إذا كنت عزيزي القارئ تشعر بالضغط العصبي والتوتر والشعور بالعجز وفقدان الأمل بشكل مستمر، فقد تكون في طريقك إلى حالة الاحتراق الداخلي.
إن عملية الاحتراق الداخلي عملية تدريجية لا تحدث بين يوم وليلة ولكن يمكن أن تتسلل إليك بعض العلامات بشكل بسيط في البداية لكنها بالتأكيد سوف تصبح أكثر سوءا مع مرور الوقت.
ومن بعض العلامات والأعراض المبكرة والتي تعتبر إشارات حمراء يجب أن تنتبه لها في بداية الطريق لكي لا تتفاقم مشكلة احتراقك الداخلي هي الشعور بالتعب الجسدي والصداع المتكرر أو الشعور بالفشل والشك في النفس والانهزام بالإضافة إلى العزلة والانسحاب من المسؤوليات والمماطلة والتسويف واستغراق وقت أطول لإنجاز المهام.
أي شخص يشعر بأنه يعمل أكثر من اللازم وبالرغم من ذلك لا يجد تقديرا لمجهوداته فإنه يواجه خطر الاحتراق الداخلي بداية من عامل المكتب الذي يعمل ولم يحصل على إجازة منذ سنوات أو مكافأة إلى أم متفرغة لرعاية الأطفال والعمل المنزلي فقط ولم تحصل على تقدير أو مساحة للراحة خاصة بها.
عموما لكن الاحتراق الداخلي لا ينتج فقط عن العمل والمسؤوليات المجهدة بل تساهم عوامل عديدة فيه مثل نمط الشخصية والطريقة في التعامل مع الضغوط.
لا شك بأن رحلة السعي والعطاء والعمل ممتعة لكن قد تتحول إلى رحلة متعبة تؤدي إلى الاحتراق الداخلي فتبدأ رغبتك بالعمل والإنجاز بالانخفاض إلى أن تتلاشى وتختفي بسبب احتراقك الداخلي.
وهناك العديد من الطرق التي قد تساعد على وقايتك من الاحتراق الداخلي مثل: التركيز على الإنجازات البسيطة والناجحة وتجنب نقد وجلد الذات بشكل دائم على أتفه الأمور بالإضافة إلى كتابة قائمة امتنان يومية ولو كانت بسيطة جدا أو أشياء اعتدت عليها ولم تستشعر قيمتها امتن لها وامتن لوجودها ذلك يساعدك على التركيز بالإيجابيات الموجودة في حياتك وحولك وتجنب أداء العديد من المهام المختلفة والمتعددة في نفس التوقيت بل ركز على مهمة واحدة في كل مرة وقسم كل هدف كبير لك إلى مهام صغيرة يسهل عليك تنفيذها ولا تنس الحصول على فترة راحة خاصة بك ودلل نفسك حتى لو كان الدلال كوب قهوة في مكان هادئ بلا أي ضغوط واحرص على إنشاء حدود لنفسك مثل ما ترغب أن تفعله أو ما لا ترغب به، لذا يجب أن تتعلم قول لا براحة وبدون تأنيب ضمير مثلا لا أريد أو لا أعرف أو ليس لدي وقت، فليس عليك حمل العالم على كتفيك ولا أنت الرجل الفولاذي ولا أنت المرأة الحديدية، وابحث واكتشف ما يجعلك سعيدا حقا واعمل عليه واعمل على تحقيقه ولا تنس أن تحصل على قسط كاف من النوم الهادئ ومارس الرياضة وخاصة المشي في الهواء الطلق ولو حتى لوقت قصير ولكن بشكل مستمر وبالطبع حاول أن تمارس التأمل أو اليوجا لتفريغ الطاقة السلبية والاسترخاء الحقيقي.
أخيرا: يقع أغلب المحترقين داخليا في فخ الكمالية والوصول لدرجة المثالية حيث إنهم يرسمون العالم بطريقة وردية خيالية بلا هموم ولا ضغوط وتجدهم يتوقعون الأفضل ثم ينصدمون بالواقع، اعلم عزيزي القارئ أنك المسؤول الوحيد عن حياتك وأن النجاح الحقيقي ليس بإرهاق نفسك وأعصابك واستهلاك طاقتك بدون توقع العقبات والضغوط بل النجاح يكمن بتحقيق التوازن في حياتك وعيشها بمتعة وبمنتهى الشغف فأنت لست آلة بل إنسان قد تخطئ وقد تصيب وتمر بظروف جيدة وأخرى سيئة وهذه حال البشر وهذه حال الحياة.وابحث واكتشف ما يجعلك سعيدا حقا واعمل عليه واعمل على تحقيقه ولا تنس أن تحصل على قسط كاف من النوم الهادئ ومارس الرياضة وخاصة المشي في الهواء الطلق ولو حتى لوقت قصير ولكن بشكل مستمر وبالطبع حاول أن تمارس التأمل أو اليوجا لتفريغ الطاقة السلبية والاسترخاء الحقيقي.
ayoo-oosh1@hotmail.com
حينما يضيء مصباح القلم..!!
القلم وهو أول ما خلقه الله سبحانه وتعالى، وقد ذكره قي أول وحي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأقسم به في كتابه العزيز، فقال تعالى: «ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ» تشريفًا لحامله، وإلزامًا بحفظ أمانته، وتكليفًا بالصدق في تبليغ رسالته..!!
حينما يضئ مصباح القلم تتدفق الكلمات من الحبر بسلاسة ، مُتجسدةً الفكرة التي أضاءت في ذهنك..!!
القلم أداة صغيرة عجيبة التي تصنع المعرفة والثقافة وتُسطر الملايين من الكتب والدواوين الشعرية، والروايات، والمجلدات، فالقلم هو ما يُكتب به الذي يستمد ضوءه من أفكاره أي العقل ثم يُسطره على الورق بكُل مصداقية فهو رمز للعلم والمعرفة التي تخطها أقلام تحمل على أجنحتها الكثير من المعاني والدلالات ، تصل إلى قلوب الناس بكل صدق ووضوح..!!
القلم يُسطر الأفكار والمواقف والمشاهد بالمصباح الذي يضئ ويكشف عن الحقيقة أو الفكرة ، فالكاتب يكتشف شيئاً جديداً مما يضئ من مساره و يريد كتابته من خلال القلم..!!
فربط القلم بالمصباح المضي، يعني تدوين الأفكار والتعبير بالكتابة بضوء الإلهام والفكرة المضيئة فالقلم أداة لتجسيد تلك الأفكار الايجابية المضيئة بمصداقية وأمانة..!!
فمصداقية القلم مهمة جداً للكاتب حني يصل إلى القارئ بكل صدق، ونقل الواقع بأمانه ودقة عالية، فهذا يعكس نزاهة الكاتب وأخلاقه ومبادئه..!!
فالقلم أداة لنشر الخير والعلم، ويسهم في بناء حضارة واعية، ويتجلى صدق القلم في الالتزام بمسؤولية ما يكتب من إظهار الحقيقة دون تزييف ويكون سلاحاً قوياً للخدمة الإنسانية وتعزيز العدالة الصحيحة..!!
القلم جعله الله بين يد عقول يدركون أن التعبير الجميل مؤثرا في القلوب، وعندما نتحدث عن الأمانة يأتي إلى ذهننا المتواضع دون تفكير مفهوم الضمير، فصدق القلم أمانة ضمير، وصدق الضمير أمانه عقل بشري ناضج متطلع إلى الخير..!!
فعندما يُبحر القلم بالكتابة بين سطور صفحات بيضاء يستطيع القلم أن يروي خواطره، ويمد العقل بالأفكار النيرة والحكم المضيئة، التي تُحلق بنا على مدى البصيرة، وأن ما يحمله الكاتب من أفكار قيمة لا بد أن تعبر عن معانٍ نبيلة ومستقبل باهر..!!
شمعة مضيئة:
نحنُ نكتب ونعبر ما في دواخلنا بقلم، ونُسطر صفحاتِنا بأقلام ذات ألوان بسيطة في ألوانها المضيئة في معانيها عن تلك النماذج الواقعية، لا بد وأن يجد الكاتب أهدافاً حقيقية يستطيع أن يحققها من خلال هذا القلم، رؤية وفرص جديدة في الحياة لم يكن يراها من قبل،، وستبدأ في التعبير عنها لكي تأخذك خطوة بخطوة نحو تحقيق أحلامك من خلال قلمك النزيه، ليس كل حبر على ورق هو لقراءة الناس فقط، وإنما قد يكون لقراءتك أنت أول..
أن نحافظ على مصداقية هذا القلم، ومصباح الفكر الذي ينير طريق الآخرين بعقول مضيئة تضيء أهدافنا وتشجعنا دائما للتقدم..!!
حينما يَصدق القلم تُصبح سطورك مصباح لَوحَة مضيئة يَملؤها الخضار معبراً عن جمال الحياة وجمال الطبيعة، فدعونا نَصدُق مع أقلامنا، فنفخر بأقلامنا من خلال سطورنا وتفخر بنا صفحاتنا ويفخر بصفحاتنا قرائها..
«من محطة حينما يُضئ مصباح القلم أُحدثكم..»
قلمي
sa1982mu@gmail.com
من مراحل الحياة
يمر الإنسان بمراحل تطور متنوعة في حياته اليومية والعملية وكذلك الشخصية، ومن هذه التطورات التي ترافق الفرد في رحلته هي حالة الاستحقاق الذاتي التي ترصدها المرأة والرجل في أوقات متقارب من مراحلهم العمرية والتي تقترن غالبا بمرحلة منتصف العمر، وما سبقها من التجارب والخبرات والمفارقات والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية وخير ذلك من هذه التراتبات.
حالة الاستحقاق الذاتي شأن يختلف تفسيره وتعريفه من منظور عملي او أكاديمي، ولكني أختصرها في رأيي بأنها مرحلة انتقالية يمر بها الإنسان بعد أن يكون قد قطع أشواطا في حياته بذل عبرها الكثير من التضحيات ويستطيع من خلالها وضع موازنة بين ما قام به وأنجزه وبين ما هو موجود فعلا في مرحلته الزمنية الحالية من استحقاقات متلخصة في وضعه ومكانه ومنصبه وموقعه الجغرافي والاجتماعي والمهني.. ويستطيع أيضا من خلال هذه الحالة أن يقيم علاقاته الشخصية والمهنية والمسارات التي يسعى من خلالها إلى الانتقال للمراحل المقبلة، وأيضاً قد ينتاب الكثير من الأشخاص الذين بلغوا هذه المرحلة حالة نفسية من الشعور بالاستحقاق، وهي مرحلة غاية الأهمية ويمكن أن تكون بالغة الصعوبة والخطورة في الوقت ذاته لأن صاحبها قد يستسلم لمشاعر الاستحقاق الذاتي ويعتقد انه قد حان الأوان ليجني ثمارا جديدة عطفا على ما قدم وبذل وأعطى.
هذه النقطة غاية التعقيد، فبين الجوانب الإيجابية في هذه الحالة من الاستحقاق التي يرى فيها الشخص أنه من الأجدر به بلوغ أهداف جديدة وطموحات أعلى ونجاحات مختلفة وبين أن يصبح في حالة من الركود وعدم القدرة أو الرغبة في بذل المزيد لأنه يشعر أنه يستحق أفضل من ذلك الواقع الذي يحيط به، وبين هذا وذاك يكون الخيط الرفيع الذي يفصل الاستسلام والتراخي عن الاستدامة في الكفاح والبذل والعطاء.
جميل أن تشعر بأنك تستحق الأفضل والأجمل ان يكون الأفضل يستحقك…
rm_aldossary@hotmail.com
الموارد البشرية وحماية الشركات من الأزمات
شهدت الساحة المحلية مؤخراً تراجعاً حاداً في مبيعات إحدى الشركات التي تملك أحد ابرز العلامات التجارية السعودية في عالم الوجبات السريعة دفعها إلى حافة الهاوية وذلك بعد سنوات طويلة من بناء الاسم والمحافظة على قاعدة عملاء واسعة.
وقد عانت هذه الشركة بسبب حادثة فصل لموظف سعودي من قبل إدارة فرع للشركة والتي من سوء حظها أن قصة الفصل تم تداولها بشكل واسع عبر وسائل التواصل قادت إلى سرد روايات عديدة وجدت الشركة نفسها في قلب عاصفة من الرأي العام، تسببت في أزمة وجودية كادت أن تعصف بها بسبب تصاعد الدعوات لمقاطعة علامتها التجارية.
هذا القصة وروايات أخرى لاحداث مماثلة محلياً وعالمياً تشير بلا أدنى شك إلى دور ادارة الموارد البشرية في مراجعة عمليات الفصل بالتنسيق مع الإدارة القانونية قبل إتمامها، حيث لم يعد الفصل مجرد قرار إداري عابر، كما إنه يشير أيضاً إلى الدور الحساس الذي تلعبه هذه الإدارة في حماية الشركات من الوقوع في مثل هذه الأزمات. ومن المؤكد إنه في حال وجود سياسات عادلة وإدارة موارد بشرية يقظة يمكن تجنب مثل هذه العواصف وحماية الشركات من الانهيار – بإذن الله -.
=حيث تلعب هذه الموارد البشرية دوراً محورياً في حماية الشركات ليس فقط من الناحية التشغيلية، بل أيضاً في الحفاظ على سمعتها واستقرارها من خلال سياسات عادلة وقنوات تظلم فعّالة لتكون الدرع الواقي والحصن المنيع بعد الله الذي يحمي الشركة من تداعيات أي أزمة قد تؤدي إلى انهيار سمعة الشركة أو حتى إغلاقها نهائياً. وكلما كانت الموارد البشرية مستقلة ومؤهلة وممكّنة، كلما زادت ثقة الموظفين في مؤسستهم، وارتفعت معدلات الولاء والأداء، وتحققت استدامة حقيقية في النمو لتقنن الأزمات التي قد تعصف بالشركة ومنتجاتها.
إلا أن المعضلة الكبرى تكمن في حال وجود قيادة مؤهلة لإدارة الموارد البشرية لكنها تصدم مع وجود إدارة عليا للشركة لا تكترث للعواقب أو لتبعات القرارات وتكون هي منبع القرارات التعسفية وهنا تقع الكارثة كون الإدارة العليا لها الرأي الأخير في القرارات بحكم صلاحياتها المطلقة.
harbimm@gmail.com
الصوت السلبي المتواصل في رأسك؟
هل تعرف ذلك الصوت السلبي المتواصل في رأسك؟ وهو ذاته الناقد الداخلي الذي يمكنه أن يدمرك بسرعة أكثر من أي أحد آخر تعرفه؟ هل شعرت مؤخرا بخطورة الإصغاء إلى هذه الأسطوانة المشروخة التي تسلب طاقتك، وهل قررت كسرها والتوقف عن أن تكون شريرا مع نفسك؟.
لو نويت بصدق أن تتحدى نمط التفكير السلبي الأوتوماتيكي، وأن تتعلم تغيير ذلك المنظور ومقاومة هذا النمط السوداوي، سيمكنك ذلك من أن تقطع شوطا طويلا باتجاه مساعدة نفسك والشعور بسعادة أكبر، وسيقودك ذلك إلى تحدي الأفكار السلبية الاستحواذية، وسيفيدك في ذلك أن تتعلم شيئا من التدريب على ممارسة تمرينات محددة في العلاج السلوكي المعرفي «CBT» المهتمة بكل ما يتعلق بكيفية مساعدتك في تغيير أفكارك وإدارة مشاعرك تجاه الأشياء، مما ستنعكس نتيجته إيجابيا على تحسين استجاباتك السلوكية، وسيجعلك ذلك أكثر وعيا ومراقبة لاتجاه تسلسل أفكارك، بعد ذلك حين تقبض على نفسك منساقا خلف همسات ذلك الناقد ستتوقف متسائلا بوعي، هل ما أفكر فيه صحيح فعلا؟ أم أنه سيناريو خيالي وسواسي لافتراض أسوأ الاحتمالات؟ أين هو الدليل الفعلي على ذلك؟، وهل سيكون ذلك مهما فعلا في غضون سنة؟ أو أسبوع؟
أو يوم؟، والهدف من تلك التساؤلات هو أن تستخدم دماغك المفكر بحيادية بدلا من مشاعرك اللامنطقية، لتقييم وإدارة تلك الأفكار السلبية المشوهة التي تؤثر في كيفية شعورك، لتستجيب للوضع بمنظور مختلف بدلا من الانسياق بلا وعي لردة فعل تلقائية مبرمجة، فالتفكير الجديد يتطلب جهدا متعمدا واعيا بدلا من الافتراضات الأوتوماتيكية المبرمجة، ويمكننا البدء بداية بالتدرب على تكتيك بسيط للتعامل مع هذا الصوت السلبي، فإذا كان صوتك يستخدم لغة تأكيدية جدا مثل «أنا أكره يوم الأحد»، فهذا سيعزز أوتوماتيكيا أن يوم الأحد هو وقت بغيض ستضطر لمواجهته مرغما كل أسبوع، ولكنك لو قررت أن تعمل جاهدا على التقاط ميزات محببة أو فعل أشياء تحبها أو تستمتع بها ذلك اليوم، ستبدأ فعليا في تطوير موقفك من ذلك اليوم، ومواجهة ذلك الصوت بحزم في رأسك، وحالما تتعلم هذه الحيلة مع يوم الأحد، يمكنك استعمالها في أي مكان آخر حتى تصبح عادة.
وإذا كان لديك ميل نحو صياغة افتراضات شاملة عن الحياة بدلا من عبارات محددة دقيقة، فمن السهل أن تصبح مقهورا وتشعر بأنك عالق في قناعات مقيدة، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تقول أنا فاشل في علاقاتي، فهذا المفهوم مضلل ولا يساعدك إطلاقا في علاج أمورك، كما أنه غير دقيق تماما ولا يمنحك أي فرصة لما يمكنك أن تفعله لتغيير شعورك، أما إذا أعدت صياغة العبارة بشكل أذكى بأن تقول: «أنا متسرع في كلامي، مما يجعلني أواجه بعض المشاكل في العلاقات»، فهذا التحديد في العبارة يمنحك شيئا محددا لتطويره، ولقياس التطور في علاقاتك، ولنتذكر دوما بأن المرونة في الخروج من الأوضاع الصعبة والشفاء من الانتكاسات هي أقوى خصائص الشخصية الناجحة، لأننا لا نستطيع التنبؤ دوما بما تعطيه الحياة لنا، لكننا نملك خيار التحكم في استجاباتنا.
lama@odec-sa.com
تأثيرات التقنية
التقنية او التكنولوجيا هي مجموع التقنيات والمهارات والأساليب الفنية والعمليات المستخدمة في إنتاج البضائع أو الخدمات أو في تحقيق الأهداف، مثل البحث العلمي. يمكن أن تكون التكنولوجيا هي المعرفة بالتقنيات والعمليات وما شابه ذلك، أو يمكن تضمينها في الآلات للسماح بالتشغيل دون معرفة تفصيلية لأعمالها. يُشار إلى الأنظمة (مثل الآلات) التي تطبق التكنولوجيا عن طريق أخذ مدخلات وتغييرها وفقًا لاستخدام النظام، ثم إنتاج نتيجة، على أنها أنظمة تقنية أو أنظمة تكنولوجية، وقد ساعدت في تطوير اقتصادات أكثر تقدماً «بما في ذلك الاقتصاد العالمي اليوم» وسمح بزيادة مستوى الترفيه.
تنتج العديد من العمليات التكنولوجية منتجات ثانوية غير مرغوب فيها تعرف باسم التلوث وتستنفد الموارد الطبيعية بما يضر ببيئة الأرض. لطالما أثرت الابتكارات على قيم المجتمع وأثارت أسئلة جديدة في أخلاقيات التكنولوجيا. ومن الأمثلة على ذلك ظهور مفهوم الكفاءة من حيث الإنتاجية البشرية، وتحديات أخلاقيات البيولوجيا.
في عالمنا المعاصر، حياة الناس أصبحت أكثر تعقيدًا مع تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تسيطر على يومياتنا، والتواصل الاجتماعي الرقمي يشكل جزءًا كبيرًا من تفاعلاتنا اليومية في ظل التطور التكنولوجي السريع وزحام الحياة اليومية، قد نجد أنفسنا مرهقين ومشتتين.
في عصر الثمانينيات والتسعينيات، كانت البساطة تمثل قيمة أساسية في حياة الناس. كانت هذه الفترة تميزت بعيدًا عن التعقيدات والضغوطات الزائدة، وكانت تركيزًا على الأشياء البسيطة والحقيقية التي تجلب السعادة والرضا.
في ذلك الوقت، لم تكن التكنولوجيا المتقدمة متاحة بنفس القدر الذي نشهده اليوم. لم يكن هناك الإنترنت الذي يشغل حياتنا، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي في مراحلها الأولى. هذا يعني أن الناس كانوا يعتمدون بشكل أساسي على الاتصال الشخصي والتواصل المباشر مع أفراد العائلة والأصدقاء.
كانت الأنشطة الترفيهية والتسلية تكون بسيطة أيضًا. كان الناس يستمتعون بالخروج في التنزه في الهواء الطلق، ويقضون وقتًا ممتعًا مع العائلة والأصدقاء في الحدائق والشواطئ. كانت الألعاب التقليدية محبوبة، مثل العاب الورق والشطرنج والألعاب الرياضية في الهواء الطلق.
تجدر الإشارة أيضًا إلى الموسيقى والثقافة التي سادت في تلك الفترة. كانت الموسيقى تعكس البساطة والحياة اليومية، وكانت الكثير من الأغاني تتناول مواضيع بسيطة مثل الحب والصداقة والمتعة. الأفلام والبرامج التلفزيونية كانت أيضًا تعكس هذا الطابع البسيط والمرح، حيث كانت القصص تركز على العلاقات الإنسانية والتحديات اليومية التي يواجهها الأفراد.
ختاماً، جيل الثمانينيات والتسعينيات يمتاز بالبساطة والبراءة. لذا، ينظر الكثيرون إلى تلك الفترة بنوع من الحنين، إذ يرون أن بساطة حياة ذلك الجيل كانت أكثر سعادة ورضا مقارنة بالأجيال الحالية التي تعيش تحت ضغوطات التقنية .
alnajeeh@gmail.com
الحامي من الأوحال «Mud guard»
واضح للمتتبع أن صانعي السيارات لم يحرصوا على رغبة وراحة وسلامة المستعمل، بل أخذوا بالإعتبار رضا وعدم إزعاج سالكي الطريق.
خشية أن يكثر الكارهون، من غير مالكي السيارات هذا الاختراغ العجيب أي عابروا الطريق أو المشاة من تلوّث ملابسهم أثناء مرور المركبة ببقعة رطبة أو مليئة بالطين والوحل، فكروا بحجب العجلو أو الإطار بواقٍ حديديّ صلب يصد تطشير البلل الممزوج في الغالب بالطين والوحل خصوصا في مواسم الأمطار.
دليل عل ذاك أنهم سمّو «مَدّ جارد»، أي الحامي من الطين أو الوحل. ولا يزال هذ يُسمى عند أهل العراق «مَدْجَرْ».
ومرّ زمن كان المشترون كانوا يتسابقون عل شراء اللوري والوانيت ذي الرفارف السوداء والحوض الأحمر ، حت قيل أن حمي التمييز وصلت إلى الشعر والتمييز والسعر أيضا، ولا نعلم آنذاك هل هو وهم القوّة والمتانة أو لسبب جمالي، وقد قيل في هذا الموضوع شعرا شعبيا:
دوجٍ حَمَرْ والرفارف سُود + بستان جبْره مداهيله .
وكلمة الرفرف لا أدري، ربما تسرّب إلينا من الفصيح. فلسان العرب عرّف الكلمة «الرفرف» بأنه كِسْرُ الخِباء ونحوه وجوانبُ الدِّرْعِ وما تَدَلَّى منها، الواحدة رَفْرَفَة، وهو أَيضاً خِرْقَةٌ تُخاط في أَسْفل السُّرادِق والفُسْطاط ونحوه، وكذلك الرَّفُّ رَفُّ البيت، وجمعه رُفُوفٌ
قال بشارة الخوري «الأخطل الصغير»
تلك العشيّات من وشّى معارفها.. وذلك الرفرف الفينان من رسَما
سيان عند ابتناء المجد في وطنٍ.. من يحمل السيف أو من يحمل القلما.
هنا كلمة الرفرف توحي بالنعومة والجمال، كالغطاء المترف الجميل، أو الستارة المتدلّة، وهنا استخدم الشعر وقبلهُ القرآن الكريم لوصف مجالس الجنّة. متكئين على رفرف .
لا حظوا أيضا أن الناقة الحمراء مفضّلة عند عرب الترحال فقالوا :
يالله أنا طالبك حمرا هوى بالي، لكن الأبل ليس لها رفارف !!! .
binthekair@gmail.com
دور الأزياء.. مخالب الرأسمالية المتوحشة
توفي مصمم الأزياء الإيطالي جورجيو أرماني، مؤسس دار الأزياء «أرماني» الشهيرة التي دخلت اغلب منازل الدنيا وأسواقها.
وتعرضت الدار العام الماضي، لضربة أخلاقية، بأنها لا تحكم الرقابة على أداء متعهدين ينتجون سلعها، يعرضون عمالهم للاستغلال ولظروف عمل قاسية وغير إنسانية، مثل السكن السيء المهين، وساعات عمل طويلة، وأجور متدنية، مستغلين حاجة العمال الفقراء. واضطرت «أرماني» للتعهد بتصحيح الأوضاع. وأيضاً شملت ذات التهمة دار «ديور» الفرنسية، ودور أزياء أخرى، لا تغيب عنها الشمس، مثل نايكي واديداس وبربري، وجهت لها تهم خطيرة، بارتكاب مخالفات حقوقية مماثلة.
كانت دور الأزياء العالمية، مؤسسات مهيبة، تعتمد قواعد أخلاقية، ومسؤولية اجتماعية تتسامى مع هيبة العوائل وشموخ المؤسسيين ومكانتهم الاجتماعية. فكانت توازن بين الربح وسمعة المؤسسة والمؤسسيين والإبداع، فحازت على مكانة الريادة العالمية.
وكان مصممو هذه المؤسسات ذات السمعة الضاربة في فجاج الأرض، يدعكون جباههم، ويسهرون لياليا طوالاً، لتوازن بين الكسب والهيبة، لينسجوا روائع البهاء تسير حيثما تهب النسائم سماوات الدنيا. لهذا كانت لكل دار تاريخها وبصمتها الخاصة وتراثها الأخلاقي الاجتماعي، وتجعل من سمعتها أولوية. لهذا كانت منتجاتها تستعصي على التقليد، وتقليدها مكلف.
وبعد هبوب رياح العولمة و«دعه يعمل.. دعمه يمر»، كشرت الرأسمالية المتوحشة عن انيابها، تحولت دور الأزياء المهيبة إلى شركات، عينت رؤساء تنفيذيين، قلبوا قواعد العمل وأخلاقيات الإنتاج، وقضوا بأن الإبداع الخلاق بدعة وضلالاً مبيناً، وليس معياراً للتفوق، والسمعة مجرد أداء إعلامي وإعلاني، فاعتمدوا تضخيم الأرباح وحدها معياراً للنجاح تماهياً مع ثقافة وول ستريت وسماسرة التسويق. واجتهدوا بتوسيع الإنتاج وبتوسيع وضمائرهم أيضاً، وباختراع كل الأساليب والسبل لتعظيم الأرباح وكنز الأموال وتضخيم جيوبهم.
وتزامناً مع جشع الرؤساء التنفيذيين، ظهرت موضة، المقاولين المتعهدين، بمعنى إسناد الأعمال إلى شركات أخرى تحت إشراف شركة العلامة، لكن ثقافة المتعهدين، دائماً، لا تستجيب لقواعد أخلاقيات الأداء والإنتاج بصورة مهنية تتسامى مع سمعة العلامة وصورتها الذهنية لدى الجماهير.
*وتر
الأزياء ثنائية الثرى والوجوه،
هوية الشعوب وزهوها،
إذ يستلهم المصممون المبدعون الشفق وألوان الطيف،
يمزجونها بأنفة الأنثى وشموخها المهيب..
ليقدموا هذا البهاء حيث تيمم الخطى..
mal3nzzi@gmail.com
والدة رنا رئيس تطمئن الجمهور على حالتها الصحية: “تحسن ملحوظ”
بعد تعرضها لوعكة صحية مفاجئة أثارت قلق محبيها وجمهورها، طمأن عبدالله رئيس، شقيق الفنانة الشابة رنا رئيس، جمهورها على حالتها الصحية، ونشر عبر حسابه على “إنستجرام” صورة لشقيقته من داخل المستشفى بعد خضوعها لعملية جراحية دقيقة، في أول ظهور لها عقب الأزمة.
كانت تعرضت رنا رئيس لوعكة صحية استدعت نقلها إلى المستشفى بشكل عاجل نتيجة نزيف حاد ومتواصل بسبب إجهاض جنينها الأول.
وقالت خبيرة التجميل زينب حسن، والدة رنا، خلال تصريحات لـ “برنامج ET بالعربي”، إن ابنتها تعرضت لمضاعفات خطيرة دخلت على أثرها غرفة العمليات عقب إجهاض جنينها الأول قبل شهر، موضحة أنها عانت من نزيف استمر أربعة أيام دون توقف، الأمر الذي استدعى تدخل طبي عاجل.
آلام حادة
فيما ذكر الدكتور سامح حسين، الطبيب المعالج لرنا رئيس، أن الفنانة كانت تعاني من آلام حادة في البطن مع نزيف مستمر، وتم تشخيص حالتها في البداية كاشتباه في التواء المبيض.
وأضاف أنه بعد إجراء منظار تبيّن وجود تجمع دموي كبير في منطقة الحوض ممتد حتى أسفل الكبد، وهو ما استدعى جراحة عاجلة استمرت نحو 6 ساعات، حيث تم استئصال الكيس الدموي مع الحفاظ على المبيض، مؤكدًا أن ذلك لا يشكل خطورة على قدرتها الإنجابية مستقبلًا.
تحسن ملحوظ
وعن حالتها الصحية أكدت والدة رنا رئيس أن ابنتها الآن في تحسن ملحوظ بعد السيطرة على النزيف، لكنها ما تزال تحت الملاحظة الطبية لمدة 48 ساعة لمتابعة استقرار حالتها، ووجهت الشكر لجمهور ابنتها وكل من تواصل للاطمئنان عليها، داعية الله أن يتم شفاؤها على خير.
وعقب تخطيها أزمتها الصحية ستواصل رنا رئيس تصوير دورها في فيلم “سفاح التجمع”، المستوحى من وقائع حقيقية حول أشهر سفاحين في القاهرة، ويشاركها البطولة أحمد الفيشاوي، صابرين، سينتيا خليفة، دنيا سامي، مريم الجندي وآخرون، وهو من تأليف وإخراج محمد صلاح العزب وإنتاج أحمد السبكي.
رنا رئيس احتفلت بزفافها في 6 مايو الماضي على رجل الأعمال يسري علي، في حفل كبير بالقاهرة، خطفت خلاله الأنظار بفستان زفاف من تصميم العالمي هاني البحيري، وسط حضور نخبة من نجوم الفن.
كيف نعيد تعريف السعادة في عصر الماديات
في عالم يضج بضوضاء الاستهلاك ويسابق نحو امتلاك أحدث المنتجات، أصبحت السعادة في نظر الكثيرين مرتبطة بشكل شبه حصري بالمكاسب المادية والمظاهر الخارجية، ولا ترى قيمة النعم الأخرى ولكن قد حان وقت إعادة صياغة فكرة السعادة للمجتمع ورؤيتها من أركان أساسية تُشكل جوهر الحياة الطيبة مثل الراحة النفسية وهي الشعور العميق بالطمأنينة والسلام الداخلي الذي لا يمكن للماديات فقط أن توفره وهي تكون ثمرة للقناعة والرضا، والأمان الاجتماعي يكون بشعور بأنك جزء من نسيج مجتمعي متكامل يساندك في المحن ويفرح لك في المنح، وهذا يبعث شعور بالانتماء والدعم وهو أحد أعظم مصادر القوة و السعادة.
وأيضاً الاستقرار المعنوي هو أن تمتلك مبادئ وقيم راسخة وأخلاقيات توجهك في الحياة لتعيش في انسجام مع نفسك والآخرين بعيداً عن المصالح المادية وحدها، ولكي لا تبقى هذه المفاهيم مجرد شعارات، يجيب علينا أن نعمل على ترسيخها في جيل النشء الجديد، من خلال التعليم الناضج والقدوات الحسنة والتعامل والتدريب النفسي والمنهي الذي يكون من خلال الكلمات أو الأفعال التي توحي بالنضج التام والمعرفة السليمة والتربية التي تكون أساسها المنزل والأسرة والبيئة العائلية الواعية التي تجعل الابن محل اهتمام ورعاية نفسية واجتماعية وأيضاً نمذجة السلوكيات الإيجابية والاجتماعية في الإعلام الحديث والصحافة عبر تقديم نماذج وقدوات ناجحة سعيدة بإنجازاتها الإنسانية بدلاً من التركيز على نمط الحياة الاستهلاكي والفاره، والتي يمكننا من خلالها غرس الرضا الذاتي والذي يكون أعلى مراتب النجاح والوعي الكافي.
وفي الختام، إعادة تعريف السعادة ليست ترفاً فكرياً، بل هي ضرورة وأيضاً رحلة اجتماعية نحو إحياء القيم الإنسانية والأخلاق النبيلة التي تمنحنا سعادة أبدية لا تتغير مع تقلبات الحياة المادية، فالسعادة الحقيقية هي أن تجد اكتفائك بذاتك وترابطك مع مجتمعك وبذلك في العطاء هي، في الأساس، أن تدرك أن أغنى الناس هو من يملك قلبًا قانعًا ويدًا معطاءة.
almym654@gmail.com