يُعد القطاع المصرفي السعودي من أكثر القطاعات المالية متانة واستقرارًا في المنطقة والعالم أيضاً، وقد أثبت خلال السنوات الأخيرة قدرة عالية على التكيّف مع التحديات الاقتصادية العالمية، مدعومًا بسياسات تنظيمية صارمة، ورؤية استراتيجية طموحة تقودها «رؤية السعودية 2030».
أسس متينة
يقف البنك المركزي السعودي «ساما» على رأس المنظومة المصرفية، ويضطلع بدور رئيسي في ضبط السياسات النقدية والرقابة على المصارف.. فيما يتّسم النظام المصرفي في المملكة بوجود لوائح تنظيمية حديثة ومواكبة لأفضل المعايير الدولية، وهو ما أكسب المصارف السعودية ثقة محلية ودولية.
ووفقًا لتقارير مؤسسات مالية عالمية؛ يُصنّف النظام المصرفي السعودي بين الأكثر أمانًا واستقرارًا في المنطقة والعالم أيضاً، ويُعد من الأنظمة القليلة التي نجت من الأزمات المالية العالمية دون أن تتعرض لهزات تذكر.
وتشهد المصارف السعودية نموًا مطّردًا في أصولها وأرباحها، مدعومة بارتفاع الطلب على التمويل، خاصة في قطاعات الإسكان والتجزئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما تلعب البنوك دورًا مهمًا عبر المساهمة في تمويل مشاريع البنية التحتية العملاقة التي أطلقتها الحكومة ضمن رؤية 2030.
وفي ذات السياق؛ بلغت أرباح البنوك السعودية مستويات قياسية في السنوات الأخيرة، في ظل ارتفاع معدلات الإقراض، وتوسع رقعة الخدمات الرقمية، وانخفاض نسب التعثر مقارنة بالمتوسط الإقليمي.
التحول الرقمي.. ودعم الاقتصاد
وبرزت المصارف السعودية كقوة فاعلة في التحول الرقمي، حيث استثمرت بشكل كبير في تطوير قنواتها الإلكترونية والتطبيقات البنكية، وقد أسهمت هذه الخطوة في تعزيز الشمول المالي، وتقليل الاعتماد على المعاملات النقدية.
كما دعمت «ساما» نمو قطاع التقنية المالية؛ من خلال تمكين شركات ناشئة من تقديم خدمات مالية مبتكرة، مثل المحافظ الإلكترونية، وحلول الدفع الرقمي، والتمويل الجماعي.
ويلعب القطاع المصرفي دورًا رئيسيًا في تحقيق أهداف رؤية 2030، عبر تمويل المشاريع الاستراتيجية، ودعم مبادرات التوطين، وتمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة، كما يسهم في تحفيز الاستثمارات الأجنبية من خلال بيئة مالية مستقرة وجاذبة.
وتؤكد تقارير دولية موثوقة، أن القطاع المصرفي السعودي مؤهل لمواصلة النمو، حتى في ظل التحديات الجيوسياسية أو تقلبات أسعار النفط، نظرًا لقوة قاعدة رأس المال، والسيولة العالية، وكفاءة إدارة المخاطر.
ختاماً.. يمثل القطاع المصرفي السعودي حجر الزاوية في الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة، وبينما تمضي المملكة قدمًا نحو التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي، يُتوقع أن يتعاظم دور المصارف في قيادة التمويل والاستثمار، مع الحفاظ على قوة الأداء واستقرار النظام المالي.
shujaa5@hotmail.com