الفضول كمحرك للفكر، للإبداع ، والابتكار وهو واحد من أقوى الدوافع الإنسانية اللي تحرك الاستكشاف، التعلم، الفضول يساعدنا لطرح الأسئلة و للبحث عن الإجابات.
الرغبة في الاستكشاف والتعلم والتساؤل هي الدافع الأساسي الذي يدفع الإنسان نحو اكتشافات جديدة، وتحسين مهاراته، وفهم العالم من حوله، فهو يساهم في الابتكار، ويعزز التفكير النقدي، ويحسن الذاكرة والتعلم، ويدفعنا للخروج من منطقة الراحة لاستكشاف المجهول.
ما معني الفضول أولاً ؟
الفضول هو الرغبة المفرطة في معرفة أمرٍ ما، حيث تتحرك رغبة العقل البشري بشكل طبيعي لاستكشاف الأمر الذي حرك فضوله، وتستمر عملية التفكير حتى يقرر الشخص أن الأمر لا يستحق عناء التفكير، أو حتى يحصل على الإجابات والأدلة الكافية لفهمه، ويعتبر الفضول أمراً جيداً في حدّ ذاته إلا إن زاد عن حده، أو كان السعي وراءه لدوافع غير أخلاقية كإيذاء الآخرين فهنا فضول مذموم..!!
الفضول المحمود أو الايجابي مهم لأنه يحفز التعلم، ويفتح أبواب الابتكار، ويعزز الفهم العميق، ويحسن التكيف، ويغذي الإبداع ويزيد الفضول في مجالات العلم والتكنولوجيا، الفن، التاريخ والثقافة، العلوم الإنسانية، التعلم الذاتي..!!
الفضول محرك أساسي للتطور الشخصي والاستكشاف العلمي وتنمية المهارات الأساسية هي ليست مجرد رغبة في المعرفة، بل هو عقلية تفتح أفاقاً جديدة تعزز الإبداع في مختلف جوانب الحياة..!!
كيف تحيي الفضول؟
الفضول شعلة تولد معنا من النفس الأول، وبسبب العوارض، فهي معرضة بشكل كبير للانطفاء، نعم، هناك طريقة فعالة جدا لتشعل بها فضولك، وهي الإكثار من الأسئلة، أسئل نفسك باستمرار الأسئلة التالية «لماذا، وكيف، وماذا، ولو»، هذه الأسئلة كفيلة بأن تنشط مخيلتك وتثير شعلة الفضول لديك..!!
جرب أن تقرأ وردك اليومي من القرآن الكريم، ولكن بشرط!، أن تقف عند كل كلمة لا تعرف معناها وتبحث عن معناها سيكون ذلك بمثابة تمرين رائع لك، وسوف تأخذ مكافئتك على هذا الفضول بازدياد المعرفة، وسينتابك شعور رائع لن تدركه حتى تجربه بنفسك.
الفضول هو الذي أخرج آدم عليه السلام من الجنة، وهو الذي دفع إبراهيم -عليه السلام- إلى الانتقال من «رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ» إلى «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى»، وهو الذي أخرج موسى من قومه إذ قال: «لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا»، فضوله المعرفي وحبه للعلم أخرجاه من قومه بحثا عن الخَضِر -عليه السلام-، الذي أخبر اللهُ سبحانه أنه يمتلك علماً يفوق علم موسى -عليه السلام-.إن الفضول فطرة لدى كل إنسان، وهو بمثابة شعلة، فإما أن يحافظ عليها، ويطرق أبواب العلم من خلالها، وإما أن تنطفئ ويعيش كأي إنسان آخر.
شمعة مضيئة:
نحن البشر قد تثيرنا تّفاصيل الكون ويثير شغفنا، فنغرق بين الكتب والمجلات العلميّة و نتأمل كثيراً، ونقرأ في الأساطير والعلوم المختلفة ، كي تتشكّل لديه الصورة الأصح حول ما يبحث عنه فيجده.
لنخلق فضولنا الحميد ونوجّه ولعنا حيث الفائدة والعائد على المدى القريب والبعيد، دعونا نستعيد دهشة الأطفال وأن لا نختار الانطفاء قبل الأوان، أن لا نتخلى عن الفضول والرغبة الملحة في الاكتشاف ولكن لنحوّرها كيف شئنا نحو أهدافنا وأمنياتنا النبيلة، لنكن فضوليين ولكن بشرف وسمو.«من محطة الفضول كمحرك أُحدثكم..» قلمي
sa1982mu@gmail.com