لا تحرموهم

أبها مدينة الجمال، مدينة السياحة التي تبهر كل من يزورها بتنوعها الطبيعي وبنيتها التحتية المتطورة التي جعلت منها وجهة سياحية لا تشبه غيرها. فمن يزور أبها اليوم يجد نفسه أمام مدينة جديدة تضج بالحياة والأنشطة المتنوعة ما بين الجبال والسهول والمطلات والمطاعم والمقاهي الراقية والأسواق التي تجذب العائلات والزوار من كل مكان..
شعب أبها سر التميز:
ولا يقف سحر أبها عند طبيعتها أو مشاريعها السياحية بل يمتد إلى أهلها الذين يزيدونها جمالا وتألقا بطيبة محياهم وكرمهم الأصيل وترحيبهم الذي لا تجده في مكان آخر. فالشعب هنا جزء من التجربة السياحية بل هو العنصر الأبرز الذي يجعل السائح يعود مرة بعد أخرى.
دور القطاع الخاص في التنمية:
لكن رغم كل هذا الجمال يظل للقطاع الخاص دور مهم في إثراء النهضة السياحية فقد شاهدت أماكن ومواقع سياحية بقمم الجبال ووسط الطبيعة الخلابة في أبها تضاهي بجمالها وموقعها الجميل الوجهات السياحية العالمية تنقصها مشاريع المنتجعات أو المطاعم أو المدن الترفيهة أو غيرها من مشاريع سياحية متنوعة.
ولو كانت خارج المملكه لوجدت إقبالا كبيرا من مختلف دول العالم.
أذكر زيارتي لموقع سياحي في رجال ألمع فوجدته مكتظا بالزوار الذين استمتعوا بتجربة فريدة داخل المكان حيث التصميم المميز والطابع المختلف، لكن وسط هذه الأجواء البهيجة كان هناك ما أحزنني كثيراً وهو غياب الخدمات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
فلم أجد أي خدمات لهم، لا ممرات، ولا مصاعد، ولا طرق مسفلتة للموقع تسهل دخول الكراسي المتحركة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن الوصول والتمتع بما يتمتع به الآخرون.وهنا يبرز السؤال: لماذا تحرمونهم.. فالدولة حريصة على حقوق المواطن والمقيم وجميع الزوار، وقد وضعت استراتيجيات ومعايير واضحة تركز على جودة الحياة وتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، فكيف يغيب هذا عن بعض أصحاب المشاريع الخاصة!!
ولماذا لا تبنى هذه المشاريع بما يتوافق مع أهداف الدولة في التنميه والاستدامة السياحية وحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وشمولية الخدمات؟؟
الاستدامة السياحية ليست مجرد بناء مطعم أو منتجع جميل، بل هي منظومة متكاملة تضمن عودة السائح مرة بعد أخرى.
ختاما..
السياحة في أبها تنوع وجمال ووجهة كل عاشق للجمال والسياحة والطبيعة الخلابة.. فلا بد أن يضع بعض أصحاب المشاريع في اعتبارهم أن لكل إنسان الحق في التمتع بهذه الأماكن السياحية وإن أبها للجميع بلا استثناء، كما أن السياحة حق وليست ترفيها فقط.
moad_aziz@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *