تصورات LA LA LAND

حينما تمتزج الأيديولوجيا بسوء النية وجشع الرأسمالية المتوحشة، تتشكل خلطة عدوانية، وعمى ألوان وغطرسة وضلال مبين.
بعد أزمة النفط في بداية السبعينيات من القرن الماضي، أسست القوى الصناعية الكبرى وكالة الطاقة الدولية، للسيطرة على أسعار النفط، ومن أدواتها بث الدعايات المضللة، لزرع الخوف في أوساط المنتجين. وتولت مكائن خائنة الأعين وما تخفي الصدور، بث دعايات، منها أن النفط سينضب قبل عام 2000، وأن دول النفط ستودع الرفاهية وتعود إلى صحاريها القاحلة. وأيضاً لتبرير فرض ضرائب باهظة ومجحفة على النفط، روجت أن النفط يلوث الأجواء وتسبب بثقب الأوزون، والاحتباس الحراري و«فكة» من موبقات أخرى.
وكانت الأحزاب اليسارية في أوروبا والحزب الديمقراطي الأمريكي، تحشد المفوهين الذين يكثرون الضجيج بضرورة خفض استهلاك النفط، لإنقاذ العالم من بئس المصير. بينما الفحم الأكثر تلويثاً تعتمده دول وكالة الطاقة الدولية وتستهلكه بنهم. وكان الأولى القضاء على الفحم أولاً.
عام 2021، نجح الحشد اليساري بقيادة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعقد قمة عالمية للمناخ، استخدمت «الهراوات» لتصدر قرارات متطرفة، بضرورة البدء بخفض استهلاك النفط والغاز. وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 وما بعده. وكانت المملكة في مقدمة الدول التي ترى، لأسباب موضوعية، ان القرارات خيالية تصادم الواقع ولا توجد بدائل للنفط والغاز تلبي الحاجة المتصاعدة للطاقة.
واثناء التحضيرات للقمة صرح سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في يونيو 2021، ووصف اتجاه القمة لفرض هذه القرارات بأنها « سيناريو لا لا لاند»، مستعيراً عنوان الفيلم الكوميدي الأمريكي LA LA LAND الذي فاز بجوائز أوسكار، وقصته أن البطل والبطلة العاشقان عزفا عن الحب، في سبيل تحقيق أحلامهما الوظيفية، لكنهما خسرا الحب ولم يحققا أي حلم.
قبل أيام اعترفت وكالة الطاقة الدولية، بفشل سيناريو LA LA LAND ، وأن العالم لن يمكنه الاستغناء عن استهلاك النفط، وأن الطلب على النفط سوف يتصاعد حتى عام 2040. بمعنى أن الواقع الموضوعي والطلب المتزايد، حطم الأحلام اليسارية التي أعمتها الأيديولوجيا وسوء النية عن الرؤية الواقعية والحكمة.
*وتر:
الأيديولوجيون المعبأون بأوهام التنظير،
يحولون العالم إلى ميدان مزايدات.. ونزاعات وحروب
فيما وباء الفقر يداهم كل فج عميق،
قال الأعشى العظيم:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم..
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
mal3nzzi@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *