كشفت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» عن ابتكار نظام AirGo الهجين لرصد جودة الهواء، الذي يجمع بين تقنيات الرصد المتنقلة والثابتة في خطوة رائدة نحو بناء مدن ذكية ومستدامة.
ويتميّز النظام بوحداته المعيارية منخفضة التكلفة والقابلة للتكيّف، والتي تعمل بالطاقة الشمسية وتضم أجهزة استشعار لقياس الجسيمات العالقة والغازات ودرجات الحرارة والرطوبة والضغط الجوي.
مراقبة واسعة
أوضح يوري تسيبان، طالب الدكتوراه في الهندسة الحيوية بكاوست، أن خاصية التنقل في النظام تمكّنه من مراقبة مناطق واسعة وتحديد المشكلات البيئية بدقة، لافتًا إلى أن AirGo مزوّد بنظام تحديد المواقع العالمي «GPS» ونظام الاتصالات الخلوية لإرسال البيانات الفورية عبر السحابة الإلكترونية، ما يمنح المستخدمين لوحات بيانات مباشرة وتنبيهات آنية.
ويشارك في تطوير التقنية فريق متعدد التخصصات من كاوست يضم: البروفيسور خالد نبيل سلامة «قسم الهندسة الكهربائية والحاسوبية»، والبروفيسور إبراهيم حطيط «قسم هندسة وعلوم الأرض»، وأخصائي الأبحاث إيكهارد لو رو، إلى جانب الفني السابق ألكساندر بريزبش، والمصممة السابقة لتجربة المستخدم داليا خوجة.
رصد ملوثات الهواء
يتيح النظام تثبيت وحداته على المركبات مثل السيارات والحافلات، أو على مواقع ثابتة كأعمدة الإنارة، لرصد ملوثات الهواء بما يشمل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت والأوزون والأمونيا، إضافة إلى الجسيمات الدقيقة وفائقة الدقة ذات التأثير المباشر على صحة الإنسان.
وأشار تسيبان إلى أن التصميم المعياري لـ AirGo يسمح بتخصيص أجهزة الاستشعار وفق الملوثات المستهدفة والبيئة المراد مراقبتها، ما يجعله بديلاً مرنًا وعمليًا للأنظمة الثابتة التقليدية محدودة النطاق.
اختبارات مكثفة
كما أكد أن التقنية حققت المستوى السادس «TRL6» في سلم جاهزية التكنولوجيا بعد خضوعها لاختبارات مكثفة داخل حرم كاوست، وأثبتت كفاءتها في رصد العواصف الترابية وهطول الأمطار بدقة عالية.
وأضاف:“نحن بصدد بناء شراكات مع شركات تصنيع لتوسيع نطاق إنتاج AirGo وتسويقه تجاريًا خلال ال 12 إلى 18 شهرًا المقبلة، مع تحسين التصميم ليتوافق مع الإنتاج واسع النطاق”.
أداة متينة
يؤكد المشروع على التزام كاوست بدعم رؤية السعودية 2030 في الاستدامة البيئية، حيث يُعد AirGo أداة متينة وقابلة للتكيّف يمكن نشرها حتى في المناطق ذات البنية التحتية المحدودة.
كما يحظى بدعم مبادرة المناخ وقابلية العيش، إلى جانب تعاون من شركة سابتكو لتجربة النظام في البيئات الحضرية.
وبحسب تسيبان، فإن التقنية تمثل فرصة للتعاون مع الجهات الحكومية لمتابعة الامتثال للأنظمة البيئية، ومع القطاع الخاص ضمن برامج المسؤولية البيئية للشركات، ما يعزز التخطيط الحضري الذكي ويحسّن الصحة العامة وجودة الحياة في المدن السعودية.