التعامل مع البلاء

أعتقد أن متابعة المسلسلات الدرامية لا تقل أهمية عن قراءة الكتب أو الاستماع إلى المحاضرات، مهما كان محتواها. فكلها تُعلّم وتُثقّف وتُفيد إذا ما حملت رسالة هادفة تحمل فكرًا ومضمونًا قيّمًا.
ونعلم جميعًا أن المسلسلات غالبًا ما تُجسّد قصصًا مستوحاة من واقع المجتمع، الذي يعيش ظروفًا صعبة ويتعرض لابتلاءات ومشكلات متنوعة لا حصر لها.
أعجبني مشهد من مسلسل صيف تسعة وتسعين الخليجي، الذي الذي يمكن مشاهدته على القنوات التي تعرضه حالياَ، حيث يُعلّم الجد حفيده كيفية التعامل، مع البلاء بحكمة وصبر حتى يمر ويتلاشى تدريجيًا. يُبيّن الجد أن من الطبيعي أن يحزن الإنسان حزنًا عميقًا لفترة محدودة، لكن من غير الطبيعي أن يطول حزنه وجزعه، فيُسبب ذلك ضررًا لصحته النفسية والجسدية على المدى البعيد. هذا المشهد يُبرز حاجة الصغير إلى خبرة الكبير في هذا العالم الواسع، فالصغير لا يزال طريًا في الحياة، لم تُعركه تجاربها كما عركت الكبار، الذين مروا بتجارب مماثلة أو أشد صعوبة. والمقربون منه، خاصة، هم من يواسونه بصدق دون لوم أو تقريع يزيد من وطأة المشكلة.
لا أحد عاش على هذه الأرض إلا وتعرض للبلاء، سواء بفقدان قريب عزيز أو ظلم من صديق حميم. لكن في كلتا الحالتين، يأتي العوض ممن يقف معك بصدق في محنتك ويواسيك بمحبة. لا ينبغي أن نرى البلاء شرًا محضًا، بل هو خير يزيدنا أجرًا، ويُضاعف حسناتنا، ويغفر سيئاتنا، ويُعلّمنا القوة والصلابة، ويُقوّينا بعد ضعفنا.
أخيرًا وليس آخرًا، إياك أن تجزع عند المصيبة، فكما قال الإمام علي بن أبي طالب: «الجزع عند المصيبة مصيبة أخرى».
kingksa9954@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *