال:
أنا من عائلة مسلمة منذ ألف عام، وهي لم تتوقف عن تناول النبيذ طيلة تلك القرون.
بدا الضيق على قسمات وجه أستاذ المنطق الشاحبة، الأمر الذي استدعى من زميلي مزيدا من التوضيح:
كما ترى نحن مسلمون ونشرب النبيذ
استمرّت حيرة وتساؤل صاحبنا
ولكني لا أفهم
حقا ولكني لا أفهم !!.
ما رواه الباحث هو نموذج واحد من صور متعددة لحالات تاريخية اجتماعية ثقافية لم توضع موضع المساءلة والنقد تحت إطار الإسلام.
mohmed_z@hotmail.com

إلى متى تبقى الشاحنات سيدة الطريق؟

في كل مرة أقود فيها من الدمام إلى الرياض والعكس، يتكرر المشهد ذاته: طريق طويل تكاد لا ترى نهايته، تتزاحم عليه الشاحنات الثقيلة كأنها صُممت لتكون المهيمنة الوحيدة عليه. تفرض هذه القاطرات البرية ثقلها على الأسفلت والمشهد والحركة، ولا تترك لمركبات الركاب ولا للسائقين متسعًا من الطمأنينة أو الأمان. المسارات الضيقة تصبح أكثر ضيقًا، والحوادث أكثر احتمالًا، والسفر أكثر إجهادًا، وكأن السائق العادي بات ضيفًا غير مرحّب به على طريق خُصّص لصناعة النقل.
هذا الزخم المروري ليس مجرّد ازدحام، بل نتيجة تراكمية لغياب توزيع لأدوار النقل بين البر والسكك. التريلات تُستخدم في كل شيء تقريبًا، من نقل البضائع الخفيفة إلى الثقيلة، من أقصر المسافات إلى أبعدها، دون أن تؤخذ بعين الاعتبار تبعات هذا الخيار على الطرق، وعلى الناس، وعلى البيئة.
تأثير الشاحنات الثقيلة على البنية التحتية هائل، بل مرهق. فحسب دراسات من إدارة الطرق الفيدرالية الأمريكية، مرور شاحنة واحدة فقط يعادل من حيث التأثير على الطريق مرور 5,000 إلى 10,000 مركبة صغيرة. هذا الفارق الضخم في الحمل والتأثير يجعل الطرق بحاجة دائمة لإعادة تأهيل وترميم، في وقت تزداد فيه الكلفة، ويقل العمر الافتراضي للطريق، وترتفع معدلات الحوادث بسبب الحفر والتصدعات والانحناءات الناتجة عن الأحمال الزائدة.
المسألة لا تتوقف عند البنية التحتية، بل تشمل أيضًا الأثر الاقتصادي والبيئي. تكلفة صيانة الطرق السريعة في المملكة تُقدّر بمليارات الريالات سنويًا، جزء كبير منها يُستهلك بسبب التآكل الناتج عن مرور الشاحنات الثقيلة. كما أن الاعتماد الكلي على الشحن البري يزيد من استهلاك الوقود، ويضاعف من انبعاثات الكربون والتلوث البيئي، في وقت تتبنى فيه المملكة أهدافًا طموحة نحو الحياد الصفري وخفض البصمة الكربونية.
في المقابل، هناك نموذج عالمي بديل أثبت فعاليته: قطارات البضائع. العديد من الدول، مثل ألمانيا، والولايات المتحدة، طورت خطوط سكك حديدية مخصصة لنقل البضائع لمسافات طويلة، ووجدت فيها حلاً ناجعًا لتخفيف الضغط على الطرق، وتسريع سلاسل الإمداد، وتقليل الانبعاثات، وخفض التكاليف التشغيلية.
تصوّري لو تم تنفيذ خط قطار بضائع بين الدمام والرياض، يمتد عبر الصحراء، ويتصل مباشرة بالموانئ والمستودعات، ويعمل بشكل متواصل على مدار الساعة.. حينها ستصل الحمولات الثقيلة بسرعة، وسينخفض عدد الشاحنات في الطرق، وسينتعش النقل المحلي الخفيف لتوزيع البضائع، وستتاح للطرق فرصة للراحة والترميم، وسيشعر السائقون، للمرة الأولى منذ سنوات، بأنهم يقودون بأمان واستقرار.
بل أكثر من ذلك، فإن تقليل عدد التريلات على الطرق سيتيح استخدام تقنيات حديثة لتنظيم السرعات عبر لوحات إلكترونية ديناميكية تستجيب للزحام والظروف الجوية، وتسمح برفع السرعة في المسارات الخالية، بدل البقاء أسرى لوحات جامدة تُربك السائق وتزيد من الخطر.
أنا لا أطالب بإلغاء الشاحنات، بل بإعادة توزيع لأدوار النقل. التريلات تبقى مهمة في التوزيع المحلي والتوصيل النهائي، لكن لا يجب أن تكون العمود الفقري الوحيد لنقل البضائع بين المدن. المملكة تسير في طريق التحول اللوجستي الذكي، وهذه فرصة لترجمة الرؤية إلى واقع يراه الناس في حياتهم اليومية، لا فقط في المخططات الاستراتيجية.
dr0lamia@gmail.com

النقل الجوي.. رافعة اقتصادية تعزز الطموحات

في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030، برز النقل الجوي كأحد المحركات الفاعلة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.
يُعد توسّع شبكة الرحلات سواءً كانت محلية أو دولية بربط المملكة ومدنها بالأسواق الإقليمية والدولية، عاملاً مهما لتنشيط السياحة الداخلية وزيادة حجم الإنفاق المحلي. كما أن الربط الجوي المباشر اختصر الزمن والتكلفة على المستثمرين، وأصبح أداة جذب حقيقية للفعاليات والمؤتمرات والمعارض العالمية.
وتشير التقديرات إلى أن قطاع الطيران يمكن أن يساهم بما يفوق 280 مليار ريال في الناتج المحلي بحلول عام 2030، مع توفير مئات الآلاف من فرص العمل. ويأتي اطلاق شركات طيران جديدة وبطموح عالمي، إضافة لتطوير المطارات لتكون محاور نقل إقليمية ليؤكد لنا أن المملكة ماضية نحو بناء اقتصاد يرتكز على الحركة والانفتاح الإقتصادي في كافة قطاعاته. ولقد شهدت المنطقة الشرقية حدثا هاماً مطلع هذا الأسبوع، حين رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، حفل تدشين الهوية الجديدة والمخطط العام لمطار الملك فهد الدولي، إلى جانب المخطط العام لمطار الأحساء الدولي ومطار القيصومة الدولي. كما دشّن سموه إستراتيجية مطارات الدمام، وافتتح حزمة من المشاريع التطويرية المتكاملة التي تجاوزت قيمتها الإجمالية 1.6 مليار ريال، كما أُعلن خلال الحفل عن ناقل وطني اقتصادي جديد ينطلق من مطار الملك فهد الدولي بالدمام، ويقدّم رحلات إلى 24 وجهة داخلية و57 وجهة دولية.
‏هذه التفاصيل تعكس إجمالاً حجم الاهتمام والدعم الذي توليه قيادة المملكة لهذا القطاع الحيوي ‏والحرص على تطوير البنية التحتية لشبكة النقل الجوي ‏بما يعزز ‏مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي وفق رؤية 2030، ‏كما أن الآثار الايجابية لهذه الخطوة الهامة على المنطقة الشرقية تحديداً ستكون ‏جلية في تنشيط حركة الملاحة الجوية والسفر والسياحة وكل ما يرتبط بهذه العملية التي تنسجم مع طبيعة المنطقة كوجهة سياحية رائدة.
haa2ana@hotmail.com

نظام الوساطة العقارية

في سعي حكومتنا الرشيدة الحثيث في حماية الحقوق بالقطاع العقاري وكذلك تخفيض احتمالية حدوث أي نزاعات بين أطراف المعاملات العقارية وصولاً إلى الحد من هذه الاحتمالية، فقد أصدر مجلس الوزراء نظام الوساطة العقارية الجديد بالمملكة في العام 1443هـ الموافق للعام 2022م، بُغية المساهمة في رفع جودة الخدمات العقارية في السعودية وتنظيم إجراءات الوساطة في القطاع العقاري على نحوٍ متفوق ومواكب وسلس.
جاء نظام الوساطة العقارية الجديد في المملكة ليحل محل لائحة تنظيم المكاتب العقارية لعام 1398هـ ، كما أنه يُعد سارياً ومنطبقاً على الوسطاء العقاريين سواءً أكانوا أفراداً أو منشآت عقارية، وتضمن النظام الجديد فصولاً عدةً بما يشمل تعريفات النظام، وأهدافه، إلى جانب تركيزه على إلزامية الترخيص لمزاولة نشاط الوساطة العقارية، وكذلك توضيح صلاحيات الهيئة العامة للعقار، وصلاحيات مجلس إدارة الهيئة، كما بيّن التفاصيل والمعايير العامة لعقد الوساطة، واستعرض التزامات الوسيط العقاري، كما حدد شروط العربون وعمولة الوساطة، وأتى على توضيح مسؤوليات ومقتضيات الرقابة والتفتيش.
إذاً ما هو المقصود بمفهوم الوساطة العقارية، فنقول بأن مفهوم الوساطة العقارية عموماً يعرف على أنه التوسط بين البائع والمشتري أو المالك والمستأجر في أي صفقة عقارية من أجل إتمامها، إذ يعمل الوسيط العقاري مع أحد أطراف المعاملة أو كلاهما لتحقيق مبتغاهم في بيع أو شراء أو تأجير أو استئجار عقار ما، بعد إيجاد هذا العقار المناسب لتفضيلات المشتري أو المستأجر، أو إيجاد المشتري أو المستأجر الملائم لشراء أو استئجار عقارٍ ما، وبالتالي فتجمع الوساطة العقارية بين أطراف المعاملة أو الصفقة وتدير دفة المفاوضات بين الطرفين وصولاً إلى اتفاقهما وعقدهما الصفقة، ويأخذ الوسيط أجراً مالياً في المقابل حيال ما قام به من خدمات للمالك أو المشتري أو المستأجر وتُسمى الحصة المالية بالعمولة. وقد اختتمت الهيئة العامة للعقار أعمال النسخة الثانية من «ملتقى الوساطة العقارية» الذي نظمته بمركز الرياض للمؤتمرات والمعارض في الرياض يوم الأحد الموافق 20/07/2025م حيث أوضحت الهيئة أن الهدف الرئيسي للملتقى هو بناء منصة فكرية تسهم في تطور المهنة وتحقيق رؤى «الهيئة» وتجسيد الشراكة بين القطاع العام والخاص في تطوير القطاع العقاري وقد استعرض الملتقى أثر التحديثات التشريعية والتنظيمية في تطوير قطاع الوساطة العقارية التي مر بها نظام الوساطة العقارية خلال عامين منذ بدء تطبيقه، إضافة إلى تحليل مدى فاعلية الأطر القانونية في رفع جودة التعاملات وتعزيز الثقة بالسوق العقاري.
k_barshaid@yahoo.com
يشمل تعريفات النظام، وأهدافه، إلى جانب تركيزه على إلزامية الترخيص لمزاولة نشاط الوساطة العقارية

التهديد

يُقال أن الكلمات رسائل، وأن معاني الكلمات رسائل أيضاً، والذي يحدث بين إيران وإسرائيل في أعقاب الصراع الذي استمر لأثني عشر يوما بين الجانبين هو أن الخطاب السياسي والعسكري الإسرائيلي بدأ يركز على أمور جديدة منها ضرورة أن يكون هناك تحرك إسرائيلي لمجرد الشعور بـ «تهديد» من جانب إيران.
هذا المفهوم يحيلنا إلى طبيعة العقل العسكري والسياسي الإسرائيلي الذي يبالغ في نظرية الأمن، مما يفهم أن الموضوع في المستقبل لن يقتصر على مجرد ضربات على منشآت معينة، سواء كانت تلك المنشآت نووية، أو عسكرية على الإجمال، بل قد يتعدى كل ذلك لرسم خطط واستعدادات تزيل التهديدات المحتملة لمجرد التأكد من وجدوها، هذا الموضوع يدخل المنطقة من حالة تعرف لدى الاستراتيجيين بحالة الاضطراب الأمني والتي يتوقع فيها حدوث كل شيئ، وفي أي وقت.
التطور الذي تم رصده مؤخراً حول القناعات التي ربما أصبحت مسلمات لدي القيادتين الإسرائيلية والأمريكية هي الغاء فكرة «احتمال» أن تمتلك الجمهورية الإسلامية في إيران بشكل نظامها الحالي قدرات نووية وليس سلاح نووي، هذا الأمر يجعل الجانب الإيراني أمام حقيقة صعبة تتعلق بسقوط طموحاته والشعبية التي يعتمد عليها داخلياً وجزء منه بناء قدرات النظام النووية، وعلى مستوى الأذرع التي تغذيها إيران كما يعرف الجميع ستدخل في حالة ذبول ولعل التطورات والتنازلات التي يقدمها ما يسمى بحزب الله في لبنان لصالح الدولة، والمجتمع اللبناني أحد الشواهد علي ذلك، وفي المنظور التاريخي والاستراتيجي والاقتصادي إيران ستكون « الخاسر الأكبر» كما يقولون في الثقافة الغربية خلال الأربعة عقود الماضية.
في إسرائيل هناك فهم للكلمات ومضامينها ومعانيها عند السياسيين قد يختلف حول المفاهيم والدلالات عند العسكريين ولكن الجميع في إسرائيل متفقون على أن الطرف المقابل وهو في هذه الحالة الجانب الإيراني عدو ويشكل خطراً، مما يستوجب على الجميع الاستعداد لذلك الخطر المحتمل.
في الأسابيع الأخيرة تحدثت صحف إسرائيلية عن الدروس من الماضي وأكدت أن قوة إسرائيل التي عرفها الجميع لا يجب أن تسمح بتكرار السيناريوهات السابقة بمعنى أنه بمجرد توفر معلومات عن تهديد ما يجب المسارعة للقضاء عليه، ويدعم هذا التصور الأخبار التي أكدت أن الولايات المتحدة قد تزود الجيش الإسرائيلي بطائرات « بي تو» العملاقة القادرة على حمل قنابل قيل أن بعضها صمم بشكل خاص لتفتيت التحصينات الطبيعية الإيرانية.
salem.asker@gmail.com

عاجل – طعنًا وبسلاح ناري.. شرطة الأحساء تقبض على شخص لقتله آخر وإصابة آخرين

ألقت شرطة محافظة الأحساء القبض على شخص لقتله آخر وإصابة آخرين، وتبين من إجراءات الاستدلال أن الجاني على معرفة مسبقة بالمواطنين.
وأوضح المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية في بيان على تطبيق إكس، أن شرطة محافظة الأحساء ألقت القبض على مواطن لاعتدائه على مواطن آخر بالطعن بسلاح أبيض، والانتقال إلى موقع مجاور للمنزل، وقتل مواطن آخر بسلاح ناري لخلاف بينهم، نتج عن ذلك إصابة مقيم.
وأضاف البيان: تبين من إجراءات الاستدلال أن الجاني على معرفة مسبقة بالمواطنين، وجرى اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وإحالة القضية إلى النيابة العامة.