كيف تساهم إدارة المشاريع في دعم الاقتصاد؟

BayianQs03@outlook.sa

إدارة المشاريع، يقع مكتبها في منتصف مجموعةٍ من المشاريع المتباينة الأحجام، وأتاه الاقتصاد في زيارةٍ مفاجئة، وطلب منها الحديث عن نفسها، فأخبرته أنها نتاج شراكة مجموعةٍ من المجالات التجارية، وأرته تقرير البصمات الذي يجمع المحاسبة، نظم المعلومات، العلاقات العامة، الموارد البشرية، والعديد من الشركاء الذين اجتمعوا للقيام بمشاريع تخدم المجتمع من مختلف القطاعات، وأكدت رؤيتها المستقبلية نحو هذه المشاريع المتتالية، وأنها تشجع الأفكار المتجددة، ودمج الخبرات في سبيل الارتقاء بمستوى خدمات المشاريع، ومعيار النجاح هو مقياس النمو الواقعي ليجسد حقيقة ما يحققه المشروع.

انبهر الاقتصاد بما سمعه، وشاهد بمرأى اليقين تلك المشاريع التي تسابق الزمن حتى تصبح جاهزةً لتواجه نسمات الحياة التي ستواجهها، وأثناء ذلك ظهر اليأس، ضيفٌ ثقيل الظل يوجّه كلماتٍ تهدم العزائم، فأسرعت الثقة إلى المثول أمامه بقوة؛ فعندما يهتز أحد أركان المشروع؛ فالإسراع في حل المشكلة هو الحل، أما مشاهدة مشهد الانهيار؛ فينهي حكايةً لن تبدأ، ومع حرارة كلمات اليأس صبَّت برودة كلمات الثقة الماء، فأطفأت اللهب، واستمتع الاقتصاد بمشاهدة هذه المناظرة، وأكدت إدارة المشاريع أهمية هذه المواجهات؛ لتأثيرها في رفع المعنويات لدى جميع أفراد المشروع.

المساهمة الحقيقية هي مراد الاقتصاد، وشاهد كيف تُبنَى ميزانية المشاريع بناءً على عدة معايير تضمن الكفاءة مع الفعالية التي تكتب نجاح المشروع، وترسم فصولًا جديدة، ونظم المعلومات وقف بعزمٍ يروي حكاية لقائه مع إدارة المشاريع، وكيف أضاف التقنية بجميع أشكالها لتعزيز جاهزية المشاريع، وأكد الحفاظ على إنسانية المشروع، وأنه يخدم الفئة المستهدفة على أرض الواقع لا بين الصفحات، وأن دراسة الجدوى الاقتصادية لجميع عدسات المشروع التي يجتمع انعكاس أضوائها في مرآة المشروع ليظهر منيرًا أمام مرأى الجمهور.

فرح الاقتصاد بهذه المساهمة اللؤلؤية، وقرر إنشاء شراكةٍ جديدة مع إدارة المشاريع بقيادة نظم المعلومات؛ لتوحيده صفوف المجالات معه لتحقيق النجاح.

القرار المنتظر

al.shehri.k@hotmail.com
ما الفرق بين الماضي والحاضر في منافذ التربية غير المباشرة؟ سابقاً كان الفاصل مجرد باب! يُغلق الوالدان على أبنائهم باب المنزل، فلا يخرجون إلا بإشراف، وإن خرجوا فأقرب منفذ كان المدرسة، كرحلة قصيرة خارج “كهف” الأسرة؛ أما اليوم فقد تضاعفت المسؤولية، لأن المنافذ لم تعد خلف الباب، بل دخلت إلى قلب المنزل؛ كالتطبيقات، الألعاب المتصلة بالإنترنت وحتى الشاشات الصغيرة التي ترافق الطفل في كل مكان؛ وهنا تكمل المعضلة؛ لا يمكن عزلهم عنها تماماً، لأنه جيلهم، وعصرهم، ومع ذلك لا يمكن تركهم بلا رقابة، لما تحمله من مخاطر خفية.

أسهل ما يحدث لإلهاء طفل، هو تركه مع هاتفه، أو تشغيل جهاز ألعاب الإنترنت له، والابتعاد عنه، لإكمال عملٍ أو اقتناصٍ وقت للراحة؛ والاعتقاد الدارج أنه في مأمن طالما هو داخل أسوار المنزل، ولكن هذه الأسوار لم تعد أسوار عازلة، بل يتخللها منافذ قد لا يدرك بعضهم خطورتها؛ فالأهم لديه هو أن يرتاح من ازعاج أطفاله له!

مؤخراً صدر قرار بحظر المكالمات الصوتية والدردشة النصية في لعبة انتشرت بين الأطفال، وهي “روبليكس” اللعبة التي وجد لها مقاطع تخدش الطفولة وتضعها في خطر!

أحياناً، يكون القرار الأكثر قوة، هو الذي يحمل في داخله اهتماماً والتزاماً لتأمين من هم تحت رعايتك؛ فقرار أن تُسكت الأصوات لا لأنك تكره التواصل، بل لأنك تريد حماية من لم يعرف بعد خطورة الكلمات؛ وهذا حرفياً ما حدث مع لعبة “روبليكس”، اللعبة تأخذ من وقت الطفل، رغم عدم أمانها.

وبقرار الأبوة الصحيح، قررت السعودية إيقاف الدردشة الصوتية والنصية داخلها، وهي خطوة قد يراها البعض قيداً، لكنها في جوهرها أبوة والتزام نحو الطفولة، لتحصينها من قسوة العالم الرقمي الذي يختبئ خلفه غرباء قد يتركون أثراً لا يُمحى.

القرار المنتظر ليس عن اللعبة فقط، بل عن تربية وثقافة؛ عن أن ننتبه لأطفالنا الذين يعيشون حاضراً موازِ لحياتنا عبر الشاشات؛ نعم نريد لهم عالم فيه حرية اللعب، شريطةً أن يكون بلا خوف عليهم من كلمة جارحة أو تواصل مسموم.

اخيراً، الصمت الذي فُرِض على اللعبة، يعلّمنا نحن الكبار درساً آخر، وهو أن نقول “لا” في الوقت المناسب، يعني “نعم” لحماية من مهم تحت مسؤوليتنا.

من الفوضى إلى الإنجاز.. التخطيط هو الفارق

gehan-alsh@hotmail.com

التخطيط ليس إجراءً عابراً أو خطوة شكلية، بل هو فن وعلم يميز بين الفوضى والنظام، وبين النجاح والفشل. فمن دون خطة واضحة، يضيع الفرد بين المحاولات العشوائية والقرارات المرتجلة، بينما يمنحه التخطيط الرصين رؤية شمولية تمكّنه من استثمار موارده بكفاءة والسير بخطى واثقة نحو أهدافه. وقد عبّر الفيلسوف الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري عن ذلك بقوله: (الخطة بدون هدف ليست سوى حلم، أما الهدف بدون خطة فهو مجرد أمنية).

التخطيط هو الذي يضمن وضوح الرؤية، ويوجه الموارد في مسارها الصحيح، ويمنح القدرة على مواجهة التحديات قبل وقوعها. وكل دقيقة تُصرف في التخطيط توفر ساعات من العمل المهدور. وقد أكد ذلك رائد الإدارة بيتر دركر أن: (الخطط مجرد نوايا حسنة إذا لم تتحول إلى عمل جاد) فالتخطيط لا يُختزل في أوراق مكتوبة أو جداول مرسومة، بل هو عملية حية فعلية تستمر بالتنفيذ والمتابعة والتطوير. ولا يكتمل التخطيط إلا عندما يستند إلى فكر شمولي ورؤية بعيدة المدى كما أشار لذلك الفيلسوف الصيني صن تزو في كتابه الشهير فن الحرب: (الانتصارات المحققة بالتخطيط المسبق تُعرف بأنها حاسمة، أما الانتصارات التي تتحقق بلا تخطيط فتكون مؤقتة). وهذا ما يؤكد فكرة أن التخطيط يضمن نتائج راسخة، بينما الارتجال لا ينتج سوى إنجازات وقتية سرعان ما تنهار أمام أول اختبار.

التخطيط أيضاً هو السلاح الأقوى في مواجهة الهدر بكل أشكاله. فهو يقلل من ضياع الوقت بتنظيم الأولويات، ويحد من هدر الجهد بتجنب التكرار والارتباك، كما يمنع هدر الموارد عبر توزيعها بكفاءة، ويقي من ضياع الفرص باستباق التحديات والاستعداد لها. فالتخطيط ليس ترفاً فكرياً أو ترفاً إدارياً، بل هو قاعدة أساسية لأي نجاح حقيقي. إنه سر الإنجاز، وضمان الاستمرارية، وجوهر الحد من الهدر في رحلة الحياة والعمل.
فإذا كان التخطيط هو الفرق بين الفوضى والنجاح، فهل ستترك حياتك وعملك للمصادفة أم سترسم طريقاً واضحاً؟

رؤية ترسخ الحاضر وتصنع المستقبل

dhfeerif@gmail.com

جاء الخطاب الملكي الذي ألقاه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة التاسعة لمجلس الشورى حدثا مفصليا يعكس بصدق ملامح المرحلة التي تعيشها المملكة، ويترجم في الوقت ذاته حجم المنجزات المتحققة والطموحات الممتدة إلى آفاق أبعد، حيث تميز الخطاب بالشفافية العالية والتشخيص الدقيق للواقع السعودي، حيث لم يكن حديثا إنشائيا بل خطابا يرتكز على حقائق وبيانات تبرز ما تحقق من نجاحات اقتصادية واجتماعية كبرى في ظل رؤية 2030.

وقد أشار سموه بوضوح إلى أن المصلحة العامة هي البوصلة التي توجه الحكومة السعودية في ترتيب أولوياتها، سواء في البرامج أو المستهدفات، ليبقى المواطن هو محور الاهتمام وغاية التنمية، ما ميز الخطاب الملكي أيضا النبرة الهادئة والواثقة التي تحدث بها سمو ولي العهد عن التطور الكبير في الاقتصاد الوطني، وكيف انعكست هذه التحولات بشكل ملموس على حياة المواطن. فقد أظهر سموه ارتياحا واضحا وهو يتحدث عن انخفاض نسب البطالة إلى مستويات غير مسبوقة، وما تحقق من رفاهية وجودة حياة للمجتمع السعودي في مختلف المناطق، لتؤكد هذه المؤشرات أن السياسات الاقتصادية لم تكن مجرد أرقام، بل واقع يعيشه كل مواطن، ولم يكتفِ الخطاب باستعراض النجاحات فحسب، بل تطرق إلى التحديات التي يواجهها المواطن، وعلى رأسها قضية التضخم في أسعار العقارات وانعكاساتها على الأسر السعودية، هذا التناول الصريح يعكس جديّة القيادة في تشخيص المشكلات والبحث عن حلول عملية لها، مما يعزز الثقة المتبادلة بين المواطن والدولة ويجعل الحوار الوطني أكثر عمقًا وواقعية، الأثر الأبرز لهذا الخطاب لا يكمن فقط في محتواه، بل في الإلهام الذي بثّه في نفوس المسؤولين والمواطنين على حد سواء.

فقد جاء بمثابة رسالة طمأنينة تؤكد أن المملكة ماضية في مسارها الصحيح نحو التنمية المستدامة، وأن ما تحقق ليس إلا محطة في طريق طويل يهدف إلى جعل المواطن السعودي أكثر رفاهية، والمملكة أكثر تنافسية وريادة على مستوى العالم، لقد شكّل الخطاب الملكي أمام مجلس الشورى لوحة متكاملة تجمع بين وضوح الرؤية ودقة التشخيص وصدق الالتزام، خطاب جسّد القرب من المواطن والحرص على رفاهيته، وأعاد التأكيد على أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد ماضية بخطى واثقة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا يليق بأبناء هذا الوطن العظيم.

هل تصدق كل ما ترى وتسمع؟

لقد اعتدنا في الماضي على أن التسجيل الصوتي أو الصورة أو مقطع الفيديو يمثل دليلاً قاطعاً على حقيقة الواقعة. كنا نوقن تماماً أن الصوت الذي نسمعه يخص صاحبه، وأن المقطع المرئي يعكس فعلاً ما قام به الشخص. هذا اليقين كان بمثابة حجر الزاوية في إدراكنا للأحداث، ولكن اليوم، تغيرت هذه المعادلة تماماً.
لقد أصبح من السهل الآن، وبفضل التطور المخيف والسريع للذكاء الاصطناعي، أن يتم أخذ نبرة صوت إنسان رحل عن عالمنا منذ عقود ليُصنع منها كلام يتحدث عن واقعنا المعاصر وكأنه لا يزال بيننا. هذه القدرة الفائقة للذكاء الاصطناعي لا تقتصر على الأصوات فحسب، بل تمتد لتشمل الصور والمقاطع المرئية التي تُصنع بدقة متناهية في ثوانٍ معدودة. تخيّل طبيباً موثوقاً ومشهوداً له بالكفاءة، يظهر في مقطع فيديو مُفبرك ليعلن عن منتج طبي معين ويشيد بفوائده، بينما في الحقيقة لا يعرف الطبيب هذا المنتج ولم يجربه. هذا التزييف، الذي يضع المستهلك أمام خطر صحي كبير، ليس سوى مثال بسيط على التلاعب الذي يمكن أن يحدث. كذلك هو الحال مع المقاطع الصوتية التي تُنسب إلى شخصيات معينة، فنحن نسمعها ونظن أنها حقيقية لمجرد تشابه الصوت، في حين أن الذكاء الاصطناعي هو من أنشأها.
إن التطور المذهل للذكاء الاصطناعي قد تحول، للأسف الشديد، إلى أداة لزرع الفرقة والنزاع وهدم البيوت وتشويه السمعة. لقد أصبح الحكم على أحد بمجرد رؤية صورة أو مقطع فيديو أمراً خطيراً قد يؤدي إلى نتائج وخيمة. لذلك، أصبح التثبت والتحقق من المعلومة واجباً أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. يجب ألا نوقن يقيناً تاماً بأن الشخص هو من قال هذا الكلام أو فعل هذا الشيء، حتى نراه ونسمع منه مباشرةً في واقعنا الحقيقي. فمجرد ظهور صورة له وهو يتحدث، أو سماع صوته المألوف، لم يعد كافياً للجزم بالحقيقة.
في هذا العصر الذي تتلاشى فيه الحدود بين الحقيقة والزيف، يقع على عاتقنا مسؤولية كبرى في تحصين أنفسنا ومجتمعنا بالوعي واليقظة. يجب أن نتبنى ثقافة التثبت من كل ما يُعرض علينا في الفضاء الرقمي، وأن نحتفظ بحكمنا حتى تتضح الصورة كاملة، وأن نبتعد عن إصدار الأحكام السريعة. فحماية الأفراد والمجتمع تبدأ من حماية الحقيقة نفسها.

سعر جرام الذهب عيار 21 اليوم في مصر.. تقلبات قوية وسط تداولات حذرة

شهدت أسعار الذهب اليوم، الخميس 11 سبتمبر 2025، ارتفاعا في الأسواق المصرية، مع استمرار التذبذب العالمي في أسعار المعدن الأصفر.

وارتفع سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولًا بين المستهلكين، في التعاملات المسائية، مقارنة بمنتصف التعاملات، وسط ترقب المستثمرين والمستهلكين لتحركات السوق.

سعر جرام الذهب عيار 21

سجل سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر، اليوم الخميس، 4885 جنيها للبيع، و4860 جنيها للشراء.

سعر جرام الذهب عيار 24

بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 في مصر، اليوم الخميس،5582.75 جنيه للبيع، و5554.25 جنيه للشراء.

سعر جرام الذهب عيار 22

وارتفع سعر جرام الذهب عيار 22 في مصر، اليوم الخميس، إلى:5117.5 جنيه للبيع، و5091.5 جنيه للشراء.

سعر جرام الذهب عيار 18

سجل سعر جرام الذهب عيار 18 في مصر، اليوم الخميس، 4187.25 جنيه للبيع، و4165.75 جنيه للشراء.

سعر جرام الذهب عيار 14

بلغ سعر جرام الذهب عيار 14 في مصر، اليوم الخميس، 3256.75 جنيه للبيع، و3240 جنيها للشراء.

سعر جرام الذهب عيار 12

وارتفع سعر جرام الذهب عيار 12 في مصر، اليوم الخميس، إلى: 2791.5 جنيه للبيع، و2777.25 جنيه للشراء.

أسعار الذهب اليوم في مصر

سجل سعر الجنيه الذهب اليوم الخميس في مصر، 39080 جنيها للبيع، و38880 جنيها للشراء.

إصرار الذاكرة

منذ أن رسم سلفادور دالي لوحته الشهيرة ”إصرار الذاكرة“ عام 1931، وما زالت تلك الساعات الذائبة المعلقة على الأغصان وحواف الطاولات تثير دهشة المتأملين، لم تكن مجرد لوحة سريالية، بل كانت إعلاناً فلسفياً بصرياً بأن الزمن ليس صلباً كما اعتدنا أن نراه، بل مرن يتشكل وفق وعينا وتجاربنا وذاكرتنا.

في تلك اللوحة لم تعد الساعات أداةً للقياس، بل كائنات ذائبة تفقد صلابتها أمام قوة الذاكرة، وكأن دالي يهمس لنا بأن الزمن الخارجي وهم، أما الزمن الحقيقي فهو ما تصر الذاكرة على الاحتفاظ به. وهنا يلتقي الفن بالفلسفة، والفلسفة بالعلم.

ألبرت أينشتاين، في نظريته الشهيرة عن النسبية، أشار إلى أن الزمن ليس مطلقاً، بل يتغير تبعاً لسرعة المراقب وحركته. وقد لخّص ذلك في قوله: “الوقت نسبي؛ يمكن أن يتمدد أو ينكمش تبعاً لحركتك وحالتك.” هذه الرؤية العلمية تتقاطع بعمق مع ما صوّره دالي في لوحته: فالزمن ليس واحداً عند الجميع، بل يختلف من شخص لآخر.

وهنا تتضح الحقيقة: لكل إنسان زمنه الخاص ووقته الصحيح، فهناك من يبدأ دراسته الجامعية في الخامسة والعشرين، وهناك من يشرع في تحقيق أحلامه في الأربعين، وهناك من يعيد اكتشاف ذاته في السبعين، النجاح لا يخضع لقوانين الساعة، بل ينبع من اللحظة التي تنضج فيها الروح وتقرر أن تبدأ.

توماس أديسون، مخترع المصباح الكهربائي، واجه في طفولته صعوبات تعليمية كبيرة، ولم يتعلم القراءة والكتابة بشكل طبيعي، لكنه وجد وقته الصحيح لاحقاً ليغيّر مسار العالم باختراعاته.

ومثل العالم الجليل الكسائي، الذي لم يبرز اسمه إلا بعد أن تجاوز الأربعين من عمره، لكنه حين برز صار أحد الأعلام الكبار في اللغة والقراءات، وخلّد مكانته بين أعظم علماء الأمة.

هناك من يزهر مبكراً، وهناك من يحتاج وقتاً أطول ليجد ذاته، لكن القيمة ليست في التوقيت، بل في العمق.

الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون تحدث عن هذا المعنى أيضاً فيما سماه “المدة الزمنية” La) durée)، حيث اعتبر أن الزمن الذي نعيشه داخلياً ليس هو الزمن الذي تقيسه الساعات. فالوعي، في رأيه، يخلق إيقاعه الخاص الذي قد يطيل اللحظة أو يختصر السنوات.

حتى التجارب الإنسانية اليومية تشهد على ذلك: دقيقة انتظار في غرفة العمليات لأم تترقب خروج طفلها أطول من ساعات، بينما ساعات العمل في شغف قد تمرّ كلمح البصر.

دقيقة الألم دهور، وسنوات السعادة لحظة، الزمن ليس موضوعياً؛ إنه ينساب وفق حرارة مشاعرنا وقوة أفكارنا.

وهكذا، فإن لوحة دالي “إصرار الذاكرة” ليست مجرد عمل فني، بل هي نصّ فلسفي مرسوم، يكشف لنا أن العمر الحقيقي لا يُقاس بالسنوات ولا بالأرقام، بل بما يبقى في ذاكرتنا من لحظات عميقة، فالذاكرة هي التي تصر على أن تمنحنا زمناً خاصاً لا يشبه زمن غيرنا، وتؤكد أن الوقت الصحيح لكل إنسان هو وقته الذي ينسجم مع نضجه، لا مع عقارب الساعة.

لا تنظر إلى ساعة غيرك، ولا تقارن زمنك بزمن الآخرين. لكل إنسان إيقاع خفي ينظم مسيرته، ولكل روح ربيعها الخاص الذي لا يزهر إلا في حينه. قد يتأخر الموسم، لا لأنه غائب، بل لأنه ينتظر اللحظة الأصدق ليمنحك ثمرته. وقد يأتي باكراً، لا لأنه عابر، بل لأن وقته الصحيح قد حان.

آمِن أن زمنك قادم لا محالة. وحين يطلّ، ستدرك أن ما حسبته تأخيراً لم يكن إلا تهيئة، وما ظننته فراغاً كان في الحقيقة بناءً صامتاً يمهّد لخطوتك الكبرى.

haneenmalbkh@gmail.com

هل نحن أسرى طبائعنا… أم صناع ذواتنا؟

في يومٍ ممطر، طلب عقرب من ضفدع أن يساعده في عبورضفة نهر. قال الضفدع للعقرب: ولكني أخاف أن تلدغني فأغرق”، فرد عليه العقرب: “لو أني فعلت ذلك، فلن نتمكن من الوصول إلى الضفة الأخرى وسنغرق كلانا”. اقتنع الضفدع، وحمل العقرب على ظهره، ولكن في منتصف الطريق، شعر بألم لدغة مفاجئة. فسأل الضفدع العقرب: “لماذا؟ فعلت ذلك، فأجاب العقرب بصوت حزين: “إنها طبيعتي”…،

لقد تركت هذه القصة تساؤلاً : هل للإنسان أن يتعذر بطبيعته على سلوكه أم؟
تجد في مجتمعاتنا نفر قليل من الناس يتمثلون بهذا الطبع، حيث تجد خلف الأقنعة الودودة، سلوكيات ودوافع سلبية. لكن هذا لا يعني أن البشر لا يتغيرون. لقد ورد في الحديث الشريف: “إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرّ الخير يُعطَه، ومن يتق الشر يُوقَهُ”، فالنبي عليه الصلاة والسلام يُخبرنا بأن الإنسان قادرٌ على التحسّن بتعلُّم الأخلاق ومُجاهدة النفس، وليس له أن يتذرع بالفشل بذريعة الطبيعة.
ويُؤكد النبي ﷺ على أهمية أن يتحكم الإنسان في تصرفاته فتجده يوصي أحدهم ويقول له: “لا تغضب”. ويُظهر هذا أن القدرة على ضبط النفس،حتى تجاه الغضب،من علامات تطور النفس وتميّزها، وعليه فإن إرادة التغيير، تدفعنا دوما للرغبة في إصلاح واقعنا عبر التدريب فكما يُكتسب العلم بالتعلم، يُكتسب الحلم بالحلم،أي بالتعوّد على ضبط النفس، وتعلّم الرجاحة العقلية.
فالطبيعة ليست قدرًا نهائيًا، فالكثير من السلوكيات يمكن أن تُصقل، إذا وُجهت إلى مسار إيجابي مدعوم بالعمل والتربية والمُمارسة، ثم أن الرحمة والحلم اختياران يتعزّزان بالتربية الروحية والتربوية، خاصة إذا كان الشخص يحرص على التحكم في غضبه، ويُجاهد نفسه على عكس طبعها.
ومسك الختام، أن نقول، لا يعتذر أحد بطبيعته على تدني مستوى أخلاقه وسلوكه، فالتغيير إرادة لمن عزم على ذلك، كما نقول كن حذّرا في التعامل مع من هذه أخلاقة، كي لا تلدغ كما لدغ الضفدع وتغرق كما غرق.

azmani21@hotmail.com

“قيادتنا قدوتنا”.. حملة تبرع في إدارة مساجد الدمام لدعم بنوك الدم

نظّم فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية، ممثلاً في إدارة المساجد بالدمام، اليوم الخميس، حملة للتبرع بالدم تحت شعار ”قيادتنا قدوتنا“.

وتأتي هذه المبادرة، التي أقيمت بالتعاون مع مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، اقتداءً بالمبادرة الكريمة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ضمن الحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم.

الحملة الوطنية للتبرع بالدم

وشهدت الحملة، التي أقيمت بمقر إدارة المساجد، مشاركة واسعة وتفاعلًا كبيرًا من منسوبي الإدارة، الذين توافدوا للتبرع بدمائهم، في مشهد جسد أسمى معاني التكافل والعطاء والمسؤولية المجتمعية.

وتهدف هذه المبادرة الإنسانية إلى دعم الجهود الوطنية الرامية إلى توفير احتياجات بنوك الدم في المنطقة، والمساهمة في إنقاذ حياة المرضى والمحتاجين، فضلًا عن ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والإنساني.

وتعكس هذه الحملة حرص فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية على تعزيز دوره في خدمة المجتمع، وتفعيل المشاركة المجتمعية لمنسوبيه، بما ينسجم مع رسالة الوزارة في غرس قيم العطاء والبذل، واستلهامًا من توجيهات القيادة الرشيدة في تشجيع العمل الخيري والإنساني.

لابد من المحافظة على هذا المكون

aldabaan@hotmail.com

القبيلة مكون أساس من مكونات المجتمع، ولذلك لابد من المحافظة على هذا المكون والرقي به، وتقديم ما يدعم إنسانه ويرقى به.

أين الجهود المقدمة للرقي بأبناء وبنات القبائل من شيوخها ورجال أعمالها ومبدعيها؟

وعلى رأس ذلك إنشاء الصناديق العائلية التي تسهم في كفالة المحتاجين ورعاية الأيتام، وتقدم جوائز التفوق العلمي فترقى بابن القبيلة ومن ثم بالقبيلة، ومن كان يفكر بالصعوبات التي ستواجهه سيخسر قبل قبيلته الكثير.

الخلل واضح في ترتيب الأولويات لدى بعض القبائل، فالانشغال بما يفرّق ولا يجمع، ويؤخر ولا يقدم، ويجعل البعض أسير الماضي لا يحقق الكثير، فإنما القبائل بحاضرها ومستقبلها.

عندما نقرأ سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم نرى اهتماماً بالقبيلة وحرصاً عليها، سواء قبيلته قريش، أو بالقبائل الأخرى التي عرض نفسه عليه طوال سنوات دعوته، من السنة الرابعة من النبوة، وفي سنة ذي القعدة سنة عشر استغل موسم الحج فعرض الإسلام على القبائل والأفراد، قبيلةً قبيلة، يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إليه، وبدأ يطلب منهم من هذه السنة أن يؤووه وينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به.

حتى بلغ عدد القبائل التي عرض نفسه عليها أكثر من خمس عشرة قبيلة: بنو عامر بن صَعْصَعَة، ومُحَارِب بن خَصَفَة، وفزارة، وغسان، ومرة، وحنيفة، وسليم، وعَبْس، وبنو نصر، وبنو البَكَّاء، وكندة، وكلب، والحارث بن كعب، وعُذْرَة، والحضارمة، وقد تلقّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ردوداً لا تليق من بعض القبائل ومع ذلك استمر، فقد أتى بطناً من قبيلة بني كلب يقال لهم: بنو عبد الله، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، حتى إنه ليقول لهم صلى الله عليه وآله وسلم: “يا بني عبد الله، إن الله قد أحسن اسم أبيكم”، وجاء إلى بني حنيفة فأتاهم في منازلهم ودعاهم إلى الله وكان ردهم قبيحاً ومع ذلك لم يتراجع صلى الله عليه وآله وسلم.

إذن قبائلنا بحاجة إلى عقلائنا وأصحاب الرأي فينا، ولا يجب أن نتخلى عنها مهما ظننا أننا نستطيع الابتعاد عنها.

فقبيلتك هي اسمك واسم ابنائك أردت أو لم ترد.