الكفيف الذي يرشد مئات ملايين المبصرين

توفى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المفتي التقي، رحمه الله، وهو الذي أمضى 35 عاماً خطيباً في مسجد نمرة بعرفات، وسجل أطول مدة خطيباً لعرفات في تاريخ الأمة.
كل عام من الـ 35 عاماً، يخطب الشيخ في ملايين من الحجاج. ومئات الملايين من الأمة الإسلامية، في بقاع الأرض، تحرص على سماع خطبته وبيانه الشجي المؤثر. واكتسب قلوب الجموع في أنحاء الأرض.
وكان كثير من المشايخ تنظيم الإخوان، يداهنون ويتقربون منه، ثم فجأة عادوه، لأنه عارض منهج الحزب السياسي التخريبي وإثارة الفتن والفوضى في المجتمعات العربية الآمنة، فبدأ، نشطاء الحزب ومشايخه وقادته، لأسباب سياسية، يطعنون بالشيخ ويشوهون سمعته. حتى في يوم وفاته، لم تردع حرمة الميت حزبيتهم القميئة، فانهالوا عليه بالطعن والتشويه والاختلاق، بل أن أحد موالي الإخوان وبوقهم، سخر من مرض الشيخ وكونه كفيفاً. فبلغ بهم الحقد الدنيوي أن يتجاوزا الدين ويتخطوا موانع الأخلاق والمروءة إلى غوغائية صبيانية.
وكون الشيخ كفيفاً كان فخراً له ومندبة، إذ كان وهو كفيف يهدى مئات الملايين من المبصرين، إلى الحق والخلاص.
وهؤلاء الحاقدون الشتامون، قد أهدوا للشيخ، من حيث لا تحتسب شياطينهم، ملايين من الحسنات المجانية وهو في قبره. وسوف يخاصمهم يوم القيامة أمام الواحد الأحد العدل الصمد، على كل كلمة تتنقص منه أو تشوه سيرته وعمله وعلمه.
وكان الشيخ، في كل عام، يدعو من عرفات، المسلمين إلى الالتزام بدين الله، ونهج الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الصحابة والسلف الصالح، وبر الوالدين والصدق والأمانة والتسامح والرحمة للناس ورعاية الفقراء. ويدعو الحجاج إلى السكينة والتقوى وعبادة الله وحده، والاستغفار، وأن يغتنموا الحج ليتنظفوا من الذنوب، ليعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.
وقال لي كثيرون من بلدان عربية وإسلامية، أنهم في كل عرفات يحرصون على سماع خطبة الشيخ في عرفات، التي دائماً مؤثرة وبليغة وفيها الكثير من العلم الذي ينتفع به عوام المسلمين في أنحاء الارض.
*وتر
يا أيها الراحل المهيب
عليك سلام الله، ما هبت النسائم،
وما لهج العباد بالدعاء،
كنت مرشداً وهادياً، وملكت قلوب ملايين الموحدين،
برداً وسلاماً.. ونعيم الجنان

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *