حقيقة الاحتراق الوظيفي

نسمع كثيراً عن هذ المصطلح المعروف في أوساط العمل إجمالاً والعمل في القطع الخاص على وجه التحديد ألا وهو الاحتراق الوظيفي.. والذي يقفز على اذهاننا عند سماعه هو حالة من الاجهاد العام الناتجة عن كثرة المسؤوليات وتراكم المهام وتركيزها على اشخاص محددين وضيق الوقت المتاح لانجازها.. وهو ما ينتج عنه، وفق العلماء والمختصين، حالة نفسية وجسدية وعاطفية تتسم بالإرهاق وفقدان الدافع، وهي نتيجة للتعرض لضغوط العمل المستمرة والمفرطة. وتتمثل أعراضه في الشعور بالإرهاق العاطفي، وتدني الشعور بالإنجاز، والتباعد عن العمل، بالإضافة إلى التعب الجسدي، وضعف المناعة، وتغير عادات النوم.
غالبا ما يرتبط تعريف الاحتراق الوظيفي بأنه نتيجة تراكمية من الآثار سلبية على صحة الانسان وعلى علاقاته الاجتماعية والإنسانية والعاطفية وأول من يتأثر هو محيطه القريب من الأسرة ثم الجيران والأصدقاء.. ولكن هل من الممكن ان يصل الانسان إلى هذه المرحلة كنتيجة حتمية لطبيعة العمل في الحياة العصرية التي تتسم بالسرعة وتداخل المسؤوليات وتفاقم المهام وتقلص الوقت المتاح لانجازها.. أم أن هناك سبيلا لأن يخوض الإنسان معترك هذه الحياة العملية مع القدرة على الحفاظ على اتزان في حالته النفسية والصحية وبالتالي دون أن تتأثر حياته بصورة سلبية على المستويات التي تم التنويه عنها في السابق من حالته الصحية والنفسية وكذلك علاقاته الاجتماعية.
كثيرة هي الأبحاث التي قام بها علماء النفس المتخصصين عن الاحتراق الوظيفي أو ما يعرف عبر التاريخ، بمتلازمة الاحتراق النفسي بصفة عامة، وقد كان الطبيب والمعالج النفسي هربرت فرودنبرجر من أوائل من أجرى أبحاثَا على متلازمة الاحتراق النفسي. ويعد بحثه بعنوان «الاحتراق النفسي لدى العاملين» المنشور عام 1974، أول محاولة لتوصيف هذه الحالة الوجدانية، وفيه أشار، إلى مصطلح «متلازمة الاحتراق النفسى Burnout syndrome»، أنه حالة من الإنهاك يتعرض لها العاملون المعالجون في العيادات المجانية، المستهلكون مهنيَا وانفعاليَا والذين يتعاملون مع مرضى الإدمان. وقد عرًف هذا الاحتراق على أنه فقدان الدافعية لدى الشخص تجاه عمله، لاسيما عندما لا يؤدى انخراطه الشديد في العمل إلى النتائج المتوقعة.
ختاماً: في وقتنا الراهن ومع انتشار الكثير من الحالات الخارجة عن السلوك الطبيعي بين أفراد يعلمون في مهن عالية الضغط يفترض منهم إعادة النظر في الأولويات فلا شيء يجب ان يتفوق على أهمية صحتك النفسية والبدنية وكذلك علاقات الإنسانية، وبالتأكيد أن التنظيم هو مفتاح النجاح في تجاوز أي تحديات عملية ووقتية بالتالى يمكن أن تكون منجز وفي ذات الوقت تستمتع بالاستقرار والأمان في حياتك.
amg91@outlook.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *