أكد مختصون أن اليوم الدولي للعمل الخيري يعكس تحولًا نوعيًا في مفهوم العطاء، إذ بات رافدًا تنمويًا يعالج التحديات المجتمعية ويعزز قيم الاستدامة والتمكين.
وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم” بمناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري أن المملكة قدّمت تجربة ريادية جمعت بين القيم الإنسانية والحوكمة المؤسسية، عبر دمج القطاع غير الربحي في مبادرات كبرى، واعتماد الابتكار، وتفعيل دور الإعلام كشريك استراتيجي يرسّخ الثقة ويصوغ الأثر بصورة مؤثرة.
اليوم الدولي للعمل الخيري
وأكد الرئيس التنفيذي لجمعية ترميم للتنمية بمنطقة مكة المكرمة، وأحد القيادات الوطنية البارزة في مجال العمل الخيري والتنموي، الدكتور عبدالله بن علي آل دربه، أن اليوم الدولي للعمل الخيري يمثل مناسبة عالمية لتسليط الضوء على القيم الإنسانية التي توحّد المجتمعات، وتعكس جوهر المسؤولية الاجتماعية.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية قدّمت تجربة ريادية في هذا المجال، تقوم على الدمج بين المبادئ والقيم من جهة، والنماذج المؤسسية والحوكمة من جهة أخرى.
وقال د. آل دربه إن العمل الخيري في صورته الحديثة لم يعد مجرد استجابة وقتية لاحتياج مؤقت، بل أصبح رافدًا تنمويًا يُسهم في معالجة جذور التحديات المجتمعية، من خلال مبادرات نوعية تلامس الاحتياج، وتحفّز التمكين، وتبني الاستدامة.
العمل الخيري في السعودية
وأضاف: “رؤية المملكة 2030 نقلت العمل الخيري من خانة العطاء التقليدي إلى فضاء التأثير المستدام. رأينا تحولات لافتة في المفهوم والتطبيق: من موسمية التبرع إلى استمرارية الأثر، ومن الجهود الفردية إلى المنظومات التكاملية، ومن العمل الخفي إلى الحوكمة والشفافية“.
وأشار إلى أن ما تحقق من تطور في البيئة التشريعية والتنظيمية، وظهور المنصات الوطنية الرقمية، ودخول القطاع غير الربحي كشريك في التنمية، كل ذلك أسهم في إعادة تشكيل ثقافة العطاء في المجتمع السعودي، وترسيخ ثقة المجتمع بمؤسساته.
وقال أيضًا إن المملكة اليوم لا تكتفي بقيادة العمل الخيري داخليًا، بل باتت شريكًا دوليًا في جهود الإغاثة والتنمية والتمكين، مشيدًا بما تقدمه من مبادرات تتجاوز حدود الجغرافيا لتصل إلى المحتاجين حول العالم.
وشدد على أن هذا اليوم يمثل فرصة لتقدير كل فرد، وكل جهة، وكل متطوع، ساهم في صناعة الفارق، مشيرًا إلى أن العمل الخيري ليس فقط رصيدًا من الأجر، بل هو رصيد من التأثير الحضاري والقيمي، تُقاس به المجتمعات والأمم.
أهمية العمل الخيري
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لجمعية نفع الخيرية عبدالرحمن بن سعد الجهني أن النجاح الذي حققته حكومتنا الرشيدة يحفظها الله في مجال العمل الخيري، نتيجة لما يجده من دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ يحفظه الله ـ ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -يحفظه الله-
وبين أن ذلك عزز من رسالة العمل الخيري النوعي الذي يبشر بالخير والنماء من خلال خطط العمل الخيري الطموحة وحوكمتها، والتوجه لتعزيز قدرات العاملين فيه من خلال برامج استراتيجية تقوم على التدريب والتأهيل والتمكين الاجتماعي، والتعاون بين القطاعات المختلفة بالدولة.
الأمر الذي جعل المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة، المعنية برعاية الانسان، والوقوف مع المحتاجين ودعم المنصات الخيرية المنظمة لهذا العمل .
الحملة الوطنية للعمل الخيري
وثمن رئيس مجلس إدارة الجمعية عايض بن عبدالله بن درهم ما تقدمه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – يحفظهما الله- في دعم أوجه العمل الخيري.
واستشهد بدعم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على إقامة الحملة الوطنية للعمل الخيري واستمرارها منذ خمس سنوات والتي تعد تجسيداً لقيم التكاتف والعطاء وتعظيم أثره على المانح والمحتاج.