النوم.. هذه الحالة نعيشها كل يوم ويفترض أن أوقاتها محددة ما لم يؤثر على ذلك عوامل ترتبط بطبيعة جدول حياتنا اليومية وعملنا وصحتنا.. علمياً النوم هو ما يعرفه المختصون بأنه حاجة بيولوجية أساسية وضرورية للصحة الجسدية والعقلية، حيث يسمح للجسم والعقل بالراحة والتعافي وإصلاح الأنسجة، بينما يقوم المخ بمعالجة المعلومات وتشكيل الذكريات. يحتاج معظم البالغين إلى 7 ساعات أو أكثر من النوم الجيد ليلاً للحفاظ على الصحة العامة وتحسين الانتباه والذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. يمكن تحسين جودة النوم عن طريق الالتزام بجدول نوم منتظم، وخلق بيئة نوم مريحة، وتجنب الكافيين والطعام الثقيل قبل النوم، وممارسة الرياضة بانتظام في وقت مبكر من اليوم.
ولكن بعيداً عن هذه التعريفات.. النوم ليس فقط راحة الجسد، بل الطريق الموصل للنجاح، وعملية ضرورية تمنح العقل والجسد فرصة للتجدد، ومصدر للطاقة والحيوية، ومع الانشغال بالمهمات اليومية لساعات متأخرة، قد يُشغل الفرد ولا يحظى بقسط من الراحة، ثم ينام لساعات قليلة ويعود إلى العمل بجسد وعقل مشتت، وقد يعود سلباً عليه، حيث ستقل الإنتاجية، ومن ثم ينخفض دخل الفرد أو المؤسسة.
إن التهاون بالنوم قد يسبب العديد من المشكلات، إذ يؤثر في الصحة الجسدية، ويضعف المناعة، ويقل التركيز، ويزيد من الإصابة بالاكتئاب والقلق، وقد أشارت دراسة بعنوان «العلاقة بين مؤشرات جودة النوم والقدرة على اتخاذ القرار لدى الراشدين…»: إلى أن الافراد الذين يعانون نقص في جودة النوم أقل قدرة على صنع القرار واتخاذه، أي أن الفرد قد يكون غير قادر على اتخاذ القرارات الصائبة، ويكون تحت تأثير العاطفة وتكون استجابته للمهام أقل فعالية.
لذلك، يعد النوم ضرورياً للعقل والجسد، ويجب على الفرد أن يدرك أهميته وتأثيره فيه، ونيل قسط كافي من النوم، فالشخص البالغ يحتاج نحو سبع ساعات يومياً من النوم.
ولحياة أكثر إنتاجية وصحية، يجب معرفة كيفية تنظيم نومك، والبعد عن أي مسببات للأرق والتي تقلل من جودة النوم، البعد عن مشروبات التي تسبب الأرق، مثل: القهوة، والشاي، وكذلك الشوكولا لاحتوائها للكافين، ووفقاً لإرشادات وزارة الصحة السعودية لتحسين جودة النوم، فإن من أبرز النصائح: أولًا، الالتزام بوقت محدد للنوم والاستيقاظ، ثانيًا، خلق بيئة نوم مريحة، وباردة، ومظلمة، وهادئة، ثالثًا، تجنب تناول المأكولات الثقيلة قبل النوم، رابعًا، ممارسة الرياضة بشكل منتظم في وقت مبكر من اليوم، خامسًا، تجنب الذهاب إلى السرير عند عدم الشعور بالنعاس، سادسًا وأخيرًا، تجنب أخذ قيلولة بعد الساعة ٣ مساءً.
إن النوم احتياج ليس رفاهية، وسلاح يحميك من الأمراض والصراعات النفسية، ويجعلك أكثر إشراقًا وإنتاجية، اجعل جسدك يرتاح ولا تقسو على نفسك بكثرة الأعمال، نظم وقتك، واجعل للنوم أهمية في حياتك، واعلم أن لا نجاح لمن لا نوم له.
rahaf_hassan1@hotmail.com