حدثتني صديقتي تشكو من إحداهن أرسلت إليها رسالة تتضمن شتى أنواع الظلم والاتهامات الباطلة والكاذبة، وهي بريئة من كل ما ذُكر من اتهامات في الرسالة، أتعجب من هذا التصرف الذي أعتبره تصرفاً أهوجاً، خاصة عندما يكون بلا دليل، كيف يسمح شخص لنفسه باتهام غيره دون دليل؟
كل مسلم يخاف الله يعرف أن الظلم ظلمات، هذا التصرف مرض يتطلب السرعة في علاجه قبل أن يستفحل ويتحول لمرض خبيث لا قد ر لله.
كل مسلم يعرف أن الظلم في الدنيا يحرم صاحبه كل خير ويبعده عن طريق الهداية، وعقوبة الظلم عظيمة، حتى لو لم تقع في الدنيا فعقابها في الآخرة أشد.
الحديث القدسي أكبر دليل على تحريم الظلم «يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا»
فالظلم سبب في فساد الأمور، وانعدام العدل، وانتشار الشرور، يظلم الأفراد والمجتمعات.
ومن الظلم الرشوة والغش في المعاملات والسرقة والنهب وشهادة الزور ومنع الزكاة.
والظلم الواقع في بعض الأسر كظلم الآباء لأبنائهم بالتفريق في المعاملة وسوء معاملتهم والإهمال في تربيتهم، وظلم الأزواج لزوجاتهم والعكس، وظلم الأبناء لوالديهم بالعقوق والقسوة عليهم وعدم النفقة عليهم، وعدم احترامهم.
يجب البعد عن الظلم، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
حتى في الكلام يقع الظلم، بألفاظ تؤذي الآخرين، والأكثر سوءاً مساعدة الظالم في الظلم، ذنب كبير، فمعاونة الظالم على ظلمه محرمة شرعًا وتُعدُّ مشاركةً في الإثم والعدوان، وهي من كبائر الذنوب التي تستوجب غضب الله وعقابه. والدليل على ذلك قوله تعالى: «وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ»، والحديث النبوي: «مَنْ أَعَانَ ظَالِمًا لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقًّا، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ».
الأحاديث الصحيحة عن معاونة الظالم في ظلمه كثيرة تدل على أن مساعدة الظالم في ظلمه هلاك وخسارة فليحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا.
Aneesa_makki@hotmail.com