القبيلة مكون أساس من مكونات المجتمع، ولذلك لابد من المحافظة على هذا المكون والرقي به، وتقديم ما يدعم إنسانه ويرقى به.
أين الجهود المقدمة للرقي بأبناء وبنات القبائل من شيوخها ورجال أعمالها ومبدعيها؟
وعلى رأس ذلك إنشاء الصناديق العائلية التي تسهم في كفالة المحتاجين ورعاية الأيتام، وتقدم جوائز التفوق العلمي فترقى بابن القبيلة ومن ثم بالقبيلة، ومن كان يفكر بالصعوبات التي ستواجهه سيخسر قبل قبيلته الكثير.
الخلل واضح في ترتيب الأولويات لدى بعض القبائل، فالانشغال بما يفرّق ولا يجمع، ويؤخر ولا يقدم، ويجعل البعض أسير الماضي لا يحقق الكثير، فإنما القبائل بحاضرها ومستقبلها.
عندما نقرأ سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم نرى اهتماماً بالقبيلة وحرصاً عليها، سواء قبيلته قريش، أو بالقبائل الأخرى التي عرض نفسه عليه طوال سنوات دعوته، من السنة الرابعة من النبوة، وفي سنة ذي القعدة سنة عشر استغل موسم الحج فعرض الإسلام على القبائل والأفراد، قبيلةً قبيلة، يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إليه، وبدأ يطلب منهم من هذه السنة أن يؤووه وينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به.
حتى بلغ عدد القبائل التي عرض نفسه عليها أكثر من خمس عشرة قبيلة: بنو عامر بن صَعْصَعَة، ومُحَارِب بن خَصَفَة، وفزارة، وغسان، ومرة، وحنيفة، وسليم، وعَبْس، وبنو نصر، وبنو البَكَّاء، وكندة، وكلب، والحارث بن كعب، وعُذْرَة، والحضارمة، وقد تلقّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ردوداً لا تليق من بعض القبائل ومع ذلك استمر، فقد أتى بطناً من قبيلة بني كلب يقال لهم: بنو عبد الله، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، حتى إنه ليقول لهم صلى الله عليه وآله وسلم: “يا بني عبد الله، إن الله قد أحسن اسم أبيكم”، وجاء إلى بني حنيفة فأتاهم في منازلهم ودعاهم إلى الله وكان ردهم قبيحاً ومع ذلك لم يتراجع صلى الله عليه وآله وسلم.
إذن قبائلنا بحاجة إلى عقلائنا وأصحاب الرأي فينا، ولا يجب أن نتخلى عنها مهما ظننا أننا نستطيع الابتعاد عنها.
فقبيلتك هي اسمك واسم ابنائك أردت أو لم ترد.