في ظل وصول نسبة انتشار مرض السكري في المملكة إلى ما يقارب 23% من إجمالي عدد السكان، وهو ما يمثل تحدياً صحياً وطنياً كبيراً، وجهت استشارية الغدد الصماء والسكري تحذيراً مباشراً لفئة محددة من المرضى، قدرتهم بنحو 10 إلى 15% من المصابين، من مغبة تجاهل الإرشادات الطبية المتخصصة، لما قد يسببه ذلك من مضاعفات خطيرة تهدد حياتهم.
وأكدت الدكتورة ريم العامودي، استشارية الغدد الصماء والسكري بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بجدة، أنه على الرغم من أن الغالبية العظمى من مرضى السكري، الذين يشكل النوع الثاني حوالي 90% منهم، يمكنهم التعايش مع المرض بأمان عبر اتباع الخطط العلاجية، إلا أن هناك أقلية حرجة تتطلب عناية فائقة وتواجه مخاطر عالية عند أي تغيير في نمطها الغذائي أو روتينها اليومي دون استشارة طبية.
وبينت أن هناك فئات من مرضى السكري يشكل الصيام خطورة مباشرة على صحتهم، وينصح لهم طبيًا وبشدة بعدم الصيام خلال شهر رمضان المبارك.
تحديد مستوى الخطورة
وأوضحت العامودي، أن هذه الفئة عالية الخطورة تشمل بشكل أساسي مرضى السكري من النوع الأول غير المنتظمين، الذين يعانون من تقلبات حادة في مستويات السكر، والنساء الحوامل المصابات بالسكري والمعتمدات على الأنسولين.
كما تضم القائمة المصابين بأمراض مزمنة متقدمة مثل الفشل الكلوي في المرحلة الرابعة أو من يخضعون للغسيل الكلوي، بالإضافة إلى مرضى القلب الذين تعرضوا لأزمات حديثة أو لديهم فشل في عضلة القلب، وكبار السن ذوي الصحة الهشة هم أيضًا ضمن الفئات التي لا يُنصح لها بالصيام.
وأشارت إلى أن تحديد مستوى الخطورة لدى كل مريض لا يتم بشكل عشوائي، بل يخضع لنظام تقييم طبي دقيق يُعرف ب ”نظام النقاط“ «Scoring System»، والذي يصنف المرضى ضمن ثلاث فئات: منخفضة، متوسطة، وعالية الخطورة. وبناءً على هذا التصنيف، يتم وضع خطة علاجية وإرشادية شخصية لكل مريض.
أرقام حاسمة
وشددت الدكتورة العامودي على أهمية الاستشارة الطبية الاستباقية، خاصة قبل إجراء أي تعديلات كبيرة على النظام الغذائي، مؤكدة أن التقييم المسبق يمنح الطبيب والمريض فرصة كافية لضبط جرعات الأدوية ووضع برنامج تثقيفي وتدريبي واضح.
ونبهت إلى وجود أرقام حاسمة يجب على كل مريض معرفتها، حيث يعد انخفاض مستوى السكر عن 70 ملغم/ديسيلتر، أو ارتفاعه فوق 300، مؤشراً خطيراً يستدعي تدخلاً فورياً واتباع التعليمات الطبية دون أي تأخير، لتجنب الدخول في مضاعفات صحية حادة.
وأكدت على أن التعايش الآمن مع السكري، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر، يعتمد بشكل كلي على الالتزام الصارم بالإرشادات والمتابعة الدقيقة تحت إشراف طبي، محذرة من أن تجاهل هذه التعليمات ليس خياراً، بل هو مخاطرة مباشرة بالصحة.