كنت هناك.. الحدث الذي غير العالم!!

كنت هناك.. يوم حصل ذلك الحدث الذي غير العالم.. نعود بالذاكرة إلى الشهر الماضى.. شهر سبتمبر .. حيث صادف مرور اربعة وعشرين عام على حادثة هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
ذلك الحدث الذي لم يكن مجرد عملية إرهابية استهدفت رموز القوة الأميركية، بل كان حدثاً ضخماً شكل محطة فارقة أعادت تشكيل النظام الدولي.
صور انهيار برجي مركز التجارة العالمي لم تكن صدمة عابرة، بل إعلاناً عن انتقال العالم إلى مرحلة جديدة اتسمت بالقلق، التشدد الأمني، وتنامي سياسات التدخل العسكري. أما استهداف مقر وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، فكان بمثابة رسالة بأن المظلة الأمنية التي طالما اعتبرت حصينة لم تعد كذلك.
في تلك اللحظات كنت أدرس في سان دييغو التي عاش فيها ثلاثة من خاطفي الطائرات.
المدينة كانت بعيدة جغرافياً عن نيويورك قريبة شعورياً من قلب الحدث، فقد عاشت بدورها صدمة غير مسبوقة إذ أُغلقت المطارات، وشددت الإجراءات في كل زاوية، وارتفعت حدة النقاشات بين الطلاب والأساتذة حول أسباب ما جرى ومآلاته.
هنا برزت ملامح التحول المبكر: الأمن اليومي أصبح جزءاً من السياسة، والسياسة صارت محكومة بالخوف من المجهول.
وجودي هناك أتاح لي أن أنقل آن ذاك وتحديداً عبر ممارسة العمل الصحفي قراءة مختلفة، لا تكتفي بالصور المروعة أو البيانات الرسمية، بل تسلط الضوء على انعكاسات الهجمات في المجتمع المحلي: ارتباك الطلاب، قلق الأسر، وانقسام الرأي العام بين البحث عن الحقيقة ومطالبة الدولة بالانتقام، وتحركات مكتب التحقيقات الفيدرالي «أف. بي. آي» الذي كان يزور الطلاب العرب والمسلمين. يعتقل بعضهم ويحقق مع البعض الآخر.
هذه التفاصيل الميدانية منحت التغطية بعداً أعمق يتجاوز العناوين العاجلة.
لقد غيرت أحداث 11 سبتمبر مسارات عدة: أعادت صياغة قوانين الطيران والهجرة. أطلقت “الحرب على الإرهاب”، ورسخت هيمنة الملف الأمني على العلاقات الدولية والإعلام على حد سواء.
ومانراه اليوم من سياسات دولية متشابكة، وصعود تيارات متطرفة، ليس إلا امتداداً لذلك الزلزال السياسي.
إن استعادة هذه الذكرى تذكرنا بأن الهجمات لم تكن حدثاً عابراً، بل نقطة تحول كبرى.
نهاية:
التفجيرات أنتجت عالماً جديداً ما زلنا نعيش تبعاته ونتأمل في معانيه.
alfaleh222@yahoo.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *