تختلف شخصية الإنسان باختلاف الكثير من العوامل التي ساهمت في صياغة أطباعه وقناعاته وثقافته وأسلوب تفكيره ونظرته للحياة منها التربية والبيئة التي نشأ فيها اجتماعيا وتعليميا، كما لظروف حياته المعيشية أثر كبير في تكوين شخصية بالإضافة لما تعاقب عليه من المواقف والخبرات والأحداث التي كان لها تأثير مباشر أو غير مباشر في صياغة مسارات حياته وتحديد أولوياته وكذلك رسم ملامح علاقاته بمحيطه سواء علاقاته الأسرية أو صداقاته وكيف يتعامل مع الناس بشكل عام في حياته اليومية.
في حياتنا اليومية، نلتقي بأنواع مختلفة من الأشخاص، منهم من يضيفون لحياتنا دعمًا وسعادة، ومنهم من يشكلون عبئًا نفسيًا وعاطفيًا، وهم ما يُعرفون بـ»الشخصيات السلبية والسامة». قد يكون هؤلاء أشخاصًا مقربين، كزملاء، أصدقاء، أو حتى أفراد من العائلة. التعرف عليهم وفهم طبيعة تأثيرهم أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة النفسية والتوازن الداخلي.
الشخصية السلبية هي التي تركز باستمرار على الجانب المظلم من الأمور، وتتوقع الأسوأ دائمًا، وتبث مشاعر الإحباط واليأس في من حولها.
ومن أبرز صفاتهم التشاؤم الدائم والشكوى المستمرة ومقاومة التغيير وتهويل المشاكل وضعف الثقة بالنفس ونقل هذا الضعف للآخرين.
أما الشخصية السامة لا تقتصر على السلبية فحسب، بل تتسم بقدرتها على إيذاء الآخرين نفسيًا أو عاطفيًا، سواء عن قصد أو دون وعي ومن أبرز صفاتهم التلاعب بالمشاعر والنقد المستمر واللاذع أو التقليل من الآخرين و السخرية منهم والغيرة والأنانية وحب السيطرة وفرض الرأي.
ختاماً.. الحياة قصيرة جدًا لنهدرها في علاقات تستنزفنا بدل أن تُنمينا.. الشخصية السامة قد تكون من أقرب الناس، لكنك تملك الحق في حماية نفسك وسلامك النفسي بالصد والبعد عنها. فالتوازن بين التعاطف مع الآخرين والحفاظ على الذات هو مفتاح العلاقات الصحية، فكن واعيًا في اختياراتك، وتذكر أن قول كلمة «لا» هي أصدق تعبير عن احترامك لنفسك و حمايتها.
nesreenfahad@yahoo.com
ومن أبرز صفاتهم التشاؤم الدائم والشكوى المستمرة ومقاومة التغيير وتهويل المشاكل