مسابقة سنوية وخطط إلزامية.. تحول استراتيجي لأندية السلامة المرورية بالشرقية

كشفت لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية عن إطلاق مسابقة ”أفضل نادٍ للسلامة المرورية“ وإلزام كافة الأندية الطلابية في جامعات وكليات المنطقة الشرقية بتقديم خطط عمل سنوية.

جاء ذلك خلال فعاليات ”ورشة العمل الثانية لأندية السلامة المرورية“، اليوم الاثنين والتي نظمتها لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية بالتعاون مع الجمعية السعودية للسلامة المرورية «سلامة»، واستضافتها كلية الهندسة بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل.

تعزيز منظومة السلامة المرورية

وصُممت هذه المبادرة لترسيخ دور الأندية الطلابية كشريك استراتيجي في منظومة السلامة المرورية، وضمان استمرارية تأثيرها على مدار العام الأكاديمي.

وجمعت الورشة ممثلين عن الجامعات والكليات بهدف توحيد الرؤى وتفعيل دور الأندية الطلابية كشريك استراتيجي في نشر الوعي المروري.

وفي الجزء التفاعلي من اليوم، انخرط المشاركون في ورشتي عمل متخصصتين؛ الأولى ركزت على ”الخطط المستقبلية لأندية السلامة المرورية“ بإدارة الدكتور عبد الحميد المعجل والمهندس إبراهيم الشريدة، بينما خُصصت الثانية لممثلي الجامعات لمناقشة سبل ”تفعيل أندية السلامة المرورية“.

وخلال جلسات العمل، شدد الخبراء والمختصون على أن تحقيق سلامة مرورية مستدامة يتجاوز مفهوم الالتزام بالقوانين خوفًا من الرقابة، ليرتكز على بناء قناعات وقيم داخلية.

استراتيجية السلامة المرورية الشاملة

وتطرقت الورشة إلى استراتيجية السلامة المرورية الشاملة التي تقوم على أربعة مسارات متكاملة تشمل التوعية، والضبط الهندسي للطرق، والإنفاذ القانوني، وصولًا إلى الاستجابة الفعالة للحوادث.

وأكد خبراء ومختصون خلال الورشة أن هذا التوجه نحو العمل المؤسسي المنظم هو السبيل الأمثل لغرس ثقافة مرورية حقيقية.

وفي هذا السياق، أوضح عضو لجنة السلامة المرورية، خميس الزهراني، أن تحقيق السلامة المستدامة لا يكمن في الخوف من الرقابة الأمنية، بل في الوصول إلى مرحلة من الانضباط النابع من قناعة داخلية.

وأشار إلى أن الاستراتيجية الشاملة للسلامة تقوم على أربعة مسارات متكاملة تبدأ بالتوعية لرفع الإدراك، تليها إجراءات الضبط القانوني، ثم التطوير الهندسي للطرق والبنية التحتية، وصولاً إلى كفاءة الاستجابة للحوادث لتقليل الأضرار، مستشهداً بحادثة مروعة لسائق أصيب بالشلل ليس بسبب الحادث، بل نتيجة تدخل غير متخصص لإنقاذه.

تغيير الأفكار والقناعات السلبية

وشدد الزهراني على أن السلوكيات الخطرة على الطريق غالباً ما تكون نتيجة لأفكار وقناعات سلبية ترسخت في اللاوعي، وأن تغييرها يبدأ بمعالجة هذه الأفكار لترسيخ قيم أساسية تشمل الانضباط، واحترام الآخرين، والتسامح مع أخطائهم، والصبر، مؤكداً أن هذه القيم، متى أصبحت جزءاً من ثقافة المجتمع، ستسهم بشكل مباشر في إنقاذ الأرواح وحفظ الممتلكات، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

الوعي المجتمعي ضروري لغرس القيم

من جهته، أكد المهندس تميم المعتوق، رئيس مجلس إدارة جمعية ”رائد“ لتمكين القيادات الشبابية، أن العمل التطوعي يمثل ركيزة أساسية ومكملاً استراتيجياً للجهود الحكومية.

وأوضح أن الأنظمة الرسمية وحدها لا تكفي ما لم يدعمها وعي مجتمعي والتزام طوعي، معتبراً المتطوعين حلقة الوصل الأكثر فاعلية لغرس هذه الثقافة، لأنهم ينطلقون من فهم عميق لواقع المجتمع ويتحدثون لغته.

ولفت المعتوق الانتباه إلى أن الوعي بالثقافات المرورية المختلفة يلعب دوراً حاسماً في تجنب الحوادث، مستدلاً بحادثة فريدة في مكة المكرمة حيث كان اختلاف اتجاه السير في بلدان بعض القادمين سبباً في حوادث دهس.

وأكد أن الهدف من التطوع ليس القضاء التام على الحوادث، وهو أمر شبه مستحيل، بل تقليلها والحد من آثارها المدمرة، مشيراً إلى أن المتطوع نفسه هو المستفيد الأول من هذه التجربة بما يكتسبه من مهارات وشعور بالمساهمة الفعالة في حماية مجتمعه.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *