ندرك ماهية الاتزان الرقمي، ونحن نتعمق في عوالم متجددة بوتيرة متسارعة، إلا أن دراسة بحثية ألقت بظلالها على الأسر السعودية لمعرفة مستويات الاتزان التي وصلنا إليه، في الوقت الذي استوقفنا وقع الأرقام والنتائج والتوصيات أيضًا، وذلك خلال المتابعة المستمرة لأعمال قمة «سينك» التي عُقدت على هامش الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات 2025 في العاصمة الرياض بتنظيم من هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية مؤخرًا، كشف القائمين على القمة تقرير جيل ألفا وهو الأول من نوعه، والذي أعده مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، حيث شكّلت نتائجه ناقوس خطر طرق أبواب أولياء الأمور والمعنين، من أجل الإجابة على «من يحمي الجيل القادم؟».
الادخار والاستثمار في العقل البشري والحفاظ على مكانته، يضعنا أمام مفترق طرق، لاسيما أننا نقف أمام محتوى رقمي هائل ذات معيار عالمي، وهنا يصبح التقليد أو العدوى لتفشي التقنية هو الفيصل في الاستخدام، فالدراسة التي أعدها «إثراء» عبر مبادرته «سينك»، كشفت عن ارتفاع نسبة حصول جيل ألفا على أجهزة ذكية، في حين أن آباء وأمهات من أطفال جيل ألفا شاركوا بها، و عبروا عن قلقهم؛ بسبب الذكاء الاصطناعي لما له من تأثير على المستقبل الوظيفي.
وبعد قراءة بعض الحقائق لتقرير جيل ألفا التي أُعلنت خلال القمة، تبين بأن 35 % فقط يفرضون قيودًا على استخدام أولادهم لتطبيقات ومواقع مقارنة بـ 48 % عالميًا، إذ أوصت الدراسة التي استهدفت أكثر من 750 مشارك من أولياء أمور ومعلمين، بالتعاون بين مختلف القطاعات؛ لصياغة استراتيجيات تواكب تطلعات المستقبل، وتحمي الأطفال وتعزز استقلاليتهم وسط عالم رقمي شاسع، بحسب رئيس مبادرة الاتزان الرقمي «سينك» الدكتور فهد البياهي خلال مشاركته في أعمال القمة.
مما يمكننا الإشارة إليه بأن «سينك» هي مبادرة أطلقها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» عام 2021، تهدف إلى بناء عالم يتحكم فيه كل فرد بحياته الرقمية. وتعتمد المبادرة على أبحاث موسعة بالتعاون مع جهات عالمية لفهم تأثير التقنية على حياتنا، وتحويل هذه المعرفة إلى حملات توعية، وأدوات، وتجارب، ومحتوى تعليمي وبرامج تهدف إلى رفع الوعي العالمي بهذا المجال.
S_alduhailan@hotmail.com