فرحة الانتصار

بعد عامين من حرب مدمّرة أنهكت غزة وخلفت آلاف القتلى، يقف القطاع اليوم على أعتاب هدنة تاريخية مع إسرائيل، وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية والإفراج عن الأسرى والرهائن انتصار، عسى أن يدوم ما دامت الحياة. جاء النصر وانتصرت غزة.
إن قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين، قضية إنسانية بالدرجة الأولى، وفلسطين دولة مسلمة، والاعتداء عليها يعني الاعتداء على المسلمين في العالم، بل على المجتمع الإنساني والدولي، ما تواجهه غزة هي ليست جريمة إنسانية متكاملة الأركان والشروط، بل هي إبادة إنسانية كاملة، إبادة وتهجير قسري من قبل الكيان الصهيوني المحتل.
بدأ موقف المملكة من قضية فلسطين منذ عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، حيث بدأت من مؤتمر لندن عام 1935م المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، وقامت المملكة بدعم ومساندة القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا تزال.
فالقضية الفلسطينية، كانت ولا تزال قضيتها الأولى، حقوقه المشروعة، وأهمها إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتعتبـر المملكة العربية السعودية مـن أكثر الدول العربية والإقليميـة اهتماماً بالقضيـة الفلسـطينية، وأكثرهـا حرصاً علـى حصـول الفلسـطينيين علـى حقوقهـم كاملة فـي إقامـة دولتهـم المسـتقلة منـذ عهـد الملـك عبدالعزيـز ـــ طيب الله ثراه فقـد كان أول قائـد عربـي طالـب قـادة دول العالم الكبـرى بحـل القضيـة الفلسـطينية، حـلًا عـادلًا يعيـد الحـق إلـى أصحابـه، ويمنـع الصهاينـة مـن الاسـتيلاء علـى أراضـي الغيـر بالقـوة. وتابـع أبناؤه البررة مـن بعده ملـوك المملكة اهتمامهـم بالقضيـة الفلسـطينية، وصـولًا إلـى خادم الحرميـن الشـريفين الملـك سـلمان بـن عبـد العزيـز وسـمو ولـي عهـده صاحـب السـمو الملكـي الأمير محمد بـن سـلمان بـن عبـدالعزيز، -حفظهما الله ورعاهما- ليسـتكملا المسـيرة.
واليوم تنتصر غزة، وفرحة الانتصار لا تعادلها فرحة، شعور غامر بالفرح والسعادة والنشوة.
فرحة الانتصار على الظلم وعودة الأرض لأصحابها الحقيقيين، فسلام ومحبة وفخر واعتزاز لأرضٍ كلّ من فيها يقول «أنا الصمود» أنا الإيمان بقضيتي قضية المسلمين كافة، نحمد الله على سلامة من بقي منهم، ورحم الله من رَحَل شهيداً إلى الفردوس الأعلى من الجنة.
بعد 735 يوما من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح يوم الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2025 مع إعلان الجيش الإسرائيلي انسحاب قواته نصر مؤزر.
نصر من الله وفتح قريب، إنّ مع العسر يسراً. وسوف تستمر مسيرة النصر بقدرة الله حتّى يرفرف العلم الفلسطيني في القدس وفي كل فلسطين بإذنه تعالى.
مظاهر الفرح والسرور تملأ كل شبر من أرض غزة الصمود والكرامة، نصر لا يزول ولن يزول بأمر الله، سلامٌ لأرضٍ كلّ ما فيها يقول «أنا الصمود».
اللهم انصر إخواننا في فلسطين نصراً يتعجب له أهل السماوات والأرض.
Aneesa_makki@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *