التأثير والابتكار في التعليم الجامعي

syalaboud@iau.edu.sa
لا يختلف اثنان على المكانة العلمية المرموقة التي تحظى بها جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، ومنذ انتسابي لها ألمس التمّيز النوعي في البرامج التي تطلقها والمبادرات التي تحتضنها؛ سعيًا لتكون مساحة رحبة وثرية لتلاقي الخبرات، واكتساب التجارب، ونقل المعارف، وإضافة القيمة الحقيقية التي نعمل دومًا لخلقها في منظومة التعليم والبيئة الأكاديمية الجامعية.

منذ أيام، اختتمت عمادة تطوير التعليم الجامعي منتدى ممارسات التعليم والتعلم المبتكرة والمؤثرة لعام 2025، حيث يعتبر منصة لعرض ومشاركة الممارسات التعليمية الاستثنائية في التعليم الجامعي مع المجتمع الأكاديمي؛ بهدف تعزيز التعاون والتفاعل بين أعضاء هيئة التدريس، بما يشجع على تبادل الأفكار والرؤى المبتكرة التي تسهم وبشكل فاعل في تنمية التعليم الجامعي والارتقاء به.

إن التقاء العقول المخضرمة والأخرى الشابة بيئة أكاديمية خصبة لتلاقح الأفكار، ويمنح العملية التعليمية زخمًا متجددًا يوازن بين عمق الخبرة وحيوية التجديد، فتتشكل من هذا التلاقي مسارات جديدة للتطوير الأكاديمي تعكس روح الجامعة وتطلعاتها نحو المستقبل.

أدرك دور عضو هيئة التدريس الكبير في العملية التعليمية، وأؤمن أيضًا أنه بحاجة لاطلاع مستمر على ممارسات تعليمية في اختصاصه وخارجه؛ ليجدد، ليواكب، ليضيف المعنى، ليجعل القاعة الدراسية فضاءً للابتكار والإبداع، والحرم الجامعي بيئة نابضة بالحوار والتفاعل، حيث تنمو الأفكار وتتوسع آفاق المعرفة بما يتجاوز حدود التخصصات، وهذا ما يميز المنتدى أنه جمع التخصصات العلمية المتنوعة على طاولة واحدة، ومسرح واحد، مما أتاح فرصة لتبادل الخبرات وتوسيع زوايا النظر بين مجالات تبدو متباعدة في ظاهرها، لكنها تتكامل عند بحثها في سياق واحد، مما يعزز فرص الابتكار وصياغة حلول تعليمية أكثر شمولًا وتأثيرًا.

تنظيم المنتدى في باكورة العام الجامعي، تكريم التخصصات العلمية التي حققت نتائج متميزة في اختبار الرخصة السعودية لمزاولة المهنة واختبار جاهزية لطلبة وخريجي مؤسسات التعليم العالي، اللقاء المفتوح بقادة الجامعة، عرض الفكرة المميزة، تقدير السؤال العالق في الذهن حول كيفيتها ونتائجها، كلها وأكثر تسهم في رسم بداية مشرقة لعام جامعي أكثر عطاء وأعمق أثرًا، وتمنح أعضاء هيئة التدريس دافعًا متجدّدًا للابتكار والتطوير، بما يواكب تطلعات الجامعة ويعزز التفاعل الأكاديمي.

كل الطموح أن تستمر مثل هذه المبادرات، وأن تُطبق الممارسات ويحصد ثمارها، والأمل دومًا بأن تشكل هذه الجهود نقطة انطلاق نحو تعليم يُنمّي الفكر، ويثري الخبرة، ويؤهل جيلًا متميزًا ليبني وطنه، وينهض به، وينافس بعلمه ومهارته العالم – بمشيئة الله -.

syalaboud@iau.edu.sa

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *