كشف مرشد سياحي عن القصة التاريخية لأحد أبرز شوارع الأحساء، موضحاً كيف وُلد ”الشارع الملكي“ الذي يربط الهفوف بالمبرز من رحم تبرع ملكي بقيمة 200 ألف ريال، قدمه الملك سعود بن عبد العزيز – يرحمه الله – عام 1374 هـ، في مبادرة غيرت ملامح المنطقة واختصرت المسافات بشكل جذري بين أكبر مدنها.
وقال المرشد السياحي عبد العزيز العمير عن القصة التاريخية لإنشاء شارع الملك سعود في الأحساء، الذي يُعرف بين الأهالي بـ ”الشارع الملكي“، مؤكداً أن هذا الشريان الحيوي لم يكن مجرد طريق، بل مشروع تنموي رائد موّله تبرع سخي من الملك سعود بن عبد العزيز – يرحمه الله – قبل نحو 70 عاماً.
تبرع ملكي
وأوضح العمير أن حكاية الشارع بدأت عقب زيارة الملك سعود للأحساء في عام 1374 هـ، حيث استقبله الأهالي بحفاوة بالغة عند ”عين أم سبعة“.
وبعد انتهاء الزيارة، قدّم الملك تبرعاً بقيمة 200 ألف ريال للجنة المنظمة للاحتفال، التي بدورها سلمت المبلغ لبلدية الأحساء، ليوجه هذا التمويل مباشرة لشق طريق رئيسي كان ضرورة ملحة في ذلك الوقت.
وأشار إلى أن هذا المشروع الاستراتيجي أحدث نقلة نوعية في المحافظة، حيث حوّل منطقة كانت في السابق مجرد مزارع متفرقة إلى شريان يربط بين أكبر مدينتين، الهفوف والمبرز، ليختصر المسافة بشكل كبير ويسهل حركة التنقل للسكان.
وأضاف أن هذا الشارع لم يكن طريقاً عادياً، بل تم تنفيذه بمواصفات هندسية متقدمة جعلته من أشهر المشاريع على مستوى المنطقة الشرقية في تلك الفترة.
معالم تاريخية مهمة
ولفت العمير إلى أن الشارع الملكي يحتضن معالم تاريخية مهمة، من بينها بوابة أثرية تُعرف بـ ”دروازة الخميس“، نسبة إلى السوق الذي كان يقام بالقرب منها.
كما يمر الشارع بالقرب من عيون مياه قديمة كانت مصدراً للحياة للأحياء المجاورة، مثل ”عين أم خريسان“ في جهة الهفوف و”عين مرجان“ الشهيرة في جهة المبرز، وينتهي عند الجسر الذي يفصل بين المدينتين، ليكمل دوره كحلقة وصل أساسية.
ويعد الشارع امتداداً طبيعياً لمسار تاريخي يبدأ من شارع الملك عبد العزيز، مروراً بسوق السويق العريق وصولاً إلى سوق القيصرية، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من النسيج العمراني والتاريخي العميق للأحساء، وشاهداً على مرحلة مهمة من تطورها ونمائها.