تتردد في الأوساط الرياضية السعودية خلال الأيام الأخيرة أنباء قوية عن رغبة نادي الهلال في استعادة ظهيره الدولي السابق سعود عبدالحميد خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير 2026، وذلك بعد تجربة احترافية بدأها في روما الإيطالي وانتقل بموجبها معارًا إلى لانس الفرنسي.
ورغم أن الصفقة ما تزال في إطار التكهنات، فإن عودة اللاعب إلى الدوري السعودي تبدو خيارًا مطروحًا في ضوء حاجة الهلال لتعزيز الجبهة اليمنى بخبرة محلية وعالمية.
سعود عبدالحميد، المولود عام 1999، برز في أكاديمية الاتحاد قبل أن يرحل إلى الهلال صيف 2022 في صفقة شكلت منعطفًا مهمًا في مسيرته. ومع الهلال، ظهر اللاعب في دورين تكتيكيين متباينين: الأول كظهير أيمن تقليدي يعتمد على القوة البدنية والالتحام، والثاني كلاعب طرف متقدم يمنح الفريق حلولًا هجومية عبر العرضيات والتمريرات القطرية في ظهر الدفاعات.
لعب مع الهلال 115 مباراة في مختلف البطولات، صنع خلالها 18 هدفًا وسجل 5 أهدف، وكان عنصرًا أساسيًا في تتويج الزعيم بأكثر من لقب.
نجاحه دفع روما الإيطالي إلى ضمه صيف 2024 بعقد يمتد لعدة مواسم، ليكون أحد أوائل السعوديين في الدوري الإيطالي.
في روما، تغيّرت أدواره الفنية بسبب اختلاف المدرسة التكتيكية؛ استخدمه المدرب في شكل ظهير ضمن خط دفاع ثلاثي، يتقدم عند التحول الهجومي ويتراجع بمرونة عند الضغط العكسي. شارك في 8 مباريات خلال موسمه الأول، وحقق نسبة تدخلات ناجحة تقارب 65٪، كما حافظ على معدل تمريرات دقيق بلغ 82٪.
ومع اشتداد المنافسة على المركز الأساسي، أعار روما اللاعب إلى لانس الفرنسي في صيف 2025، منحه فرصة أكبر للعب بصورة منتظمة.
في لانس، قدّم سعود عبدالحميد مستويات لافتة دفاعيًا وهجوميًا، حيث شارك حتى الآن في 5 لقاءات وصنع هدفًا وحيدًا، مع متوسط 1.8 كرة مقطوعة في المباراة الواحدة و1.5 تشتيت، إلى جانب حضور بدني ملحوظ في الضغط على الأطراف. في خطة 4-2-3-1 التي يعتمدها المدرب، يؤدي سعود دور الظهير المتوازن القادر على تغطية المساحات خلف الجناح وبدء البناء من الخلف بتمريرات قطرية وسانحة للعمق.
تكتيكيًا، يعتمد على السرعة في التحول من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، كما يمتلك القدرة على غلق المساحات أمام الأجنحة السريعة.
ويعتمد كثيرًا على الالتحامات الأرضية والكرات العرضية المنخفضة، ما يجعله جزءًا مهمًا من أي منظومة تعتمد على الأطراف كوسيلة لصناعة الفرص.
أما على المستوى الدولي، فهو أحد العناصر البارزة في المنتخب السعودي الأول منذ 2020، شارك في تصفيات كأس العالم وكأس أمم آسيا، ويتميز بتفاهم عالي مع زملائه في خطي الوسط والدفاع، إضافة إلى مرونته في اللعب كظهير أو جناح حسب الحاجة.
الأنباء حول رغبـة الهلال في استعادته تعود إلى قناعة الإدارة الفنية بأن اللاعب قادر على إضافة بعد تكتيكي جديد، خصوصًا مع اقتراب اعتزال بعض لاعبي الخبرة واحتياج الفريق لأسماء جاهزة فنيًا ولديها تجربة خارجية.
ورغم أن لانس يمتلك بند شراء اختياري، فإن عودة اللاعب للدوري السعودي تظل مرهونة بالتفاوض مع روما، الذي لا يبدو رافضًا طالما العائد المالي مجزٍ.
الجدير بالذكر أن سعود عبدالحميد أظهر نضجًا أكبر منذ انتقاله لأوروبا، سواء في القراءة التكتيكية للمباريات أو في الانضباط الدفاعي، وهو ما يجعل مستقبله مفتوحًا على أكثر من احتمال.
ومع اقتراب شتاء 2026، ستبقى الأنظار متجهة لما ستسفر عنه المفاوضات المحتملة بين الهلال وروما ولانس، في ظل رغبة جماهير الهلال في رؤية نجمها السابق مجددًا بالقميص الأزرق.
سعود عبدالحميد مع الهلال
115 مباراة
23 مساهمة تهديفية
مع الاتحاد
89 مباراة
11 مساهمة تهديفية
مع روما
8 مباريات
2 مساهمات تهديفية
مع لانس
5 مباريات
1 مساهمة تهديفية