تطوير البنية التحتية وصيانة الإنارة في عين دار

كثّفت بلدية عين دار جهودها الميدانية في تنفيذ مشاريع صيانة وتطوير البنية التحتية، ضمن إطار مستهدفات رؤية المملكة 2030، وبرنامج جودة الحياة، وسعيها المستمر لأنسنة المدن وتحسين المشهد الحضري.

وأكد رئيس بلدية عين دار المهندس ماجد الرويس، أن البلدية أنجزت صيانة أكثر من 250 عمود إنارة في مركز عين دار والمراكز التابعة، ضمن خطة متكاملة تهدف إلى رفع كفاءة شبكة الإنارة، وتحقيق بيئة حضرية أكثر أمانًا وإشراقًا، تسهم في تعزيز السلامة العامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين.

تطوير البنية التحتية

وفي إطار جهود تطوير البنية التحتية، أوضح الرويس أن البلدية تواصل العمل في مشروع تطوير“دوار عين دار الشمالي”، على مساحة تتجاوز 1600 متر مربع، ويتضمن المشروع تحسين منظومة الإنارة، ورفع مستوى عناصر السلامة المرورية، بما يسهم في تنظيم الحركة المرورية ويواكب التوسع العمراني المتسارع في المنطقة.

وأضاف أن البلدية تعتمد منهجية عمل مدروسة ترتكز على مؤشرات أداء دقيقة، لضمان كفاءة واستدامة المشاريع الجاري تنفيذها، مؤكدًا أن هذه الأعمال تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى بناء بيئة حضرية متكاملة، تواكب تطلعات السكان وتُسهم في تحسين جودة الحياة في مختلف الجوانب.

جدة تتصدر.. ضبط 170 مخالفة سياحية في زيارات تفقدية بموسم الصيف

كثّفت وزارة السياحة جهودها الرقابية على مقدمي الأنشطة السياحية في عددٍ من الوجهات السياحية الصيفية بمختلف مدن ومناطق المملكة، حيث نفذت الفرق الرقابية التابعة للوزارة خلال الشهر الماضي نحو 2750 زيارة رقابية.

وأسفرت عن ضبط نحو 170 مخالفة؛ حيث هدفت هذه الزيارات للتأكد من التزام مقدمي الأنشطة السياحية بالحصول على ترخيص من وزارة السياحة، لضمان حقوق السياح والزوار من داخل المملكة وخارجها، وذلك تزامنًا مع موسم صيف السعودية.

زيارات تفتتيشية على الأنشطة السياحية

ونفَّذت الفرق الرقابية في منطقة عسير أكثر من 420 زيارة تفتيشية وتفقدية على مقدمي الأنشطة السياحية، تم خلالها ضبط أكثر من 25 مخالفة، كما تجاوز عدد الزيارات الرقابية في مدينة الطائف أكثر من 360 زيارة تفتيشية، تم خلالها ضبط نحو 25 مخالفة، في حين بلغ عدد الزيارات الرقابية في مدينة جدة أكثر من 1680 زيارة، تم خلالها ضبط أكثر من 110 مخالفة، فيما نفذت الفرق الرقابية في منطقة الباحة أكثر من 280 زيارة تفقدية وتفتيشية تم خلالها تم ضبط 5 مخالفات.

وشددت الوزارة على جميع مقدمي الأنشطة السياحية التي تشمل وكالات السفر والسياحة ومكاتب الاستشارات السياحية، إضافة لمنظمي الأنشطة السياحية، بالالتزام بنظام السياحة ولوائحه؛ بهدف ضمان حقوق السياح والزوار، داعيةً للإبلاغ عن أي ملاحظات تتعلق بالخدمات المقدمة من قبل الأنشطة السياحية، وذلك من خلال الاتصال على رقم المركز الموحد للسياحة «930».

وتنسج الأرض حكاياتها

تتراقص النجمة جارة القمر فتهبه ضوءا على ضوء، كأنهما ينسجان معا لوحة سماوية تتغير ألوانها كل لحظة.
تحت هذا العرض البهي، تنسج الأرض حكاياتها. حكايات ترويها الرياح للأشجار، وتكتبها الأمواج على صفحات البحر كأن الكون كله في انسجام، كل جزء يكمل الآخر، وكل مشهد يحمل رسالة أبدية من الجمال والسكينة.
هناك في ذاك المشهد، تتقاطع العوالم: عالم البشر. عالم النجوم، وعالم الطبيعة. في تلك اللحظة، يبدو أن كل شيء في مكانه الصحيح، وأننا لسنا سوى شهود على خلق الله العظيم. مسرحية أبدية عنوانها “الانسجام”، وكتب فصولها الخالق الكريم.
وفي تلك اللحظة، يتنفس الكون بسلام، ليشعر المرء وكأن الزمن توقف. يصبح كل شيء واضحا، وتغدو الحياة أكثر هدوءا.
قد نبحث عن السكون في صخب الأيام لكن الله يعلمنا أن هناك جمالا في التوازن، وأن الراحة تكمن في اللحظات الصادقة التي نعيشها.
في تلك اللحظات، يشعر الإنسان أنه جزء من هذا الكون الواسع، ليس مجرد كائن عابر، بل روح متصلة بكل ما حولها. تتسلل السكينة إلى أعماقه، ويجد في قلبه مساحة للسلام الداخلي، فكل نجم، وكل نسمة، وكل أمواج البحر تهمس له برسائل العظمة والجمال التي لا نهاية لها.
تلك اللحظات تذكرنا بأن الحياة ليست فقط في العمل والإنجاز بل في الاستمتاع باللحظات التي تتناغم فيها الأرواح مع الكون، وتستشعر أن كل شيء في مكانه، وأننا نعيش في تناغم مع ما حولنا.
alfaleh222@yahoo.com

مفهوم السعادة الوظيفية

في ظل التحديات التنافسية التي تواجهها منشآت القطاع الخاص في المحافظة على الموظفين، ومع تطور ممارسات إدارة الموارد البشرية على الصعيد العالمي، نجد أن هناك حاجة إلى تبني مفاهيم أكثر شمولية لتحسين بيئة العمل والمحافظة على استقرار الموظفين بالإضافة لتعزيز رفاهيتهم، وأحد تلك المفاهيم هي «السعادة الوظيفية»، وفي هذا المقال سأتطرق لأهمية تطبيق «السعادة الوظيفية» داخل بيئة العمل، مع تحليل الآثار الإيجابية لهذا التوجه واقتراح آليات لتشجيعه.
هناك قاعدة عامة مهمة في قطاع الأعمال وهي «ما لا تستطيع قياسه لا يمكنك إدارته، وما لا تستطيع إدارته لا يمكنك تطويره»، ولذلك نجد أن العديد من منشآت القطاع الخاص ليس لديها القدرة على المحافظة على استقرار الموظفين فيها خاصة الكفاءات، ومن الأسباب الرئيسية لذلك عدم القدرة على «قياس وتحليل احتياجات الموظفين»، سواء كان ذلك احتياجات «نفسية، اجتماعية، مهنية»، ولهذا السبب نجد عدم استقرار للموظفين في تلك المنشآت، مما يؤثر سلباً علـى استقرار العمل وتتكبد تلك المنشآت تكاليف إضافية مرتفعة تُعرف بـ «تكلفة استبدال الموظفين».
من جانب آخر؛ المنشآت التي تهتم في «قياس وتحليل احتياجات موظفيها» نجد فيها قصص نجاح عديدة بالإضافة لارتفاع في مؤشرات استقرار الموظفين والقابلية لجذب الكفاءات بشكل أكبر من غيرها، سواء كان ذلك من خلال تعيين مسؤول عن «السعادة الوظيفية» أو إضافة مهام خاصة في هذا الجانب من ضمن مهام إدارات الموارد البشرية، والأثر الناتج من هذا التوجه هو خلق بيئة عمل إيجابية تقلل من التوتر والضغوط، وتعزيز التواصل الفعال بين الموظفين وإدارة المنشأة، بالإضافة لرفع مستويات الإنتاجية والابتكار، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن الموظفين السعداء أكثر إنتاجية، والرضا الوظيفي يحفز الإبداع والولاء التنظيمي مما يعزز من الميزة التنافسية للمنشأة، وباختصار نجد أن المنشآت التي تتبنى ثقافة السعادة الوظيفية تكتسب سمعة طيبة في سوق العمل، مما يجذب الكفاءات ويرفع من قيمة سمعتها التجارية كبيئة عمل جاذبة ومفضلة.
للأسف تعتقد الكثير من المنشآت بأن تطبيق مفهوم «السعادة الوظيفية» يتطلب موارد ضخمة وهيكلة معقدة، وهذا الاعتقاد غير صحيح، لأن في الواقع يمكن تنفيذ هذا التوجه بخطوات بسيطة ومرنة وسهلة التطبيق دون تعقيدات إدارية أو مالية، وكوجهة نظر شخصية يمكن البدء فى ذلك من خلال تعيين «مسؤول السعادة الوظيفية» حتى لو كان ذلك بدوام جزئي، أو اختيار أحد الموظفين في المنشأة ليتولى هذا الدور جزئياً، وتكون أحد أدواره الرئيسية العمل مع الإدارات المختلفة لإنشاء بيئة عمل إيجابية وصحية للموظفين.
ومن ثم يتم البدء في تصميم سياسات مرنة تدعم التوازن بين الحياة العملية والشخصية للموظفين، وتنظيم أنشطة وفعاليات ومبادرات بسيطة لتعزيز الروح المعنوية للموظفين والاحتفاء بهم، وأيضاً من خلال تطبيق استبيانات بسيطة بشكل دوري لقياس السعادة الوظيفية مع أهمية تحليل النتائج واتخاذ الاجراءات السريعة وتحديد المجالات التي يمكن تحسينها، بالإضافة لعقد لقاءات دورية مفتوحة مع الإدارة العليا للاستماع إلى مقترحات الموظفين.
ختاماً؛ قياس وتحليل احتياجات الموظفين من خلال تبني مفهوم «السعادة الوظيفية» ليس رفاهية، بل يعتبر استثمار ذو عوائد ملموسة على الموظفين والمنشآت وسوق العمل بشكل عام، وتطبيق مفهوم «السعادة الوظيفية» ليس معقداً، بل يعتمد على الاستماع الجيد والمبادرات الذكية والالتزام بالتغيير التدريجي، ولذلك يمكن القول بأن السعادة الوظيفية ليست مجرد شعار، بل تعتبر فلسفة إدارية ستحدد مستقبل بيئات العمل وبشكل مُلفت خلال الفترة القادمة.
مستشار موارد بشرية
khaled@econsult.com.sa

مسار لسوق العمل في الثانوية

يتبادر إلى ذهني تساؤل هل جميع طلبة المرحلة الثانوية يرغبون في إكمال دراستهم الجامعية؟ الجواب بالطبع لا ، إذن أين سيذهبون بعد إنهاء دراستهم الثانوية؟ البعض منهم سيتجه إلى سوق العمل وهم الأكثر والبعض منهم سيذهب لأعمال خاصة وآخرين لأعمال مختلفة.
دعونا نتحدث عن الذين سيذهبون لسوق العمل، وهم من نحتاجهم حالياً لإحلالهم محل العمالة الموجودة لدينا التي تعمل في مجالات غير تخصصية مثل البائعين والكاشير والسكرتارية ومدراء المكاتب ومشرفي الفروع وغيرها من مهن أخرى، جميع هذه المهن لا تحتاج دراسة معمقة مثل الهندسة والطب والمحاسبة وما سواها، يكفي للإلمام بها معلومات ودراسة بسيطة مع خبره ميدانية – إن وجدت – لا تتجاوز أسابيع، وهو ما تحققه المرحلة الثانوية.
إذا كنا نعتقد – وهو الواقع – انه يوجد طلبة وطالبات يرغبون سوق العمل بعد الثانوية، لماذا لا نؤهلهم حتى يصبحوا جاهزين بعد إنهاء هذه المرحلة، ولكن كيف؟ نستطيع تأهيلهم من خلال وضع مسار ثالث خلاف المسارين الموجودين حالياً وهو مسار يمكن أن نطلق عليه «مسار سوق العمل» يلتحق فيه الطلبة والطالبات الذين يرغبون التوجه للعمل مباشرة بعد هذه المرحلة بحيث يصبحون جاهزين بالمهارات والأدوات التي تحقق لهم وظيفة مناسبة.
في هذا المسار يمكن وضع خطط ومناهج تتوافق مع احتياجات سوق العمل وتتغير كذلك مع تغير متطلبات هذا السوق ليصبح أبنائنا وبناتنا أعضاء مؤهلين وفاعلين في القطاع الخاص الذي يحتاج للشخص المؤهل الجاد، من مزايا هذا المسار إنه يمكن تجهيز الطلبة نفسياً للعمل بحيث ينتهي من هذه المرحلة وهو مهيأ للانخراط في الدوام بكل جدية واقتدار عكس الطالب في وضعه الحالي الذي لم يتعود على العمل ولا يمتلك المهارة أو الخبرة الكافية مما يعرضه للفشل.
التركيز على ان جميع خريجي الثانوية يجب أن يلتحقوا بالجامعة ظاهرة غير صحية، بعض دول العالم المتقدم لا يلتحق بالجامعة إلا نسبة لا تتجاوز 60٪ والباقي يتجهون لمسارات أخرى تخدم التنمية والتطور الذي يحتاجه البلد.
amarshad55@gmail.com

يجب أن تخسر الطائفية مواجهتها

من غير المفهوم؛ وفي خضم التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم على مستوى ارتفاع نسبة الوعي المجتمعي نتيجة التقدم العلمي والحضاري، وتأثيرات العولمة الإيجابية في إحداث التغيير والتقارب الثقافي والاجتماعي بين شعوب العالم، فإنه من غير المفهوم أن تُشكل الطائفية والأيدلوجية وصورها الأخرى دوراً وتأثيراً في حياة الشعوب العربية وتؤثر في قرارتهم ومستقبلهم؛ وحتى وإن نجحت الطائفية في بعض الأحيان في تحقيق أهدافها السياسية والاجتماعية على حساب التقارب الاجتماعي والسلمي إلا أنها في حقيقتها هي هزيمة تلبس ثوب النصر، إذ لا يمكن للطائفية أن تكون عامل بناء وتقدم.
مايحدث اليوم من نزاعات وصراعات تشهدها بعض دول المنطقة بين الأقليات العرقية والدينية وبين الأكثرية الشعبية نتيجة الاختلافات الدينية والطائفية والعنصرية يظل تخلفاً فكرياً واجتماعياً ينبغي أن ينتهي إلى الأبد، ولتمنح الشعوب نفسها فرصة في التركيز على مستقبلها ومستقبل أبنائها بعيداً عن هذه الآفة البشرية، والتي تُعد من أسوأ الإختراعات التي تبناه الإنسان فكرياً وأيدولوجياً، وتبقى وصمة عار في جبين الشعوب التي لاتزال متمسكها بها وتقاتل من أجلها، فهي لم تتخلص من معتقدات وقناعات فكرية خاطئة لم تثبت جدارتها او قدرتها على تحقيق أهداف الشعوب وتقدمها وتنميتها، بل بالعكس هي تقدم نفسها على المسرح الدولي والمشهد العام باعتبارها دول غير قادرة على مواكبة التطور العلمي والحضاري والخروج من مستنقع التخلف الفكري، والبقاء في دائرة الصراع.
إذا كانت مجتماعاتنا العربية والإسلامية فعلاً جادة في المساهمة في بناء مجتمع معرفي حيوي يرتكز على أسس مؤسساتي ومواطنة حقيقية متكاملة، ودول قادرة على خلق نسيج مجتمعي مترابط ومنسجم بعيداً عن التفرقة العنصرية، والتركيز على تهيئة وإعداد جيل منافس يهتم بالمسؤلية الاجتماعية والمحافظة على الهوية الوطنية والتمسك بالقيم الأخلاقية، لا بد من التخلص من آفة الطائفية والمناطقية وغيرها من ادوات التعصب الديني والطائفي، والتحول إلى مجتمع متعايش تحت مظلة الدولة الحديثة والمواطنة الصالحة، واعتبار الوعي والسلم المجتمعي ضرورة وطنية تحل محل الطائفية وأدواتها، وهذا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية التي تضمن حقوق الإنسان والمساهمة الفاعلة في بناء المجتمع.
khaledaldandani@gmail.com

خليك راجل بصدق

«خليك راجل» ما هي حكر على جنس دون آخر.هي صفة إنسانية نقولها للكل «للأنثى والذكر»، لكن كلٌ في مقامه.
أنتِ، الأنثى الجميلة، الرقيقة،
أحيانًا تحتاجي تكوني «راجل» بمعناها المجازي، يعني تكوني قوية، ثابتة، واثقة في نفسك، لكِ رأي وصوت، خصوصًا في وقت الكل يحاول يذكّرك إنك ضعيفة، أو مترددة، أو «بنت وما ينفع».
لا، ينفع.. وأكثر.
وأنت، الذكر القوي القاسي اللي شايف الرجولة مجرد سلطة، رجولتك ما تقاس بقسوتك، ولا بكلمة «أنا مسؤول عنك»، ولا بالفلوس ولا باستخدامك جزء من الآية:
«الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ»طيب كملها: «بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»
اسأل نفسك، هل فعلاً قوامتك قائمة على فضل حقيقي؟ على حنان، على عدل، على حفظ كرامة؟
ولا مجرد سيطرة؟
خليك راجل، وافتح جناحك، اللي جنبك ما تطلب أكثر من حضن صادق، وحنان، ونظرة لين.
ما تبغى كثير..
بس تشعر إنها إنسانة، لها صوت ورأي، ولها مكان، ولها حق تختار وتعيش وتفرح.
خليك راجل وارجع لسنة نبي الرحمة – صلى الله عليه وسلم-.
قال: «رفقًا بالقوارير»
وش كانت معاملته مع النساء؟
شورى، حنان، عدل، وتقدير.
وينك من هالسنة؟
ليش يتم تغييبها لصالح العادات والتقاليد؟
اليوم، نعيش تحول تاريخي حقيقي.
بفضل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «يحفظه الله، أصبحت المرأة شريكة، قوية، ومُمكّنة، تاخذ حقها بالنظام، مش بالمجاملات.
ولكن لا زال فيه فجوة.. فجوة فكر، فجوة تعامل.. وأقولها من ماسمعت في مجالس النساء، من حكايات موجعة ومكبوته:
في زمن شهادات عليا، مناصب رفيعة، لا زالت عقول بعض «الرجال» مريضة بالحقد،
متعطشة للسلطة، بخيلة في العاطفة.
نعم للأسف.. نسائهم يعيشون معهم في البيت، لكن غرباء في المشاعر.. محرومات من أبسط الحقوق، يُمنعن من الزواج، أو الميراث، أو العمل، أو حتى الكلام بحرية.
قالها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «طموحنا عنان السماء»
بس الطموح يبدأ من داخل البيت، من احترام المرأة، مش بس تمكينها في الأوراق.
خليك راجل، واختار «رفقاً بالقوارير»، لأن الزجاج إذا انخدش.. يفقد بريقه، وإذا انكسر.. ما يرجع مثل أول، حتى لو اعتذرت له ألف مرة.
h.talal.g@gmail.com

كذبة بيضاء

تبدأ القصة غالبًا بكذبة بيضاء، تمشي على أطراف الخجل، تتسلّل بخفّة بين طبقات الضمير كأنها لا تحمل من الذنب شيئًا، ولا من الألم أثرًا. تمرُّ على العقل كنسمة لا تُؤبه، وعلى القلب كعذرٍ يبدو بريئًا، فلا تُواجه ولا تُقاوَم. لكنها، وإن بدت وديعة في أول الأمر، لا تلبث أن تخلع برقع البراءة، وتستأنس الطريق إلى اللسان. تُقال مرة، ثم تتكرر، حتى تُصبح عادة، ويغدو الضمير زائرًا خجولًا لا صوت له، يتوارى خلف تبريرات متراكمة.
في أعماق الدماغ، داخل «اللوزة الدماغية» تلك المنطقة المسؤولة عن معالجة مشاعر الخوف والإنذار بالخطر تحدث التحولات. أول كذبة توقظ اللوزة، ترفع صوت الإنذار عاليًا، يُخيف الجسد ويقظّ الضمير. لكن مع التكرار، ينخفض ذلك الصوت، يبهت، حتى يصمت. إنها ليست مجرد بلادة أخلاقية، بل تكيّف عصبي دقيق: الدماغ يعتاد الكذب، ويكفّ عن التعامل معه كتهديد. تتخدر الأحاسيس، ويتراجع الرفض الداخلي، ويُعاد تشكيل الوعي ليتقبل ما كان في الأمس مرفوضًا.
في دراسة نُشرت عام 2016 بمجلة «Nature Neuroscience»، توصّل الباحثون إلى أن اللوزة الدماغية تستجيب بشكل أضعف كلما تكررت الأكاذيب، مما يسهّل الكذب في المستقبل. ليست المسألة ضعف إرادة أو قلة ضمير، بل إعادة برمجة تدريجية تقودها العادة ويعززها التبرير. الكذبة، إذ تتكرر، تتحول من انحراف فردي إلى نمط عصبي مستقر.
وللذاكرة دور كبير في هذا الخداع، فهي ليست صندوقًا مغلقًا يحفظ الأحداث كما وقعت، بل هي مرنة وقابلة للتشكيل والتأثر. ففي تجربة نُشرت عام 2004، شاهد مجموعة من المشاركين مقطع فيديو يصوّر جريمة ارتُكبت، ثم طُلب منهم أن يصفوا الجاني، لكن بشرط: أن يقدّموا أوصافًا كاذبة عن عمد، أي أن يختلقوا تفاصيل غير موجودة أصلًا. وبعد مرور أسبوع فقط، عاد الباحثون وطلبوا من المشاركين استرجاع ما شاهدوه في الفيديو.
المفاجأة كانت أن الكثير منهم لم يتمكنوا من التمييز بين ما رأوه فعلاً وما كذبوا به سابقًا. بل إنهم تحدثوا عن التفاصيل المختلقة وكأنها جزء أصيل من المشهد الحقيقي. لقد اندمجت الكذبة في نسيج الذاكرة، واختلطت بالوقائع الأصلية، حتى بات من المستحيل تقريبًا فصلهما عن بعض.
بعبارة أخرى، ما كان في البداية كذبة متعمّدة لاختبارٍ نفسي، تحوّل بفعل التكرار والزمن إلى «ذكرى حقيقية» داخل الوعي. فالدماغ لا يكتفي باختراع الأكذوبة، بل يُعيد تسجيلها في الذاكرة، ويعاملها لاحقًا كما لو كانت حقيقة عاشها بالفعل. وهذا يكشف جانبًا خطيرًا من سلوكنا البشري: إننا لا نكذب فقط على الآخرين، بل قد نكذب على أنفسنا… ثم نصدّق الكذبة ونبني عليها تصورنا عن الواقع.
ذلك لأننا لا نحمل ذاكرة حيادية، بل نصوغها كحكاية. لا نُسجّل ما وقع كما هو، بل كما نحتاج أن نراه. وتحت ضغط الخوف، أو تأنيب الضمير، أو الرغبة في النجاة، يعيد الدماغ كتابة القصة: يحذف، يضيف، يبرر. قد يُحوّل الجاني إلى ضحية، والخطيئة إلى ظرف، والذنب إلى صدفة عابرة.
ومع الوقت، لا تبقى الكذبة البيضاء مجرد هفوة، بل تُصبح نواة تُبنى حولها منظومة كاملة من الأكاذيب الصغيرة والكبيرة. يكبر الزيف، وتتشكل حوله شبكة معقدة من الأعذار والإنكارات، ويتحول التلاعب بالحقيقة من سلوك مرفوض إلى آلية بقاء. لا يعود العقل مشغولًا بما حدث فعلًا، بل بما يستطيع تحمّله والتصالح معه.
إن الكذبة البيضاء، مهما بدت عابرة، ليست مجرد جملة نُسقطها لتجاوز موقف، بل قد تكون الشرارة الأولى لانهيار داخلي طويل الأمد.
الحقيقة ليست دائمًا ناصعة، والضمير ليس دائمًا مستيقظًا، والماضي ليس دائمًا ما حدث.. بل ما اخترنا أن نصدّقه. ومن رحم الكذبة البيضاء، يُمكن أن يولد واقع مشوّه، ومستقبل هش، وعدالة مُغتالة، وإنسانٌ يُعاد تشكيله لا على صورة الحق، بل على مقاس الهوى.
ahmadsinky@hotmail.com

هل تصالحت مع الآلة؟

هذه الأيام، يرافقني كتاب صانعو الأخبار: الذكاء الاصطناعي ومستقبل الصحافة، لمؤلفه فرانسيسكو ماركوني، وترجمة د. شاكر الذيابي، حيث يتحدث عن المشاكل التي واجهت الصحافة أثناء الفترة الانتقالية، ثم تحولها إلى مرحلة التمكين، من خلال بناء علاقة تشاركية بين الإنسان والآلة في السرد القصصي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار مع إخضاعها للرقابة، وأخيرًا، يقدم رؤيته لتحقيق توازن بين سير العمل الصحفي والذكاء الاصطناعي.
وعند النظر إلى ماضي صحافتنا العريقة، نجد أن بعض الصحف الورقية التي رفضت التأقلم مع المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي لم تصمد طويلًا، في الوقت الذي حافظت فيه صحف أخرى على استمراريتها، لأنها واكبت التطورات الرقمية ووظفتها بما يتماشى مع سياستها، بدلًا من محاربتها أو الوقوف في طريقها.
وهنا أطرح سؤالًا، موجهًا إلى الجميع، خاصةً زملاء المهنة: هل تصالحت مع ذكاء الآلة؟ أم ما زلت تدفعه في منأى بعيدًا عنك؟ إن كانت إجابتك «لا»، فدعني أخبرك أن الخاسر في هذه المعركة هو أنت، وأنني أراك في المستقبل القريب متقوقعًا على نفسك، وما إن يحدثك أحدهم عن أبرز ما توصلت إليه شركات الذكاء الاصطناعي، حتى تثور في وجهه قائلًا: «كفاكم تمجيدًا للآلة، فقد صنعتموها لتسلب منا أدوارنا كصحافيين بارعين، وإعلاميين ماهرين».
ولكن مهلًا يا هذا، إن كنت تدّعي أن الآلة أتت لتسلب بساط الصحافة من تحت أقدامك، فهذا محض هراء، لأنك أنت من تنازلت عن البساط حين أعلنت حربك على الآلة، بينما جعلنا – أنا ومئات الصحافيين أمثالي – الآلة حليفة لنا، تساندنا وتُسرّع وتيرة أعمالنا، فبعد أن كنا نبحث يومًا كاملًا عن الصور المناسبة لصناعة محتوى هادف، أصبحنا نشكّلها كما نريد بأدوات الذكاء الاصطناعي المتنوعة في غضون دقائق، وبعد أن كنا نقضي الأسابيع في الرصد الإعلامي وتحليل المنشورات على منصةٍ ما، أصبحنا نرصد خلال ساعة واحدة من العمل المكثف.
وأقول «كما قال غيري الكثير ممن وظفوا الآلة وحرصوا على مواكبة تطوراتها»، إن دورنا كإعلاميين، أياً كان مسمانا، لم يتغير قط، فما زلنا نسرد القصص، نلتقط الصور، نحرر المقالات، ونجري رصدًا إعلاميًا بين حين وآخر، وعلاوة على هذا كله، ما زلنا نملك قلمًا إصلاحيًا، وفكرًا تطويريًا، كما نُشيد بمنجزات وطننا على الصعيدين الإقليمي والدولي، ونُلهم الشباب بصناعاتنا الإعلامية الهادفة.
ولذا؛ نحن لم نتغير، ولم تسلبنا الآلة بساطنا، بل ما زلنا نفعل أدوارنا وأكثر، إنما الذي تغير هو أدواتنا ومدى سرعتنا في إنجاز مهامنا. ويبقى سؤالي الأخير، وكلمتي الختامية: إن تأخر التصالح لن يوقف الآلة، بل سيوقفك أنت.
amera.af2@gmail.com

لاتكن الضحية التي ابتسمت وهي تسرق !!

في زمن أصبح فيه كل شيء متاحا بضغطة زر، وفي عالم تبدو فيه الخدمات المجانية وكأنها هدايا من السماء.
يخفي هذا الكرم الرقمي ثمناً باهظاً تدفعه أنت دون أن تشعر!!
إنه ثمن الخصوصية، ثمن هويتك الرقمية، ثمن وجودك الافتراضي..
ماذا تعرف الشركات عنك؟ مع كل موافقة سريعة على شروط الاستخدام، ومع كل كبسة على زر «أوافق» أو «سماح» تفتح بوابة لا نهائية لرحلة جمع البيانات لصورك وموقعك الجغرافي واهتماماتك حركاتك وسكناتك على الإنترنت حتى مواعيد نومك واستيقاظك.
كلها تتحول إلى نقاط بيانات يتم تحليلها وبيعها وربما استغلالها لتوجيه قراراتك.
المستخدم هو المنتج، منصات التواصل الاجتماعي ليست مكانا للتواصل فقط، بل هي مزارع عملاقة لحصد المعلومات.
تطبيقات الصحة والرياضة لا تهتم فقط بنبضك وعدد خطواتك بل تجمع أدق تفاصيلك الجسدية والنفسية.
محركات البحث تحفظ ما تبحث عنه اليوم لتتنبأ بما ستحتاجه غدا.
الخدمات المجانية لم تعد مجانية !! بل أصبحت صفقة غير معلنة
أنت تعطي بياناتك وتأخذ خدمة
ولكن في الحقيقة أنت أصبحت السلعة المعروضة للبيع !!
عندما تصبح البيانات اداة للسيطرة
الأكثر خطورة إن هذه البيانات لا تستخدم فقط للإعلانات، بل تتسلل إلى خياراتك الاجتماعية والإقتصادية والنفسية وتوجهاتك الفكرية وتؤثر على مزاجك.
تقرر لك ماذا تشتري ومتى وأين .. بل وربما من تحب وتكره.
لقد أصبحت عبداً للبيانات دون أن تعلم.
هل أنت حقا المتحكم؟ قد يظن البعض أن هذه مبالغة ولكن الواقع يقول إن بعض الشركات تعرف عنك أكثر مما يعرفه أقرب الناس إليك.
فهل ما زلت تعتقد إنك مجرد مستخدم؟
أم أنك مجرد رقم في قاعدة بيانات ضخمة، يتحرك بناء على خوارزميات لا يراها.
ختاما..
في عالم تحكمه الخوارزميات، وتديره مزارع البيانات يصبح الجهل خطرا والوعي سلاحاً.
افتح عينيك جيدا قبل أن تضغط على زر الموافقة، راجع ما تمنحه من معلومات
اساأل نفسك قبل كل تحميل
ما هو الثمن الحقيقي؟
لا تفرط بخصوصيتك مقابل خدمات مؤقتة.
ولا تكن ضحية في زمن يربح فيه من يعرف أكثر.
ضع حدودا رقمية، وتعلم كيف تحمي نفسك، ولا تنس أن أغلى ما تملكه ليس هاتفك، بل خصوصيتك وهويتك الرقمية.فلا تسلمها لمن لا تعرف.
moad_aziz@hotmail.com