بحثتُ في أصول المصطلحات الإنجلزية ومقارنتها بما تعارفنا عليه في أقوالنا العربية فوجدتُ أن أقرب تشابه بين قولنا: الحمد لله على السلامة، ومثيلها بالإنجليزية هو مصطلح:
Glad you made it back
الحمد لله على السلامة، تلك التهنئة عامة، تقال في مناسبات كثيرة، لعل من بين تلك المناسبات القدوم من سفر. ومن شدة الولع بمناسبة القدوم من السفر كان رفاق الرحلة «خويا السفر» يتناولون طعاما عند أحدهم في اليوم التالي لقدومهم. ويأتي ذلك بتنبيه أو دعوة من أيسرهم حالا، عادة.
والعودة من سفر كانت في القديم مناسبة تستحق. خصوصاً الذين عادوا بعد غياب طويل عبر سفر طويل وشاق وربما خَطِر. عادوا إلى المنزل وجدرانه وناسه والحارة والمسجد والصحب و»القهاوي» وسوق المدينة.
الوليمة تلك يسمونها «عيد السلامة». ولا أرى لها مثيلاً أو مرادفاً أو ذكراً في أدب الغرب. والسفر كان شقاءً، والعودة منه كانت سعادة والأسرة لا تحتفل فقط بل تتبادل التهاني «آنسكم.. في الحجاز». و «هناكم الاوّال.. لهجة دارجة تقول: نهنئكم بعودة غائبكم»- لهجة القصيم. و»الأوال فصيحة من آل َ… يؤولُ. أي عاد.
وعلى الرغم من تطور وسائل المواصلات وتكنولوجيتها إلا أننا ما زلنا نشعر بالعذاب والتعب على الرغم من كل هذا. حتى السفر بالطائرة لمدة ساعتين مثلاً ومع قصر الوقت والمرء ما تزال متاعبه تشعره بشيء غير عادي في بدنه.
وأرى أن الناس الآن يفكرون بسلامة تأكيد حجز سفرهم أل.. «أوكي»، وحجز فنادقه «كونفيرميشن»، أكثر من تذكّر ساعة العودة إلى الدار.
أقول كان الرجل يُسافر طلباً للرزق، ويقبل بالسكنى البسيطة والوجبات المتواضعة، ولا ألومه إذا احتفل ومن معه بيوم العودة إلى مرابع الأهل والأقارب والصحاب
بلغ السخف بالعائدين من رحلات ترف وسياحة وتسوّق أن يقولوا: يحتاج لنا أيام كي «نتأقلم !» قصدهم مع بيئتهم.
binthekair@gmail.com