“صيف عالمي لأكاديمية مهد”.. سبعة معسكرات دولية تصنع مستقبل الرياضة السعودية

شهد صيف عام 2025 نشاطًا استثنائيًا لأكاديمية مهد الرياضية، التي واصلت مسيرتها في صناعة أبطال المستقبل من خلال تنظيم سبعة معسكرات دولية امتدت عبر عدة دول حول العالم، من تايلند واذربيجان إلى فنلندا وإنجلترا وإسبانيا وبلغاريا ولوكسمبورغ، لتمنح المواهب السعودية فرصة فريدة لخوض تجارب احترافية في بيئات رياضية متقدمة.

وقد جاءت هذه المعسكرات لتجسد رؤية الأكاديمية في الاستثمار الحقيقي بالموهبة الوطنية، حيث لم تقتصر على التدريب البدني والفني فحسب، بل شملت بناء شخصية متوازنة للرياضي تقوم على الثقة والانضباط والعمل الجماعي، وفي إنجلترا، أقامت الأكاديمية معسكرًا في مدينة ريدنغ خلال شهر أغسطس بمشاركة سبعة وثلاثين لاعبًا من فئتي تحت 13 و14 عامًا، ليختتموا مشاركتهم بإنجاز مشرف تمثل في الفوز بالكأس الفضية لفئة 2012 بعد سلسلة من المباريات أظهرت التطور الكبير في مستواهم، أما في لوكسمبورغ، فقد خاض فريق فئة 2015 أكثر من عشر مباريات ودية إلى جانب بطولتين، ليعود اللاعبون أكثر نضجًا من الناحية التكتيكية والفنية، وأكثر انسجامًا داخل الملعب.

ولم يكن صيف مدريد أقل إثارة، حيث شاركت الأكاديمية في بطولة كأس مدريد الدولية التي جمعت اثنين وثلاثين فريقًا من نخبة الأندية العالمية مثل ريال مدريد وتشيلسي وباريس سان جيرمان، لتمنح المواهب السعودية تجربة استثنائية في مواجهة أبرز الأسماء الكروية الصاعدة على مستوى العالم، وفي بلغاريا، عاش ستة عشر لاعبًا تجربة تدريبية مكثفة ركزت على تطوير المهارات الفردية والجماعية، مع مباريات ودية أمام مدارس أوروبية مختلفة ساعدت على توسيع آفاقهم الكروية.

كما أولت الأكاديمية اهتمامًا خاصًا بالرياضات القتالية، فنظمت معسكرًا لرياضة التايكوندو في بانكوك شارك فيه أربعة لاعبين خضعوا لبرامج تدريبية مكثفة أظهرت انعكاسها المباشر على أدائهم وثقتهم بأنفسهم، إلى جانب معسكر للجودو في باكو بمشاركة موهبتين، ركّز على رفع الجاهزية البدنية والفنية وإعدادهم للاستحقاقات الدولية المقبلة، وفي فنلندا، كان الموعد مع تجربة مميزة لرياضة جري السرعات، حيث خضع ستة لاعبين لبرامج بدنية وتقنية متقدمة امتدت لثلاثة أسابيع، حقق خلالها العداء مراد كعبي إنجازًا لافتًا بفوزه بالمركز الأول في سباق 800 متر ضمن بطولة لوهيا للناشئين بزمن بلغ دقيقتين وتسع ثوانٍ، ليكتب فصلًا جديدًا من النجاحات الدولية للمواهب السعودية الناشئة.

إن ما تحقق خلال صيف 2025 يؤكد أن الاستثمار في المواهب الوطنية عبر معسكرات دولية وتجارب احترافية هو ركيزة أساسية في بناء مستقبل رياضي مشرق. فقد أسهمت هذه المعسكرات في تطوير القدرات البدنية والفنية للمشاركين، وعززت شخصياتهم بقيم الانضباط والمسؤولية، ومنحتهم خبرات تنافسية حقيقية تعكس جاهزيتهم لخوض الاستحقاقات المقبلة. ومن هذا المنطلق، تواصل أكاديمية مهد التزامها الراسخ برعاية المواهب وصناعة جيل سعودي قادر على المنافسة عالميًا ورفع راية الوطن عاليًا، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي وضعت الرياضة في قلب مسيرة التنمية الوطنية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *