دفاع الاتحاد.. ثغرات وعلامات استفهام

يبدو أن مشكلة نادي الاتحاد هذا الموسم لم تعد في الهجوم أو وسط الميدان، بل في المنطقة الأكثر حساسية داخل المستطيل الأخضر: الخط الخلفي. فالأداء الدفاعي للفريق واصل تراجعه بشكل لافت خلال المباريات الأخيرة، لتطفو على السطح علامات استفهام كبيرة حول قدرة “العميد” على استعادة صلابته المعهودة.

بداية متعثرة في نخبة آسيا

المباراة الافتتاحية للاتحاد أمام الوحدة الإماراتي في دوري نخبة آسيا 2025-2026 كانت خير شاهد على هذا التراجع. فرغم السيطرة النسبية على مجريات اللقاء، انتهت المواجهة بالتعادل الإيجابي 1-1، بعد سلسلة من الأخطاء الدفاعية التي سهلت على الفريق الإماراتي الوصول إلى المرمى. النتيجة لم تكن سوى امتداد لسلسلة طويلة من الارتباك الدفاعي الذي بات يرافق الفريق في مختلف المسابقات.

أرقام مقلقة

إحصائياً، الصورة أكثر وضوحاً وربما أكثر قتامة. فقد فشل الاتحاد في الحفاظ على نظافة شباكه سوى في 3 مباريات فقط من أصل آخر 29 مواجهة في جميع البطولات، وهو رقم يوضح حجم الأزمة التي يعيشها الفريق دفاعياً. هذا التراجع لا ينسجم إطلاقاً مع هوية الفريق الذي كان يوصف دائماً بالقوة والانضباط في الخط الخلفي، بل يعكس خللاً عميقاً بات يتكرر بشكل مزمن.

مفارقة لافتة مع لوران بلان

الأكثر غرابة أن هذا التراجع يحدث في عهد المدرب الفرنسي لوران بلان، أحد أبرز المدافعين في تاريخ الكرة الفرنسية والعالمية خلال تسعينات القرن الماضي وبداية الألفية. خبرة بلان الدفاعية كلاعب كان يُنتظر أن تنعكس إيجاباً على أداء الاتحاد، لكن الواقع جاء مغايراً تماماً. فالفريق يبدو هشاً في التغطية، بطيئاً في الارتداد، وعاجزاً عن التعامل مع الكرات العرضية والاختراقات المباشرة.

أسباب محتملة

تعددت التفسيرات لهذا التراجع، منها:

الغيابات والإصابات التي أربكت ثبات التشكيلة الدفاعية.

الافتقاد للتناغم بين قلوب الدفاع والأظهرة.

بطء الارتداد الجماعي من الهجوم إلى الدفاع.

إضافة إلى ضغط المباريات وتعدد المسابقات، ما قد يرهق اللاعبين بدنياً وذهنياً.

مستقبل غامض

إذا استمر هذا الأداء الدفاعي المهتز، فإن طموحات الاتحاد في المنافسة القارية والمحلية قد تتعرض لضربة قوية. فالفريق يمتلك أسماء هجومية بارزة قادرة على صناعة الفارق، لكن دون خط خلفي منظم وصلب، ستظل كل الجهود الهجومية معرضة للتبديد.

ويبقى السؤال مطروحاً: هل ينجح لوران بلان في إيجاد الوصفة المناسبة لإعادة الانضباط لخط الدفاع الاتحادي، أم أن الفريق سيواصل دفع ثمن ثغراته الدفاعية في أهم مراحل الموسم؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *