السعودية .. وطن يعتز بماضيه ويعيش نهضته ويصنع مستقبله

في الخامس والتسعين من عمره، يقف الوطن شامخًا، يحتفي بماضيه المضيء، ويعيش حاضرًا استثنائيًا، ويصنع بعزيمة قيادته وشعبه مستقبلًا لا يعرف حدودًا. لم يعد اليوم الوطني مجرد مناسبة للتذكر، بل أصبح نافذة نطل منها على رحلة مجد بدأت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود غفر الله له، وها هي اليوم تُكتب بإنجازات تسبق الزمن، ورؤية تترجم الطموح إلى واقع حي.

تحت راية التوحيد، يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ رعاه الله ـ وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ مسيرة نهضة وطنية تضع المواطن في قلب التنمية، وتجعل من السعودية ركيزة استقرار في المنطقة وصوتًا حاضرًا في المحافل الدولية. فقد أثبتت القيادة السعودية أن الحكمة والحنكة السياسية قادرتان على حماية المصالح الوطنية ورسم سياسات متوازنة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، جعلت المملكة مرجعًا في القرار الخليجي والعربي، وفاعلًا مؤثرًا في الأمن والسلم العالميين.

في ميدان الاقتصاد، تجاوزت المملكة أهدافها المرسومة حين استقطبت 616 مقرًا إقليميًا عالميًا بحلول الربع الأول من عام 2025، متخطية الهدف المعلن لرؤية 2030 البالغ 500 مقر. كما ارتفع عدد السجلات التجارية إلى 1.7 مليون سجل، بمعدل نمو سنوي وصل إلى نحو 13%، مما يظهر بيئة أعمال خصبة وجاذبة للاستثمار.

أما على صعيد دعم ريادة الأعمال، فقد تقدمت المملكة إلى المرتبة الثالثة والعشرين عالميًا في تقرير منظومة الشركات الناشئة، لتصبح منصة بارزة للمبتكرين وأصحاب الأفكار الريادية.

وفي المجال الصناعي، ارتفع عدد المصانع إلى نحو 12,480 مصنعًا بحلول منتصف 2025، كما حققت المملكة حضورًا عالميًا في التجارة بتصدير منتجاتها غير النفطية إلى أكثر من 180 دولة، بقيمة بلغت حوالي 161 مليار دولار.

وفي قطاع التعدين، تسعى المملكة لاستثمار موارد طبيعية ضخمة تُقدَّر قيمتها الإجمالية بتريليونات الدولارات، وهو ما انعكس على صعودها في مؤشر جاذبية الاستثمار التعديني إلى المرتبة 23 عالميًا.

أما في القطاع الصحي، فقد سجلت المملكة حضورًا لافتًا عالميًا بوجود 7 مستشفيات سعودية ضمن قائمة أفضل 250 مستشفى عالميًا وفق تصنيف براند فاينانس 2025، من بينها مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي احتل المرتبة 15 عالميًا وحظي بلقب الأفضل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما نالت جُدَّة اعترافًا عالميًا كأول مدينة مليونية صحية معتمدة من منظمة الصحة العالمية.

وفي يومها الوطني الخامس والتسعين، تكتب المملكة قصة وطن يعتز بماضيه المشرق، يعيش حاضر نهضته المتألقة، ويصنع مستقبله برؤية قيادته وطموح شبابه. إنها السعودية التي تتجدد في كل عام، وتبقى شامخة في كل زمان، وطنًا للسلام والازدهار، وموطنًا للعزم الذي لا يلين.

ويليق بالختام أن تتردد أبيات خالدة تختصر الحب والانتماء في يوم الوطن.

قال الشاعر:
بلادي بلادي منارُ الهدى
ومهدُ البطولةِ عبرَ المدى
عليها ومنها السلامُ ابتدآ
وفيها تألّق فجرُ الندى
حياتي لمجدِ بلادي فدى

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *