اليوم، أصبح الإعلام جزءًا من حياة الإنسان اليومية فهو الذي يوقظه على الأخبار العاجلة وأيضاً يشاركه تفاصيل القضايا الاجتماعية والسياسية، ويؤثر في قراراته الشرائية وحتى في قناعاته الفكرية، ولكن هذا التأثير لا يخلو من التناقضات. فمن جهة ساعد الإعلام على نشر المعرفة ورفع مستوى الوعي وربط الناس بمختلف الثقافات حول العالم. ومن جهة أخرى فتح الباب أمام انتشار الأخبار الكاذبة والتلاعب بالمشاعر وزيادة الاستقطاب بين الأفراد والجماعات.
وهنا يظهر التحدي الحقيقي وهو كيف يمكن للمتلقي أن يميز بين المعلومة الصحيحة والزائفة؟ الإعلام كوسيلة للتثقيف والتنوير حيث أنه يلعب الإعلام هنا دورًا مهمًا في نشر المعرفة وزيادة الوعي فهو يفتح نافذة على العالم ويوفر للمجتمعات فرصة الاطلاع على قضايا متعددة مثل تغطية الأحداث العالمية مثل ما يحدث في الكوارث أو الأزمات الصحية والتي ساعدت على توحيد الجهود وتبادل الخبرات وبهذا المعنى يمثل الإعلام قوة إيجابية تدفع نحو التقدم. ويأتي الإعلام كأداة للتأثير وصناعة الرأي العام الإعلام لا يكتفي بعرض الحقائق فقط بل يوجه طريقة فهمنا لها من خلال اختيار العناوين والصور والزوايا ويمكنه أيضا ان يصنع انطباعات معينة أو يدفع الجمهور لتبني مواقف محددة مثل الحملات الانتخابية أو الإعلانات التجارية حيث يعتمد نجاحها على قدرة الإعلام في الإقناع والتأثير.
رغم إيجابيات التحديات والسلبيات يواجه الإعلام اليوم انتقادات حادة جدا فانتشار الأخبار الكاذبة والمحتويات المضللة أصبح ظاهرة تقلل من مصداقيته في أحد المواضيع، كما أن الاستخدام المفرط لوسائل الإعلام الرقمي أدى إلى العزلة الاجتماعية والإدمان على الشاشات وهذه التحديات تجعل من الضروري تنمية الوعي النقدي لدى الجمهور حتى لا يتحول الإعلام من وسيلة معرفة إلى أداة تضليل.
وفي النهاية يتضح أن الإعلام اليوم قوة مزدوجة عالية جدا وغنية فهو من جهة وسيلة للتثقيف والتواصل، ومن جهة أخرى أداة للتأثير قد تُستخدم بطرق سلبية ويبقى الحل في تعزيز الثقافة الإعلامية لدى الأفراد وتمييز الحقيقة من التضليل حتى يصبح الإعلام داعمًا للتطور بدلًا من أن يكون أداة للهيمنة.
وهنا يظهر التحدي الحقيقي وهو كيف يمكن للمتلقي أن يميز بين المعلومة الصحيحة والزائفة؟
layalkhaled69@gmail.com