تلقي أزمة انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم بظلالها على المنتخب العراقي الذي يستعد لمواجهة حاسمة أمام المنتخب السعودي في الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.
ويحتضن ملعب الإنماء في جدة، الثلاثاء المقبل، المباراة الحاسمة التي يكفي فيها الأخضر التعادل للعبور إلى نهائيات كأس العالم في حين لا بديل أمام “أسود الرافدين” سوى الفوز من أجل التأهل الغائب منذ 40 عامًا.
وجاء غياب “يونس محمود” النائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عن بعثة منتخب بلاده التي توجهت إلى جدة، ليعيد حالة من الجدل إعلاميًا وجماهيريًا، لاسيما وأن الاتحاد السعودي أنهى كافة الإجراءات لقائمة المنتخب العراقي بمن فيهم يونس محمود الذي يملك تأشيرة لدخول المملكة، لكن عدم حضوره لم يكن للاتحاد السعودي أي علاقة به، بل إن الأمر يخص “الاتحاد العراقي”.
وكشف الإعلامي “بتال القوس” عبر برنامجه “في المرمى” على قناة العربية أن عدم تواجد يونس محمود مع بعثة منتخب العراق قد يعود إلى المنافسة بينه وبين عدنان درجال الرئيس الحالي للاتحاد العراقي.
من جانبه قال نجم الكرة العراقية السابق نشأت أكرم في تصريحات عبر برنامج “المجلس” على قناة الكاس إن عدنان درجال ويونس محمود عليهما حل مشاكلهما بعيدًا عن المنتخب العراقي قائلًا: “اقعدوا حلوا مشاكلكم .. مدخلين العراق بدوامة”.
أزمة درجال ويونس
أزمة درجال ويونس تعود إلى صيف 2023 عندما كشفت تقارير صحفية عن “عراك بالأيدي” بين الثنائي بسبب رغبة “محمود” في أن يكون ممثلاً للاتحاد العراقي في الاتحاد الخليجي، بعد أن رشح درجال نائبه الأول علي جبار لشغل المنصب المذكور.
وقام درجال، وبعد جهود كبيرة بذلها عضو الاتحاد العراقي غانم عريبي، بالاعتذار من نائبه الثاني يونس محمود، حيث قبل الأخير الاعتذار وتنازل عن القضية القانونية التي كان يعتزم تقديمها إلى المحاكم العراقية ضد درجال، ولتنتهي الأزمة بمصالحة بين الطرفين، وقد نشر غانم عريبي صورة لدرجال ويونس محمود وهما يسلمان على بعضهما البعض، على صفحته الشخصية.
ويتنافس درجال ويونس بالإضافة إلى إياد بنيان على رئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم وذلك في الانتخابات التي كان مقررًا لها 16 سبتمبر الماضي، قبل أن يصدر”فيفا” قرار بتعليقها.
تعليق الانتخابات.. أزمة جديدة
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تعليق انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم في أعقاب رد على الرسالة العراقية بشأن التحديات التي تواجه العملية الانتخابية المقبلة، وذلك في ضوء المخاوف المتزايدة من خروقات قانونية وإجرائية تمس نزاهة العملية الانتخابية.
وأوضح “فيفا” والاتحاد الآسيوي في كتاب موجّه إلى الاتحاد العراقي أن الشكاوى والاعتراضات التي وصلت إليهما من أعضاء في اللجنة التنفيذية وعدد من الأطراف الأخرى خلال الأسابيع الماضية، كشفت عن قلق بالغ من أداء لجنة الانتخابات ولجنة الاستئناف واستقلاليتهما، فضلاً عن ملاحظات على سير بعض العمليات الانتخابية في الاتحادات الإقليمية والفرعية.
وأشار “فيفا” والاتحاد الآسيوي إلى أن الظروف الراهنة لا تسمح بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، ما دفعهما إلى طلب التعليق الفوري للإجراءات الانتخابية حتى إشعار آخر، على أن يتم إرسال لجنة مشتركة لتقصي الحقائق إلى بغداد، تعقد سلسلة اجتماعات مع اللجنة التنفيذية وإدارة الاتحاد وجميع الأعضاء المنتخبين في لجنتي الانتخابات.
وكان يونس محمود كشف في وقت سابق عن أسباب ترشحه لتولي منصب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حيث كشف الشهر الماضي في مؤتمر صحفي عن حجم الخلافات بينه وبين درجال حيث لفت إلى أنه سبق واتفق معه على أن يتولى إدارة المنتخب الوطني قبل أن يسحب الأخير هذا الاتفاق، مشيرًا إلى أن خلافهما بدأ من السنة الثانية من الدورة المنقضية، مضيفًا: “خلافي مع درجال أنني لا أبحث عن الهبة في المال! أريد المال الرسمي من البرلمان، أمي ولدتني حر ولايمكن أخضع لأحد وطموحي أكون وزير”.