كتبت سابقاً في نفس الموضوع بنفس العنوان ولن أتوقف عن الكتابة فيه لأهميته لبناء أسرة قوية متماسكة تستمر جيلاً بعد جيل.
فأهم ما تبحث عنه الزوجة الأمان في العلاقات الزوجية، فهو طوق النجاة الذي يحمي بعد الله سبحانه من التشتت والانفصال خاصة في حالة وجود أطفال، فضياع الأبناء وارد والجفاف العاطفي له دور كبير في غياب الأمان وفي فقدانه.
وعكسه الشعور بالأمان العاطفي حيث إنه يحافظ على العلاقات الزوجية ويحميها من الانهيار.
الأمان والاحترام والتقدير المتبادل قلب الزواج الناجح ومن أهم ما تبحث عنه الزوجات في علاقتهن بشريك حياتهن، ومن وجهة نظر أكثر النساء يحتل المرتبة الأولى، بل يتفوق على الحب في الأهمية.
وعكسه الكلمة الجارحة حيث إنها تترك ندوبًا في النفس، يبقى أثرها طويلًا، وتؤلم كثيرًا خاصة حين تأتي من محب.
أتعجب ممن يظن بأن الكلمة الجارحة صراحة، غريب بأن يعطى معنى مخالف للمعنى الصحيح، وقسوة وأكد بأنها قسوة ، وأحيانًا قلة تهذيب عندما تطلق الكلمات دون مراعاة لمشاعر الآخرين.
ولهذا فالكلمة الطيبة صدقة تفتح القلوب وتعمق الود، واختيار الكلام أناقة تعكس خلقًا وتهذيبًا وهذا الذي يجب ألا يختلف فيه اثنان.
أتمنى على الزوجين التفكير بجدية عند اختيار الكلمات قبل توجيهها للطرف الآخر، وإذا وقع بالفعل يجب الاعتذار وسحب الكلام وعد م تكراره.
الزوجة حاجتها للزوج في تهيئة كل وسائل الأمان ومنها أن يحفظ كرامتها ويصونها ويبعد عنها الأذى سواء كان معنوياً أو مادياً.
الكلمة الطيبة وحسن الخلق وعدم جرح الزوجة من أهم الوسائل التي تحقق الأمان وتنشر ظله في بين الزوجين.
وكما قلت سابقاً وأكرر: «الزوج أمان»، و»الزوجة أمانة»، والكثيرات من النساء لا يهمهن حالة أزواجهن المادية أو المهنية بقدر ما يهمهن الأمان النفسي.
مفهوم الأمان واسع فضفاض جدًّا، ومتى ما شعرت المرأة ولو بجزء منه شعرت بالسعادة والاطمئنان والعكس صحيح.
الاحترام والتقدير المتبادل حاجة إنسانية أساسية والتنازلات من قبل الطرفين «الطريق الممهد للعبور بر الأمان الزوجي، ومَصادر الأمان في الحياة الزّوجيّة بالنِّسبة للمرأة أهمُّها الشعور بحبِّ زوجها لها وحنانه عليها مصدَرَي الأمان، والباقي الحِماية من المخاطر وتحقيق أهدافها وتطلعاتها، كما ينبغي للزوج أن يقدر مجهوداتها في السراء والضراء، حتى تستقر حياتهما معاً وتستمر.
احترامي وشكري لكل الأزواج خاصة الذين يحسنون العشرة ويطبقون قول الرسول «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنّهن عوان عندكم» عليك أفضل الصلاة والسلام يا رسول الله.
ولغيرهم من الأزواج أقول ومع الشكر أيضاً: لتشعر الزوجات بالأمان الزوجي رجاء إعطاء الزوجة والوقت الكافي: والسؤال عنها، وعن أحوالها، وعدم إلقاء المسؤوليّة عليها في التربية وفي كافة أمور الحياة الأسرية، وجعلها في أعلى قائمة الأولويات الأسرية.
الحوار الحضاري الهادف واجب، والاعتذار عند الخطأ حضارة.
Aneesa_makki@hotmail.com