أدت الحاجة المتزايدة إلى إمدادات كبيرة وموثوقة من الطاقة في العالم، إلى إعادة الطاقة النووية والوقود اللازم لها إلى دائرة الضوء.
ومع النمو الهائل للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، أصبح هناك طلب غير مسبوق على الكهرباء، خاصة مع توجه شركات عملاقة مثل ميكروسوفت، وجوجل، وأمازون، وميتا، إلى الدخول في شراكات واتفاقيات واختبارات للطاقة النووية لتلبية حاجاتها المستمرة من الكهرباء.
وقد بدأت مبادرات جديدة مثل منصة (يورانيوم دوت آي أو) التي تستخدم تقنية البلوك تشين لتداول اليورانيوم المُرمز، في الظهور لمحاولة فتح السوق أمام فئة أوسع من المستثمرين خارج نطاق المؤسسات التقليدية.
انتعاش سوق اليورانيوم
هذا الاتجاه، رفع سعر اليورانيوم في المعاملات الفورية من حوالي 63.50 دولارًا للرطل في أوائل عام 2025 إلى ما يقرب من 79 دولارًا بحلول منتصف العام، وهو ما يمثل انتعاشًا كبيرًا لفت انتباه المستثمرين والمشاركين في الصناعة على حد سواء.
وتتوقع “الجمعية النووية العالمية”، أن يرتفع الطلب على اليورانيوم بنحو الثلث ليصل إلى نحو 86 ألف طن بحلول عام 2030، وأن يرتفع إلى 150 ألف طن بحلول عام 2040، وفقًا لتقرير أصدرته الجمعية الأسبوع الماضي.
تحديات تواجه الصناعة
حذر الرئيس التنفيذي لشركة “يورينكو” من أن صناعة الطاقة النووية، بدوراتها الطويلة ومتطلبات السلامة الصارمة، “لن تسمح” بتحولها إلى سوق تكنولوجي سريع النمو، معربًا عن تشككه في قدرة القطاع على دعم حلول قصيرة الأجل قادمة من قطاع التكنولوجيا.
ومن الناحية المالية، شدد الخبراء على أن سوق اليورانيوم تفتقر إلى أنظمة متطورة لإدارة مخاطر الأسعار، فعلى الرغم من إطلاق بورصة شيكاغو لعقود آجلة لليورانيوم في 2007، إلا أن هذه المحاولة لم تحقق نجاحًا يذكر بسبب نقص السيولة.
نهايةً، تشير جميع البيانات والأرقام إلى دخول سوق اليورانيوم عصرًا ذهبيًا جديدًا، مدفوعًا بالطلب القوي، لكنه يواجه في المقابل تحديات جسيمة على صعيد الإمداد والاستثمار والتشريع.