وول ستريت جورنال: السعودية تتحول من النفط إلى «قوة شمسية عظمى»

سلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير لها، الضوء على الطفرة التي حققتها السعودية فيما يتعلق بتنويع مصادر الطاقة، مشيرة إلى أنه رغم الوفرة النفطية التي تتمتع بها المملكة، فقد تحولت إلى واحدة من من أسرع دول العالم نموًا في مجال الطاقة الشمسية.

ويأتي ذلك في وقت تستهدف فيه المملكة توفر 50% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول 2030، وترى أن أشعة الشمس ستساعدها على تحقيق هذا الهدف في ظل الطلب المتزايد، خاصة مع التوسع السياحي الكبير، وتزايد عدد المصانع، ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التي تحتاج كمًا وفيرًا من الطاقة.

إنجازات تقلب التوقعات

أشار التقرير إن التقدم في مجال الطاقة الشمسية كان بطيئًا لسنوات، لكن هذا الوضع تغير جذريًا هذه الآونة، حيث وُضع تعزيز الطاقة النظيفة ركيزة أساسية ضمن رؤية 2030 لتنويع اقتصاد المملكة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “جيم تشينجر سولار” الأمريكية لأجهزة توجيه الألواح الشمسية، أندرو ووردن، إن خطط السعودية في مجال الطاقة المتجددة بدت بعيدة المنال عندما سمعنا بها قبل نحو عقد من الزمان. لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت سوقًا حيوية، وهي الآن تضاعف حجمها لتلبية الطلب.

وأعلنت 3 شركات سعودية، من بينها “أكوا باور“، في يوليو الماضي أنها ستستثمر 8.3 مليار دولار في مشاريع طاقة متجددة بقدرة 15 جيجاواط، معظمها من الطاقة الشمسية، إلى جانب بعض طاقة الرياح. هذا بالإضافة إلى مشاريع أكبر قيد الإنشاء حاليًا، وفقًا لشركة الأبحاث “ريستاد إنرجي”.

وتتوقع “ريستاد” أن هذا التقدم الكبير من شأنه أن يضع السعودية ضمن أكبر 5 أسواق عالمية للطاقة الشمسية بحلول 2030.

تقليل تكاليف الاستثمارات الضخمة

باعت شركة أكوا وغيرها مؤخرًا كهرباء بأقل من 1.3 سنت للكيلوواط/ساعة (ما يكفي لتشغيل ميكروويف لمدة ساعة)، أي ما يقارب ثلث الأسعار في إسبانيا، وهي الأدنى في أوروبا.

وتعد هذه نقطة مُشرقة لمشاريع تطويرية مُكلفة، مثل خطة بناء 50 فندقًا فاخرًا على مساحة تزيد عن 10,000 ميل مربع من جزر البحر الأحمر وساحله. وصرح مُتحدث باسم مشروع السياحة بأن الفنادق الخمسة التي تم افتتاحها حتى الآن تعمل بنظام الطاقة الشمسية والبطاريات الذي ركبته شركة أكوا باور.

من السعودية إلى الخليج وحتى أوروبا

تتجاوز طموحات السعودية في مجال الطاقة النظيفة حدود الخليج، إذ تمتلك شركة “أكوا باور” محفظة متنامية من مشاريع الطاقة في أفريقيا وآسيا. وتعمل الشركة على بناء أكبر منشأة في العالم لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج وتصدير الهيدروجين. وفي يوليو الماضي، أعلنت الشركة أنها تدرس فكرة إرسال الكهرباء إلى أوروبا ضمن تحالف يضم مزودي تقنيات النقل وشركات طاقة أوروبية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *