محتوى مواقع التواصل والتنظيمات الأخيرة

في ظل الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، وتحوّل كثير من المستخدمين والمدوّنين والمؤثرين إلى مزوّدي محتوى يُشكّلون رأيًا عامًا مؤثرًا، برزت الحاجة إلى ضوابط تنظّم هذا الفضاء المفتوح لضمان حقوق الأفراد، حماية القيم المجتمعية، منع انتشار المعلومات المضللة، وضبط المحتوى الذي قد يسيء للذوق العام أو للنظام العام.
مؤخرًا، أصدرت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في السعودية عدة قرارات وضوابط جديدة تهدف إلى تنظيم المحتوى الإعلامي، خاصة المحتوى الرقمي ومنصات التواصل. مقالي اليوم يستعرض هذه التنظيمات ودوافعها وأهميتها والتأثير المتوقع منها، والتحديات التي يمكن أن تواجه تنفيذها.
«التنظيمات والقرارات الأخيرة»
أولاً :ضوابط جديدة لمحتوى منصات التواصل الاجتماعي.
ثانياً: إلزام التسجيل المهني للممارسين الإعلاميين
«الدوافع و الأسباب» حماية القيم الاجتماعية والذوق العام، تعد من ضمن أولوبات المملكة العربية السعودية المحافظة على القيم الدينية والثقافية، وتعتبر أن الإعلام الرقمي يجب أن يعكس احترامًا لهوية المجتمع وموروثه. منع التشويه، السخرية، والانتهاكات الشخصية: للحد من المحتوى الذي يسيء للأفراد أو العائلات أو ينتهك خصوصياتهم.
مكافحة المعلومات المضللة: في وقت تنتشر فيه الأخبار الكاذبة أو المضَلِلة بسرعة عبر الإنترنت. تنظيم المحتوى يساعد في الحد من ذلك.
ضمان الممارسة المهنية الإعلامية: من خلال تسجيل الممارسين والتأكد من التزامهم بالمعايير الأخلاقية والقانونية.
«التأثير المتوقع»
هذه التنظيمات لها دور كبير وتأثير محتمل في عدة جوانب: رفع جودة المحتوى الرقمي، المساءلة والاحترافية، حماية الحقوق الفردية من خلال منع السخرية، التشهير، الفضائح، أو الكشف عن أمور خاصة، حيث تُصبح حماية الخصوصية أولوية، مما يقي من الأذى النفسي أو الاجتماعي.
«التحديات المحتملة»
أكد الذين يناقشون هذه التنظيمات بعض التحديات والتساؤلات:
كيف يوازن النظام بين تنظيم المحتوى وبين حرية التعبير المشروع؟ قد يشعر بعض المستخدمين أن القوانين تحدّ من الإبداع .
تطبيق اللوائح على المنصات العالمية: المنصات التي تستضيف المحتوى من خارج المملكة أو التي لا تعمل بكيان محلي قد يصعب تنظيمها فعليًا.
التمييز في التطبيق: احتمال وجود اختلاف في تطبيق اللوائح بين المؤثرين المحليين والأشخاص العاديين، أو بين المحتوى التفاعلي والمحتوى الترويجي.
وضوح التعاريف والمعايير: ما يُعتبر «سخرية» أو «محتوى مسيء» قد يكون موضوعيًا، وقد تختلف مواقف الناس. الحاجة لتعريفات دقيقة وتوجيهات واضحة.
وزير الإعلام سلمان الدوسري أوضح قبل أيام أن مواجهة المحتوى الذي يتعارض مع قيم المجتمع والنشء تتطلب حزماً، وهو ما تقوم به الهيئة كجزء من واجباتها الأساسية.
وشدد على أن أفضل عقوبة لأصحاب المحتوى الهابط هي تلك التي تأتي من المجتمع نفسه، عبر رفض متابعتهم وتجاهلهم تماماً، مؤكداً أن «المحتوى السلبي ينتهي ويضمحل بعدم إعادة نشره وعدم التفاعل معه وبالتجاهل التام».
خلاصة القول: تنظيمات هيئة الإعلام الأخيرة تُشكّل خطوة هامة في مسيرة السعودية نحو بناء بيئة إعلامية رقمية أكثر مسؤولية ونضجًا، حيث يُوازن المحتوى بين حرية التعبير والمصلحة العامة، بين الإبداع والاحترام، وبين العالمية والمحلية.
إن نجاح هذه القرارات يعتمد ليس فقط على التشريعات نفسها، بل على الشفافية في التطبيق، وأيضًا على توعية وتثقيف صانعي المحتوى والجمهور بكيفية التعامل مع هذه الضوابط.
moha.077.kh@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *