alyaum2018@gmail.com
يعد الإبداع محركاً أساسياَ للاقتصاد في أي دولة في العالم، حيث نرى الكثير من نتائجه في حياتنا اليومية عندما نركب سيارة فارهة مجهزة بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا السيارات، ونراه في تكنولوجيا الاتصالات عندما تتجدد باستمرار وسرعة عالية في خصائصها وميزاتها من جوالات عادية إلى جوالات ذكية عالية التقنية مزودة بكاميرات ووسائل اتصال بالإنترنت وغيرها. تعود الثورة الصناعية التي شهدتها الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية إلى النقدم التكنولوجي المدعوم بالابداع والابتكار والبجث والتطوير في مجالات كثيرة زادت في رفاهية الامم. كان التحول في تكنولوجيا معدات الحرب إلى تكنولوجيا منتجات الرفاهية المتطورة لراحة المستهلك نتيجة ثورة الإبداع والابتكار الذي تسانده سعة وقوة الخيال والموهبة والقبول المجتمعي والحرية الفكرية التي يتميز بها المبدع وبيئة الابداع المحفزة.
يبدأ الإبداع والابتكار عندما يجد المبدع البيئة المناسبة التي تشجعه عليه وتتقبل أفكاره بلا تحفظ من نتائجها، اي ان الرغبة في تحمل تبعات المغامرة عالية.
وقد يكون المبدع متخوفاً من مقاومة المجتمع لأفكاره الإبداعية لأنه مجتمع تقليدي في نمط حياته التي لا تنناسب مع نمط حياة المبدع، لكن يجب ألا يتوقف المبدع عن إبداعه مهما كانت عليه البيئة المحيطة به من إحباط. تلعب البيئة المحيطة بالمبدع الدور الكبير في تحفيزه أو عدمه. وللوالدين دور أساسي في ابداعه وتحفيزه منذ الصغر، فهما يربيانه ويشجعانه على حرية الرأي الإبداعي من حيث إسداء الرأي والمشورة عندما يبحث عنهما.
ويؤكد علماء النفس، وكذلك علماء الاجتماع على أن المنزل الذي يشجع على الإبداع يعد نقطة البداية لانطلاق المبدع نحو المزيد من الإبداع والابتكار. والحقيقة أننا نجد الكثير من المبدعين على علاقة قوية وقريبة من والديهم الذين تربطهم بهم الكثير من الخصائص والصفات الشخصية مهما كانوا مختلفين معهم في بعض النقاط التي لا تعتبر أساساً في شذوذ قاعدة القواسم المشتركة بينهم. للأسف تواجه الغالبية الساحقة من المبدعين والمخترعين العرب بيئة اجتماعية لا تشجعهم على الإبداع والاختراع والابتكار.
الإبداع لا يعرف حدوداً في المجتمعات الغربية، بل نجدهم يكرمون المبدعين ويدعمونهم كل في مجاله الإبداعي لأنهم يعلمون مدى الفائدة الاقتصادية منهم عندما يطورون الفكر والعمل والمنتج. القبول الاجتماعي للمبدع في مجتمعه يساعده على الإبداع، حيث ينشط خياله الإبداعي ويزيد إنتاجه إذا لم تهيمن القيم الاجتماعية التقليدية المحبطة والمقيدة والكابحة لإبداعه وخياله.
تزداد الفائدة الاقتصادية بتزايد القبول الاجتماعي للمبدع ما دام إبداعه في إطار أخلاقي لا يتعارض مع القيم الاجتماعية في المجتمعات المحافظة وغيرها. وينمو الاقتصاد بنمو ثقافة الإبداع والابتكار بين أفراد المجتمع.
القبول والتطوير المستمر لثقافة الإبداع والابتكار يزيد من سرعة انتشار الاختراعات والمنتجات لأن البحث العلمي والتطوير يقوم على ثقافة الإبداع والابتكار ما يجعل الأسواق مليئة بالمنتجات والخدمات بشتى أنواعها وبأسعار وجودة منافسة. ونجد سرعة الانتشار واضحة في الحاسوب وأجهزة الجوال التي تتعدد من حيث الميزات والخصائص والشركات المصنعة.
وفي الختام أرى ضرورة تشجيع المبدعين على الإبداع والابتكار لأنهم المحرك الرئيس للاقتصاد من خلال إبداعم الذي يحول الأفكار إلى حقائق اقتصادية نراها في الأسواق. ومن الأهمية بمكان أن تشجع مؤسساتنا وشركاتنا المبدعين باحتضانهم وتبني أفكارهم وتحويلها إلى منتجات تفيد المبدع والشركة والوطن.