مع اقترابنا من انتهاء الربع الثالث من عام 2025، والجميع من مهتمين ومستثمرين ومطورين عقاريين يتساءلون كيف سيبدو سوقنا العقاري في الربع الأخير من عام 2025، هل سيواصل نموه؟ وهل يفضل الاستمرار في الاستثمار فيه؟ أم يتأثر السوق العقاري بالتحديات؟ فنقول للجميع بأن السوق العقاري السعودي يعد واحدًا من أسرع الأسواق العقارية نموًا في المنطقة، مدفوعًا برؤية 2030 التي تهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، وتعزيز الاستثمار الاجنبي فيه، وفيه يتم زيادة نسبة تملك المواطنين للسكن.
من خلال هذا المقال سوف أوضح وبنظرة عامة على آخر تطورات سوقنا العقاري والاتجاهات المتوقعة التي تشكل مستقبل هذا السوق، حيث وجه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- وزارة البلديات والإسكان بطرح خرائط النطاقات الجغرافية الخاضعة لتطبيق رسوم الأراضي البيضاء في مدينة الرياض، ويأتي ذلك الإعلان ضمن حزمة من القرارات التي وجه بها سموه الكريم في وقتٍ سابق من هذا العام، بهدف ضبط إيقاع النشاط العقاري وتحفيز التطوير العمراني في المدينة، والتي شملت تحديث رسوم الأراضي البيضاء، ورفع الإيقاف عن عدد من المخططات، إلى جانب طرح أراضٍ للمواطنين بسعر 1500 ريال للمتر وفق اشتراطات محددة، وتنظيم العلاقة التعاقدية بين المؤجر والمستأجر، كما يأتي ذلك التوجيه استكمالًا لجهود القيادة الرشيدة الرامية إلى معالجة التشوهات في السوق العقاري، وتحفيز تطوير الأراضي غير المستغلة داخل النطاقات العمرانية المستهدفة، بما يسهم في زيادة المعروض من الأراضي المطورة، وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، والحد من الممارسات الاحتكارية، وتوفير الخيارات السكنية المناسبة للمواطنين بأسعار مناسبة.
وكما يعرف الجميع بأن رؤية المملكة 2030 اشتملت على العديد من التسهيلات والإصلاحات الاقتصادية والتنظيمية في السوق العقاري وكذلك البرامج التي توفرها الحكومة للمستثمرين والمواطنين لزيادة تملك المواطنين للعقارات حيث ارتفعت في الفترات الأخيرة معدل الطلب على العقارات السكنية وذلك بسبب النمو السكاني المتزايد وذلك من خلال برنامج «سكني» الذي ساهم في زيادة معدلات التملك للمواطنين، وكذلك من وجود العديد من الخيارات العقارية مثل الشقق السكنية والفلل وغيرها.
ولا ننسى بأن زيادة الاستثمارات الحكومية والخاصة في البنية التحتية والمشاريع الضخمة تعزز من جاذبية السوق، كل ذلك ساهم في دعم ونمو القطاع العقاري وشجع على زيادة الاستثمار الاجنبي في السعودية، ولا ننسى إطلاق العديد من المشاريع العقارية الكبرى خلال السنوات الأخيرة والتي تجمع بين التكنولوجيا والاستدامة ومن أبرز تلك المشاريع مشروع نيوم والبحر الأحمر ومشروع الرياض الخضراء الذين ساهموا بشكل كبير في دعم الاستثمار في السوق العقاري السعودي.
k_barshaid@yahoo.com