تربط المملكة بجمهورية باكستان الإسلامية علاقات تاريخية وثيقة تمتد لأكثر من 70 عاماً، تطورت خلالها إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية”، بدعم من قيادتي البلدين، وبحرص من البلدين على تطوير التعاون بينهما في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة.
ويجسد توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – ودولة رئيس مجلس الوزراء في جمهورية باكستان الإسلامية، عمق العلاقات الأخوية بين قيادتي البلدين وحرصهما على تعزيز علاقتهما الثنائية التاريخية وإرساء الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
تنسيق عسكري عالٍ
ويتوج توقيع المملكة وباكستان اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك؛ العلاقات العسكرية والأمنية التاريخية القوية بين البلدين، التي تعود جذورها إلى ستينات القرن الماضي، والتي أثمرت عن تعاون بين المملكة وباكستان في مجال التدريب العسكري والإنتاج الدفاعي، ومشاركة القوات المسلحة في تمرينات جوية وبحرية وبرية دورية مشتركة، ويمثل توقيع هذه الاتفاقية نقطة تحول مفصلية في تاريخ البلدين الشقيقين في إطار الارتقاء بالتعاون الدفاعي والردع المشترك إلى أعلى مستوياته.
وتخدم اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك أهداف البلدين المشتركة في إرساء الأمن والسلم الدوليين، وتهدف إلى الارتقاء بمستوى العلاقات العسكرية القائمة منذ عقود إلى أعلى مستويات التعاون والتنسيق العسكري المشترك، ولا تستهدف أي طرف آخر، كما أنها ليست بديلاً لأي تعاون عسكري ثنائي قائم بين المملكة وأي دولة شقيقة أو صديقة.
ويُعد توقيع المملكة وباكستان اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك حقاً سيادياً للبلدين، شأنها شأن الاتفاقيات الدفاعية الدولية القائمة حالياً، وقد عززت المملكة وباكستان تعاونهما المشترك في المجال العسكري خلال العقود الماضية، حيث تنفذ القوات المسلحة في البلدين بشكل دوري تمارين ومناورات عسكرية مشتركة.
تطوير القدرات الدفاعية
ويأتي توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك انطلاقاً من الشراكة التاريخية والتعاون الدفاعي الوثيق عبر تاريخ العلاقات الثنائية بينهما، وفي إطار سعيهما لتطوير القدرات الدفاعية المشتركة والردع الاستراتيجي ورفع الجاهزية، والعمل على تطوير وتكامل القدرات الدفاعية للبلدين في التصدي المشترك لأي تهديد لأمن وسلامة أراضيهما.
وتتمثل أهمية اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك في أن أحكامها تتضمن أن أي هجوم خارجي مسلح على أي من البلدين يُعد هجوماً على كليهما، وهو ما يؤكد حرص البلدين على تعزيز قدراتهما الدفاعية والردع المشترك بما يحقق أمنهما واستقرارهما، مما يجعل توقيعها منجزاً تاريخياً في ضوء ما يشهده الأمن والسلم الدوليان من مخاطر وتحديات.
وتُعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع، إلى إسلام أباد في أبريل 2024م، محطة مهمة في مسيرة تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين، حيث عقد سموه خلالها مباحثات مع كبار القادة الباكستانيين، ركزت على شراكاتهما الاستراتيجية، والتطورات في المنطقة والعالم، وجهود تحقيق السلام والاستقرار.