دور جوهري بالتنمية.. كل ما تريد معرفته عن البريد في يومه العالمي

يُحتفل باليوم العالمي للبريد سنويًا في التاسع من أكتوبر، وهو يوافق الذكرى السنوية لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي عام 1874 في العاصمة السويسرية برن.

أُقرّ هذا اليوم يومًا عالميًا للبريد بقرار من مؤتمر الاتحاد المنعقد في طوكيو عام 1969، ومنذ ذلك الحين تحيي دول العالم المناسبة سنويًا، وتغتنم إدارات البريد الفرصة للتعريف بخدماتها أو تدشين منتجات جديدة.

في عام 2015، تعهّدت دول العالم مجتمعة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تهدف إلى إنهاء الفقر والجوع، والتصدي للتمييز والظلم، واتخاذ تدابير حاسمة لمواجهة تغيّر المناخ، في إطار منظومة متكاملة من سبعة عشر هدفًا ترمي إلى مستقبل أكثر عدلًا واستدامة، وفي هذا السياق، يضطلع البريد بدور جوهري من خلال ما يوفره من بنية تحتية تدعم مسارات التنمية حول العالم.

تأسس الاتحاد البريدي العالمي (UPU) عام 1874، ومقره برن في سويسرا، وهو ثاني أقدم منظمة دولية في العالم بعد الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).

ويُعنى الاتحاد بتنسيق السياسات البريدية بين الدول الأعضاء، وإدارة النظام البريدي العالمي، كما أصبح في الأول من يوليو عام 1948 وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة.

البريد في خدمة الإنسان

يحمل اليوم العالمي للبريد لعام 2025 شعار “البريد في خدمة الإنسان” (PostForPeople)، تحت عنوان فرعي “خدمة محلية.. ونطاق عالمي”.

ولا يزال أكثر من ثلث سكان العالم محرومين من الاتصال الرقمي، بينما لا تنشط نصف الشركات التجارية في الأسواق الإلكترونية، وفي كثير من المناطق النائية تظل مكاتب البريد المنفذ العام الوحيد إلى الخدمات، لتصبح بذلك بوابات أساسية إلى الاقتصاد الرقمي.

يستخدم أكثر من مليار ونصف المليار شخص حول العالم، أي ما يعادل نحو 28% من البالغين، الخدمات المالية الأساسية مثل الدفع وتحويل الأموال والادخار عبر الشبكات البريدية.

وتُتيح 53% من مكاتب البريد في العالم خدمات التأمين، وهي خدمة مالية مهمة تعزّز قدرة ذوي الدخل المحدود على مجابهة تقلبات الموارد وعدم انتظام الدخل.

ومع وجود أكثر من 650 ألف مكتب ونحو 5.3 مليون موظف، يظل البريد الجهة الأقدر على إيصال الخدمات إلى الجميع أينما وُجدوا، بفضل تفويض الخدمة العامة الممنوح له من حكومات كثيرة.

الطرائف المرتبطة بتاريخ البريد

ومن الطرائف المرتبطة بتاريخ البريد، واقعة ماي بيرستورف، الطفلة التي أرسلها والدها في فبراير عام 1914 إلى منزل جدها على بُعد 73 ميلًا.

كان ساعي البريد أحد أقاربها، ودفعت العائلة 53 سنتًا مقابل الطوابع التي وُضعت على معطفها البالغ عمرها ست سنوات تقريبًا.

وبعد أن علم مدير مكتب البريد العام ألبرت س. بورليسون بالقصة، أصدر قرارًا يمنع إرسال البشر بالبريد، إلا أن بعض الأهالي استمروا في ذلك لفترة، إذ أرسلت امرأة ابنتها البالغة من العمر ست سنوات عام 1915 من فلوريدا إلى فيرجينيا، على مسافة 720 ميلًا، في أطول رحلة بريدية من نوعها، مقابل 15 سنتًا فقط.

أقدم مكتب بريد في العالم

كان منصب مدير مكتب البريد في ذلك الوقت منصبًا مرموقًا يشغله عادة رجال من أصحاب المكانة مثل عمداء المدن أو مديري المدارس وكتبتها.

أما أقدم مكتب بريد في العالم، وهو مكتب سانكوهار في اسكتلندا، فقد عُرض للبيع عام 2014 بسبب الخسائر المستمرة، لكنه أُغلق بعد فشل العثور على مشترٍ، قبل أن يُعاد افتتاحه عام 2015 تحت إدارة جديدة، مع إنشاء متحف بريدي داخله ليصبح أول متحف بريد في اسكتلندا.

يعود تاريخ الخدمات البريدية إلى ما قبل عام 2400 قبل الميلاد، حين استخدم الفراعنة سعاة البريد لنقل المراسيم عبر أراضي الدولة.

وأقدم رسالة بريدية معروفة عُثر عليها في مصر أيضًا، وتعود إلى عام 255 قبل الميلاد في مدينة أوكسيرينخوس.

أما أول الظروف البريدية فكانت مصنوعة من القماش أو جلود الحيوانات، قبل أن تظهر الظروف الورقية في الصين خلال القرن الثاني قبل الميلاد مع اختراع الورق.

الطابع البريدي اللاصق

وفي عام 1837، اخترع المعلم الإنجليزي رولاند هيل الطابع البريدي اللاصق، فكوفئ على ذلك بلقب فارس، وكان له الفضل في إطلاق أول نظام طوابع بريد في العالم بإنجلترا عام 1840، حيث وضع أيضًا نظام التسعير الموحد القائم على الوزن بدلًا من الحجم، ما جعل الدفع المسبق لإرسال البريد ممكنًا وعمليًا.

وحققت إصلاحاته نجاحًا واسعًا، فبعد تطبيق خدمة البريد مقابل بنس واحد فقط عام 1840 ارتفع عدد الرسائل إلى أكثر من الضعف، وتضاعف مجددًا خلال عشر سنوات.

وأول طابع بريدي في العالم كان “بيني بلاك”، الذي صدر في بريطانيا في الأول من مايو عام 1840، وحمل صورة الملكة فيكتوريا.

أما أول رسالة استخدم فيها هذا الطابع فكانت بتاريخ الثاني من مايو عام 1840، حين تلقى ويليام بلينكينسوب جونيور، مدير أحد مصانع الحديد في بلدة بيدلينغتون، رسالة مختومة بـ”بيني بلاك” أُرسلت من لندن على بُعد نحو 300 ميل.

وفي عام 1913، بدأت مكاتب البريد في قبول الطرود التي تزيد قيمتها عن أربعة جنيهات لأول مرة، بينما كان تسليم البريد في بداياته يتم يدويًا من خلال النوافذ دون وجود عدادات أو صناديق، حيث كان العملاء ينقرون على النافذة لتسليم رسائلهم ودفع الرسوم المطلوبة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *