بيت ينام على الشاحن!!

صرنا نعيش في زمن غريب الجوال فيه أقرب من الناس وأغلى من المشاعر..

بعض الزوجات أول ما يصحون ما يمدون يدهم لزوجهم ولا حتى لفرشاة الأسنان أول يد تمتد تكون للجوال وبعضهم ينام والجوال واقع على وجهه واحمراره ليس من ود.
إنما من كف شاشة مضيئة خمس بوصات.
والمشهد الأعظم لما نجلس كعائلة على طاولة العشاء المفروض يكون ود وضحك لكن الواقع صمت مطبق زوجتي تبتسم للجوال وأنا أقابل صحن الرز بحزن كأننا مسرحية أبطالها شاشات واحنا كومبارس..
كنت أظن الود مثل النار يدفينا طلع مثل الثلج يذوب مع أول إشعار كلمة صباح الخير راحت للتطبيقات، الضحكة تحولت إلى إيموجي والقلب الأحمر صار ملك زر اللايك..
صرت أغار من اللايك أكثر مما أغار من الرجال وأحيانا تحكي معي وتنسى وجودي كأنني إعلان يطلع بين فيديو وفيديو..
البيت اللي كان مليان حياة صار مجرد مركز شحن.
الغسيل يصرخ من الزاوية والعيال يسألون عن واجباتهم وهي تقول دقيقة بس أشوف المقطع، حتى أكلنا لازم يتصور قبل ما ينأكل ونومنا صار معلومة مجانية لصديقاتها، الخصوصية راحت، والود راح معها.
الحل قبل الفاس بالراس.. الحل مو مستحيل نحدد وقت للجوال ونمنعه من غرفة النوم نرجع نسوي أنشطة بسيطة نضحك نطبخ نلعب رياضة ونتكلم وجه لوجه لازم نكون قدوة لأن الود أفعال مو كلام وإذا فشلنا نروح لأخصائي قبل ما يصير سبب الطلاق كلمة سر الواي فاي!!
ختاماً..
إذا استمر الوضع كذا ما أستبعد نصحى يوم ونلقى الجوال ماخذ مكاننا على السرير والزوجة تحط له شاحن بدل ما تحط لنا فطور!!
ويمكن يجي وقت نرفع فيه شكوى رسمية ضد الجوال بتهمة خطف زوجاتنا وسرقة ودنا والأدلة كلها في سجل المحادثات..
وفي النهايه الطلاق الحديث ما صار سببه ضرة أو خلاف.. سببه شبكة الجيل الخامس!!
أجزم أن عيادات معالجة الإدمان الرقمي هي الحل الأمثل بعد ما صرنا نعيش عصر مدمنين فيه على الجوال أكثر من القهوة!!
moad_aziz@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *