واتّفق لوكورنو مع حلفائه في مقرّ رئاسة الوزراء على أن “تركّز” المباحثات على موازنة العام 2026 ومصير كاليدونيا الجديدة، الأرخبيل الفرنسي الواقع في جنوب المحيط الهادئ.
ودعا كلّ الأحزاب السياسية إلى لقائه بحلول صباح الأربعاء. لكن سرعان ما رفض حزب التجمّع الوطني (يمين متطرّف) الدعوة، مشدّدا على مطلبه بحلّ الجمعية الوطنية، وكذلك فعل حزب فرنسا الأبيّة (يسار راديكالي).
ماكرون في عزلة
وبات رئيس وزرائه السابق إدوار فيليب (2017-2020) يدعوه إلى الرحيل قبل نهاية ولايته وتنظيم “انتخابات رئاسية مبكرة”.
واعتبر الحليف القريب لماكرون أنه “ينبغي ألا نواصل ما نشهده منذ ستة أشهر طوال 18 شهرا بعد”، أي حتّى نهاية الولاية الرئاسية في 2027، مشيرا إلى أن الدولة “لم تعد مضبوطة”.
وصدر موقف مماثل الإثنين عن رئيس سابق آخر للحكومة هو غابرييل أتال (يناير – سبتمبر 2024) الذي كان مقرّبا جدّا من إيمانويل ماكرون وبات ينأى بنفسه عن الرئيس، إذ قال “لم أعد أفهم قراراته”.
لكنّ المتحدثة باسم الحكومة المستقيلة أورور بيرجيه، شدّدت في تصريح على أنّ ماكرون سيظل رئيسًا “حتى اللحظة الأخيرة من ولايته”، معتبرة أنه من وجهة نظر دستورية “مسألة الاستقالة لا وجود لها”.
مهمّة صعبة
والمهمّة صعبة جدّا إن لم تكن مستحيلة للوكورنو الذي شغل أقصر ولاية على رأس حكومة في الجمهورية الخامسة. وقد كلّفه الرئيس مجدّدا مساء الإثنين إجراء “مفاوضات أخيرة” بحلول الأربعاء بغية “تحديد إطار للتحرك والاستقرار في البلاد”.
وصدر موقف اكثر اعتدالا من وزير الداخلية المستقيل برونو روتايو الذي تسبّب بالأزمة الإثنين مع التهديد بالانسحاب من الحكومة تنديدا بتعيين وزير الاقتصاد السابق برونو لومير.
واقترح الثلاثاء أن يشارك حزب الجمهوريين في حكومة “تعايش” مع الماكرونية شرط عدم “تمييع” حزبه، لكنه لم يحضر صباحا اجتماع “الركيزة المشتركة” وهو الائتلاف الهشّ بين اليمين والوسط القائم منذ حلّ الجمعية الوطنية في 2024.
وجازف ماكرون وقتها بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في مسعى لتعزيز سلطته عقب تحقيق اليمين المتطرف فوزا كبيرا في الانتخابات الأوروبية، إلا أن هذه الخطوة أدت الى برلمان مشرذم بين ثلاث كتل متخاصمة لا يملك أي منها غالبية مطلقة.
وأشار الرئيس إلى أنه في حال النجاح في تشكيل حكومة جديدة، فلن يعيّن لوكورنو تلقائيا رئيسا جديدا للوزراء إذ يقتصر دوره في هذه المرحلة على معرفة إن كان من الممكن استنباط “سبل للتسوية”.
وفي أيّ حال، فإنّ ماكرون “سيتحمّل مسؤولياته” إذا ما فشلت المحادثات مجدّدا في التوصّل إلى النتيجة المرجوّة، بحسب أوساط مقرّبة منه، مع التلويح بحلّ البرلمان من جديد.
يسار مشتت الصفوف
وأبدت الوزيرة المستقيلة ورئيسة الوزراء السابقة إليزابيت بورن الثلاثاء انفتاحها على “تعليق” الإصلاح المثير للجدل والذي تبنّته حكومتها في العام 2023. واقترحت تعليق المناقشات حتى إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في العام 2027.