نحن مع التطوير، وهو مطلبٌ في المقام الأول، لكن هل سألنا أنفسنا إن كان ما يحدث لشواطئ الخبر حاليًا تطوير أم تغيير؟ لقد امتازت الخبر، ولعقود طويلة، بشواطئها الرملية التي تمتد لعشرات الكيلومترات، وعلى امتداد تلك العقود كان لكل سعودي ومقيم على أرض وطننا القاريّ المساحة ذكرى مع كورنيش الخبر وذكريات مع الهاف-موون، والقاسم المشترك في هذه الذكرى وتلك اللحظات الباقية في الوجدان هو رؤية الشاطئ، والفرصة في الوقوف على شاطئ رملي وتأمل البحر من ضحل مائه وحتى عمقه البعيد والمغرق في الزُرقة.
وبالعودة إلى كورنيش الخبر تحديدا، نلاحظ أن هناك سواتر تمتد بطول طريق الكورنيش، وخلفها عمل قائم على إطلاق مشاريع استثمارية عديدة، وهذا مكمن قلق الناس! فالناس لا تعلم ما الذي ستنتهي إليه هذه الأعمال! ولا يعلمون متى ستنتهي هذه الأعمال وينتهي معها اختفاء مشهد البحر! وفي حديث مع صديق خلال هذا الأسبوع، أعرب -كحال المئات غيره- عن قلقٍ من فقدان مشهد الشاطئ والبحر في وديعة الخليج العربي.. الخُبر؛ وبفقدان مشهد الشواطئ ومتعة رمالها أيضاً، تكون الخبر قد فقدت ركيزة من مميزاتها الجوهرية.
لاحظنا في بعض مدن العالم الساحلية أن القائمين على تطويرها قد أعادوا الشاطئ الرملي ، وكان الشاطئ الرملي قد اختفى بعد أن شملته المدنية الطاغية، وباتت المنطقة هناك بلا شاطئ رملي لسنوات. وبإعادة الشاطئ الرملي لهذا الجزء عادت حياة بأكملها، بل وظهرات أفكار لمشاريع شاطئية تميّزها عن غيرها من المدن الشاطئية، والعبرة أن هذه المدينة استوعبت الدرس، وأزاحت الاسمنت والبلاط عن شواطئها، بل وأقامت جزرا رملية لتنشيط فرص الترفيه والسياحة؛ جاء هذا التصحيح لأن الشاطئ حياة المدن الساحلية، ناهيك عن أن تنشيط الاستثمار في الأماكن المفتوحة يقوم في أساسه على جذب المستثمر عبر مراعاة احتياجات الناس ودفعهم للزيارة.
الدمام ليست بعيدة عما يحدث في الخبر، وهناك مشاريع اعتراها التأخير على الواجهة البحرية ومن بينها شاطئ القوارب، والناس بقيت اليوم دون تحديث في جانب الأخبار وتركناهم مع الـ «هوردنق» أو حواجز الحجب، وهذا يؤثر على رضى سكان المنطقة ويتعارض مع حاجة الناس للشواطئ، خصوصا وأن الأجواء بدأت في الميل إلى الاعتدال، والساعة تدنو يومياً وبشكل متسارع من قرب احتفال أهالي المنطقة الشرقية بموسم الأجواء الشتوية المذهلة على شواطئهم التي يعشقون .
abdullahsayel@gmail.com