الرئيس “ترامب”، كرّر مطالبته بجائزة نوبل للسلام نحو سبع مرات على الأقل بشكل علني منذ توليه الرئاسة، وذلك في مناسبات مختلفة وعلى مدار عدة سنوات.
خلال ولايته الأولى، أشار إلى أحقيته بالجائزة بعد توقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية التي تحمل اسم اتفاقيات إبراهام.
في مقابلة مارس الماضي على متن طائرة الرئاسة، قال إنه يستحق الجائزة أكثر من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
وعبر منصته “تروث سوشيال” في يونيو الماضي، عبّر عن أسفه لعدم حصوله عليها رغم جهوده في وقف الحرب بين الهند وباكستان.
وخلال عشاء في البيت الأبيض تلقى خطاب ترشيح رسمي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقبل أسبوع في قمة الأمم المتحدة، انتقد أداء المنظمة وأكد أن كثيرين يرون أنه يستحق الجائزة.
يستند ترامب في مطالبته إلى أنه عمل على وقف ثماني حروب، ورغم ذلك أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” بالتعاون مع شركة إبسوس أن 76% من الأمريكيين لا يرون أن ترامب يستحق الجائزة، مقابل 22% فقط يرون العكس.
لماذا يريد ترامب جائزة نوبل للسلام؟
ويأتي هذا في الوقت الذي تستمر فيه الحروب في أوكرانيا وغزة دون نهاية واضحة، رغم وعوده بإنهائها سريعًا.
وترى “بوليتيكو” أن ادعاء ترامب، الذي لا أساس له من الصحة، بأنه أنهى سبع حروب لم يُوفَّق في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث أوضحت الدول الأعضاء أنها لا تزال منخرطة بشدة في نزاعاتٍ ادعى الرئيس الأمريكي حلها.
لكن هناك سببًا آخر لرغبة ترامب، كما يقول المحللون، إذ إن “تنافسه العلني على الجائزة يعكس تركيزه على التكريم والثناء والقبول، ورغبته الجامحة في التفوق على أسلافه”، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز .
حصل الرئيس السابق باراك أوباما على جائزة نوبل للسلام بعد تسعة أشهر من ولايته الأولى، وأشار أوباما نفسه إلى أن “إنجازاته ضئيلة” مقارنةً بإنجازات الفائزين الآخرين.
وقد استشهد ترامب مرارًا بجائزة نوبل للسلام التي حصل عليها أوباما، متذمرًا من عدم استحقاقه لها.
هل يمكنه فعلا الحصول على الجائزة؟
إن صراحة ترامب بشأن رغبته في الفوز بالجائزة قد تُضر به أيضًا، إذ صرّح أحد أعضاء لجنة منح الجائزة لـ”رويترز” بأن اللجنة “تُفضل العمل باستقلالية، مُتجنبة الضغوط الخارجية”.
وقال آسلي سفين، مؤرخ جائزة نوبل للسلام، لرويترز، إن ترامب “ليس لديه أي فرصة للفوز بجائزة السلام”، مُشيرًا إلى دعمه لإسرائيل في حرب غزة ومحاولاته للتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.